التنسيق السعودي المصري ضمانة للأمن والاستقرار

في ظل محاولات لفرض متغيرات على المنطقة العربية

جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر نيوم الخميس (واس)
جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر نيوم الخميس (واس)
TT

التنسيق السعودي المصري ضمانة للأمن والاستقرار

جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر نيوم الخميس (واس)
جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر نيوم الخميس (واس)

قال محللون إن التنسيق السعودي المصري يُمثّل ضمانة للأمن والاستقرار، ومواجهة التحديات الجسيمة التي تهدد أمن المنطقة، لا سيما في ظل المحاولات لفرض متغيرات عليها، وعلى القضية الفلسطينية على وجه التحديد.

وأوضح المحللون لـ«الشرق الأوسط»، أن التطورات المتسارعة التي تمر بها المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى جانب الملفات الإقليمية الأخرى، ستكون على طاولة الرئيس المصري، وولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء السعودي.

وبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة خاصة إلى السعودية، الخميس، حيث كان في استقباله لدى وصوله نيوم، الأربعاء، الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.

توقيت مهم

أكد الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس «مركز الخليج للأبحاث»، أن زيارة الرئيس السيسي «تأتي في توقيت حساس للغاية يشهد محاولات إسرائيلية لتغيير الوضع على الأرض في غزة، وإنهاء القضية الفلسطينية باحتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين».

ولفت بن صقر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «المملكة ومصر تريان في ذلك خطراً على الوضعين الإقليمي والدولي، وتهديداً للسلم والاستقرار في الشرق الأوسط، ومحاولةً من جانب إسرائيل للقضاء على فرص السلام والتعايش بين شعوب المنطقة، بما فيها الشعب الإسرائيلي».

وتابع: «لذلك فإن آمالاً كبيرة معلقة على لقاء ولي العهد والرئيس المصري لحل القضية الفلسطينية بعيداً عن المحاولات والمزاعم الإسرائيلية، بما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة برمتها».

وشدّد الدكتور بن صقر على أن «العلاقات السعودية المصرية تاريخية واستراتيجية، وتقوم على أسس راسخة، وهي ضمانة لأمن واستقرار للمنطقة العربية بكاملها والشرق الأوسط برمته، نظراً لثقل وأهمية البلدين على المستويين الإقليمي والدولي».

ويرى رئيس «مركز الخليج للأبحاث»، أن المرحلة الحالية «تحتاج إلى تنسيق في المواقف والسياسات بين السعودية ومصر أكثر من أي وقت مضى، على ضوء التطورات غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة والعالم، والتحولات والمتغيرات الإقليمية والدولية، والمحاولات الحثيثة لفرض متغيرات على المنطقة العربية والشرق الأوسط ترفضها الدولتان».

علاقات متعددة الجوانب

أوضح المحلل السياسي السعودي الدكتور خالد الهباس، أن زيارة الرئيس المصري تركز على مناقشة القضايا التي تهم الجانبين، سواء على صعيد العلاقات الثنائية، أو ما يتعلق بالتطورات السياسية المتلاحقة.

وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «على الصعيد الثنائي، تربط الرياض والقاهرة علاقات متعددة الجوانب تم ترسيخها من خلال ما هو قائم من آليات للتعاون ترمي في محصلتها النهائية إلى تحقيق المصالح المشتركة في المجالات كافة، أما على صعيد التطورات الإقليمية، فتُعد العلاقات السعودية المصرية العمود الفقري في التضامن العربي لمواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه المنطقة، وتهدد أمنها واستقرارها».

وأشار الهباس إلى «التطورات الكبيرة التي تمر بها المنطقة، وفي مقدمتها ما تشهده القضية الفلسطينية من تحديات ومخاطر في غزة وكذلك في الضفة الغربية، دون إغفال بقية الملفات الإقليمية، لا سيما التطورات في سوريا ولبنان، وهي كلها تحظى بنصيب الأسد من النقاش بين القيادتين».

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى وصوله إلى نيوم الخميس (واس)

وتابع: «الرياض كما هو معروف إحدى العواصم المهمة والرئيسية التي تتجه إليها الأنظار في ظل ما تقوم به من دور دبلوماسي فاعل يرمي إلى تعزيز السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي».

دبلوماسية نشطة

بحسب الدكتور الهباس، فإن «الدبلوماسية السعودية بذلت جهوداً ملموسة على صعيد الدفع نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط، كما في المؤتمر الدولي الذي ترأسته المملكة وفرنسا حديثاً لتنفيذ حل الدولتين، وما تمخض عنه من مخرجات مهمة، وما سبق ذلك من قرارات عن القمم النوعية التي استضافتها السعودية ومصر لمواجهة التصعيد الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، والعمل مع المجتمع الدولي لوضع حد لهذا التصعيد، وإنهاء الحرب القائمة في غزة، والدفع بحل الدولتين».

