الاحتجاجات مستمرة في السويداء... ومشاركة نسائية لافتة

نقطة تفتيش لمجموعة من الشبان على الطريق بين دمشق والمحافظة

TT

الاحتجاجات مستمرة في السويداء... ومشاركة نسائية لافتة

في هذه الصورة التي نشرها «السويداء 24» رجل يحمل لافتة في احتجاج مدينة السويداء السبت  (أ.ب)
في هذه الصورة التي نشرها «السويداء 24» رجل يحمل لافتة في احتجاج مدينة السويداء السبت (أ.ب)

استمرت التظاهرات المناهضة للنظام السوري في مدينة السويداء لليوم التاسع على التوالي، وسط التفاف شعبي من أبناء المحافظة حول الاحتجاجات ومطالب الأهالي التي تنادي بإسقاط النظام السوري، وتحسين الأحوال المعيشية والاقتصادية للسوريين.

ويتوافد بشكل يومي إلى ساحة السير التي باتت تعرف محلياً باسم «ساحة الكرامة»، أبناء مدينة السويداء ومن قرى المحافظة وبلداتها، للمشاركة في التظاهرات التي رفعت شعارات مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد تطالبه بالرحيل، وبتطبيق «القرار 2254» والانتقال السياسي في سوريا.

وأفادت شبكة «الراصد» المحلية في السويداء، المعنية بنقل الأخبار المحلية عن المحافظة بحضور لافت للمرأة في ساحات الاعتصام حيث تزداد بشكل يومي أعداد النساء المشاركات بالاحتجاجات الشعبية، وصوتهن يعلو في ساحات السويداء من أجل المطالبة بالانتقال السياسي.

حاجز شعبي يقطع طريق دمشق - السويداء (السويداء 24)

كما أقام عدد من الشبان حاجزاً عند قرية حزم على طريق دمشق - السويداء في الريف الشمالي للمحافظة، وذلك بالتوافق بين الفصائل المحلية في المحافظة وبعض المرجعيات الدينية، بهدف حماية الداخلين والخارجين وتقديم المساعدة للحالات الطارئة، وفق شبكة «الراصد».

وذكر التقرير أن الحاجز ليس لتوقيف أحد أو ضد أي جهة كانت، وليس لمنع عناصر الجيش أو الأمن من دخول المحافظة، إنما هو إجراء وقائي لإحباط أي تهديدات محتملة، في ظل الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة. ويقضي عمل الحاجز بالتدقيق في هويات المارة والسماح لهم بالمرور، مع تفتيش السيارات التي يشتبهون فيها فقط.

وأدت أزمة اقتصادية شديدة إلى انهيار العملة المحلية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإمدادات الأساسية، وهو ما تقول حكومة الأسد إن سببه العقوبات الغربية.

شعارات رفعها المتظاهرون في السويداء الاثنين (السويداء 24)

وتشكل المعارضة المتصاعدة في المناطق الموالية للحكومة، والتي وقفت ذات يوم إلى جانب الأسد، التحدي الأكبر لقبضته على السلطة بعد انتصاره في حرب أهلية استمرت أكثر من 10 سنوات بمساعدة حاسمة من روسيا وإيران.

وقال كنان وقاف، وهو صحافي بارز اعتُقل في السابق لانتقاده السلطات، إن المسؤولين شددوا الإجراءات الأمنية في المناطق الساحلية على البحر المتوسط، في خطوة استباقية تهدف للسيطرة على الدعوات المتنامية للإضراب والاحتجاج على الظروف المعيشية، وفق تصريحات أدلى بها لـ«رويترز»، الأحد.

