تركيا: تراجع استعجال لقاء إردوغان والأسد بعد حسم الانتخابات

تصعيد ميداني في حلب وحادث بحري يعكر الصفو

نصب تذكاري للعلم التركي وعلم المعارضة السورية في مدينة أعزاز شمال سوريا في 15 مايو (رويترز)
نصب تذكاري للعلم التركي وعلم المعارضة السورية في مدينة أعزاز شمال سوريا في 15 مايو (رويترز)
TT

تركيا: تراجع استعجال لقاء إردوغان والأسد بعد حسم الانتخابات

نصب تذكاري للعلم التركي وعلم المعارضة السورية في مدينة أعزاز شمال سوريا في 15 مايو (رويترز)
نصب تذكاري للعلم التركي وعلم المعارضة السورية في مدينة أعزاز شمال سوريا في 15 مايو (رويترز)

أظهرت تركيا مؤشراً قوياً على التراجع عن استعجالها السابق لوتيرة التقدم في مسار تطبيع العلاقات مع سوريا.

وفي أول تصريح عقب إعلان فوز الرئيس رجب طيب إردوغان بالرئاسة لفترة ثالثة مدتها 5 سنوات، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إنه «لا خطط للقاء بين إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد على المدى القريب».

وعلى الرغم من عدم استبعاده تحقق هذا اللقاء، قال كالين، في مقابلة تلفزيونية الاثنين: «لم نخطط بعد للقاء بين إردوغان والأسد على المدى القصير، ولكن اللقاء غير مستبعد»، مستدركاً: «عقد مثل هذا اللقاء يعتمد على الخطوات التي ستتخذها سوريا مستقبلاً».

وعقب اجتماع وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران بموسكو، في 10 مايو (أيار) الحالي، لفت وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى أنه سيتم العمل سريعاً على خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، بواسطة نواب وزيري الخارجية والدفاع، بالإضافة إلى مسؤولي المخابرات في الدول الأربع، ملمحاً إلى لقاء قريب بين إردوغان والأسد.

وقال جاويش أوغلو إن المرحلة التالية هي لقاء للرئيسين، «وآمل ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً»، مشيراً إلى أن اللقاء سيتم خلال العام الحالي.

وبدا أن العائق الوحيد للقاء بين إردوغان والأسد، هو الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، إذا أكد الأسد أنه لا يمكن الإقدام على أي خطوات قبل سحب تركيا قواتها بالكامل من هناك.

بالمقابل، أكد إردوغان أن القوات التركية لن تنسحب، وأنها ستواصل مكافحة «التنظيمات الإرهابية». وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، إن انسحاب القوات التركية سيعني أن «التنظيمات الإرهابية» ستتقدم لملء الفراغ، ويقصد بها وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تراها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني في سوريا.

وذهب جاويش أوغلو، وكذلك وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إلى أن الوجود العسكري التركي في شمال سوريا «يشكل ضمانة لوحدة الأراضي السورية».

وقال كالين إنه لولا العمليات العسكرية الثلاث التي نفذتها تركيا في شمال سوريا منذ عام 2016 وحتى 2019، لكانت «دولة إرهابية» أقيمت على الحدود، مضيفاً: «لم نتصرف بخوف من أن تغضب الولايات المتحدة أو أن الاتحاد الأوروبي قد يحدث ضجة».

ولفت إلى أن هناك 3 قضايا مهمة في مسار تطبيع العلاقات مع سوريا؛ هي محاربة الإرهاب، وعودة اللاجئين إلى ديارهم واستمرار المفاوضات بين النظام والمعارضة ودفع العملية السياسية وعمل اللجنة الدستوري إلى الأمام.

وبالنسبة لعودة اللاجئين، قال كالين: «بالطبع نريد أن يعود هؤلاء الناس، لكنهم بشر، يجب ألا ننسى هذا، سنتخذ خطوات معقولة وإنسانية من أجل عودة اللاجئين».

على الصعيد الميداني، شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً للاستهدافات بين القوات السورية والفصائل الموالية لتركيا فيما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» على كثير من المحاور في ريف حلب.

استهداف قارب صيد

وأدانت وزارة الخارجية التركية، الاثنين، إطلاق سفينتين تابعتين للنظام السوري النار على قارب صيد تركي في المياه الدولية، وتعرض صيادين كانا على ظهره لإصابات خفيفة.

وقال المتحدث باسم الخارجية تانجو بيلغيتش، في بيان: «ندين إطلاق سفينتين تابعتين لقوات أمن النظام السوري النار، الأحد، على قارب صيد تركي يحمل اسم (محمود جان- 1)، بعد انطلاقه من ميناء كاراتاش في ولاية أضنة (جنوب) وإبحاره في المياه الدولية، وتعرض صيادين اثنين لإصابات طفيفة جراء ذلك وإلحاق أضرار مادية بالقارب».

قارب الصيد التركي الذي تعرض لنيران سفن سورية في البحر المتوسط (متداولة)

وأضاف أنهم سيتابعون هذا الحادث «المؤسف»، الذي وقع في المياه الدولية، مشيراً إلى أن مكتب المدعي العام في منطقة صمانداغ، بولاية هطاي الحدودية مع سوريا في جنوب البلاد، فتح تحقيقاً حول الحادث.

وبحسب مصادر تركية، تعرض القارب لإطلاق نار من الجانب السوري، ما أسفر عن إصابة الصيادين، بهزات جنك ومحمود إيرول، وقامت فرقة من قيادة خفر السواحل التركي بإحضارهما إلى منطقة صمانداغ في هطاي.

وزعمت مصادر أن «الصيادين جنك وإيرول، اللذين أبحرا من ميناء كاراتاش في أضنة، صباح الاثنين، للصيد، دخلا المياه الإقليمية السورية»، مشيرة إلى أن إيرول أصيب بطلق ناري في ساقه، فيما أصيب جنك في رقبته جراء تطاير قطع الزجاج من المركب.