وتؤكد الزيارات الـ8 التي قام بها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى مصر منذ الزيارة الأولى في أبريل (نيسان) 2015، والزيارات الـ11 للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية، حرص القيادتين على تطوير العمل المشترك، وفتح آفاق الشراكة والتعاون في مختلف المجالات.

وبدأت الزيارات المتبادلة، منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز الذي أدى زيارة تاريخية لمصر، في يناير (كانون الثاني) 1946.


مقالات ذات صلة

السعودية تبحث تعزيز التعاون الثقافي مع نيجيريا وألبانيا

الخليج الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزيرة حناتو موسى موساوا في الرياض (وزارة الثقافة السعودية)

السعودية تبحث تعزيز التعاون الثقافي مع نيجيريا وألبانيا

بحث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، مع نظيريه الألباني بلندي غونجا والنيجيرية حناتو موسى موساوا، سبل تعزيز التعاون الثقافي مع بلديهما.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال استقباله نظيره الكويتي عبدالله اليحيا في الرياض (واس)

السعودية والكويت نحو آفاق جديدة من التعاون والتكامل الوثيقين

عُقدت بالرياض، الاثنين، أعمال الاجتماع الثالث للمجلس التنسيقي السعودي - الكويتي، برئاسة وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الكويتي عبد الله اليحيا

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج جلسة جمعت وزراء ومسؤولين بعنوان «من الرؤية إلى الواقع... تكامل القطاعات في خدمة ضيوف الرحمن» (مؤتمر ومعرض الحج)

«من مكة إلى العالم»... منظومة الحج تسجل تحولاً تاريخياً في التكامل والجاهزية

جسّد «مؤتمر ومعرض الحج والعمرة 1447هـ» بنسخته الخامسة ملامح التحول المؤسسي الذي تقوده السعودية في خدمة ضيوف الرحمن

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الطلبة السعوديون أسامة الجهني وعمر العمران وأسامة دبوسي (الشرق الأوسط)

منحة «رودس» تُلحِق 3 طلبة سعوديين بـ«أكسفورد»

حصل الطلبة السعوديون أسامة الجهني وعمر العمران وأسامة دبوسي على منحة «رودس» للدراسات العليا، ليلتحقوا بجامعة أكسفورد في أكتوبر 2026.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

خادم الحرمين يدعو لإقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل

دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء السعودية يوم الخميس المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية تبحث تعزيز التعاون الثقافي مع نيجيريا وألبانيا

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزيرة حناتو موسى موساوا في الرياض (وزارة الثقافة السعودية)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزيرة حناتو موسى موساوا في الرياض (وزارة الثقافة السعودية)
TT

السعودية تبحث تعزيز التعاون الثقافي مع نيجيريا وألبانيا

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزيرة حناتو موسى موساوا في الرياض (وزارة الثقافة السعودية)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزيرة حناتو موسى موساوا في الرياض (وزارة الثقافة السعودية)

التقى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، في الرياض، الاثنين، حناتو موسى موساوا وزيرة الفنون والثقافة والسياحة والاقتصاد الإبداعي النيجيرية، وبلندي غونجا وزير السياحة والثقافة والرياضة الألباني، كل على حدة.

جاء اللقاءان خلال زيارة موساوا وغونجا للسعودية للمشاركة في الدورة الـ26 للجمعية العامة للسياحة التابعة للأمم المتحدة المنعقدة في الرياض.

وزير الثقافة السعودي مستقبلاً نظيره الألباني الذي يزور الرياض حالياً (وزارة الثقافة السعودية)

وبحث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان والوزيرة موساوا، سُبل التعاون والتبادل الثقافي في مختلف المجالات الثقافية، وناقشا التعاون بمجال الإعارات طويلة المدى لعددٍ من القطع الأثرية والفنية، وتبادل الخبرات بين البلدين.

وتطرق لقاء وزير الثقافة السعودي ونظيره الألباني إلى العلاقات المتينة بين البلدين، خصوصاً في جوانبها الثقافية، من بينها التعاون بين «مَجمَع الملك سلمان العالمي للغة العربية» وجامعة تيرانا في مجال تعليم اللغة، ومبادرة هيئة الأدب والنشر والترجمة في ترجمة كتبٍ لمؤلفين سعوديين إلى «الألبانية».

حضر اللقاءَين راكان الطوق مساعد وزير الثقافة، والمهندس فهد الكنعان وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية.