ويقول مناف وهو أحد المشاركين بالاحتجاجات في السويداء، إن «النظام السوري يستمر في تجاهل مطالب السوريين سواء في السويداء أو بقية المناطق السورية»، مشدداً على استمرار التظاهرات في السويداء، وعلى سلميتها حتى تحقيق مطالب الشارع، كما تستمر الفعاليات المدنية المنظمة للاحتجاجات بتنظيم أمور الاحتجاج، بما لا يتعارض مع المصلحة العامة والقوة الدينية والعسكرية المتمثلة بالفصائل المحلية وعلى رأسها حركة «رجال الكرامة».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن عشرات الشبان أقدموا، الأحد، على إغلاق مبنى قيادة حزب «البعث» والدوائر الحكومية في مدينة السويداء، وسط ترديد هتافات تطالب بالحرية، ومنع الموظفين من دخول المبنى، وذلك ضمن إطار التأكيد على مطالبهم، واستمرار التظاهرات حتى تنفيذ المطالب.

لافتات خلال احتجاجات السويداء السبت (السويداء 24 - أ.ب)

ووفق سكان ونشطاء مدنيين، شهدت السويداء إغلاق معظم المؤسسات العامة وإضراب وسائل النقل العام، كما مارست الأعمال التجارية أنشطتها بشكل جزئي. ويزيد عدد سكان المدينة على 100 ألف نسمة.

وقال ريان معروف، الناشط المدني ورئيس تحرير موقع «السويداء 24» الإخباري المحلي، لـ«رويترز»، إن هذا عصيان مدني لم يحدث من قبل، ويحظى بدعم مجتمعي واسع من قطاع كبير من الطائفة الدرزية وزعمائها الدينيين. وصرح مسؤولون في أحاديث خاصة بأن السلطات التزمت الصمت إزاء اتساع نطاق الاحتجاجات، لكنها أصدرت تعليمات للأجهزة الأمنية بالابتعاد عن الأنظار، بل أخلت بعض نقاط التفتيش لتجنب الاحتكاك.


مقالات ذات صلة

ليلة ثانية من الاحتجاجات والاشتباكات مع الشرطة في عاصمة جورجيا

أوروبا شرطة مكافحة الشغب خلال محاولة تفريق المتظاهرين في العاصمة الجورجية تبيليسي (أ.ف.ب)

ليلة ثانية من الاحتجاجات والاشتباكات مع الشرطة في عاصمة جورجيا

عملت الشرطة والقوات المسلحة في جورجيا على تفريق المتظاهرين وإزالة الحواجز من الطريق الرئيسي في العاصمة تبيليسي بعد ليلة ثانية من الاشتباكات.

«الشرق الأوسط» (تبيليسي )
آسيا مناوشات بين رجال الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان في إسلام آباد (أ.ف.ب) play-circle 00:36

باكستان: مقتل 4 من أفراد الأمن على يد متظاهرين مؤيدين لعمران خان

دارت مواجهات في إسلام آباد، الثلاثاء، بين آلاف المتظاهرين المؤيدين لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وقوات الأمن التي استخدمت القوة لتفريقهم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
شؤون إقليمية عائلات ومتضامنون مع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة يحملون صور أحبائهم خلال احتجاج يطالب بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس الاثنين 18 نوفمبر 2024 (أ.ب)

أقارب الرهائن الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو

تظاهر أقارب رهائن محتجزين في قطاع غزة أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، الاثنين، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق مع «حماس» للإفراج عنهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا أشخاص يرفعون صور عبد الله أوجلان أثناء المسيرة في كولونيا (د.ب.أ)

آلاف يتظاهرون في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن زعيم «العمال الكردستاني» أوجلان

تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا، السبت، للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الذي اعتُقل قبل 25 عاماً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا متظاهرون يقتحمون مبنى البرلمان في جمهورية أبخازيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

زعيم أبخازيا يعلن استعداده للتنحي إذا أخلى متظاهرون مبنى البرلمان

قال رئيس جمهورية أبخازيا التي أعلنت انفصالها عن جورجيا والمدعومة من موسكو، السبت، إنه مستعد للاستقالة بعد اقتحام متظاهرين مبنى البرلمان.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

سيارة جرّت رأسه بالشارع... سوريون يسقطون تمثال حافظ الأسد في حماة

مقاتل من الفصائل السورية المسلحة يلوّح بيده من داخل سيارة تقوم بدورية في شوارع حماة بعد أن استولوا على المدينة (أ.ف.ب)
مقاتل من الفصائل السورية المسلحة يلوّح بيده من داخل سيارة تقوم بدورية في شوارع حماة بعد أن استولوا على المدينة (أ.ف.ب)
TT

