مصر: تحقيق في مقتل 9 عقب انهيار مبنى في القاهرة

بعد ساعات من حادث «بناية رشيد»

آثار العقار المنهار في القاهرة (مؤسسة صناع الخير للتنمية)
آثار العقار المنهار في القاهرة (مؤسسة صناع الخير للتنمية)
TT

مصر: تحقيق في مقتل 9 عقب انهيار مبنى في القاهرة

آثار العقار المنهار في القاهرة (مؤسسة صناع الخير للتنمية)
آثار العقار المنهار في القاهرة (مؤسسة صناع الخير للتنمية)

في حين لا تزال قوات الحماية المدنية والإنقاذ وأجهزة محافظة القاهرة تواصل البحث عن أشخاص تحت أنقاض عقار سكني مكون من أربعة طوابق في منطقة حدائق القبة (شرق العاصمة المصرية القاهرة)؛ باشرت النيابة العامة التحقيقات في الواقعة، التي أسفرت عن «مصرع 9 أشخاص، وإصابة 4 من سكان العقار، نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج».

وانتقل فريق من النيابة لمعاينة موقع الحادث، حيث بيَّنت المعاينة الأولية أن سبب انهيار العقار «قيام مالك الطابق الأول بالعقار بأعمال مخالفة من دون تصريح من الحي بهدم أحد الحوائط الداخلية الحاملة بغرض التوسعة مما أثّر على العقار وأدى إلى انهياره».

في سياق متصل، أمر رئيس هيئة النيابة الإدارية، المستشار حافظ عباس، بفتح تحقيق عاجل في واقعة انهيار العقار.

كانت غرفة عمليات الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، قد تلقت بلاغاً (الاثنين)، بانهيار عقار مكون من 4 طوابق في منطقة عزبة مكاوي بحدائق القبة، فانتقلت على الفور قوات الحماية المدنية لرفع الأنقاض وإنقاذ قاطني العقار.

وجاء انهيار «عقار حدائق القبة» بعد ساعات من حادث «بناية رشيد» في محافظة البحيرة، الذي أسفر عن 4 وفيات، و13 مصاباً بكسور وجروح متفرقة بأنحاء الجسد.

إلى ذلك، نقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، عن مصدر أمني، قوله إن «الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على المتسبب في انهيار عقار حي حدائق القبة». وأوضح المصدر الأمني أن «المتهم من قاطني الطابق الأرضي بالعقار، وأنه قام أخيراً ببعض أعمال التشطيبات وإزالة حوائط داخل شقته، مما أثّر على الحالة الإنشائية للعقار وتسبب في انهياره»، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله».

مواطن مصري يمر إلى جوار العقار المنهار في القاهرة (مجموعة حدائق القبة على «فيسبوك»)

وفي تفاعل حكومي مع الحادث، وجّهت وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر، نيفين القباج، بـ«سرعة التحرك والوجود الفوري لفرق الإغاثة في موقع الحادث»، مشددةً على «ضرورة تكثيف الجهود نحو مساعدة الأهالي، وتقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا والمصابين، كما وجّهت فرق الهلال الأحمر المصري بالوجود في الموقع لتقديم أوجه الرعاية».

وقررت الوزيرة المصرية «صرف مبلغ 60 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، وكذلك صرف المساعدات للمصابين، بالإضافة إلى رصد خسائر الممتلكات بعد انتهاء عمليات الحصر».

كما وجه وزير التنمية المحلية المصري، هشام آمنة، بـ«متابعة جهود قوات الحماية المدنية والإنقاذ وأجهزة المحافظة للبحث عن أشخاص تحت الأنقاض وإخلاء العقارات المجاورة للعقار المنهار، احترازياً، لبيان مدى تأثرها من الانهيار».

من جهته قرر محافظ القاهرة، خالد عبد العال، «تشكيل لجنة هندسية لفحص العقار المنهار بحدائق القبة وإخلاء العقارات المجاورة للعقار المنهار، احترازياً، لبيان مدى تأثرها من الانهيار».

