السلطة تحذر من أن حظر بن غفير «الإفراج المبكر» عن الأسرى سيمس بالأطفال

القرار يدخل حيز التنفيذ الجمعة متحدياً «الشاباك» والجيش وإدارة السجون

اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة بالضفة لدعم الأسرى (وفا)
اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة بالضفة لدعم الأسرى (وفا)
TT
20

السلطة تحذر من أن حظر بن غفير «الإفراج المبكر» عن الأسرى سيمس بالأطفال

اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة بالضفة لدعم الأسرى (وفا)
اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة بالضفة لدعم الأسرى (وفا)

حذرت السلطة الفلسطينية، الخميس، من قرار أصدره وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، يحظر الإفراج المبكر عن الأسرى الفلسطينيين، قائلة إنه سيمس بفرص الإفراج المبكر عن الأطفال.

وأصدرت محافظة القدس بيانا، قالت فيه إن هذا القرار من شأنه إباحة اعتقال عدد أكبر من الأطفال الفلسطينيين، خاصة المقدسيين منهم، وبالتالي حرمانهم من مقاعدهم الدراسية، وقضاء محكومياتهم في المعتقلات.

ووفق إحصائيات وحدة العلاقات العامة في المحافظة، وصل عدد المعتقلين من الأطفال، خلال النصف الأول من العام الحالي، إلى 208 أطفال، من أصل 1800 معتقل في القدس.

وكان بن غفير قد دفع هذا القانون في الأسبوع الأخير من دورة الكنيست المنعقدة في يوليو (تموز) الماضي، لكنه لم يحظ بتغطية وسائل الإعلام، وقد تمت الموافقة عليه في نفس الوقت تقريبا مع قانون «المعقولية»، وهو الجزء الأول من حزمة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل التي طرحها الائتلاف، والتي أثارت احتجاجات حاشدة.

ويفترض أن يدخل القانون، الذي رفضه رئيس «الشاباك» الإسرائيلي، رونين بار، ومسؤولون في الجيش وفي مصلحة السجون، حيز التنفيذ الجمعة.

وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير (أ.ب)
وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير (أ.ب)

وكان بار قد أعرب عن رفضه القانون الذي تقدم به بن غفير ويحظر الإفراج المبكر عن الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بتهم أمنية خفيفة، باعتبار أن ذلك «سيؤدي إلى اكتظاظ السجون».

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه بموجب القانون السابق، كان الأسرى الأمنيون الذين يقضون عقوبات تصل إلى ثلاث سنوات، عادة بسبب رمي الحجارة وحيازة أسلحة، مؤهلين للإفراج الإداري قبل عدة أسابيع من نهاية فترة محكوميتهم، لكن بن غفير أمر بوقف ذلك.

وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» و«القناة 12» أن بار أعرب عن معارضته للقانون. وكان بن غفير قد أصر على وجود مساحة كافية في السجون لإبقاء الأسرى، لكن مصلحة السجون الإسرائيلية أكدت أن الأمر ليس كذلك.

من الممارسات المألوفة للإسرائيليين ضد الأطفال الفلسطينيين (رويترز)
من الممارسات المألوفة للإسرائيليين ضد الأطفال الفلسطينيين (رويترز)

وقال مسؤولون كبار داخل مؤسسة الجيش لصحيفة «يسرائيل هيوم»، إن القانون سيضر بقدرة قوات الأمن على اعتقال المتورطين في قضايا أكثر خطورة، كونَها تتعامل بالفعل مع عدد كبير من السجناء وسط موجة الهجمات المستمرة.

ونُقل عن مسؤولين كبار في مصلحة السجون، قولهم إن «الوضع خطير، وهذه أزمة وطنية وكارثة حقا».

وردت مصادر لم تذكر اسمها قريبة من بن غفير، لـ«القناة 12»، بأن الوزير لن يستمر في هذه السياسة، واتهمت قائد مصلحة السجون بـ«الخضوع للسجناء الأمنيين».