السعودية والكويت نحو آفاق جديدة من التعاون والتكامل الوثيقين

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال استقباله نظيره الكويتي عبدالله اليحيا في الرياض (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال استقباله نظيره الكويتي عبدالله اليحيا في الرياض (واس)
TT

السعودية والكويت نحو آفاق جديدة من التعاون والتكامل الوثيقين

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال استقباله نظيره الكويتي عبدالله اليحيا في الرياض (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال استقباله نظيره الكويتي عبدالله اليحيا في الرياض (واس)

ترأس الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الكويتي عبد الله اليحيا، الاثنين، الاجتماع الثالث للمجلس التنسيقي بين البلدَيْن الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الرياض والكويت، ويأتي استكمالاً للنتائج المثمرة لاجتماعات اللجان المنبثقة عن المجلس خلال أعمالها طوال عام 2025.

وأعرب الأمير فيصل بن فرحان عن ترحيبه بانعقاد الاجتماع في العاصمة الرياض، وتقديره للجهود المبذولة من الجانبَيْن لإنجاح أعمال الاجتماع الذي يجسّد عمق العلاقات الأخوية والروابط الوثيقة التي تجمع البلدَيْن والشعبَيْن الشقيقَيْن.

كما أعرب الوزير اليحيا عن تقديره لكرم الضيافة، وللجهود المبذولة من قِبل أمانة المجلس، وتطلّع الكويت لاستضافة الاجتماع الرابع للمجلس مستقبلاً.

وشهدت أعمال مجلس التنسيق استعراضاً لجميع مجالات التعاون الحيوية والمهمة التي تربط البلدَيْن لا سيما الاقتصادية والاستثمارية والأمنية والتنموية منها، وبحث سبل تعزيزها، والأخذ بها إلى آفاق جديدة من التعاون والتكامل الوثيقَيْن، مما يعكس الرغبة المشتركة في تطوير العلاقات الثنائية وتوطيدها على المستويات كافّة.

شهدت أعمال مجلس التنسيق استعراضاً لمجالات التعاون الحيوية كافّة التي تربط البلدين (واس)

وتُوّجت أعمال الاجتماع بالتوقيع على عدد 4 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بالإضافة إلى محضر أعمال الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق الكويتي - السعودي، دعماً وإسهاماً لفتح آفاق أوسع للتعاون الوثيق بين البلدَين.

وقّع عن الجانب السعودي عبد الله المغلوث، مساعد وزير الإعلام السعودي، مع الدكتور ناصر محيسن، وكيل وزارة الإعلام الكويتية، على مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الإذاعي والتلفزيوني. ووقع المهندس راكان طرابزوني، وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط للشؤون الاقتصادية الدولية السعودي، مع الدكتور نمر فهد المالك الصباح، وكيل وزارة النفط الكويتية، على مذكرة تفاهم في مجال الاقتصاد والتخطيط.

وشملت المذكرة الثالثة «مجالات العلوم والتقنية والابتكار»، ووقّعها من الجانب السعودي الدكتور زياد الريمي، نائب الرئيس لقطاع الاستراتيجية والتميز المؤسسي بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومن الجانب الكويتي أسيل سليمان المنيفي، وكيل وزارة المالية.

وكانت المذكرة الرابعة للتعاون في مجال الشراكة بين القطاعَيْن العام والخاص، ووقّعها من جانب المملكة، مهند باسودان، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتخصيص، ومن الجانب الكويتي أسيل سليمان المنيفي، وكيل وزارة المالية.

وزيرا خارجية السعودية والكويت يشهدان توقيع مذكرة التفاهم للتعاون في المجال الإذاعي والتلفزيوني (واس)

وكان الأمير فيصل بن فرحان قد استقبل، في وقت سابق، الوزير عبد الله اليحيا بمقر وزارة الخارجية السعودية في الرياض، حيث استعرض الجانبان العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدَين، وبحثا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

ويعزّز مجلس التنسيق السعودي - الكويتي التعاون والترابط والتكامل بين البلدَيْن، عبر لجانه الفرعية بمختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والإعلامية والسياحية والاجتماعية وغيرها.


«من مكة إلى العالم»... منظومة الحج تسجل تحولاً تاريخياً في التكامل والجاهزية

جلسة جمعت وزراء ومسؤولين بعنوان «من الرؤية إلى الواقع... تكامل القطاعات في خدمة ضيوف الرحمن» (مؤتمر ومعرض الحج)
جلسة جمعت وزراء ومسؤولين بعنوان «من الرؤية إلى الواقع... تكامل القطاعات في خدمة ضيوف الرحمن» (مؤتمر ومعرض الحج)
TT

«من مكة إلى العالم»... منظومة الحج تسجل تحولاً تاريخياً في التكامل والجاهزية

جلسة جمعت وزراء ومسؤولين بعنوان «من الرؤية إلى الواقع... تكامل القطاعات في خدمة ضيوف الرحمن» (مؤتمر ومعرض الحج)
جلسة جمعت وزراء ومسؤولين بعنوان «من الرؤية إلى الواقع... تكامل القطاعات في خدمة ضيوف الرحمن» (مؤتمر ومعرض الحج)

