اجتياح إسرائيلي جوي وبري واسع لمدينة جنين

أسفر عن مقتل 8 فلسطينيين على الأقل

0 seconds of 43 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:43
00:43
 
TT
20

اجتياح إسرائيلي جوي وبري واسع لمدينة جنين

تصاعد الدخان فوق مخيم جنين بعد غارة إسرائيلية صباح اليوم (إ.ب.أ)
تصاعد الدخان فوق مخيم جنين بعد غارة إسرائيلية صباح اليوم (إ.ب.أ)

شنَّت القوات الإسرائيلية هجوماً جوياً وبرياً على مدينة جنين بالضفة الغربية، مساء أمس الأحد وفجر اليوم، أسفر عن مقتل 8 أشخاص على الأقل. وقال الجيش الإسرائيلي إن جندياً أُصيب بجروح طفيفة جرّاء شظية قنبلة يدوية أطلقها فلسطينيون، خلال العملية، في المخيم. وأضاف، في بيان، أنه جرى تحويل الجندي للعلاج الطبي في المستشفى، وإبلاغ عائلته.

ومع سماع دويّ إطلاق النار والمتفجرات في أنحاء المدينة، بعد ساعات من الهجوم، وتحليق طائرات مسيَّرة على ارتفاع منخفض، قالت كتيبة جنين، وهي وحدة مكونة من مجموعات مسلَّحة مختلفة تتمركز في مخيم اللاجئين الكبير بالمدينة، لوكالة «رويترز»، إنها تخوض اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

مسلَّحون فلسطينيون يطلقون النار باتجاه دورية إسرائيلية في محيط مخيم جنين اليوم (إ.ب.أ)
مسلَّحون فلسطينيون يطلقون النار باتجاه دورية إسرائيلية في محيط مخيم جنين اليوم (إ.ب.أ)

وقال سائق سيارة إسعاف فلسطيني يُدعى خالد الأحمد إن ما يجري في مخيم اللاجئين «حرب حقيقية». وأضاف أنه كانت هناك ضربات من الجو تستهدف المخيم، وكان يدخل نحو 5 إلى 7 عربات إسعاف، في كل مرة، وتعود محمَّلة بالمصابين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مركز قيادة لمسلَّحين من كتيبة جنين، في إطار ما وصفه بجهود «مكثفة لمكافحة الإرهاب في الضفة الغربية».

وشُوهدت 6 طائرات مسيَّرة على الأقل، تحلِّق في أجواء المدينة، لكن الجيش امتنع عن تحديد ما إذا كانت عمليات اليوم تضمنت هجمات بطائرات مسيَّرة، وهو أمر لم تشهده الضفة الغربية على مدى أكثر من 15 عاماً، إلى أن قتلت غارة 3 مسلَّحين، الشهر الماضي، بالقرب من جنين.

ويتمركز مئات المقاتلين، المنتمين لفصائل مسلَّحة؛ منها «حماس»، و«الجهاد»، و«فتح»، في مخيم اللاجئين، الذي تعرَّض لسلسلة من الهجمات الكبيرة التي شنتها القوات الإسرائيلية منذ بداية العام.

ومع حلول ضوء النهار، اليوم، انتشر دخان أسود كثيف جراء الإطارات التي أشعلها السكان في الشوارع، بينما جرى إطلاق دعوات لدعم المقاتلين، من خلال مُكبرات الصوت في المساجد.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 7 أشخاص على الأقل في جنين، في حين سقط قتيل آخر في مدينة رام الله بعد إصابته برصاصة في الرأس عند نقطة تفتيش. وقالت إن 28 شخصاً أصيبوا بجروح، بينهم 7 في حالة خطيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف «مركزاً متقدماً للمراقبة والاستطلاع»، وموقعاً للأسلحة والمتفجرات، بالإضافة إلى مركز تنسيق واتصالات للمسلَّحين.

ونشر صورة التُقطت من الجو تُظهر ما قال إنه الهدف، وتشير إلى أن المبنى المستهدَف كان يقع بالقرب من مدرستين ومركز طبي.