في حين قال النائب سيد نصر، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، لـ«الشرق الأوسط»، إن «جميع القيادات التنفيذية والأمنية توجد في موقع الانهيار منذ (صباح الاثنين) للتعامل مع نتائج الحادث، ومتابعة عمليات رفع الأنقاض، وإخراج جثث الضحايا»، مشيراً إلى أن «هناك تعاوناً وتنسيقاً بينه وبين الجهات المختصة بالأزمات داخل المحافظة لحصر الخسائر، وكذلك تقديم كل الخدمات للأسر المتضررة من انهيار العقار، ووصول المساعدات المستحقة للمصابين».


مقالات ذات صلة

في تركيا... رجل يقتل سبعة بينهم ستة من أفراد عائلته ثم ينتحر

شؤون إقليمية يتم تداول أكثر من 13.2 مليون قطعة سلاح ناري في تركيا معظمها بشكل غير قانوني (أ.ف.ب)

في تركيا... رجل يقتل سبعة بينهم ستة من أفراد عائلته ثم ينتحر

قتل رجل تركي (33 عاماً) سبعة أشخاص بالرصاص في إسطنبول، الأحد، من بينهم والداه وزوجته وابنه البالغ 10 سنوات، قبل أن ينتحر، على ما أفادت السلطات التركية.

«الشرق الأوسط» (اسطنبول)
الولايات المتحدة​ عناصر من الشرطة في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

مقتل شخصين في هجوم بسكين في نيويورك... واحتجاز مشتبه به

قال مسؤولون إن رجلاً نفّذ سلسلة من عمليات الطعن عبر شوارع مانهاتن أشهر منطقة في مدينة نيويورك، الاثنين، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثالث بجروح خطيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا رجل إطفاء هندي يعمل على إخماد حريق في مدرسة (أ.ب)

مقتل نحو 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق في مستشفى بالهند

لقي ما لا يقل عن عشرة أطفال حديثي الولادة حتفهم في حريق يُعزى إلى عطل كهربائي في وحدة حديثي الولادة داخل مستشفى في جانسي بشمال الهند.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الولايات المتحدة​ حادث تصادم وقع نتيجة عاصفة ترابية بكاليفورنيا (أ.ب)

عاصفة ترابية شديدة تتسبب بتصادم سيارات جماعي في كاليفورنيا

كشفت السلطات في ولاية كاليفورنيا الأميركية عن أن عاصفة ترابية شديدة تعرف باسم الهبوب تسببت في تصادم عدة مركبات على طريق سريع بوسط كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا جندي باكستاني يقف حارساً بالقرب من مركبات محطمة (رويترز) play-circle 00:39

مدعوون لحفل زفاف... مقتل 18 جراء سقوط حافلة في باكستان

كشف مسؤولون أن حافلة تقل نحو 24 من المدعوين لحفل زفاف سقطت في نهر السند في شمال باكستان اليوم (الثلاثاء).

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

«الضاحية» تستقبل أبناءها بالرصاص الطائش… والدمار «غير المسبوق»

لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

«الضاحية» تستقبل أبناءها بالرصاص الطائش… والدمار «غير المسبوق»

لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

تحت زخات من رصاص الابتهاج وأمطار الخريف اللبناني، عاد سكان الضاحية الجنوبية لبيروت مع ساعات الصباح الأولى التي تلت سريان وقف إطلاق النار، لتعود معهم زحمة السير التي لطالما طبعت أيام الضاحية ذات الكثافة السكانية العالية.

لكن حيوية العودة لا تعكس حقيقة المشهد، فالغارات الإسرائيلية حولت المئات من المباني إلى «أشلاء» متناثرة وأكوام من الحجارة التي طحنتها الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية. نحو 450 مبنى دمرتها الغارات خلال مدة الحرب، وفق إحصاءات غير رسمية، يضاف إليها أكثر؛ من مثيلاتها من الأبنية المجاورة التي تضررت بفعل الغارات. ورغم أن عدد الأبنية المدمرة في الضاحية لم يصل إلى ما وصل إليه عام 2006 الذي بلغ حينها 720 مبنى، فإن توزع الغارات على رقعة جغرافية أوسع من ساحة الحرب السابقة، رفع عدد المباني المتضررة.

