واصلت تركيا تصعيدها العسكري ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبية قوامها في شمال وشمال شرقي سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الأحد، مقتل 12 من عناصر قسد في رد على قيامهم بإطلاق النار على منطقة «عملية درع الفرات»، التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة في محافظة حلب شمال غربي سوريا.
وأكد البيان استمرار القوات المسلحة التركية في «عمليات مكافحة الإرهاب بكل حزم وإصرار».
في الوقت ذاته، استهدفت مسيرة تركية منزلاً في بلدة تل رفعت التي تنتشر بها قوات قسد وعناصر من القوات الحكومية السورية. ويعد هذا القصف هو الثاني على البلدة، خلال 24 ساعة، حيث أصيب مدني في قصف مسيرة تركية السبت.
وتستهدف القوات التركية بطائراتها المسيرة مناطق سيطرة قسد في شمال وشمال شرقي سوريا.
وقتل 4 عناصر من قوات قسد، الجمعة، بقصف مسيرة تركية في مدينة عامودا غرب القامشلي بمحافظة الحسكة، حيث تنتشر قوات قسد والقوات السورية.
وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، 30 استهدافاً بالمسيرات التركية لمناطق نفوذ الإدارة الذاتية (الكردية) في شمال وشمال شرقي سوريا، منذ بداية العام الحالي، أسفرت عن مقتل 49 شخصاً، وإصابة أكثر من 39 آخرين بجروح متفاوتة.
ونددت الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، في بيان الأحد، بما وصفته «صمت التحالف الدولي والضامن الروسي» حيال القصف التركي المستمر على مناطقها.
وقال البيان: «نرفض بشكلٍ تام هذه الجرائم وسط صمت التحالف الدولي والقوى الضامنة لوقف عملية إطلاق النار (عملية نبع السلام العسكرية التركية في أكتوبر «تشرين الأول» 2019)، ونحمل هذه الأطراف المسؤولية عن استمرار الهجمات التركية التي تزداد يوماً بعد يوم، مع دوام الصمت من قبلهم». وعد البيان أن هذا الموقف سيؤثر بشكل مباشر على النشاطات المشتركة بينهم، وأن القصف التركي، الذي وصفه بـ«الحقد الدفين»، يتعارض مع جميع مساعي تحقيق الاستقرار وضبط البوصلة نحو مكافحة الإرهاب وداعش على وجه الخصوص.
إلى ذلك، تشهد منطقة تل أبيض الواقعة ضمن ما يعرف بمنطقة «نبع السلام» بمحافظة الرقة، الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف الرقة، استياء وسخطاً شعبياً واسعين، جراء ممارسات فصائل «الجيش الوطني»، ولا سيما الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين والناشطين، والتحكم وفرض سطوتهم على جميع مناحي الحياة، وانتشار الفساد، وسط صمت السلطات التركية على تلك الانتهاكات، بحسب «المرصد السوري».
وأفاد «المرصد»، بأن أهالي تل أبيض يطالبون بالحد من الانتهاكات من خلال الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات، تأكيداً على مطالب الثورة السورية، والضغط على الجهات التركية لإيجاد حل دائم لمعاناتهم بسبب ممارسات فصائل الجيش الوطني.
وأضاف أن الأهالي في بلدتي سلوك وحمام التركمان ومدينة تل أبيض يطالبون الجهات التركية والمسؤولين العاملين معها، بحل ما يسمى بـ«المكاتب الاقتصادية» ورفع يد كل الفصائل عن أنشطة الحياة المدنية، المتمثلة بالمعابر والمواسم الزراعية والمحروقات والصوامع، وتحسين الخدمات وتخفيض رسوم معبر تل أبيض أسوة بباقي المعابر في الشمال السوري دون أي تدخل من الفصائل.
ولفت إلى أن أياً من هذه المطالب لم ينفذ، ما دفع العديد من المواطنين إلى ترك عملهم في المؤسسات الرسمية، لعدم عملها لمصلحة الأهالي، وانتشار السرقات واللصوص.
وأشار ناشطون تحدثوا لـ«المرصد» إلى انعدام البنى التحتية والخدمية والتعليمية والصحية في المنطقة، فضلاً عن تعمد السلطات التركية ترحيل اللاجئين السوريين إلى تل أبيض، التي تحولت إلى ما يشبه السجن الكبير بسبب الظروف القاسية وغير الإنسانية التي يواجهها المرحلون.