احتكاك روسي جديد مع طائرات أميركية وفرنسية فوق سوريا

بالتزامن مع مناورات عسكرية روسية - سورية

TT

احتكاك روسي جديد مع طائرات أميركية وفرنسية فوق سوريا

الطائرة الروسية خلال احتكاكها مع المقاتلات الفرنسية فوق الأجواء السورية (القوات المسلحة الفرنسية)
الطائرة الروسية خلال احتكاكها مع المقاتلات الفرنسية فوق الأجواء السورية (القوات المسلحة الفرنسية)

أعلنت الولايات المتحدة ليلة الخميس - الجمعة عن حادث جوي جديد مع روسيا فوق الأجواء السورية، في ثاني حادث من نوعه في يومين، الأمر الذي يثير مخاوف من وقوع مواجهة غير مقصودة بين الطرفين، لا سيما في ضوء المناورات الواسعة التي تقوم بها القوات الروسية والسورية حالياً في سوريا.

وقالت القيادة الجوية الأميركية، في بيان، إن طائرة روسية قامت من جديد (يوم الخميس) بالطيران في شكل «غير آمن وغير مهني» في مواجهات طائرات أميركية وفرنسية فوق سوريا. وتابعت: «ندعم بشكل كامل حلفاءنا الفرنسيين في الحق بالقيام بمهمات أمنية فوق المنطقة».

وجاء التعليق الأميركي بعدما أعلنت قيادة العمليات في القوات المسلحة الفرنسية أن طائرتي «رافال» كانتا في مهمة على الحدود السورية - العراقية تعرضتا لاحتكاك «غير مهني» من طائرة «سو - 35» روسية. وتابعت أن الطيارين الفرنسيين قاموا بمناورة لتفادي خطر الصدام مع الروس، ثم أكملوا قيامهم بالمهمة التي كانوا بصددها.

طائرة رافال فرنسية (القوات المسلحة الفرنسية)

وكان اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش قال في بيان وزعته قيادة القوات الجوية الأميركية إن «الطائرات العسكرية (الروسية) انخرطت في سلوك غير آمن وغير مهني (الخميس)، 9.30 صباحاً بالتوقيت المحلي، أثناء تفاعلها مع طائرات أميركية مسيّرة من طراز «إم كيو - 9».

وأضاف أن الطائرات الروسية «أطلقت قنابل مضيئة أمام الطائرات المسيّرة وحلقت بالقرب منها بشكل خطر، ما عرّض سلامة الطائرات المعنية جميعها للخطر».

وفي اليوم السابق، قال غرينكويتش إن طائرات روسية أطلقت أيضاً قنابل مضيئة أمام مسيّرات «كيو - 9» أميركية، بينما قام أحد الطيارين بتشغيل الحارق الخلفي لطائرته أمام إحدى المسيّرات في الأجواء السورية.

صورة وزعتها القوات المسلحة الفرنسية لطائرتين فرنسيتين في منطقة غير محددة (موقع القوات المسلحة الفرنسية)

وفي وقت سابق من هذا العام، قالت الولايات المتحدة إن طائرة روسية تسببت في تحطم طائرة مسيّرة تابعة لها أثناء نشاط لها فوق البحر الأسود، بينما نفت موسكو مسؤوليتها، بحسب ما ذكر تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويأتي الاحتكاك الأميركي - الفرنسي مع الطائرات الروسية فوق سوريا في ظل بدء القوات الجوية الروسية، بالتعاون مع سلاح الجو السوري، (الخميس)، المرحلة الأولى من التدريبات المشتركة للقوات الجوية ووحدات الحرب الإلكترونية بين البلدين، حيث ستتم ممارسة السيطرة على المجال الجوي السوري، وفحص فعالية وسائل الدفاع الجوي الروسية في البلاد، بحسب ما جاء في تقرير لـ«وكالة الأنباء الألمانية» نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية: «تجري القوات الجوية الروسية، بالتعاون مع سلاح الجو السوري العربي الجمهوري، المرحلة الأولى من التدريبات المشتركة. تتم ممارسة سيطرة المجال الجوي في سوريا، ويتم فحص كفاءة نظام الدفاع الجوي التابع للقوات الروسية»، وفقاً لما نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وبالإضافة إلى الطيارين، يشارك في التدريبات وحدات الحرب الإلكترونية؛ لممارسة رد الهجمات الجوية المفترضة.

وستستمر التدريبات المشتركة في سوريا حتى منتصف يوليو (تموز).


مقالات ذات صلة

رحلة طويلة وصعبة ومكلفة للسوريين العائدين من لبنان

المشرق العربي أفراد عائلة لاجئة سورية على دراجة نارية متجهين إلى الأجزاء الشمالية من لبنان على طول طريق سريع في البترون ومن هناك يتوجهون إلى سوريا (أ.ف.ب)

رحلة طويلة وصعبة ومكلفة للسوريين العائدين من لبنان

مع فرار المزيد من السوريين من القصف الإسرائيلي من لبنان للعودة إلى ديارهم، تحصل قوات الأمن الحدودية، على ربح أكبر من رسوم الدخول

«الشرق الأوسط» (إدلب - لندن)
المشرق العربي الشرطي السوري الذي لقي حتفه في قصف إسرائيلي طال مخفراً للشرطة في القنيطرة السورية (متداولة)

