تصعيد تركيا ضد «قسد» شمال سوريا يستدعي تحركات روسية وأميركية

تعزيز نقاط القوات السورية على الحدود وسط تصاعد الاستهدافات

آليات عسكرية روسية قرب آلية عسكرية مقلوبة إثر قصف تركي قرب تل رفعت بريف حلب الشمالي 12 يونيو (رويترز)
آليات عسكرية روسية قرب آلية عسكرية مقلوبة إثر قصف تركي قرب تل رفعت بريف حلب الشمالي 12 يونيو (رويترز)
TT

تصعيد تركيا ضد «قسد» شمال سوريا يستدعي تحركات روسية وأميركية

آليات عسكرية روسية قرب آلية عسكرية مقلوبة إثر قصف تركي قرب تل رفعت بريف حلب الشمالي 12 يونيو (رويترز)
آليات عسكرية روسية قرب آلية عسكرية مقلوبة إثر قصف تركي قرب تل رفعت بريف حلب الشمالي 12 يونيو (رويترز)

تصاعد التوتر واتسع نطاق الاستهدافات المتبادلة بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والقوات السورية في مناطق سيطرة الأولى في شمال وشمال شرقي سوريا، ما استدعى تحركات روسية وأميركية في مواجهة التصعيد التركي المستمر للأسبوع الثاني على التوالي.

وقصفت القوات السورية، الأحد، تمركزات لما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا في محيط معبر أبو الزندين بريف الباب شرقي بمحافظة حلب. ولم ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

ويقع المعبر في قرية أبو الزندين شمال حلب، ويفصل القرية عن مزارعها الخاضعة لقوات الجيش السوري.

وكانت فصائل «الجيش الوطني» أغلقت، الخميس، معبر الحمران - أم جلود في ريف حلب، الذي يفصل بين مدينة جرابلس الواقعة ضمن مناطق سيطرتها مع القوات التركية، ومدينة منبج ضمن مناطق نفوذ مجلس منبج العسكري التابع لقسد، وسط القصف المكثف للقوات التركية في ظل التصعيد الذي بدأ عقب قصف «قسد» للقاعدة العسكرية التركية في جبرين ومركز للشرطة في كليس جنوب تركيا الأحد الماضي.

وجاء إغلاق المعبر بسبب التحليق المستمر للطيران الحربي الروسي في أجواء المنطقة.

في الوقت ذاته، قصفت القوات التركية و«الجيش الوطني»، بالمدفعية الثقيلة، محيط مدينة تل رفعت وقريتي دير جمال والشيخ عيسى بريف حلب الشمالي ضمن مناطق قسد والجيش السوري، وسط حالة من الذعر والهلع بين الأهالي، نتيجة سقوط القذائف ضمن الأراضي الزراعية لحظة وجود المزارعين ضمن حقولهم. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اقتصرت الأضرار على بعض الخسائر المادية.

قصف صاروخي مصدره مناطق سيطرة قوات النظام وقسد يوقع إصابات بمخيم للمهجرين على أطراف عفرين (الدفاع المدني)

وجاء القصف التركي، رداً على قصف من مناطق قسد والجيش السوري على منازل مخصصة للنازحين في قرية ترندة بريف عفرين، ضمن منطقة «غصن الزيتون» الخاضعة لسيطرة القوات التركية و«الجيش الوطني»، ما أدى إلى إصابة 5 مدنيين، جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسط نزوح الأهالي إلى مناطق مجاورة أكثر أمناً.

وقالت وكالة «الأناضول» التركية، إنه تم استهداف تجمع لمنازل الطوب المخصصة للنازحين، في قرية ترندة جنوب شرقي عفرين التابعة لمحافظة حلب بقذائف الهاون، وسقطت قذائف أخرى على حقول زراعية، ما تسبب باندلاع حريق.

كما قصفت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني» بالمدفعية الثقيلة، قرى طاطمرش وتنب وكشتعار وبينه وعقيبة وأبين بريف عفرين، ضمن مناطق انتشار قسد والقوات السورية في ريف حلب الشمالي.

صورة في 24 مايو تظهر آلية عسكرية تركية خلال افتتاح مجمع سكني بتمويل تركي للنازحين في منطقة غندورة بريف جرابلس السوري (أ.ف.ب)

واستمراراً للتصعيد، قصفت القوات التركية، بالمدفعية الثقيلة، مناطق في مخيم عين عيسى وقريتي صيدا وهوشان بريف الرقة الشمالي، ومناطق أخرى متفرقة يرجح وجود عناصر من قسد فيها.

