تركيا: أطراف أستانا أكدت دعم العودة الطوعية للاجئين

ومحاربة «الكيانات الانفصالية» 

بلدة أبو راسين شمال شرقي سوريا التي شهدت دوريات تركية روسية - مشتركة (الشرق الأوسط)
بلدة أبو راسين شمال شرقي سوريا التي شهدت دوريات تركية روسية - مشتركة (الشرق الأوسط)
TT

تركيا: أطراف أستانا أكدت دعم العودة الطوعية للاجئين

بلدة أبو راسين شمال شرقي سوريا التي شهدت دوريات تركية روسية - مشتركة (الشرق الأوسط)
بلدة أبو راسين شمال شرقي سوريا التي شهدت دوريات تركية روسية - مشتركة (الشرق الأوسط)

أعلنت تركيا أن الأطراف المشاركة في جولة أستانا الـ20، أكدت ضرورة تهيئة الظروف اللازمة داخل سوريا من أجل ضمان العودة الآمنة والطوعية والمشرفة للاجئين السوريين، ومحاربة «الكيانات الانفصالية» التي تهدد الأمن القومي لدول الجوار، وعبرت عن انزعاجها من ممارسات الدول الداعمة لها.

وقالت الخارجية التركية، في بيان صدر عقب انتهاء اجتماعات أستانا، الأربعاء، إن الاجتماعات التي شارك فيها وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية، براق أكجابار، تناول قضايا الوضع الميداني ومكافحة الإرهاب والتطورات الإقليمية والعملية السياسية وعودة السوريين والمساعدات الإنسانية.

وأضاف البيان، أن الأطراف المشاركة أكدت التزامها القوي بوحدة سوريا السياسية ووحدة أراضيها، والدور الريادي الذي يقوم به مسار أستانا في إيجاد حل سلمي للأزمة السورية.

بدء عملية الإحصاء في مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا (المجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة)

وتابع، أن أطراف الاجتماع أكدت عزمها «على محاربة الأجندات الانفصالية التي تهدد الأمن القومي لدول الجوار، بما في ذلك الهجمات العابرة للحدود ومحاولات التسلل». وأدانت الوجود والهجمات المتزايدة للتنظيمات الإرهابية الناشطة في سوريا تحت مسميات وامتدادات مختلفة، في إشارة ضمنية إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتشكل في غالبية قوامها من وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصف كمنظمة إرهابية، في سوريا...

وشدد البيان، على أنه «لا يمكن قبول المحاولات غير الشرعية لإقامة ما يسمى الإدارة الذاتية (الكردية في شمال شرقي سوريا) بذريعة مكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى أن الأطراف المشاركة في الاجتماع استنكرت أيضا انتهاكات الكيان الانفصالي الموجود في شمال شرقي سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية)، وعبرت عن انزعاجها من ممارسات الدول الداعمة لـ«الكيانات الإرهابية».

جنود أتراك يراقبون الحدود التركية السورية أثناء القصف التركي على مواقع «قسد» (وزارة الدفاع التركية)

ويشكل دعم الولايات المتحدة للوحدات الكردية التي تعتبرها حليفا وثيقا في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، نقطة خلاف مع تركيا، التي تطالب بوقف هذا الدعم قائلة إنه لا يمكن محاربة تنظيم إرهابي عبر التحالف مع تنظيم آخر.

ولفت البيان إلى أهمية التنفيذ الفعلي لجميع الإجراءات المتعلقة بشمال سوريا وإدلب أيضاً.

وذكر البيان أن الأطراف المشاركة في الاجتماعات، جددت التزامها بدفع عملية الحل السياسي للصراع السوري إلى الأمام بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. ودعت إلى عقد الجولة المقبلة للجنة الدستورية السورية في أسرع وقت ممكن.

وأضاف أن الأطراف المشاركة عبرت عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني بسبب زلزالي 6 فبراير (شباط) 2023، اللذين ضربا جنوب تركيا وأجزاء في شمال غربي سوريا، وشددت على أهمية مواصلة المساعدات الإنسانية لسوريا بأكملها دون انقطاع على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2672 الخاص بآلية الأمم المتحدة العابرة للحدود.

وذكر البيان أن اجتماعات أستانا شهدت انعقاد لقاءات ثنائية مع الأعضاء المراقبين والمنظمات التابعة للأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 بالبرازيل ليل الثلاثاء - الأربعاء (الرئاسة التركية)

تركيا تؤكد استعدادها لمرحلة «ما بعد أميركا في سوريا»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة للوضع الجديد الذي سيخلقه الانسحاب الأميركي من سوريا، وعازمة على جعل قضية الإرهاب هناك شيئاً من الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية للقصف التركي على مواقع «قسد» في شمال سوريا (وزارة الدفاع التركية)

تركيا تصعد هجماتها على «قسد» شمال وشرق سوريا

واصلت القوات التركية تصعيد ضرباتها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشرق سوريا، وسط حديث متصاعد في أنقرة عن احتمالات القيام بعملية عسكرية جديدة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«الاتحاد الوطني» يتحدث عن «توقعات متشائمة» بشأن حكومة كردستان

أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
TT

«الاتحاد الوطني» يتحدث عن «توقعات متشائمة» بشأن حكومة كردستان

أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)

يُتوقع أن يدعو رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، خلال الأيام القليلة المقبلة، الكتل السياسية الفائزة إلى عقد أول جلسة للبرلمان بعد إعلان «مفوضية الانتخابات» المصادقة على نتائج انتخابات إقليم كردستان التي جرت في العشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وطبقاً للنظام الداخلي لبرلمان الإقليم، يتعيّن على رئيس الإقليم دعوة البرلمان المنتخب إلى عقد جلسته الأولى خلال 10 أيام من المصادقة على نتائج الانتخابات، وإذا لم يدعُ الرئيس إلى عقد الجلسة الأولى يحق للبرلمانيين عقدها في اليوم الحادي عشر للمصادقة على النتائج.

