السفارة الأميركية في بيروت توسّع موقعها ببناء يكلف مليار دولار

اتهامات بتحوله «قاعدة عسكرية» تحت غطاء دبلوماسي

صورة وزّعتها السفارة الأميركية في بيروت لمبناها الجديد
صورة وزّعتها السفارة الأميركية في بيروت لمبناها الجديد
TT

السفارة الأميركية في بيروت توسّع موقعها ببناء يكلف مليار دولار

صورة وزّعتها السفارة الأميركية في بيروت لمبناها الجديد
صورة وزّعتها السفارة الأميركية في بيروت لمبناها الجديد

تجهز السفارة الأميركية في بيروت في مقرها بمنطقة عوكر شمالي بيروت، مركزاً موسعاً للاستخبارات (سي آي إيه) الذي يمتد على مساحة 93 ألف متر مربع. وذكر موقع للاستخبارات الفرنسية أن المجمع الجديد سيكلف نحو مليار دولار، ويضم مستشفى ومركزاً تقنياً ومباني سكنية ومركزاً لجمع المعلومات لـ«سي آي إيه». ووضعت السفارة على حسابها على «تويتر» صوراً لأعمال البناء يظهر فيها وزير الخارجية عبد الله بوحبيب يتجول في المكان مع مدير قسم عمليات البناء في وزارة الخارجية الأميركية.

وذكر الخبير في الشؤون الأميركية وليد فارس أن الاستخبارات الأميركية تحتاج إلى موقع كهذا في المنطقة لمراقبة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها الولايات المتحدة من النظام الإيراني والميليشيات العاملة معه، وكذلك من التنظيمات الأصولية. وأشار إلى أن الموقع على شاطئ المتوسط يشكل مكاناً استراتيجياً متميزاً ويوفر قدرة أفضل على إقامة شبكة اتصالات مع البحرية الأميركية. ولهذا؛ فان الاستخبارات محظوظة لقدرتها على مراقبة منطقة واسعة من موقعها في لبنان تمتد من شاطئ المتوسط إلى حدود باكستان.

كما يشكل هذا الموقع نقطة اتصال متقدمة مع حلفاء الولايات المتحدة وجسراً للتواصل مع المراكز الأميركية ومراكز حلف شمال الأطلسي في أوروبا.

من جهة أخرى، تسعى الاستخبارات الأميركية إلى تعزيز تعاونها مع استخبارات الجيش اللبناني. وقد حصل الجيش على مساعدات أميركية بقيمة 60 مليون دولار في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع ضمانات بالوصول إلى معلومات استخبارية من واشنطن.

وأثارت صور المقر الجديد للسفارة جدلاً ونقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي، ودار النقاش حول الهدف من إقامة ها المبنى الضخم للسفارة في بيروت، ووصفه البعض بأنه «قاعدة عسكرية» تقام تحت غطاء دبلوماسي ومبنى للسفارة.

وكان المبنى القديم للسفارة الأميركية في بيروت قد تعرّض لتفجير انتحاري عام 1983 قضى فيه 63 شخصاً وجرح 52 من موظفي السفارة الأميركيين واللبنانيين. وفي السنة ذاتها، نفذ عناصر من «حزب الله» عمليات ضد مواقع أميركية وفرنسية في بيروت.

ويقول وليد فارس إن السؤال يبقى حول السياسة الأميركية في المنطقة، حيث تقيم واشنطن سفارات ضمن مبانٍ ضخمة، لكن الأخطاء الاستراتيجية أدت إلى إغلاق بعضها وسيطرة خصوم واشنطن على البعض الآخر.



كيف فجرت إسرائيل أجهزة اتصالات «حزب الله»؟

TT

كيف فجرت إسرائيل أجهزة اتصالات «حزب الله»؟

كيف فجرت إسرائيل أجهزة اتصالات «حزب الله»؟

شرح خبير اتصالات لـ«الشرق الأوسط» كيفية تفجير إسرائيل مئات من أجهزة الاتصالات الخاصة بأعضاء «حزب الله» في لبنان وسوريا بالتزامن، اليوم (الثلاثاء)، مخلفة مئات الإصابات.

وقال الخبير إن إسرائيل اخترقت النطاق الترددي (موجة الاتصال) الذي يستخدمه عناصر الحزب، ولم تخترق كل من يحمل جهاز بيجر pager أو لاسلكي، خصوصاً أن الأجهزة المماثلة مع قوى الأمن والمستشفيات لم تتضرر.

وأوضح أن كل نطاق ترددي تكون له قوة استيعاب محددة، وعبر الدخول على التردد يمكن تحميله أضعاف تلك القوة الاستيعابية، ما يؤدي إلى تسخين بطاريات الأجهزة المتصلة به، وبالتالي تفجيرها، وهو ما حدث للأجهزة المتصلة بالتردد المستخدم من قبل عناصر الحزب. وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن درجة حرارة بعض الأجهزة المستهدفة بلغت 120 درجة مئوية.

ويشرح الخبير في تقنيات الاتصالات عامر الطبش، سيناريو للهجوم، قائلاً إن إسرائيل «اكتشفت الموجة التي يستخدمها عناصر (حزب الله) وخرقتها فبعثت عدداً هائلاً من الرسائل أدت إلى تعطل وانفجار البطارية أو رسالة معينة أدت إلى ذلك»، موضحاً أن «معظم هذه البطاريات هي بطاريات ليثيوم، أي إن انفجارها مؤذٍ جداً ويؤدي لإصابات كبيرة، أو لمقتل الشخص في حال كان على خاصرته».

وأوضح الطبش لـ«الشرق الأوسط» أن «أجهزة البيجر كانت تُستخدم بشكل أساسي في تسعينات القرن الماضي، وبخاصة من الأطباء والأمنيين، بحيث كان يتم مثلاً إرسال رقم 911 للأطباء للقول إن هناك حالة طوارئ».

ويشير الطبش إلى أن «هذه الأجهزة يتم تعليقها بشكل أساسي على الخصر ويمكن أن يتم عبرها إرسال شيفرات معينة»، مضيفاً: «بعد تعميم (حزب الله) على عناصره عدم استخدام الهواتف الخلوية أُشيع أنه جرى إعطاء أجهزة بيجر للعناصر الأساسيين لدعوتهم لمهمات أو اجتماعات طارئة... وقد ثبتت صحة هذه المعلومة اليوم».