بخاري: السعودية ستكون إلى جانب لبنان وشعبه ورئيسه

السفير وليد بخاري مجتمعاً مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان (الوكالة الوطنية للإعلام)
السفير وليد بخاري مجتمعاً مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

بخاري: السعودية ستكون إلى جانب لبنان وشعبه ورئيسه

السفير وليد بخاري مجتمعاً مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان (الوكالة الوطنية للإعلام)
السفير وليد بخاري مجتمعاً مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان (الوكالة الوطنية للإعلام)

عدّ السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، أن إنجاز الاستحقاق الرئاسي خطوة مهمة لتعزيز نهضة لبنان وإعماره، معبراً عن «تقديره وإعجابه بخطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون»، ومؤكداً أن «المملكة ستكون إلى جانب لبنان وشعبه ورئيسه».

وجاءت مواقف بخاري خلال جولة قام بها على مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، مهنئاً إياه بانتخاب رئيس للجمهورية.

وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى بأن السفير بخاري عبّر خلال اللقاء مع المفتي دريان، عن «ارتياح المملكة العربية السعودية بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان الذي تحقق بوحدة اللبنانيين التي تبعث الأمل في نفوسهم، وعدّه خطوة مهمة نحو الأمام لتعزيز نهضة لبنان وإعماره واستتباب الأمن والاستقرار والبدء بورشة الإصلاح واستعادة ثقة المجتمع العربي والدولي».

وأبدى السفير بخاري «تقديره وإعجابه بخطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الذي كان على قدر المسؤولية الوطنية».

وشكر مفتي الجمهورية من جهته، «المملكة العربية السعودية والدول العربية والصديقة ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكل النواب والقيادات اللبنانية على الجهود والمساعي التي بذلوها من أجل تحقيق الإنجاز الرئاسي، والتمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف، والثوابت العربية المتعلقة بانتماء لبنان العربي».

وأكد أن «لبنان دخل في مرحلة انفراجات سياسية كبيرة بدأت بانتخاب رئيس للجمهورية، وستستكمل بإذن الله بتشكيل حكومة جديدة وتفعيل عمل المؤسسات الرسمية وعودة الحياة المستقرة إلى لبنان الذي هو بحاجة إلى الكلمة الطيبة والخطاب الهادئ المتوازن، والعمل معاً من أجل مصلحة الوطن».

والتقى بخاري الراعي مهنئاً بانتخاب رئيس للجمهورية، لافتاً إلى «الدور الكبير لهذا الصرح العريق الجامع للبنانيين في المساهمة بإنهاء حال الفراغ الرئاسي الذي لطالما تألم منه البطريرك الراعي، وعبر عنه دائماً في عظاته من خلال حث المعنيين، ومن بينهم المجلس النيابي، على القيام بواجبه وانتخاب رئيس للجمهورية».

السفير وليد بخاري مجتمعاً مع البطريرك الماروني بشارة الراعي (الوكالة الوطنية للإعلام)

وتمنى البخاري، بحسب بيان للبطريركية المارونية، أن يكون «عهد الرئيس عون عهد وفاق وطني جامع، وأن تكون هذه المرحلة مرحلة نمو وازدهار وتطور واستقرار»، وقال: «المملكة العربية السعودية ستكون إلى جانب لبنان وشعبه ورئيسه، لا سيما أننا لمسنا الارتياح والفرح الذي ظهر على وجه الشعب اللبناني بوضوح بعد انتخابه رئيساً».

بدوره، شكر الراعي السفير السعودي واللجنة الخماسية على «المساعي التي بذلت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي رحب به اللبنانيون ورؤساء دول العالم»، سائلاً الله أن «يوفق الرئيس الجديد بمهامه الوطنية للنهوض بلبنان من أزماته الخانقة».

وكان بخاري التقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، وتناول اللقاء العلاقات التاريخية بين طائفة الموحدين الدروز والمملكة العربية السعودية، وسبل الحفاظ عليها وتطويرها، إلى جانب البحث بعدد من القضايا المطروحة والمستجدات على مستوى لبنان والمنطقة، لا سيما الإنجاز الأخير المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية، حيث كان تنويهاً بأهمية الدور الذي لعبه أصدقاء لبنان خصوصاً السعودية في هذا الشأن.

السفير بخاري مجتمعاً مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى (الوكالة الوطنية للإعلام)

وكان اللقاء مناسبة أكد فيها أبي المنى على «العلاقات الطيبة والروابط المتميزة التي تجمع بيننا، والتي تعكس روح الأخوة والحرص المشترك»، منوهاً بالدور الفاعل الذي لعبته المملكة، إلى جانب باقي الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بعد أكثر من سنتين على الفراغ، وما تركه من تداعيات سلبية على مستوى العلاقات والثقة وتراجع أداء السلطة والمؤسسات، آملاً في هذا الإطار «الانطلاق بمسار عمل الدولة على نحو سريع، وأول ذلك الاستشارات لتشكيل حكومة جديدة قادرة على تحقيق التطلعات».

من جهته، قال أبي المنى: «ليس جديداً على المملكة هذا الاحتضان للبنان، وقد لمسنا يد الخير والعطاء والوقوف إلى جانب لبنان في كثير من المحطات المفصلية والمحن التي مر بها الوطن، ونتطلع اليوم إلى تعزيز تلك الثقة بما يخدم البلدين الشقيقين».

كما أكد «دور الموحدين الدروز في أوطانهم وارتباطهم الوثيق بعمقهم العربي والإسلامي، وهذا ما نتمسك به وما نأمله من المملكة والأشقاء العرب (احتضانه ورعايته)».