السوفيات عرقلوا مبادرة سعودية لمنع اجتياح لبنان


عنصر أمن فرنسي (بالنظارات) خلال مرافقة موكب يضم ياسر عرفات في أثناء انسحابه من بيروت عام 1982 (غيتي)
عنصر أمن فرنسي (بالنظارات) خلال مرافقة موكب يضم ياسر عرفات في أثناء انسحابه من بيروت عام 1982 (غيتي)
TT
20

السوفيات عرقلوا مبادرة سعودية لمنع اجتياح لبنان


عنصر أمن فرنسي (بالنظارات) خلال مرافقة موكب يضم ياسر عرفات في أثناء انسحابه من بيروت عام 1982 (غيتي)
عنصر أمن فرنسي (بالنظارات) خلال مرافقة موكب يضم ياسر عرفات في أثناء انسحابه من بيروت عام 1982 (غيتي)

لم يشكّل الاجتياح الإسرائيلي للبنان، عام 1982، مفاجأة. فقد كان الفلسطينيون على دراية بالتحضيرات له، قبل حصوله بعام.

في إطار الشهادات التي تنشرها «الشرق الأوسط» عن صيف الاجتياح، يكشف هاني الحسن، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عن معلومات تجمعت في 1981 تفيد بأن «إسرائيل تعدّ لعدوان واسع على لبنان بهدف ضرب الوجود العسكري للمقاومة». يقول إن قيادة منظمة التحرير توجهت إلى السعودية وأطلعت المسؤولين فيها على ما تملكه من معلومات. كان التجاوب السعودي سريعاً وكاملاً، وهكذا تبلورت مبادرة ولي العهد السعودي آنذاك الأمير فهد بن عبد العزيز. يجزم الحسن «أن الهدف من المبادرة كان من أجل امتصاص الحرب المقبلة في لبنان ومنع حصولها. الواقع أن المبادرة تعثّرت لأن الاتحاد السوفياتي أصدر أوامره بعرقلتها... وكلنا يعلم ماذا جرى في القمة العربية في فاس».

أما فؤاد بطرس، وزير الخارجية اللبناني السابق، فيلخص المشكلة التي واجهها لبنان قبل الاجتياح الإسرائيلي بالقول: «كانت (دولة ياسر عرفات) أقوى على أرض لبنان من الدولة اللبنانية». ويضيف أن «عرفات لم يكن مستعداً للتخلي عن هذه الورقة».

أما مدير المخابرات في الجيش اللبناني آنذاك، العقيد جوني عبده، فيقول إن المخابرات اللبنانية تلقت في الشهور الأولى من عام 1982 معلومات عن استعدادات إسرائيلية لتنفيذ عملية اجتياح واسعة قد تصل إلى بيروت. نُقلت هذه المعلومات للجانب السوري الذي لم يأخذ بها، ربما لأنها أتت من جهاز أمني لبناني لم يكن آنذاك على علاقة جيدة بهم.



ممثل فصيل عراقي في إيران: واشنطن تسعى لتهميش «الحشد»

صورة متداولة لأحد عناصر الفصائل العراقية المسلحة
صورة متداولة لأحد عناصر الفصائل العراقية المسلحة
TT
20

ممثل فصيل عراقي في إيران: واشنطن تسعى لتهميش «الحشد»

صورة متداولة لأحد عناصر الفصائل العراقية المسلحة
صورة متداولة لأحد عناصر الفصائل العراقية المسلحة

بينما رحبت قوى سياسية عراقية -ولا سيما تلك القريبة من طهران- ببدء المفاوضات الأميركية- الإيرانية، خرج ممثل فصيل «النجباء» في إيران، عباس الموسوي، متهماً الولايات المتحدة الأميركية، اليوم (الأحد) بممارسة ضغوط على الحكومة العراقية، بهدف تهميش «الحشد الشعبي».

وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أكدت في بيان لها، عشية انتهاء جولة المفاوضات الأولى بين طهران وواشنطن، موقف العراق الثابت والداعم لـ«الدبلوماسية والحلول التفاوضية»، بوصفها السبيل الأمثل لـ«حل الخلافات وتعزيز الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي».

الموسوي في تصريحات له نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، قال إن «قوات (الحشد الشعبي) كانت ولا تزال جزءاً لا يتجزأ من القوات المسلحة العراقية».

وأضاف: «(الحشد) مؤسسة رسمية ومستقلة، بإشراف رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية، منذ تأسيسها وحتى اليوم»، مردفاً بالقول إنه «مع صدور القانون الجديد، فإن قوات (الحشد) سوف تتمتع باستقلال نسبي، وسوف تستمر في الخضوع لإشراف رئيس مجلس الوزراء العراقي، وليس الجيش».

وتابع الموسوي القول: «لقد أصبحت قوات (الحشد الشعبي) التي تشكلت من الشباب العراقي المتحمس، معقلاً للشعب العراقي، ولهذا السبب تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة على الحكومة العراقية لتهميش هذه المجموعة».

يُذكَر أن قضية الضغوط الأميركية على الحكومة العراقية بشأن «الحشد الشعبي» ليست جديدة؛ لكنها لم تكن تذكر من قبل الفصائل المسلحة بعد الهدنة التي أبرمها العراق على خلفية تهديدات إسرائيلية بتوجيه ضربات إلى مواقع هذه الفصائل المسلحة وقياداتها.

ففي شهر رمضان الماضي، كرر السفير الإيراني في بغداد، محمد آل صادق، في حوار مع التلفزيون الرسمي العراقي هذه الاتهامات، قائلاً إن «رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإيران تضمنت طلباً بحل (الحشد الشعبي) أو دمجه في الأجهزة الأمنية العراقية»، مؤكداً أن «(الحشد) مؤسسة عراقية لا دخل بها لإيران»، وزاد: «(الحشد) اليوم مؤسسة رسمية، وأدت دوراً كبيراً في الحرب ضد (داعش)، وتمتلك قوة وقدرة وخبرة، وهي ضمن المؤسسة الأمنية في العراق».

وبينما استمر السفير الإيراني يتحدث نيابة عن العراقيين في شأن عراقي، فإن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تولى الرد على مزاعم آل صادق، مؤكداً في حوار متلفز هو أيضاً في شهر رمضان، على عدم وجود أي طلب أميركي بشأن «الحشد». موضحاً في الوقت ذاته أن «حل الفصائل مرتبط بإنهاء وجود التحالف الدولي في العراق».

ونفى السوداني أن تكون هناك «ضغوط دولية على مشروعات الطاقة في العراق، كما نفى وجود وصاية أميركية على الأموال العراقية»، مبيناً أن «كل الدول المصدرة للنفط لديها حسابات في البنك الفيدرالي الأميركي، والعراق لديه حساب أيضاً، ونحن مَن نتحكم في حساباتنا هناك».