«عش الدبابير»

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن هجوم اليوم، الذي شاركت فيه قوة وُصفت بأنها «بحجم لواء»، أو نحو 1000 إلى 2000 جندي، كان يهدف إلى المساعدة في «كسر مفهوم الملاذ الآمن في هذا المخيم، الذي أصبح عشّاً للدبابير»، لكن لم يتضح ما إذا كانت العملية ستفجِّر رداً أوسع من الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك الجماعات المسلَّحة في قطاع غزة؛ الجيب الساحلي الذي تسيطر عليه حركة «حماس». وقال بيان صادر عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية المسلَّحة في غزة: «ندعو كل فصائل المقاومة في جنين ومخيمها للتكاتف وخوض المواجهة بشكل موحد»، مضيفاً أن «استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هما ما سيحدد طبيعة رد المقاومة».

تصاعد الدخان فوق مخيم جنين بعد الغارات الإسرائيلية صباح اليوم (أ.ب)
تصاعد الدخان فوق مخيم جنين بعد الغارات الإسرائيلية صباح اليوم (أ.ب)

وقال بيان من حركة «الجهاد» في غزة: «المقاومة ستواجه العدو وستدافع عن الشعب الفلسطيني، وكل الخيارات مفتوحة لضرب العدو، رداً على عدوانه في جنين». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن القوات «تراقب، عن كثب، سلوك أعدائنا». وتابع: «المؤسسة الدفاعية جاهزة لجميع السيناريوهات». وقبل أيام فقط من هجوم الطائرات المسيَّرة، الشهر الماضي، استخدم الجيش الإسرائيلي طائرات هليكوبتر عسكرية للمساعدة في إخراج قوات ومركبات كانت تشارك في مداهمة بجنين، بعد أن استخدم مسلَّحون متفجرات في مواجهة قوة كانت تستهدف اعتقال اثنين من المشتبه بهم. وتسبَّب تصاعد العنف في الضفة الغربية على مدار الـ15 شهراً الماضية في قلق دولي متزايد، وسط مداهمات دورية للجيش الإسرائيلي في مدن مثل جنين، وسلسلة من الهجمات الدامية التي يشنها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين وهجمات المستوطنين اليهود في القرى الفلسطينية.

«جريمة حرب جديدة»

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي بجنين، في الضفة الغربية، تمثل «جريمة حرب جديدة».

وأكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نشرته «وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)»، أن «الأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة، ما لم يشعر بهما شعبنا الفلسطيني». وقال أبو ردينة إن الشعب الفلسطيني «لن يركع ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء، وسيبقى صامداً فوق أرضه في مواجهة هذا العدوان الغاشم، حتى دحر الاحتلال ونيل الحرية». وأضاف أن «كل هذه الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال ومستوطنوها الإرهابيون، لن تحقق الأمن والاستقرار لهم». وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي بـ«الخروج عن صمته المُخجل، والتحرك الجدي لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق الشعب الفلسطيني، ومحاسبتها على كل هذه الجرائم».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تحرم آلاف المسيحيين من الوصول إلى القدس في «أحد الشعانين»

المشرق العربي مسيحيون في كنيسة القيامة بالقدس للاحتفال بأحد الشعانين (د.ب.أ)

إسرائيل تحرم آلاف المسيحيين من الوصول إلى القدس في «أحد الشعانين»

حرمت القوات الإسرائيلية المواطنين الفلسطينيين المسيحيين في الضفة الغربية، اليوم (الأحد)، من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة؛ للمشارَكة في إحياء «أحد الشعانين».

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي صواريخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل (أرشيفية - د.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من غزة

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه اعترض «بنجاح» صاروخاً أُطلق من قطاع غزة، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق مفتوحة تابعة لبلدات الحدود الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص صورة من موقع غارة جوية إسرائيلية في حي الشجاعية بمدينة غزة 10 أبريل 2025 (رويترز)

خاص عملية الشجاعية الثالثة... إسرائيل تبحث عن رهائنها

لليوم التاسع على التوالي، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، ويبدو أنها تبحث من جديد عن رهائن قد يكونون محتجزين هناك.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقود مركبات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أمام مبان مدمرة أثناء دورية في قرية كفركلا جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: إصابة جندي بجروح خطيرة بمنطقة الحدود مع لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إصابة أحد جنوده بجروح خطيرة خلال «نشاط عملياتي» في منطقة الحدود مع لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فتاة فلسطينية نازحة تشرب الماء من غالون في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle 01:40

