قالت وزارة شؤون القدس، اليوم (الخميس): «إن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات الاستباحة الاستفزازية والعنصرية لمدينة القدس الشرقية المحتلة ومقدساتها».
وحذرت الوزارة، في بيان صحافي اليوم أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، من أن «الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى والمسيرات الاستفزازية والعنصرية في باب العامود والبلدة القديمة، تحمل في طياتها عوامل تصعيد الأوضاع في المدينة المحتلة بشكل خاص، والأراضي الفلسطينية بشكل عام».
وأشارت إلى أن «جماعات اليمين الإسرائيلي المتطرف وممثليهم في الحكومة اليمينية يحولون ذكرى احتلال المدينة إلى إعلان حرب على البشر والشجر والحجر في المدينة».
وقالت: «تأتي الدعوات لهذه الاقتحامات والمسيرات بعد أن هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي 77 شقة سكنية في وادي قدوم ببلدة سلوان، مما أدى إلى تهجير 50 فلسطينياً غالبيتهم من الأطفال».
وأضافت الوزارة: «تمعن الجماعات المتطرفة ومن خلفها حكومة الاحتلال في محاولة نسف الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، من خلال تصعيد الاقتحامات، ودعوات رفع العلم الإسرائيلي في باحات الأقصى، وهو ما يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين في فلسطين وأنحاء العالم».
مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى وقوات الاحتلال تعتدي على فلسطينيين قبيل «مسيرة الأعلام»#صحيفة_الشرق_الأوسط #صحيفة_العرب_الأولى#شاهد_الشرق_الأوسط pic.twitter.com/cKFZomP34O
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) May 18, 2023
وتابعت: «إن دعوات الجماعات المتطرفة للمشاركة بما تسمى (مسيرة الأعلام) العنصرية والاستفزازية، الممولة من بلدية الاحتلال وحكومته، بمثابة تصعيد خطير تتحمل حكومة الاحتلال وحدها تداعياته».
ولفتت وزارة شؤون القدس إلى أن «مسيرة الأعلام بطابعها والشعارات التي تطلق خلالها ومضامينها، عنصرية استفزازية». وشددت على أن «إعلان شرطة إسرائيل تحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية من خلال نشر الآلاف من عناصرها في أنحاء المدينة، إنما يؤكد أن المدينة محتلة، فلا يجرؤ الاحتلال على دخولها إلا بقوة السلاح».
وأكدت الوزارة أنه «رغم كل الانتهاكات الإسرائيلية، فالقدس كانت وما زالت وستبقى عربية فلسطينية، ولا سلم ولا استقرار دون أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة».
وأفادت الوكالة الفلسطينية باقتحام 400 مستوطن، صباح اليوم، باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات، بعد أن أغلقت القوات الإسرائيلية المسجد القبلي.
وطبقاً للوكالة، «قاد عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، الحاخام المتطرف يهودا غليك، إحدى المجموعات المقتحمة التي تقدمها وزير النقب والجليل، إيتسحاق فاسرلاف من حزب (عوتسما يهوديت)، وزوجة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أيالا».
وأشارت إلى أن «الشرطة الإسرائيلية انتشرت في باحات الأقصى، وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وقامت بإفراغ المسجد القبلي من المصلين والمرابطين، واعتدت على المرابطين المتواجدين قرب باب السلسلة».
«مسيرة الأعلام»
أبلغت المصادر وشهود عيان وكالة «أنباء العالم العربي» أن الشرطة الإسرائيلية انتشرت بشكل مكثف داخل المسجد الأقصى وفي محيطه.
وتشهد مدينة القدس اليوم تنظيم مسيرة الأعلام لإحياء ذكرى «احتلال» إسرائيل للقدس الشرقية في أعقاب حرب يونيو (حزيران) 1967. ووفق التقويم العبري، يصادف هذا اليوم الذي تحييه إسرائيل 18 مايو (أيار) في العام الحالي.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية نحو ثلاثة آلاف شرطي لتأمين المسيرة التي يرفض الفلسطينيون إقامتها وحذروا من تبعاتها، فيما أكدت جهات أمنية إسرائيلية أن المسيرة لن تصل إلى المسجد الأقصى وستحافظ على خط سيرها السنوي المعهود، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت».
ورفعت إسرائيل مستوى التأهب تزامناً مع التحذيرات التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وفي العام الماضي أطلقت «حماس» صاروخاً على القدس في يوم المسيرة، مما أدى إلى اندلاع معركة بين إسرائيل والحركة الفلسطينية.