«حزب الله» ينفي مسؤوليته عن مقتل جندي دولي في جنوب لبنان

الاتهام القضائي استند إلى تسجيلات كاميرا يقول فيها المتورطون في الحادث إنهم أعضاء في الحزب

جندي لبناني يفتش السيارة التي قُتل فيها الجندي الآيرلندي (أ.ف.ب)
جندي لبناني يفتش السيارة التي قُتل فيها الجندي الآيرلندي (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» ينفي مسؤوليته عن مقتل جندي دولي في جنوب لبنان

جندي لبناني يفتش السيارة التي قُتل فيها الجندي الآيرلندي (أ.ف.ب)
جندي لبناني يفتش السيارة التي قُتل فيها الجندي الآيرلندي (أ.ف.ب)

ردّ «حزب الله» على اتهام قاضٍ لبناني بتورط خمسة من أعضائه في الاعتداء على دورية تابعة للقوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) ونفى أن يكون الأشخاص الثلاثة من عناصر الحزب. واستند الاتهام القضائي إلى قول أحد المتهمين خلال وقوع الحادث الذي قُتل فيه جندي من الكتيبة الآيرلندية إنهم من «حزب الله».

لكن المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف نفى أن يكون الأشخاص الخمسة أعضاء فيه. والخمسة هم: الموقوف محمد عيّاد، و4 آخرون فارّون، هم: علي خليفة، وعلي سلمان، وحسين سلمان، ومصطفى سلمان.

وقُتل الجندي شون روني (23 عاماً) في 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وأُصيب ثلاثة من رفاقه بجروح في أول هجوم يسفر عن سقوط ضحايا على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان منذ عام 2015. ووقع الحادث في منطقة العاقبية قرب مدينة صور على الطريق الساحلية بين جنوب لبنان وبيروت.

وقال عفيف إن «حزب الله» لعب دوراً كبيراً بعد مقتل الجندي في تخفيف حدة التوتر وتعاون السكان مع الجيش والتحقيق القضائي.

وهذه التصريحات هي الأولى لمسؤول في «حزب الله» منذ صدور لائحة الاتهام يوم الخميس.

ورفضت حركة «أمل» التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التعليق على الاتهام.

وقال المصدر القضائي إن الأدلة مستمدة من تسجيلات كاميرا يشير فيها المتهمون إلى أنفسهم بأنهم أعضاء في الحزب. وأكد مصدر قضائي ثانٍ أن أدلة الكاميرا مذكورة في وثيقة المحكمة المكونة من 30 صفحة.

ووصف «حزب الله» الحادث بأنه «غير مقصود» وقع بين سكان محليين وكتيبة الـ«يونيفيل». وبعد أقلّ من أسبوعين على الحادث، سلّم الحزب الجيش اللبناني مطلق النار محمود عياد.

وورد في الاتهام القضائي أن تسجيلات بالصوت والصورة لكاميرات مراقبة ضُبطت في محيط موقع الاعتداء، تظهر «بشكل واضح محاصرة الدورية المعتدى عليها من كلّ الجهات، ومهاجمتها من قِبل مسلحين، وقد سُمع بعضهم يقول (نحن من حزب الله)، وينادون بعضهم عبر الأجهزة اللاسلكية». ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر قضائي أن عناصر من الحزب يقفون خلف الهجوم، وقد وجهت إليهم تهمة «القتل عمداً».

ورداً على سؤال للوكالة، رفض مسؤول في «حزب الله» التعليق على القرار الظني. وأكد أنه «في الأصل ليس طرفاً في المشكلة بين الأهالي وبين الدورية الآيرلندية»، موضحاً أن الحزب «لعب دوراً كبيراً في تخفيف التوتر في تلك الحادثة، وأجرى في حينها الاتصالات الضرورية بقيادة الجيش والـ(يونيفيل)، وكان له دور بارز في دفع الأهالي للتعاون مع الجيش والقضاء العسكري».

ورأى المسؤول أنه «لا مبرر لإقحام اسمه في تصريحات المصدر القضائي، علماً أن القرار الظني لم يتضمن أي علاقة لـ(حزب الله) بالحادثة»، مستغرباً «تصريحات المصدر القضائي في حين أن القرار الظني واضح وصريح».

ولم تحدّد قوة الـ«يونيفيل» تفاصيل الحادثة التي وقعت خارج نطاق عملياتها، في حين أورد الجيش الآيرلندي أن سيارتين مدرعتين فيهما ثمانية أفراد، تعرضتا «لنيران من أسلحة خفيفة» أثناء توجههما إلى بيروت.

وفي آيرلندا، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع في دبلن إلى أنه أخذ العلم بتقارير تفيد بتوجيه الاتهام في لبنان في قضية مقتل الجندي الآيرلندي. واعتبر الجيش الآيرلندي أنه «سيكون من غير اللائق» الإدلاء بتعليق في خضم إجراءات قانونية.

وتقع بين الحين والآخر مناوشات بين دوريات تابعة لـ«يونيفيل» ومناصري «حزب الله» في منطقة عمليات القوة الدولية قرب الحدود في جنوب البلاد. لكنها نادراً ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.

وقوة «يونيفيل» موجودة في لبنان منذ العام 1978، وتضم نحو عشرة آلاف جندي وتنتشر في جنوب لبنان للفصل بين إسرائيل ولبنان.


مقالات ذات صلة

وزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان يزوران لبنان الأسبوع المقبل

المشرق العربي سيباستيان لوكورنو خلال زيارة تفقدية في 8 أكتوبر لقاعدة «سان ديزيه» الجوية بمناسبة الذكرى الستين لإطلاق القوة الجوية الاستراتيجية (أ.ف.ب)

وزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان يزوران لبنان الأسبوع المقبل

يزور وزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان سيباستيان لوكورنو، وجان نويل بارو، لبنان من الاثنين إلى الأربعاء للقاء الجنود الفرنسيين في «اليونيفيل».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي آلية للجيش اللبناني في بلدة الخيام الجنوبية (أ.ف.ب)

طائرات إسرائيلية تقصف معابر حدودية بين سوريا ولبنان

قصفت طائرات إسرائيلية 7 نقاط عبور على طول الحدود السورية اللبنانية، الجمعة، بهدف قطع تدفُّق الأسلحة إلى «حزب الله» المدعوم من إيران في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي من موقع غارة إسرائيلية عند معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا... 4 أكتوبر 2024 (رويترز)

إسرائيل تعلن استهداف «بنى تحتية» على الحدود السورية اللبنانية

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أغار الجمعة على «بنى تحتية» عند نقطة جنتا الحدودية بين سوريا ولبنان، قال إنها تستخدم لتمرير أسلحة إلى «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي يقف أفراد من الجيش اللبناني بالقرب من الأنقاض في قرية الخيام (رويترز)

توغل إسرائيلي يثير مخاوف لبنانية من تجدد الحرب

صعّدت تل أبيب بتوغلها، الخميس، في مناطق بعيدة عن الحدود، وبالتحديد في وادي الحجير الذي له رمزية بالنسبة لـ«حزب الله» وإسرائيل.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي آليات عسكرية تابعة لقوات «يونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

الـ«يونيفيل»: قلقون إزاء استمرار تدمير إسرائيل المناطق السكنية بجنوب لبنان

أكدت قيادة «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)»، اليوم الخميس، أن «أي أفعال تهدد الوقف الهش للأعمال العدائية، يجب أن تتوقف».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إسرائيل تدمر «صحة غزة»

قوة إسرائيلية تستعد لدخول بيت حانون السبت (أ.ف.ب)
قوة إسرائيلية تستعد لدخول بيت حانون السبت (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تدمر «صحة غزة»

قوة إسرائيلية تستعد لدخول بيت حانون السبت (أ.ف.ب)
قوة إسرائيلية تستعد لدخول بيت حانون السبت (أ.ف.ب)

أكمل الجيش الإسرائيلي «تدمير» كل المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، بعد اعتقاله مدير «مستشفى كمال عدوان»، وأفراداً من طاقمه، في إطار عملية عسكرية أخرجت آخر مرفق صحي رئيسي في المنطقة عن الخدمة.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «باعتقاله مدير مستشفى كمال عدوان والعشرات من الكوادر الطبية والفنية، واعتقال مدير الدفاع المدني في الشمال، دمّر الاحتلال كلياً المنظومة الطبية والإنسانية... وأخرجها عن الخدمة في شمال القطاع».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس، أنه نفّذ «عملية محددة ضد مركز قيادة تابع لـ(حماس) في مستشفى كمال عدوان... اعتقلت القوات أكثر من 240 إرهابياً في المنطقة».

من جهة أخرى، بدأت إسرائيل عملية مركزة ببيت حانون، بعدما دمرت مخيم جباليا، ثم بيت لاهيا، بهدف بسط سيطرتها على شمال القطاع.