ولا يكاد يخلو شارع من شوارع الضاحية من آثار الدمار الكبير، حيث بدت واضحة آثار القصف في كل زوايا المنطقة التي تفوح منها روائح كريهة من آثار الحرائق، وما يقول الأهالي إنها مواد غريبة احتوتها صواريخ الطائرات الإسرائيلية.

يقف عابد، وهو شاب سوري يعمل حارساً لأحد هذه المباني، يجمع ما تبقى من أثاث غرفته التي تأثرت بصاروخ أصاب 3 طبقات من مبني مرتفع تعرض لغارة لم تسقطه، لكنها هشمت الطبقات الأولى من المبنى، فعزلت الطوابق العليا ومنعت الصعود إليها بعد أن دمرت الدرج وغرف المصاعد. يقول عابد إن ثمة لجنة من المهندسين تفحصت المبنى ورجحت عدم القدرة على ترميمه بشكل آمن. ويشير إلى أن لجنة أخرى رسمية ستكشف على المبنى نهاية الأسبوع لاتخاذ قرار نهائي بالترميم... أو «الموت الرحيم». حينها سيتاح لسكان الطبقات العليا سحب ما يمكن من أثاثها ومقتنياتها قبل الشروع في الهدم.

وحال هذا المبنى تشبه أحوال كثير من مباني الضاحية، فقرب كل مبنى منهار ثمة مبنى آخر تضررت أعمدته أو فُقدت أجزاء منه بفعل عصف الانفجار. وهو أمر من شأنه أن يفاقم أزمة النازحين. يقول محمد هاشم، وهو ستيني من سكان الضاحية، إن منزله تضرر شديداً بعد سقوط مبنى ملاصق لمبناه في آخر يوم من أيام القصف. يضيف: «عندما نرى مصيبة غيرنا (جيرانه) تهون علينا مصيبتنا. لكن في جميع الأحول لا نستطيع أن نسكن المنزل قريباً، فدرج المبنى متضرر، وفي داخل المنزل لا يوجد زجاج سليم ولا نوافذ صالحة لأن تقفل، والشتاء قاسٍ وبدأت تباشيره اليوم بنزول قياسي للحرارة». يقيم محمد في منزل مستأجر بـ1500 دولار شهرياً، ودفع الإيجار حتى أواخر الشهر المقبل، لكنه يتوقع أن يحتاج شهراً إضافياً قبل أن يتمكن من العودة للسكن في منزله.

وخلافاً لما حدث في عام 2006، عندما سارع «حزب الله» إلى الكشف على الأضرار ودفع تعويضات سخية لإصلاح الأضرار الخفيفة، ودُفعة بلغت 12 ألف دولار لكل من فقد منزله لشراء أثاث للمنزل، ومن ثم تكفله بالإيجارات الشهرية... لم يتصل أحد بالنازحين بعد. ومحمد كما غيره، متردد، ولا يعرف إن كان سوف يباشر الإصلاحات أم لا.

وقرب المباني المتضررة، كان ثمة إصرار على إبداء المظاهر الاحتفالية. يقول أحد المعنيين بملف الأمن إن «حزب الله» باشر قبل 3 أيام من وقف النار طباعة آلاف اللافتات والأعلام لنشرها في الضاحية، وغيرها من المناطق التي تعرضت للتدمير والقصف. وقد أثمر هذا المجهود، على ما يبدو، مشهداً «سوريالياً» لمواطنين يتجولون بالسيارات رافعين أعلام لبنان ورايات «حزب الله» محتفلين بـ«النصر» وسط ركام مدينتهم التي لن يقدر معظمهم على أن يبيتوا ليلتهم فيها بانتظار تأمين بدائل لشققهم المدمرة، أو إصلاح تلك المتضررة.

أجواء الاحتفال هذه انعكست في إطلاق رصاص غزير بمعظم أوقات النهار، مما دفع بكثيرين إلى الهرب تلافياً لسقوط الرصاص الطائش، ويقول شاب مسرع على دراجة نارية شاتماً مطلقي النار: «لقد نجونا من صواريخ إسرائيل، ويريدون أن يقتلونا برصاصهم الغبي...».