سيارة جرّت رأسه بالشارع... سوريون يسقطون تمثال حافظ الأسد في حماة

مقاتل من الفصائل السورية المسلحة يلوّح بيده من داخل سيارة تقوم بدورية في شوارع حماة بعد أن استولوا على المدينة (أ.ف.ب)
مقاتل من الفصائل السورية المسلحة يلوّح بيده من داخل سيارة تقوم بدورية في شوارع حماة بعد أن استولوا على المدينة (أ.ف.ب)

في خطوة عالية الرمزية، قام حشد من الأشخاص في مدينة حماة بإسقاط تمثال للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وفق مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم (الجمعة).

وأظهرت لقطات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، سيارة تجرّ رأس التمثال في أحد شوارع المدينة. وتذكّر المشاهد التي بدأت تنتشر، مساء الخميس، بمشاهد إسقاط تمثال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في ساحة الفردوس بوسط بغداد في التاسع من أبريل (نيسان) 2003، بعد سقوط نظامه إثر الغزو الأميركي للبلاد. وقامت في ذلك الحين مدرعة أميركية باقتلاع التمثال عن قاعدته قبل أن يدوسه عراقيون غاضبون.

في حماة بوسط سوريا، استخدمت ذراع آلية ضخمة لقلب تمثال والد الرئيس الحالي بشار الأسد، فيما تحلّق حشد احتفى بالحدث مطلقاً النار في الجو وسط هتافات.

وأظهرت مشاهد أخرى صوّرها صحافي متعاون مع قسم الفيديو في «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، رأس التمثال تجرّه شاحنة صغيرة في أحد شوارع حماة.

وتجمّع شبان للاحتفال بسيطرة «هيئة تحرير الشام» والفصائل المسلحة المتحالفة معها على المدينة، هاتفين: «رغماً عنك يا أسد، حرية للأبد». واحتفل مدنيون في الشوارع بدخول الفصائل المسلحة، فيما جال المقاتلون في آليات، واعدين بالسير نحو دمشق وتحرير المعتقلين من سجون الحكومة السورية.

تقدم خاطف

وتحكم عائلة الأسد سوريا منذ أكثر من خمسة عقود. وخلف بشار والده عام 2000. وشنّت «هيئة تحرير الشام» والفصائل الحليفة لها في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) هجوماً خاطفاً انطلاقاً من معقلها في إدلب (شمال غرب)، في اتجاه مناطق يسيطر عليها الجيش السوري. وسيطرت، الخميس، على مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، بعد أيام على سيطرتها على حلب التي خرجت من قبضة الجيش السوري بالكامل للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في 2011.

ويعدّ هذا القتال الأعنف منذ عام 2020 في البلد الذي شهد حرباً أهلية اندلعت لدى قمع الحكومة السورية الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية عام 2011.

سوري يضع رجله على رأس تمثال حافظ الأسد (إكس)

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخّذ من بريطانيا مقرّاً ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا، بسقوط 826 قتيلاً، من بينهم 111 مدنياً، في المعارك. وأشار إلى أن 222 مقاتلاً في الإجمال قضوا منذ الثلاثاء في محيط حماة. كما نزح 280 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة التي حذّرت من أن هذا العدد قد يرتفع إلى 1.5 مليون.

مع سقوط حماة، الخميس، يشتدّ الضغط على نظام بشار الأسد، لا سيما مع اقتراب الفصائل من مدينة حمص.

وفي حال سيطرت «هيئة تحرير الشام» وحلفاؤها على حمص، فلن تبقى بين المناطق الاستراتيجية سوى العاصمة دمشق ومنطقة الساحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط في أيدي الحكومة السورية.

بعد دخول الفصائل إلى حماة، نزل سكان من المدينة إلى الشوارع يهتفون تأييداً لهم، وفق مشاهد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وأضرم بعضهم النار في صورة عملاقة للرئيس معلّقة على مبنى تابع للبلدية.