مقتل شرطي سوري بمسيّرة إسرائيلية على القنيطرة

مسيّرة إسرائيلية استهدفت موقعاً في مدينة القنيطرة جنوب سوريا، الأربعاء، قتلت عنصراً من الأمن الداخلي وأصابت اثنين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عمال إنقاذ سوريون يتفقدون الأضرار عقب ضربة إسرائيلية على مبنى سكني في دمشق 8 أكتوبر 2024 (أ.ب) play-circle 00:32

7 قتلى بغارة على دمشق... ونفي إيراني لوجود نائب قائد «فيلق القدس»

قالت وكالة الأنباء السورية، الثلاثاء، إن سبعة مدنيين بينهم نساء وأطفال، قتلوا جراء ضربة إسرائيلية استهدفت أحد الأبنية السكنية بحي المزة في العاصمة السورية دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أرشيفية لازدحام حركة المسافرين بين سوريا والأردن عبر معبري نصيب وجابر

معبر «نصيب» للمغادرين من سوريا ومطار عمّان بديلاً لـ«دمشق» و«بيروت»

في ظل مخاوف تدحرج الحرب من لبنان إلى سوريا تزداد أعداد المغادرين عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وبات مطار عمّان الدولي بديلاً لمطاري بيروت ودمشق الدوليين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سوريون لاجئون في لبنان يعودون إلى سوريا بسبب الأعمال العدائية المستمرة بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية... الصورة في جديدة يابوس، سوريا، 7 أكتوبر 2024 (رويترز)

أكثر من 400 ألف شخص عبروا لبنان إلى سوريا خلال أسبوعين

أعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، اليوم (الاثنين)، أن أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، غالبيتهم سوريون، في غضون أسبوعين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

هجوم إسرائيلي جديد على قوات «اليونيفيل» يسفر عن سقوط جرحى

آليات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» تقوم بدورية في مرجعيون بجنوب لبنان 11 أكتوبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل (أ.ف.ب)
آليات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» تقوم بدورية في مرجعيون بجنوب لبنان 11 أكتوبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل (أ.ف.ب)
TT

هجوم إسرائيلي جديد على قوات «اليونيفيل» يسفر عن سقوط جرحى

آليات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» تقوم بدورية في مرجعيون بجنوب لبنان 11 أكتوبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل (أ.ف.ب)
آليات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» تقوم بدورية في مرجعيون بجنوب لبنان 11 أكتوبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل (أ.ف.ب)

أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، اليوم الجمعة، أن جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي أسقطت حواجز في موقع الأمم المتحدة 1-31 بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة، واقتربت دبابات إسرائيلية من موقع قوات الأمم المتحدة.

وحذّرت «اليونيفيل» من أن «الحوادث» الأخيرة في جنوب لبنان تُعرّض قواتها لـ«خطر شديد».

وفي وقت سابق، أعلنت «الخارجية» اللبنانية، في بيان، أن هجوماً إسرائيلياً جديداً على مقر الكتيبة السريلانكية في قوات «اليونيفيل» بجنوب لبنان أسفر عن سقوط جرحى، غداة هجوم مماثل أدى لإصابة جنديين إندونيسيين من القُبّعات الزرق بجروح، وأثار تنديداً دولياً.

وقالت الوزارة إن «قصفاً استهدف أبراج مراقبة في المقر الرئيسي لليونيفيل في رأس الناقورة، وفي مقر الكتيبة السريلانكية، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى في صفوف اليونيفيل»، منددة «بأشدّ العبارات، بالاستهداف المُمنهج والمتعمَّد الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي». في حين تستمر المواجهات بالمنطقة الحدودية بين إسرائيل و«حزب الله»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جهتها، أكدت إندونيسيا، الجمعة، إصابة اثنين من جنودها في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان بنيران إسرائيلية، وعدَّت الاستهداف الإسرائيلي لـ«اليونيفيل» انتهاكاً للقانون الدولي.

واتهمت قوات حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة، الخميس، الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار «بشكل متكرر» على مواقع لها في جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابة اثنين من «القبعات الزرق» وأثار تنديدات دولية.

وأكد الجيش الإسرائيلي، ليل الخميس، أن قواته أطلقت النار في منطقة مقر قوات الأمم المتحدة في الناقورة بجنوب لبنان، مستهدفة عناصر من «حزب الله» في الموقع.

وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، في بيان، إن «اثنين من العناصر أُصيبا في الهجوم بالناقورة، وهما من إندونيسيا»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضحت أن الجنديين أصيبا بجروح طفيفة وهما في المستشفى. وتابعت أن «إندونيسيا تدين بشدةٍ الهجوم»، مؤكدة أن «مهاجمة طواقم وأملاك للأمم المتحدة هو انتهاك فادح للقانون الدولي الإنساني». ودعت جميع الأطراف إلى احترام مناطق وجود الأمم المتحدة في كل الظروف.

وإندونيسيا من أشدّ منتقدي إسرائيل ومن مؤيدي الفلسطينيين، وهي تنشر نحو 1232 عسكرياً حالياً في إطار «اليونيفيل».

وكثّفت إسرائيل غاراتها الجوية في لبنان، منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، مستهدفة ما تقول إنها بنى تحتية ومنشآت تابعة لجماعة «حزب الله»، ولا سيما في معاقله في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان.