مجلس المفتين يحذّر من نوايا تدميرية للبنان

أشاد بما صدر عن القمة العربية وبدور السعودية للمّ الشمل العربي

مجلس المفتين خلال اجتماعهم برئاسة دريان (الوكالة الوطنية)
مجلس المفتين خلال اجتماعهم برئاسة دريان (الوكالة الوطنية)
TT

مجلس المفتين يحذّر من نوايا تدميرية للبنان

مجلس المفتين خلال اجتماعهم برئاسة دريان (الوكالة الوطنية)
مجلس المفتين خلال اجتماعهم برئاسة دريان (الوكالة الوطنية)

عبّر مجلس المفتين في لبنان عن خشيته من «نوايا تدميرية للوطن باستمرار الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية»، مشيداً من جهة أخرى بما صدر عن «القمة العربية» وبـ«الدور الحكيم الذي قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية للم الشمل العربي».

مواقف المجلس جاءت في بيان إثر اجتماع عقده برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم (الأربعاء). وقال إن «الاستمرار بالفراغ في سدة رئاسة الجمهورية يخشى منه نوايا تدميرية للوطن، وقد بدأت تظهر النتائج السلبية المترتبة على تعطيل انتخاب الرئيس منذ عدة أشهر من انهيارات على المستويات كافة وهو مؤشر خطير».

«إذا كان حاكم مصرف لبنان الذي يفترض أن يكون فوق الشبهات، مطلوبا للتحقيق دولياً، فمن سيتولى إنقاذ سمعة لبنان المالية؟»

مجلس المفتين في لبنان

ورأى مجلس المفتين أن «مواقف البعض ممن يسعون إلى عرقلة الجهود المحلية والخارجية لانتخاب رئيس للجمهورية باتت أمرا يدعو إلى الأسف والقلق، وهو بالشكل والحدة اللذين يبدو أنهما يتضادان التسهيل ويتجاهلان المخاطر التي تحدق بالوطن»، معتبرا «أن لبنان لا يفتقر إلى الرجال الأكفَاء الذين يؤمنون برسالته في العيش المشترك، ولكنه يفتقر إلى آلية تحقيق التوافق الوطني حول مثل هؤلاء الرجال».
وتطرق المجلس إلى قضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، سائلاً: «إذا كان حاكم مصرف لبنان الذي يفترض أن يكون فوق الشبهات، مطلوبا للتحقيق دولياً، فمن سيتولى إنقاذ سمعة لبنان المالية؟ وكيف سيحافظ على قيمة نقده؟ وكيف سيستعيد لبنان ثقته بنفسه، وثقة المجتمع الدولي به للخروج من المحنة والمأساة التي يتخبط فيها منذ سنوات، دون أن يظهر بريق أمل من الداخل أو الخارج؟»، آملا من حكومة تصريف الأعمال أن «تعالج هذه المسألة بالسرعة المناسبة لكي يبقى لبنان محافظا على كيانه ومستقبل عملته الوطنية». 

من جهة أخرى، أشاد المجلس بما صدر عن القمة العربية في جدة وبـ«الدور الحكيم الذي قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية للم الشمل العربي، وأهمية ما صدر من قرارات وتوصيات لمعالجة القضايا الملحة في الوطن، مقدرا وقوف الأشقاء العرب إلى جانب لبنان». 

ودان المجلس «ما يقوم به العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة وخصوصا في القدس وتهويدها من تحدٍّ للشرعية الدولية وللحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ولحقّه المغتصَب». 


مقالات ذات صلة

بري لـ«الشرق الأوسط»: ننتظر اقتراحات ملموسة... والـ1701 وحده المطروح

المشرق العربي نبيه بري والمبعوث الأميركي آموس هوكستين في بيروت (أ.ف.ب)

بري لـ«الشرق الأوسط»: ننتظر اقتراحات ملموسة... والـ1701 وحده المطروح

نبيه بري يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يتبلغ شيئاً رسمياً» عن إحياء مساعي وقف النار... ومعلومات عن اعتراضه على رقابة بريطانيا وألمانيا على الـ1701.

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي نازحون لجأوا إلى دير الأحمر من بعلبك بعد اشتداد القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

الشتاء يفاقم معاناة النازحين في لبنان

تتفاقم معاناة النازحين، كلما انخفضت درجات الحرارة، حيث تفتقد غالبية مراكز الإيواء لمستلزمات التدفئة الضروريّة

حنان حمدان
المشرق العربي قرية لبنانية مُدمَّرة كما بدت في صورة من جبل أدير بشمال إسرائيل يوم الاثنين (رويترز)

فصل الشتاء يعوق الحرب في لبنان ولا يوقفها: التأثير الأكبر على المعركة البرية

تتفاوت حدّة المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» اللذين سيكونان أمام تغيرات في الطقس مع بدء فصل الشتاء الذي لا يوقف المعركة إنما يعوقها.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي دخان يتصاعد فوق ضاحية بيروت الجنوبية بعد ضربة إسرائيلية (رويترز) play-circle 00:39

غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية

شن الطيران الحربي الإسرائيلي، الثلاثاء، 13 غارة على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد أن استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي أي وقف لإطلاق النار في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة مركبة للرئيس المنتخب دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

«صفقة نتنياهو»: السيادة على المستوطنات مقابل إنهاء الحرب

تُعِدّ حكومة نتنياهو خطة استراتيجية لإجهاض حل الدولتين بفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة الغربية وقطاع غزة وتعزيز الاستيطان.

نظير مجلي (تل أبيب)

إسرائيل تعيد تفعيل استراتيجية «عقيدة الضاحية»

رجل يتفقد الدمار اللاحق في مبانٍ استهدفها القصف الإسرائيلي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
رجل يتفقد الدمار اللاحق في مبانٍ استهدفها القصف الإسرائيلي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعيد تفعيل استراتيجية «عقيدة الضاحية»

رجل يتفقد الدمار اللاحق في مبانٍ استهدفها القصف الإسرائيلي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
رجل يتفقد الدمار اللاحق في مبانٍ استهدفها القصف الإسرائيلي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

يطرح انتقال الجيش الإسرائيلي إلى القصف المكثف للضاحية الجنوبية لبيروت خلال ساعات النهار، بعدما كان يعمد بشكل أساسي خلال المرحلة الماضية إلى القصف ليلاً، كما توسيع عملياته لتشمل مناطق جديدة ضمن الضاحية، علامات استفهام كثيرة حول خلفية هذا الموضوع، وما إذا كان يشكل مؤشراً للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب أكثر خطورة، باعتبارها قد تكون الأخيرة وتستمر حتى استلام الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب مهامه رسمياً في العشرين من يناير (كانون الثاني) المقبل.

ويرى مطلعون من كثب على عملية تطور الضربات الإسرائيلية أن تل أبيب أعادت في اليومين الماضيين تفعيل ما يُسمى «عقيدة الضاحية»، وهي استراتيجية عسكرية تعتمد على التدمير الواسع واستخدام القوة المفرطة للتأثير على معنويات الخصم وبيئته لإجباره على تقديم التنازلات.

وهذه الاستراتيجية انتهجتها إسرائيل في حربها على لبنان عام 2006 واتخذت اسمها من الضاحية الجنوبية لبيروت التي شهدت تدميراً كبيراً في تلك الحرب ثم اعتمدتها أيضاً في حربها على غزة.

الدمار الناتج من استهداف إسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

أعنف موجة غارات على الضاحية

وبين يومي الثلاثاء والأربعاء، وخلال 24 ساعة فقط، استُهدفت الضاحية بنحو 30 غارة طالت مناطق جديدة كالغبيري والشياح وروضة الشهيدين، واعتُبرت هذه الساعات هي الأعنف على الضاحية منذ اندلاع الحرب.

واستهدفت 6 غارات إسرائيلية على الأقلّ الضاحية الجنوبية لبيروت ظهر الأربعاء، جاءت بعد نحو ساعة من إصدار الجيش الإسرائيلي إنذاراً للسكان بالإخلاء. وارتفعت سحب دخان سوداء فوق المناطق المستهدفة وأظهرت مقاطع فيديو شباناً يتجولون على مقربة من مواقع الغارات مذهولين في حين غادر قسم كبير من السكان المواقع التي تم تحديدها بوقت سابق بصفتها مواقع مستهدفة، خصوصاً أن كثيراً من السكان كانوا يعودون في الصباح لتفقّد منازلهم ومتاجرهم.

لحظة استهداف صاروخ إسرائيلي مبنى في منطقة الغبيري بضاحية بيروت الجنوبية (الشرق الأوسط)

استراتيجية الردع

ويعدّ الخبير العسكري والاستراتيجي العميد حسن جوني أن «الإسرائيلي انتقل لنمط نهاري للتدمير بديلاً عن النمط الليلي يهدف من خلاله إلى أن يكون مشهد الدمار أوضح باعتباره يحصل في النهار»، لافتاً إلى أن «ما يريده العدو أن يتم تناقل مشاهد المباني التي تنهار خلال ثوانٍ معدودة لما لذلك من تأثير معنوي ونفسي».

ويشير جوني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هناك استراتيجية أساسية يقوم بها العدو بكل حروبه ويسعى لتكريسها وهي استراتيجية الردع، بدأت معه منذ إنشاء إسرائيل على اعتباره دولة صغيرة في محيط معاد لها لا تستطيع أن تخسر لأن ذلك يعني نهايتها؛ لذلك بنوا هذه الاستراتيجية لمنع أعدائهم من مهاجمتهم، وقد تكرست فعلياً لدى هؤلاء قناعة أن أي مس بالحدود الإسرائيلية أو الجنود الإسرائيليين سيؤدي لدمار واسع وشامل، وقد حماهم ذلك لمدة طويلة حتى عملية (طوفان الأقصى)»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ردة فعل إسرائيل سواء في غزة أو لبنان تدخل في سياق إعادة تكريس معادلة الردع هذه من خلال الزرع في الأدهان أن كل من يفكر لاحقاً في مهاجمتها سيكون الدمار والموت من نصيبه».

لبناني على دراجة نارية قرب موقع غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

تفاوض تحت النار

من جهته، يرى مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، أن «هذه الضربات تندرج تحت العنوان الذي أعلنه الإسرائيلي نفسه، أي التفاوض تحت النار؛ ما يعني مزيداً من الضغط العسكري حتى التوصل إلى اتفاق»، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تل أبيب مصرّة على ما تسميه (إنجازات تكتيكية) لتحسين موقعها التفاوضي، ولديها فترة سماح حتى تنصيب ترمب للقيام بذلك من دون أي رادع أميركي».