«لا وقف لإطلاق النار» في غزة... ونتنياهو يقول إن العملية العسكرية مستمرة

منظومة القبة الحديدية خلال اعتراضها صواريخ أطلقت من غزة مساء اليوم (أ.ف.ب)
منظومة القبة الحديدية خلال اعتراضها صواريخ أطلقت من غزة مساء اليوم (أ.ف.ب)
TT

«لا وقف لإطلاق النار» في غزة... ونتنياهو يقول إن العملية العسكرية مستمرة

منظومة القبة الحديدية خلال اعتراضها صواريخ أطلقت من غزة مساء اليوم (أ.ف.ب)
منظومة القبة الحديدية خلال اعتراضها صواريخ أطلقت من غزة مساء اليوم (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب مساء اليوم (الأربعاء) إن بلاده لا تزال في منتصف العملية ضد حركة «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة، فيما أشار قيادي في «الجهاد» لوكالة «أنباء العالم العربي» إلى أنه «لا وقف لإطلاق النار مع إسرائيل حتى هذه اللحظة ونحن في حالة استنفار». وجاءت تصريحات نتنياهو رغم تقارير عن وقف لإطلاق النار، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وأضاف نتنياهو: «وجهنا للجهاد الضربة الأقوى التي تلقتها»، في إشارة إلى قتل ثلاثة من قادتها فجر أمس، الذي أثار جولة العنف. وأبلغ نتنياهو، مساء اليوم، رؤساء البلديات الجنوبية أنه يتعين عليهم الاستعداد لاحتمال توسيع نطاق العملية العسكرية الحالية في قطاع غزة بشكل كبير، حتى في الوقت الذي أشار فيه مسؤولو «الدفاع» إلى أن إسرائيل تسعى لمنع اتساع نطاق الصراع. وقال نتنياهو في اتصالات هاتفية مع رؤساء البلديات وفقا لمقطع مصور وزعه مكتبه: «مستعدون لاحتمال توسيع نطاق العملية، ولشن هجمات شديدة للغاية في هذه اللحظة وفي المستقبل أيضا». وأضاف: «بصفة عامة أعتقد أن لنا اليد العليا ولكنكم أنتم في خط الجبهة وأنا أقدر دعمكم».

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم (الأربعاء)، إن الجيش هاجم مجدداً أهدافاً تابعة لحركة «الجهاد» في قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق الحركة رشقة صواريخ جديدة صوب بلدات ومدن إسرائيلية منها تل أبيب، رغم أنباء عن مفاوضات لوقف إطلاق النار.

وأفاد مراسل وكالة «أنباء العالم العربي» بأن الفصائل الفلسطينية أطلقت رشقة جديدة من الصواريخ نحو البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وقال تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلي إن الفصائل الفلسطينية أطلقت أيضاً صواريخ صوب تل أبيب، كما دوت صفارات الإنذار في مدن عدة بجنوب إسرائيل منها عسقلان وسديروت ومنطقة ما تعرف بغلاف غزة.

وقالت مصادر في الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية للوكالة، في وقت سابق، إن الجهود المصرية توصلت إلى صيغة تفاهمات مبدئية بين الفصائل في القطاع وإسرائيل، بحيث يتم اختبار هذه التفاهمات ميدانياً حتى التاسعة من مساء اليوم، مضيفة أن وقف إطلاق النار المتبادل قد يبدأ في التاسعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي.

وجرى إطلاق تحذيرات من الصواريخ في منطقة تل أبيب الكبرى، اليوم الأربعاء، كما تم إطلاق صافرات الإنذار في العديد من المدن المجاورة وهرع السكان إلى الملاجئ. وأظهرت صور تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي سحبا من الدخان ترتفع في سماء المدينة.



