بعث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس، برسالة جوابية إلى المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، أكد فيها شعوره بـ«انزعاج شديد من حادثة حرق المصحف أخيراً في استوكهولم، السويد».
وكان المرجع السيستاني بعث برسالة إلى غوتيريش نهاية يونيو (حزيران) الماضي، عبر فيها عن إدانته واستنكاره لمسألة حرق المصحف وطالب الأمم المتحدة بـ«اتخاذ خطوات فاعلة بمنع تكرارها (جريمة الحرق) ودفع الدول إلى إعادة النظر في التشريعات التي تسمح بوقوعها».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته عن شكره لرسالة المرجع السابقة وأشار فيها إلى الاحتجاجات الواسعة التي خرجت في محافظات وسط وجنوب البلاد ضد فعل الحرق.
ترجمة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة الى سماحة السيد (دام ظله) جواباً على الرسالة التي تلقّاها من مكتب سماحته بشأن الاعتداء على نسخة من القرآن الكريم في السويدhttps://t.co/9Z8rCdUEro
— الأحكام الشرعية (@Ahmad_Neamah) July 27, 2023
وقال غوتيريش: «اسمحوا لي أن أعرب عن تضامني مع المجتمع الإسلامي، وأن أدين أعمال التعصب والعنف والإسلاموفوبيا التي تؤدي إلى تفاقم التوترات وتسهم في التمييز والتطرف».
وأضاف: «قد عبرت عن هذا الموقف في اتصالي الهاتفي مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد محمد حسين، بتاريخ 30 يونيو 2023، وقد انعكس ذلك أيضاً في البيانات الصحافية الصادرة عن مكتب الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات في 29 يونيو 2023 الذي يدين حرق المصحف في السويد، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في 11 يوليو (تموز) 2023 في افتتاح المناقشة العاجلة لمجلس حقوق الإنسان حول الارتفاع المقلق في أعمال الكراهية الدينية المتعمدة والعلنية كما تجلى من خلال التدنيس المتكرر للقرآن الكريم في بعض البلدان الأوروبية وغيرها».
«مصممون على التنفيذ الكامل لقرار مجلس حقوق الإنسان بشأن مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف».
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
وأشار إلى أن المنظمة الأممية «مصممة على التنفيذ الكامل لقرار مجلس حقوق الإنسان بشأن مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف».
كما أكدت الرسالة الأممية «مواصلة الأمم المتحدة، من خلال هيئاتها ذات الصلة، حث الدول الأعضاء على دراسة سياساتها وأطرها الوطنية لتحديد الثغرات التي قد تعوق منع أعمال والدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي قد تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف ومقاضاة مرتكبيها».
وأردفت الرسالة: «يضطلع الزعماء السياسيون والدينيون بدور مهم بشكل خاص في رفع صوتهم بحزم ضد مظاهر الكراهية الدينية وتوضيح أن الحوار السلمي هو أفضل طريق لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادلين، بما في ذلك احترام التنوع، وهي لبنات أساسية لبناء مجتمع متماسك وقادر على الصمود».
واستطرد غوتيريش: «إنني أؤيد تأييداً تاماً دعوتكم إلى تعزيز التعايش السلمي وتوطيد قيم الرحمة، وأود أن أعرب عن احترامي الحقيقي وإعجابي الشديد بحكمتكم ونهجكم المعتدل وندائكم المستمر من أجل الاحترام المتبادل والوحدة، وأرحب بالمزيد من التواصل والتفاعل المستمر مع سماحتكم بشأن هذه المسائل المهمة ذات الاهتمام المشترك».
وأثارت قضية حرق المصحف التي قام بها مواطن من أصول مسيحية عراقية مهاجر للسويد غضبا واستياءً شديدين في العراق على المستويين الرسمي والشعبي، وتسببت في تدهور العلاقات الدبلوماسية بين بغداد واستوكهولم بعد أن قام أتباع التيار الصدري باقتحام السفارة السويدية في بغداد وإحراقها، الأسبوع الماضي، وبموازاة ذلك قامت الحكومة العراقية، بسحب القائم بأعمال سفارتها في استوكهولم وطلبت من السفيرة السويدية في بغداد مغادرة الأراضي العراقية.