تتطلع الحكومة الصومالية إلى القضاء على حركة «الشباب» المتطرفة، مع حلول الذكرى الـ63 لاستقلال الأقاليم الشمالية، في ظل «نجاحات لافتة»، قالت السلطات إنها تحققت حتى الآن جراء الحملة الأمنية المستمرة منذ العام الماضي.
وقال الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، في خطابه بمناسبة ذكرى استقلال المحافظات الشمالية للبلاد: «نشكر الله الذي بلغنا احتفالات الأسبوع الوطني لهذا العام بسلام في وقتٍ تكافح فيه البلاد للقضاء على الإرهاب والفساد... وتعمل جاهدة لبناء دولة تواكب الدول المتقدمة».
ويحتفل الصومال، الاثنين، بمناسبة الذكرى الـ63 لاستقلال الأقاليم الشمالية للبلاد، من المستعمر البريطاني، الذي يوافق 26 يونيو (حزيران) عام 1960، وتوحدت مع الأقاليم الجنوبية التي حصلت على الاستقلال من المستعمر الإيطالي في الأول من يوليو (تموز) عام 1960، وتم الإعلان في ذلك الوقت عن ولادة جمهورية الصومال».
وعدّ شيخ محمود إحياء ذكرى الاستقلال «فرصة عظيمة لتصحيح الأخطاء التي وقعت خلال تلك الفترة، وترسيخ الثقافة الجيدة التي يتمتع بها الشعب الصومالي وتوحيد الصف»، وحث الشعب الصومالي على «مساعدة المتضررين من الجفاف والفيضانات»، مضيفاً أن «الشعب يعي بشكل جيد الأضرار الناجمة من الحروب والصراعات الأهلية التي عاقت تقدم البلاد».
وأكد الرئيس الصومالي أن «أمام الشعب فرصة تاريخية للمصالحة والوحدة من أجل تجاوز كل التحديات الراهنة».
وأضاف: «لا يمكن إنكار العقبات التي واجهها الشعب الصومالي خلال الفترة الماضية، وما أصاب الوحدة الوطنية، لكن أمام أجيال اليوم وغداً، فرصة لتحقيق حلم صومال مستقر ومتصالح ومتحد، والذي يتطلب التحلي بالصبر والتنازل»، وأشاد بـ«الاستقرار والتقدم الذي حققته المحافظات الشمالية».
وصباح الاثنين، وضع الرئيس شيخ محمود، إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري تخليداً للمناضلين الصوماليين الذين ضحوا من أجل تحرير المحافظات الشمالية ونضال البلاد من أجل الاستقلال بشكل عام. شارك في المناسبة مسؤولون بالحكومة الفيدرالية.
وأطلق الجيش الصومالي، قبل نحو عام، «حرباً شاملة»، بمساعدة «المقاومة الشعبية»، لتحرير البلاد من سيطرة «حركة الشباب»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، والتي يطلق عليها إعلامياً «ميليشيات الخوارج». ووفق تصريحات رسمية، فإن العمليات العسكرية الأخيرة أسفرت عن مقتل المئات من قادة وعناصر الحركة، كما فقدت الحركة السيطرة على كثير من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها في جنوب ووسط البلاد.
وبحسب وكالة الأنباء الصومالية (الرسمية)، فإن الحركة مُنيت بـ«هزائم متلاحقة»، وفرّت من كل المناطق القروية التي كانت تختبئ فيها طيلة السنوات الماضية، وضعف المتشددون عسكرياً وإعلامياً واقتصادياً، كما جرى «تحرير أكثر من 80 مدينة ومنطقة في محافظات البلاد من فلول ميليشيات الخوارج الإرهابية»، كما نجحت الحكومة في «حذف أكثر من 600 صفحة إلكترونية لميليشيات الخوارج، بواسطة كل من وزارة الإعلام، والاتصالات، ووزارة الأمن الداخلي».