تحديات داخلية وخارجية تواجه عهد الرئيس جوزيف عون

صورة للرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون في القصر الرئاسي في بعبدا (أ.ف.ب)
صورة للرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون في القصر الرئاسي في بعبدا (أ.ف.ب)
TT

تحديات داخلية وخارجية تواجه عهد الرئيس جوزيف عون

صورة للرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون في القصر الرئاسي في بعبدا (أ.ف.ب)
صورة للرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون في القصر الرئاسي في بعبدا (أ.ف.ب)

لا يعني انتخاب رئيس جديد للبنان أن البلد خرج من الأزمات التي يتخبّط بها منذ سنوات، بل يشكل بداية مرحلة جديدة تحمل الكثير من التحديات التي يواجهها الرئيس جوزيف عون والحكومة العتيدة المنتظر تشكيلها بالتفاهم مع رئيس الحكومة الذي سيكلّف بالاستشارات النيابية الملزمة، ويفترض أن يحمل العهد الجديد خريطة طريق للإنقاذ، وخطة واضحة للتصدي للأزمات والتحديات الداخلية والخارجية.

لا يملك الرئيس الجديد عصاً سحرية لحلّ كلّ الأزمات، بل يحتاج إلى فريق عمل متجانس، يبدأ بتشكيل حكومة إنقاذ وبيان وزاري واضح المعالم يتقاطع مع خطاب القسم الذي يؤسس لحقبة جديدة من تاريخ لبنان، واعتبر الوزير السابق إبراهيم نجّار، أن «خطاب الرئيس عون (يشكل برنامج حكمٍ مفصّلاً)، وهذا البرنامج يحتاج إلى حكومة تكون أهلاً لتنفيذه». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من تبوّأ سدّة الرئاسة الآن، رجل لبناني شريف ونظيف وشجاع، لا بدّ أن تلاقيه حكومة شجاعة تضم وجوهاً جديدة، قادرة على العمل والإنجاز». وقال: «ما ينتظره اللبنانيون من الرئيس جوزيف عون هو تغيير الذهنية القائمة على المحاصصة، وأن يكون عهده مدخلاً لتغيير أوجه سياسية متجذرة في المستنقع اللبناني».

واعتبر رئيس «لقاء سيّدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد أن «المهمة الأولى الملقاة على عاتق الرئيس عون هي تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «في بداية عام 1990 عُلّق تطبيق الدستور بسبب السلاح السوري، وفي عام 2005 عُلّق الدستور مجدداً بفعل السلاح الإيراني». وأكد سعيد أن اللبنانيين «ينتظرون بفارغ الصبر أن تكون انطلاقة هذا العهد مناسبة حقيقية من أجل تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني والدستور».

ودائماً ما يعد تطبيق «الدستور والقرارات الدولية» عامل انقسام في لبنان، لا سيما وأن قوى الأمر الواقع كانت تجد فيهما «استهدافاً لما يسمّى المقاومة»، وهو ما أخرج لبنان من حاضنته العربية والرعاية الدولية.

وشدد الوزير إبراهيم نجار على أن لبنان «فتح مع انتخاب الرئيس جوزيف عون صفحة بيضاء، يمكن أن نكتب عليها كل آمال الشعب اللبناني، وكتابة فصل جديد من تاريخ لبنان»، مشيراً إلى أن «عهد الرئيس الجديد بدأ في مرحلة تلاقي التناقضات الإقليمية والدولية، وقدّر للبنان أن يلتقط هذه المرحلة»، لافتاً إلى أن «العناوين التي طرحها رئيس الجمهورية كثيرة ومتعددة، لكن بالتأكيد وضع أسس بنيان الدولة ومؤسساتها».

ورأى سعيد أن «المهمة الثانية أمام الرئيس هي (إعادة لبنان إلى الحضن العربي ودخوله في النظام العربي)، وهذا بدأ يتبلور يوماً بعد يوم من خلال تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة»، مشيراً إلى أن «المهمة الثالثة تكمن في إعادة ربط لبنان بقرارات الشرعية الدولية». وقال: «لقد تحدث الرئيس في خطاب القسم بوضوح مطلق عن احتكار الدولة لاستخدام السلاح، وبسط سيادة الدولة على كامل التراب اللبناني وفقاً للدستور، وهذا ما ينسجم مع التنفيذ الحرفي لقرارات الشرعية الدولية، التي في حال تنفيذها سيعاد ربط لبنان بالنظامين العربي والدولي».