الغزيون يعانون الأمرين لنيل قدر ضئيل من المياه النظيفة

أعلنت السلطات البلدية في مدينة غزة أن مئات الآلاف من سكان المدينة خسروا مصدرهم الوحيد للمياه النظيفة قبل أيام إثر قطع الإمدادات من شركة المياه في إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إسرائيل تحرم آلاف المسيحيين من الوصول إلى القدس في «أحد الشعانين»

مسيحيون في كنيسة القيامة بالقدس للاحتفال بأحد الشعانين (د.ب.أ)
مسيحيون في كنيسة القيامة بالقدس للاحتفال بأحد الشعانين (د.ب.أ)
TT
20

إسرائيل تحرم آلاف المسيحيين من الوصول إلى القدس في «أحد الشعانين»

مسيحيون في كنيسة القيامة بالقدس للاحتفال بأحد الشعانين (د.ب.أ)
مسيحيون في كنيسة القيامة بالقدس للاحتفال بأحد الشعانين (د.ب.أ)

حرمت القوات الإسرائيلية المواطنين الفلسطينيين المسيحيين في الضفة الغربية، اليوم (الأحد)، من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة؛ للمشارَكة في إحياء «أحد الشعانين».

ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، تحيي الكنائس المسيحية الشرقية والغربية، اليوم، «أحد الشعانين»، وهو الأحد الأخير قبل عيد الفصح المجيد، و«ذكرى دخول المسيح إلى مدينة القدس».

وترأّس بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وسائر بطاركة ورؤساء الكنائس، قداديس وصلوات «أحد الشعانين» في «كنيسة القيامة» بالبلدة القديمة، بمشاركة لفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، بحضور عدد محدود من المصلين، غالبيتهم من مدينة القدس وأراضي 48، بعد أن حرمت القوات الإسرائيلية الآلاف من المسيحيين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى المدينة المقدسة.

وفرضت القوات الإسرائيلية إجراءات عسكرية مشدَّدة على الحواجز المحيطة بمدينة القدس، وفي محيط البلدة القديمة.

وتشترط السلطات الإسرائيلية على الفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين، استصدار تصاريح خاصة للعبور من حواجزها العسكرية المحيطة في المدينة المقدسة والوصول إلى أماكن العبادة، خصوصاً المسجد الأقصى المبارك، و«كنيسة القيامة».

كما تضع قيوداً على استصدار التصاريح، بضرورة حيازة المواطنين «بطاقة» تصدرها السلطات الإسرائيلية بعد أن تجري ما تسميه «فحصاً أمنياً» للمتقدم. وبعد ذلك، تجبر المواطنين على تحميل تطبيق خاص على أجهزتهم الجوالة وتقديم طلب للحصول على التصريح، وغالباً ما يتم رفض الطلب.

وقال نائب الرئيس العام لحراسة الأرض المقدسة، الأب إبراهيم فلتس، إن «الاحتلال أصدر 6 آلاف تصريح فقط للفلسطينيين المسيحيين من محافظات الضفة الغربية، علماً بأن عدد المسيحيين في تلك المحافظات يُقدَّر بـ50 ألفاً».

وأضاف أنه «للعام الثاني على التوالي، يشارك عدد قليل من الحجاج في صلوات (الأسبوع المقدس) وعيد الفصح في مدينة القدس، وذلك بسبب تداعيات الحرب»، مشيراً إلى أن «الكنائس سترفع صلواتها من أجل أن يتحقق السلام والعدل والحرية لجميع أبناء الأرض المقدسة».

وتنطلق بعد ظهر اليوم «مسيرة الشعانين» التقليدية للكنيسة الكاثوليكية، من كنيسة «بيت فاجي» وصولاً إلى كنيسة القديسة حنة «الصلاحية»، داخل أسوار البلدة القديمة، بعدها تُقام صلاة خاصة يترأسها البطريرك بيتسابالا.

وألغت الكنائس المظاهر الاحتفالية كافة بالأعياد في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتقتصر الأعياد على إقامة القداديس والصلوات والشعائر الدينية.

كما أُقيمت صلوات «أحد الشعانين» في سائر الكنائس المسيحية في محافظات بيت لحم وأريحا ورام الله ونابلس وجنين، في حين تحتفل الكنائس في محافظات رام الله ونابلس وجنين.

وفي مدينة غزة، أُقيمت قداديس وصلوات «أحد الشعانين» في «كنيسة العائلة المقدسة» للاتين و«كنيسة القديس برفيريوس» للروم الأرثوذكس، رغم الظروف الصعبة التي فرضها القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.