وردا على تقرير صحيفة «يسرائيل هيوم»، قال بن غفير: «لست مستعدا أن تكون خلال فترة ولايتي، أحكام مختصرة لأولئك الذين يعملون على محو دولة إسرائيل».

وأضاف: «في الوقت نفسه، وفي ضوء الاكتظاظ وحقيقة أن مصلحة السجون لا تستطيع التعامل مع العبء، سيتم منح إفراج إداري للأشخاص الذين يرتكبون جرائم جنائية بسيطة. أما الإرهابيون من السجناء والمعتقلين الأمنيين، فسيكون لهم دائما مكان في السجون».

وبالإضافة إلى «الشاباك» والجيش ومصلحة السجون، قالت عضو الكنيست من حزب «يش عتيد» ميراف بن آري، الرئيسة السابقة للجنة الأمن العام في الكنيست، إن «القرار الشعبوي وغير المسؤول الذي اتخذه بن غفير بإلغاء الإفراج الإداري عن السجناء الأمنيين المحكوم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، دون توفير إمكانات إضافية للسجون، يزحم السجون الأمنية، ولا مجال الآن لوضع سجناء أكثر خطورة».

وتواجه إسرائيل تحدياً للالتزام بالشروط التي حددها حكم المحكمة العليا لعام 2017، الذي أمر الدولة بتوفير مساحة لا تقل عن 4 أمتار مربعة لكل أسير، وهو رقم لا يزال أقل بكثير من متوسط 8-9 أمتار مربعة في العالم الغربي والدول المتقدمة.



مسيحيو سوريا يستعدون لعيد الفصح وسط حماية أمنية مشددة

بطريركية الروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يقود موكب أحد الشعانين (البطريركية)
بطريركية الروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يقود موكب أحد الشعانين (البطريركية)
TT
20

مسيحيو سوريا يستعدون لعيد الفصح وسط حماية أمنية مشددة

بطريركية الروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يقود موكب أحد الشعانين (البطريركية)
بطريركية الروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يقود موكب أحد الشعانين (البطريركية)

أحيت الطوائف المسيحية في سوريا طقوس أحد الشعانين السابق لأحد عيد الفصح الذي يصدف الأسبوع المقبل، وسط إجراءات أمنية مشددة، في محيط الكنائس بالمدن السورية من دمشق إلى حلب وطرطوس واللاذقية في الساحل السوري، لتقام الصلوات والطقوس الدينية.

الإجراء يعد تحدياً للمخاوف الأمنية التي لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على السوريين بعد سقوط نظام الأسد، وما تلاها من حملات تجييش على خلفية الحوادث الدامية التي وقعت في مناطق الساحل السوري في مارس (آذار) الماضي، واستمرار حوادث العنف والانتقامات والخطف المتفرقة نتيجة انتشار السلاح وعصابات الخطف في مناطق مختلفة من البلاد.

أحد الشعانين في طرطوس وانتشار الأمن (أخبار طرطوس)
أحد الشعانين في طرطوس وانتشار الأمن (أخبار طرطوس)

مصادر كنسية في دمشق أكدت وجود مخاوف جدية لدى الكنائس (السورية) من حصول حوادث أمنية تستهدف التجمعات لزعزعة الاستقرار. وقال الأب سلامة سمعان في بطريركية الروم الكاثوليك لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن لدى الجميع وليس فقط المسيحيين مخاوف من مجهولين يقومون بأعمال عنف واعتداءات، والخوف يزداد عند حصول تجمعات كبيرة، فمن شأن أي حادث مهما كان بسيطاً أن يثير البلبلة».

ولفت الأب سمعان إلى أن الكنيسة كانت ترغب بتجنيب السلطات أعباء إضافية لتأمين التجمعات في هذا الوقت الصعب والحساس، الذي تتعرض فيه السلطة الجديدة لضغوط كبيرة، بأن تبقى الاحتفالات داخل الكنائس، إلا أن السلطات الأمنية تواصلت معها قبل أيام، وطلبت أن يتم الاحتفال، كما جرت العادة، على أن تقوم قوى الأمن بتأمين الحماية اللازمة.

الأمن في محيط الكنائس في اللاذقية (الإخبارية السورية)
الأمن في محيط الكنائس في اللاذقية (الإخبارية السورية)

وأضاف أنه تم اتخاذ إجراءات مشددة، من حيث تطويق المناطق في محيط الكنائس الكبرى، وانتشار عناصر الأمن في الحارات بالتنسيق مع لجان الأحياء، بالإضافة إلى تفتيش السيارات، وقطع الطرق التي تمر فيها المواكب ومنع تجول الدراجات النارية فيها.

وأكد الأب سلامة أن الاحتفالات تمت بسلام بفضل تضافر الجهود بين الأهالي وإدارة الأمن العام التي بذلت جهوداً كبيرة لتجري الاحتفالات كالعادة، حيث خرجت من باحات الكنائس إلى الشوارع المحيطة، مواكب «زياح» الشعانين وفرق الكشافة، وجالت وعزفت الموسيقى في أحياء باب شرقي وباب توما في مدينة دمشق القديمة وحي القصاع بمشاركة واسعة من الرعية.

بدوره، لفت الأب فادي الحمصي إلى أن إعادة عناصر الشرطة المنشقين السابقين ونحو خمسمائة عنصر من الشرطة مؤخراً إلى عملهم، عوّضت النقص في كوادر الشرطة وأسهمت في الحد من الفوضى التي تزايدت في شوارع دمشق في الفترة الماضية، كونهم متمرسين بعملهم ولديهم خبرة طويلة في ضبط أمن بالعاصمة. وقال بدأنا «نشعر بعودة التنظيم للحركة المرورية في الأيام الأخيرة وظهر عملهم بوضوح خلال الاحتفالات».

الوزيرة هند قبوات في لقاء مع البطريرك يوحنا العاشر يازجي (وزارة الشؤون)
الوزيرة هند قبوات في لقاء مع البطريرك يوحنا العاشر يازجي (وزارة الشؤون)

وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، قامت بزيارة إلى بطريركية الروم الأرثوذكس في دمشق، عشية أحد الشعانين، والتقت البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. وتم التأكيد خلال اللقاء على «وحدة الشعب السوري بكل أطيافه وأهمية تعزيز الشراكة بين جميع المكونات الوطنية لمنع الفتن والطائفية، وتسريع وتيرة التنمية وبناء مجتمع متماسك»، وفق ما أفادت وسائل الإعلام السورية الرسمية.

وأقيمت في جميع الكنائس السورية التي تتبع التقويم الغربي والشرقي، الأحد، صلوات وقداديس أحد الشعانين، الذي تصادف احتفالهما هذا العام في اليوم ذاته، فخرجت مواكب فرق الكشافة كبيرة في شوارع مدينة حلب شمال سوريا، كما شهدت مدن أخرى إحياءً لطقوس الشعانين وسط اهتمام أمني ملحوظ. وأظهرت الصور القادمة من مدينتي طرطوس واللاذقية على الساحل السوري انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن في محيط الكنائس، فيما قام الأهالي بتقديم التهنئة للمسيحيين ومشاركتهم الاحتفال. وقال زيد حربا عضو فريق «سامي» التطوعي في مدينة القصير بريف حمص الغربي إن أعضاء الفريق ذهبوا إلى كنيسة القصير واحتفلوا مع أصدقائهم بالمناسبة.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن عظات رجال الدين المسيحي بهذه المناسبة شددت على ضرورة تكاتف السوريين في هذه «المرحلة المصيرية، ‏والوقوف إلى جانب بلدهم، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار وإعادة ‏الإعمار للوصول إلى سوريا الجديدة التي يطمح إليها جميع السوريين». ‏