ويترأس العضو الأكبر سناً جلسات البرلمان قبل انتخاب الرئيس الدائم بعد تأدية القسم الدستوري.

وحصل «الحزب الديمقراطي» على 39 من أصل 100 مقعد في برلمان الإقليم بدورته السادسة، في حين حصل غريمه التقليدي «الاتحاد الوطني» على 23 مقعداً، كما حصل «الجيل الجديد» على 15 مقعداً، و«الاتحاد الإسلامي» على سبعة مقاعد، وأحزاب صغيرة على بقية المقاعد.

ومع أن الجلسة الأولى للبرلمان يُتوقع أن تنعقد بانسيابية وسهولة طبقاً للوائح والإجراءات القانونية، فإن معظم الترجيحات تتحدث عن «شتاء قاسٍ» ينتظر الإقليم بالنسبة إلى عملية الاتفاق على تشكيل الحكومة، بالنظر إلى الانقسامات القائمة بين قواه السياسية.

مسرور بارزاني يتحدث على هامش معرض تجاري في أربيل (حكومة إقليم كردستان)

ويتحدث حزب الاتحاد الوطني عن «تقديرات متشائمة» بشأن تشكيل الحكومة قد تمتد إلى نهاية العام المقبل.

ويتوقع القيادي في حزب الاتحاد، غياث السورجي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «تبقى قضية تشكيل الحكومة حتى موعد الانتخابات الاتحادية العامة نهاية عام 2025، وبعد ذلك يتم الاتفاق على مناقشة مسألة المناصب في الإقليم وفي بغداد بيننا وبين الحزب الديمقراطي».

وخلال السنوات الماضية غالباً ما تم الاتفاق بين الحزبين على أن يحصل حزب الاتحاد الوطني على منصب رئيس جمهورية العراق، في حين يحصل «الديمقراطي» على رئاسة الإقليم ورئاسة وزرائه.

وأضاف السورجي: «أتوقع تأخّر تشكيل الحكومة؛ لأن لدينا شروطاً من أجل المشاركة فيها. قادة (الديمقراطي) يقولون إن الجميع سيشارك وفق استحقاقه الانتخابي، وهذا لن نقبل به. نريد أن نشارك في حكومة لنا فيها دور حقيقي برسم السياسات. لن نشارك وفق مبدأ الاستحقاق، إنما وفق دور حقيقي».

ويؤكد أن «جميع الأحزاب الفائزة أعلنت رسمياً عدم المشاركة في الحكومة، وبعضها انسحب من البرلمان، والأمر سيبقى محصوراً بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد في مسألة تشكيل الحكومة».

وكشف السورجي عن أن «(الديمقراطي) بدأ (الاثنين) زيارة الأحزاب الفائزة؛ للمناقشة حول تشكيل الحكومة، ونحن في (الاتحاد) شكّلنا لجنة، وسنتفاوض خلال الأيام المقبلة مع جميع الأحزاب».

وعن المناصب الحكومية التي يمكن أن يحصل عليها «الاتحاد الوطني» في حال مشاركته في الحكومة، قال السورجي: «حتى هذه اللحظة لم نناقش المناصب، لكننا نريد الحصول على أحد المنصبين؛ رئاسة الإقليم، أو رئاسة الوزراء، وبخلافه لن نتنازل عن شرطنا، وهناك شروط أخرى».

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال لقاء في بغداد (أرشيفية - رئاسة الوزراء)

بدوره، يقلّل كفاح محمود المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، من أهمية «التوقعات المتشائمة» التي يتحدث عنها حزب الاتحاد، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ومهما كانت الخلافات السياسية بين (الديمقراطي) و(الاتحاد)، فإن نهاية التنافس هي حكومة ائتلافية بينهما؛ لأن الواقع على الأرض مع الاستحقاقات الانتخابية سيرسم خريطة الحكومة القادمة حتى وإن تأخرت لعدة أشهر».

ويتوقع محمود، أن تركز الحكومة المقبلة على «قضية الخدمات والمشروعات الصناعية الزراعية، خصوصاً أن حكومة مسرور بارزاني الحالية أرست أسس بنية تحتية لصناعة الغذاء وملحقاته الأساسية التي تتعلق بالزراعة والمياه خصوصاً السدود ومشروعات البرك المائية التي تستثمر مياه الأمطار الغزيرة في كردستان، وما يتعلق ببعض الصناعات التحويلية التي تحتاج إلى حكومة تكنوقراط تلبي الحاجة الماسة للمواطن والإقليم».

ويرجح محمود أن «يحصل رئيس الوزراء الحالي (المنتهية ولايته) على ولاية جديدة في الحكومة المقبلة».

وأدلى عضو الحزب الديمقراطي عبد السلام برواري، بتصريحات إلى «شبكة رووداو» الإعلامية، الاثنين، قال فيها، إن «(الاتحاد الوطني) عادة ما يمارس هذه الأساليب ويرفع من سقف مطالبه، وفي النهاية نحن نعرف وهم يعرفون وكذلك الناس تعرف، أنه يجب أن تتشكل الحكومة بالاتفاق ما بين (الديمقراطي) و(الاتحاد الوطني)».

وأضاف أن «هذا هو الواقع، سواء كان مُرّاً أم حلواً، يعجبني أو لا يعجبك، هذا هو الواقع في إقليم كردستان... لا تتشكل حكومة دون البارتي (الديمقراطي) واليكتي (الاتحاد)».