يسعى الصومال إلى تعزيز «المقاومة الشعبية»، ضد حركة «الشباب» المتطرفة، الموالية لتنظيم «القاعدة»، والتي بدأت «تفقد كثيراً من نفوذها وسيطرتها»، نتيجة الحملة العسكرية، المدعومة «شعبياً»، وفق تصريحات رسمية.
ومنذ توليه منصبه في مايو (أيار) العام الماضي، أعلن الرئيس شيخ محمود «حرباً شاملة» على الإرهاب، وتحرير البلاد من سيطرة «حركة الشباب». وفيما بدا تشجيعاً على تكثيف مشاركة المواطنين وقادة القبائل للجيش الصومالي في حربه ضد «الشباب»، كرّم رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، في احتفالية مساء الاثنين، عدداً من المواطنين، لـ«دورهم الكبير في التصدي للأعمال المخلة بالأمن والمساهمة في اعتقال المجرمين»، على حد قوله.
وقال بري، في كلمته بالاحتفالية التي جرت في مقر مديرية «كاران»، بمشاركة وزراء في الحكومة الفيدرالية، إن «أمن العاصمة مقديشو تحسن بسبب التعاون القائم بين الحكومة والمواطنين»، واصفاً حفل التكريم بأنه «مناسبة لتعزيز الثقة والتعاون بين الجهات الأمنية والمواطنين».
واعتبر رئيس الوزراء الصومالي أن «أمام الحكومة والشعب فرصة تاريخية لتحرير البلاد، من قبضة (الشباب)، لكون الحكومة اتخذت خطوات لتعزيز الثقة والتقارب بين الجهات الأمنية والمواطنين».
وسلم رئيس الوزراء الجيش الوطني «50 من الإبل» مقدمة من مجلس الوزراء لتشجيعهم على مضاعفة جهودهم الجبارة لتحرير البلاد من «براثن الإرهاب».
وتعتمد الحكومة الصومالية في حربها ضد «الشباب»، على ثلاثة محاور، وفق رئيس الوزراء: الأول يتمثل في المواجهة العسكرية، وقد تم تحرير 80 في المائة من الأراضي الصومالية، في حين يواصل الجيش تكثيف عملياته بمساندة شعبية ضد الحركة لتحرير النسبة الضئيلة المتبقية، في إطار سعيه لتحرير كامل الأراضي الصومالية بنهاية عام 2023. أما المحور الثاني المتعلق بالمواجهة الاقتصادية، فتضمن قرارات حكومية للسيطرة على الجماعة الإرهابية عبر إغلاق نحو 300 حساب مصرفي، و250 خط هاتف، وتجميد عدد من الحسابات البنكية والأرصدة المالية التابعة للحركة، كما نجحت الحكومة في التواصل مع رجال الأعمال الصوماليين لوقف دعمهم لتلك الحركة الإرهابية، وأصبحوا يتعاونون مع الحكومة، وبالتالي تم توجيه ضربة اقتصادية قوية للحركة.
أما المحور الثالث، فيتضمن المواجهة الفكرية؛ إذ استعانت الحكومة بعلماء الصومال لتجديد الخطاب الديني، وتوضيح حقيقة تلك الجماعة الإرهابية، وأنها لا تمت للإسلام بصلة.
وقال حمزة بري، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس الصومالي شيخ محمود لديه خطة واضحة للمواجهة، تقوم على عدة أسس، منها التواصل مع زعماء العشائر الصومالية التي تشكل عاملاً مهماً في مواجهة حركة «الشباب»، وخلال الفترة الماضية شهدت العلاقات تحسناً كبيراً بين الحكومة والعشائر، منوهاً إلى أن دور القبائل سينتهي بفتح أحزاب سياسية مستقلة، كما أن الحكومة ستعيد ضمن برنامجها تأهيل الشباب الذين غررت بهم الحركة الإرهابية، ودمجهم في القوات المسلحة الصومالية، وتوفير فرص ملائمة لهم، إلى جانب توفير الخدمات الأساسية كافة في كل المناطق المحررة.