كشف ناشطون عن هوية الشخص الذي جرى استهدافه ومقتله بغارة جوية من طائرة مسيرة، تابعة لـ«التحالف الدولي»، الجمعة، إثر استهدافه بصاروخ موجه، في مناطق العمليات التركية (درع الفرات) شمال حلب. كما أصيب شخص يعمل في أحد الفصائل السورية المعارضة الموالية لأنقرة بجروح أثناء الاستهداف ونقله إلى أحد المشافي. وقال أحد الناشطين في منطقة الباب بريف حلب (فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية)، إن «الشخص الذي قُتل الجمعة 7 يوليو (تموز)، بغارة جوية من طائرة مسيّرة تابعة للتحالف الدولي، أثناء قيادته دراجة نارية على الطريق العام بين مدينة الباب وبزاعة في شمال حلب، يدعى همام الخضر، ويعرف محلياً باسم أبو أنس، وينحدر من مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، وكان ينتمي لتنظيم داعش وأحد المسؤولين في ولاية ما تسمى الخير (الرقة)، قبيل دحر التنظيم منها بعملية عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتحالف الدولي في أكتوبر (تشرين الأول) 2017». وأضاف: «أعقبت عملية استهداف الشخص من قبل طيران التحالف، عملية دهم، وسط إجراءات أمنية مشددة واستنفار واسع من قبل الشرطة العسكرية ومجموعات أمنية تابعة للجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، لمنزل الشخص المستهدف بالقرب من البريد في بلدة بزاعة، وعثرت في منزله على جهازي كومبيوتر (لابتوب) وهواتف عدة وورقيات وكيس مليء بالنقود من فئة الدولار الأميركي، وأعقبها اعتقال شخص آخر كان برفقته أثناء الاستهداف، يعمل في أحد الفصائل العسكرية، للتحقيق معه وسؤاله عن علاقته بالشخص المستهدف».
وتعد مدينة الباب والقرى المحيطة بها ضمن مناطق النفوذ التركي وعملياتها العسكرية «درع الفرات»، شمال شرقي حلب، في الوقت الحالي من أكثر المناطق دون غيرها وجوداً لخلايا تنظيم داعش، التي كانت تمثل للتنظيم منطقة مركزية يدير من خلالها عملياته العسكرية في عموم مناطق ريف حلب الشمالية، قبل أن تفرض القوات التركية وفصائل سورية موالية السيطرة الكاملة على المنطقة عقب عملية عسكرية واسعة ضد تنظيم داعش في أواخر 2017.
ويعزو أحد أبناء مدينة الباب سبب وجود خلايا تنظيم داعش في المدينة ومحيطها دون غيرها، إلى عودة عناصرها، وغالبيتهم من أبناء المنطقة، وتخفيهم بين الأهالي، إبان سيطرة القوات التركية وقوات الجيش الوطني السوري على المدينة في عام 2017، وأيضاً قربها من مناطق سيطرة النظام السوري و«قسد»، التي تعد الممر الوحيد لعناصر التنظيم بالوصول من شمال شرقي سوريا إلى المنطقة، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المنطقة واستهداف عناصر الجيش الوطني السوري لمشاركته القوات التركية في معركة دحر التنظيم من الباب وشمال حلب.
وفي وقت سابق، نفّذ طيران مروحي تابع لقوات التحالف الدولي، عملية إنزال جوي، قرب قرية السويدة بريف مدينة جرابلس الخاضعة للنفوذ التركي، شمال شرقي حلب، وأسفرت العملية عن مقتل قيادي من تنظيم داعش يدعى إبراهيم المعن، الملقب بـ«دلهم»، واعتقال شخص آخر يدعى عايد هلال أبو طالب (الذي توقعت مصادر محلية انتماءه للتنظيم)، وذلك عقب اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة. وفي أبريل (نيسان) الماضي، فجر قيادي في تنظيم داعش نفسه بعبوة متفجرة، إثر عملية أمنية نفذها جهاز الاستخبارات التركية (MİT) بالاشتراك مع مجموعات من الجيش الوطني السوري بالقرب من منطقة جنديرس في منطقة (غصن الزيتون) بريف حلب، شمال غربي سوريا. وأتت العملية، بعد أشهر قليلة من إعلان وزارة الداخلية التركية في أكتوبر (تشرين الأول)، إلقاء القبض على 9 عناصر من «داعش» في عملية أمنية سرية، خاصة داخل مدينة الباب التي يسيطر عليها الجيش التركي وفصائل من الجيش الوطني السوري، شمالي سوريا، ومن بين المجموعة 4 قياديين، بينما باقي عناصر المجموعة تلقوا تدريبات على التفجير وصناعة المفخخات وأعمال الاغتيال، ومصادرة معدات إلكترونية كانت بحوزتهم في أماكن إقامتهم وبصدد تنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة وداخل الأراضي التركية.