وتجول رتل من 8 عربات من القوات الأميركية رفقة عناصر من قسد في مدينة الرقة ومحيطها، وتفقد بعض النقاط الأمنية والعسكرية والسجون التي تضم نزلاء من تنظيم «داعش» الإرهابي.

وقامت عناصر من القوات الروسية والسورية، رفقة عربة لمكتب العلاقات التابع لقسد، بتوزيع مواد لوجيستية على نقاط القوات السورية المنتشرة على طول الخط الحدودي مع تركيا بريفي درباسية الغربي والشرقي في شمال محافظة الحسكة، وسط تحليق للطيران المروحي الروسي في الأجواء لحماية الرتل أثناء عملية تعزيز النقاط الحدودية.

وألغت القوات الروسية والتركية دورية مشتركة، قبل أيام، في ريف الدرباسية شمال الحسكة بسبب التصعيد التركي في المنطقة.

في الوقت ذاته، استنفرت القوات العسكرية والأمنية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في المناطق الحدودية، وكذلك فصائل الجيش الوطني، عناصرها، منذ الساعات الأولى صباح الأحد، بعد الكشف عن عمليات تهريب مساجين من مناطق عملية «نبع السلام» بينهم عناصر من «داعش».


مقالات ذات صلة

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس إيمانويل ماكرون متحدثاً في إطار الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا عبر العالم في قصر الإليزيه الاثنين (رويترز)

ماكرون يرسم خطوطاً حمراء للتعاون مع دمشق

ماكرون يطرح مقاربة بلاده لحروب ومسائل الشرق الأوسط ويرسم خطوطاً حمراء للتعاون مع السلطات السورية في دمشق ويؤكد أن فرنسا لن تتخلى عن الأكراد.

ميشال أبونجم (باريس)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تواصل القتال مع «قسد» على محاور جنوب شرقي منبج (أ.ف.ب)

إردوغان: تركيا لم تتدخل في سوريا

تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» على محاور جنوب شرقي منبج... وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن بلاده ستواصل الحرب ضد الإرهاب في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تتمركز في شمال شرقي منبج (أ.ف.ب)

100 قتيل في يومين من الاشتباكات بين الأكراد والفصائل الموالية لتركيا

أسفرت الاشتباكات المتواصلة بين الفصائل الموالية لتركيا و«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، في ريف منبج، شمال سوريا، عن أكثر من مائة قتيل خلال يومين حتى فجر الأحد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

نداء أممي لجمع 370 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الحرب في لبنان

نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)
نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

نداء أممي لجمع 370 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الحرب في لبنان

نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)
نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)

أطلقت الأمم المتّحدة والحكومة اللبنانية، الثلاثا،ء نداء جديدا لجمع تبرّعات بقيمة 371.4 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكّان المتضرّرين في لبنان من النزاع الأخير بين إسرائيل و«حزب الله».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) تمّ إطلاق نداء أوّل لجمع 426 مليون دولار لمساعدة النازحين من الحرب التي دارت بين الدولة العبرية والحزب الشيعي في لبنان، وقد تمّت تلبيته بمقدار 250 مليون دولار، وفقا للأمم المتّحدة. والثلاثاء، قال عمران رضا، منسّق الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في لبنان إنّه «على الرّغم من أنّ وقف الأعمال العدائية يبعث ببارقة أمل، إلا أنّ أكثر من 125 ألف شخص ما زالوا نازحين، ومئات آلاف آخرين يواجهون تحدّيات هائلة في إعادة بناء حياتهم».

وأضاف في بيان أنّه في ظلّ هذه الظروف هناك حاجة إلى مبلغ إضافي قدره 371.4 مليون دولار «لدعم الجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح ومنع تدهور الوضع المروّع أصلا».

ويهدف هذا النداء بشكل أساسي إلى توفير مساعدة لغاية مارس (آذار) لمليون لاجئ ونازح لبناني وسوري وفلسطيني هم من الأكثر تضررا من الأزمة الإنسانية. وفي سبتمبر (أيلول)، كثّفت إسرائيل قصفها على لبنان وشنّت هجوما برّيا محدودا وذلك بعد ما يقرب من عام من المعارك عبر الحدود مع «حزب الله».

ومنذ دخول وقف إطلاق النار بين الطرفين حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، تمكّن أكثر من 800 ألف شخص نزحوا في لبنان بسبب النزاع من العودة إلى ديارهم، وفقا للأمم المتّحدة.