تواصلت الاحتجاجات الشعبية في السويداء الأربعاء لليوم الحادي عشر على التوالي، وتجمع الأهالي في ساحة (السير) وسط المدينة، بمشاركة من أهالي قرى وبلدات المحافظة، فيما أعلن قائد ما سمي (تجمع أحرار الجبل) الشيخ سليمان عبد الباقي، في بادرة «حسن نية» وتلبية لمبادرة شيخ العقل حكمت الهجري، إطلاق سراح رئيس فرع التحقيق في الأمن العسكري في المدينة.
وكان الشيخ عبد الباقي أعلن قبل ثلاث أيام: احتجاز أشخاص من قوات النظام ردا على اعتقال الناشط أيمن فارس، ابن الساحل، في أثناء توجهه إلى السويداء ليحتمي بها، و«لن يطلق سراح أي من الذين تم احتجازهم ما لم يطلق سراح أيمن فارس».
ويشار، إلى أن الأجهزة الأمنية في الساحل قامت بحملة اعتقالات طالت كل من صرح جهارا بمواقف مناهضة للنظام، وجرى اعتقال الشاعر الشعبي حسين حيدر الذي ظهر في مقاطع فيديو يصف الواقع المعيشي لأهالي الساحل من خلال شعر زجلي مسبوك، وكتب في منشورات سابقة له، أن ابنه يخدم في قوات النظام: «ولا يحق لأي أحد أن يزايد عليه في الوطنية»، وطالب من خلال شعره «بمصادرة أموال آل الأسد والشبيحة وتوزيعها على الفقراء في الساحل».
وفي إشارة لاتهامات تطال النظام حول ضلوع مقربين منه بتجارة المخدرات، عبر المتظاهرون في ساحة (السير) في السويداء عن رفضهم لوجود تجارة للمخدرات في سوريا على لحن (الهولية) الشعبي غنوا «ما بدنا تجار. ما بدنا مصانع كبتاغون... ما بدنا تجار» حسب ما أظهره مقطع فيديو بثه موقع (الراصد) المحلي المعارض.
من جانب آخر، قالت مصادر محلية إن محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدة ابن السويداء، ذهب إلى شيخ العقل يوسف جربوع، مساء الثلاثاء، محملا برسالة عتب لرفع المتظاهرين علم الطائفة، وإطلاق المتظاهرين هتافات تطالب برحيل الأسد، باعتبار ذلك «نزعة للانفصال عن سوريا» و«خروجا عن الخط الوطني الذي يخدم أهداف المؤامرة على سوريا». وقالت المصادر، إن الشيخ يوسف جربوع أدلى بخطاب تهدئة، مؤكدا مواقفه التي سبق أن أعلنها: «باعتبار العلم الذي يمثله هو علم الدولة، ورفض الانفصال، وباعتبار أهل الجبل جزءا لا يتجزأ من الدولة الوطنية السورية ووجهتهم دمشق وهو الخيار الاستراتيجي والوطني لأهل الجبل»، مشيرا إلى وجود «أخطاء وارتفاع أصوات نشاز».
والشيخ يوسف جربوع هو واحد من ثلاثة شيوخ عقل مؤثرين في السويداء، بالإضافة إلى الشيخ حكمت الهجري الذي أيد الاحتجاجات، والشيخ حمود الحناوي الذي عبر عن موقف معتدل بين تأييد المحتجين وتدوير الزوايا حيال النظام، والشيخ يوسف جربوع الذي أظهر ميلا للنظام.
وكان الشيخ يوسف جربوع قد دعا إلى اجتماع في دار الطائفة (مقام عين الزمان) بعد بدء الاحتجاجات، وأعلن في بيان له تأييد مطالب تغيير الحكومة، وإنشاء معبر بين سوريا والأردن، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية. الأمر الذي «أثار استياء المحتجين وزاد في تصعيد مطالب رحيل النظام وتطبيق القرار الأممي 2254، مع رفض اختزال مطالب المحتجين بمطالب معيشية باتوا على يقين بعجز الحكومة عن تلبيتها، لا سيما وأنها ما تزال مستمرة في إصدار قرارات اقتصادية من شأنها تعزيز حالة الفقر والجوع والانهيار الاقتصادي»، بحسب المصادر المحلية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في سوريا، إن مدينة السويداء تشهد استياء شعبياً واسعاً عقب تصريحات الشيخ الجربوع التي قال فيها إن «القيادة والدولة السورية هما المرجعية، وإن هناك أصواتا نشازا كانت تطالب بمطالب خطأ».