جددت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، قصفها المدفعي على مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف الحسكة من مواقع تمركزها في المنطقة المعروفة بـ«نبع السلام» في شمال شرقي سوريا.
وقصفت القوات التركية والفصائل، الخميس، قريتي عبوش والشيخ بريف تل تمر، بالإضافة إلى قرى بريف أبو راسين شمال غربي الحسكة، التي تقع على خطوط التماس بين الجانبين.
وقصفت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني» العديد من مواقع قسد في شمال شرقي سوريا بالمدفعية، بينما تصاعدت الاستهدافات بالطيران المسير التركي.
عاجل | مسيرة تركية تستهدف سيارة على طريق القامشلي - عامودا بالقرب من مفرق طريق علي فور في مناطق سيطرة #قسد بشمال شرق سوريا. pic.twitter.com/qVGnMZlDfW
— Ivan Hassib (@Ivan_Hassib) August 3, 2023
وأصيب 3 مدنيين بجروح متفاوتة، السبت الماضي، في قصف مدفعي على قرية تل اللبن وبلدة تل تمر، شمال غربي الحسكة، ضمن مناطق سيطرة قسد وقوات الجيش السوري.
كما شهدت محاور التماس بين القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني»، وقسد والقوات الحكومية السورية في حلب، تصعيداً كبيراً أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود السوريين وعناصر الفصائل.
وتعرضت قريتا «ذوق كبير» و«كالوته» التابعتان لناحية شيراوا بريف عفرين شمال حلب، للقصف المدفعي من مناطق سيطرة القوات التركية و«الجيش الوطني».
وقصفت المدفعية والمسيرات التركية مواقع لـ«قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، رداً على مقتل عناصر الجيش الوطني.
وقالت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إن «التنظيمات الإرهابية»، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات قسد، تواصل مهاجمة المدنيين والوحدات العسكرية في شمال سوريا.
وقال متحدث باسم الوزارة إنه «ابتداء من الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، نفذت التنظيمات الإرهابية 83 هجمات وتحرشات في مناطق عملياتنا في شمال سوريا، ووصل عدد الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم إلى 699 إرهابيا».
وفيما يتعلق بعمليات العبور غير القانوني للحدود إلى تركيا، قال المتحدث إنه بفضل الإجراءات الفعالة الإضافية، تم هذا العام اعتقال 4468 شخصا، من بينهم 347 إرهابيا، حاولوا عبور حدود تركيا بشكل غير قانوني منذ مطلع العام، وتم منع 132 ألف شخص قبل عبورهم الحدود.
وتنفذ تركيا منذ أكثر من شهرين عمليات مكافحة للهجرة غير الشرعية على الحدود وداخل المدن، ولا سيما إسطنبول.
وشهدت هذه الفترة ترحيل أكثر من 16 ألفا من بين 36 ألف مهاجر غير شرعي ألقي القبض عليهم وأودعوا مراكز للترحيل، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية التركية. وقامت خلال اليومين الماضيين بترحيل نحو 250 سوريا إلى إدلب عبر معبر «باب الهوى» الحدودي.
ويتهم نشطاء تركيا بتنفيذ عمليات ترحيل قسرية للاجئين السوريين لديها، لكن سلطاتها أكدت أنه لا يتم ترحيل أي شخص لا يخالف شروط الحماية المؤقتة أو الإقامة.
وجدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأسبوع الماضي، تأكيده أن بلاده تعمل على خطة لإعادة نحو مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، بشكل طوعي وآمن وتهيئ الظروف اللازمة لذلك في المناطق التي قامت قواتها بتطهيرها في شمال سوريا.
في السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أن بلاده لا ترى أن خطة تركيا لإعادة مليون نازح إلى شمال سوريا، تهدف إلى تغيير ديموغرافي في عفرين شمال حلب، وذلك ردا على اتهامات قادة أكراد في شمال سوريا لتركيا بتعمد إجراء تغيير التركيبة السكانية في عفرين، التي سيطرت عليها قواتها والفصائل الموالية لها في عام 2018.
وعبر ميلر عن الشكر لتركيا والمجتمعات المضيفة على دعمها السخي لنحو 3.7 مليون لاجئ، بينهم نحو 3.3 مليون سوري في تركيا.
وذكر في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية وكردية، الخميس، أن الولايات المتحدة «لا تعارض العودة الطوعية الفردية، إلا أن الظروف في سوريا اليوم لا تسمح بعودة منظمة على نطاق واسع».
وأكد ضرورة احترام حقوق جميع السوريين، بما في ذلك حقوق السكن والأرض والملكية لمن بقوا في سوريا، وأولئك الذين نزحوا، مضيفاً أن الولايات المتحدة «تشجع جميع الأطراف على التصرف بطريقة تعزز التعايش السلمي واحترام حقوق الإنسان».