أكد الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة السعودي، الاثنين، أن ما شهده موسم حج العام الماضي من نقلة نوعية في التنظيم والخدمات هو ثمرة العمل المؤسسي الذي تقوده بلاده في خدمة ضيوف الرحمن، مشدداً على أن التكامل بين القطاعات الحكومية أصبح واقعاً ملموساً انعكس على جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

تأكيدات الوزير الربيعة جاءت خلال مشاركته في الجلسة الرئيسية التي حملت عنوان «من الرؤية إلى الواقع... تكامل القطاعات في خدمة ضيوف الرحمن»، ضمن فعاليات اليوم الثاني من أعمال «مؤتمر ومعرض الحج والعمرة» في نسخته الخامسة، الذي يمتد إلى يوم الأربعاء، وتحتضنه المدينة الساحلية جدة (غرب البلاد) وسط مشاركة واسعة من جهات حكومية وخاصة سعودية ودولية، إضافة إلى مشاركة أكاديميين وباحثين وممثلي مكاتب شؤون الحجاج من مختلف دول العالم.

وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة (مؤتمر ومعرض الحج)

وأوضح الدكتور الربيعة أثناء الجلسة، أن وزارة الحج والعمرة السعودية عملت على إعادة هيكلة منظومة تقديم الخدمات للحجاج عبر فتح المنافسة أمام 30 إلى 40 شركة بعد أن كانت مقتصرة على 6 مؤسسات فقط، وهو ما رفع من مستوى الكفاءة التشغيلية والتنوع والابتكار في الباقات المقدمة.

وأشار الربيعة إلى أن منصة «نسك - مسار» أصبحت أكبر منصة مالية رقمية في المنطقة تعمل بنظام حسابات الضمان لحماية الحقوق المالية للحجاج والدول ومقدمي الخدمات، حيث لا تُحوّل أي مبالغ مالية إلا بعد تنفيذ الخدمة فعلياً، مضيفاً أن المنصة تشمل حالياً تعاقدات مع 127 دولة، وأسهمت في استرجاع مبالغ ضخمة في حالات الإخلال بالعقود.

وفي جانب التحول الرقمي، أوضح وزير الحج والعمرة السعودي، أن بطاقة «نسك» الذكية أصبحت إلزامية لدخول الحرم والمشاعر، وتحتوي على بيانات شخصية وصحية تسهّل التعرف على الحجاج النظاميين، مؤكداً أن البطاقة تمثل «نموذجاً متكاملاً لتبادل البيانات بين القطاعات الأمنية والصحية والخدمية».

كما كشف عن ارتفاع مواقع الإثراء التاريخية من 16 إلى 71 موقعاً في مكة والمدينة، ضمن مبادرة تهدف إلى إثراء التجربة الدينية والثقافية للحاج والمعتمر.

وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد بن عبد الله الحقيل (مؤتمر ومعرض الحج)

110 آلاف جولة تفتيشية

أوضح ماجد الحقيل وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي أن القطاع البلدي أسهم في موسم حج العام الماضي بالارتقاء بتجربة الحاج عبر نموذج مؤتمت يعتمد على التحليل اللحظي للبيانات، مشيراً إلى أن الوزارة تقدم 6 خدمات أساسية تشمل: سلامة الوصول، وصحة الغذاء، والنظافة، وإدارة النفايات، والتراخيص، وإكرام الموتى.

وأشار إلى تنفيذ أكثر من 110 آلاف جولة تفتيشية على مرافق التغذية والمطابخ المركزية بالتعاون مع «هيئة الغذاء والدواء»، ما أسهم في ضمان سلامة الوجبات المقدمة، مؤكداً أن موسم الحج الماضي شهد صفر حالات تسمم غذائي لأول مرة منذ عقود.

وفي ملف النفايات، قال إن فرق الأمانات تعاملت مع 420 ألف متر مكعب من النفايات، و18 ألف طن من مخلفات الذبائح عبر 3 آلاف حاوية تُفرغ ما بين ثلاث وأربع مرات يومياً، مبيناً أن 60 مركزاً بلدياً تقنياً تعمل على مدار الساعة لمراقبة البلاغات والاستجابة الفورية.

وفيما يخص الأمطار والسيول، أوضح الحقيل أن أمانة مكة طورت 160 ألف متر طولي من قنوات التصريف للتعامل مع كميات أمطار تتجاوز 70 إلى 80 مليون متر مكعب، في إطار خطة وقائية متكاملة بالتعاون مع الدفاع المدني، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن.

وزير الصحة فهد بن عبد الرحمن الجلاجل (مؤتمر ومعرض الحج)

«الاستطاعة» شرط للتأشيرة

أكد فهد الجلاجل وزير الصحة السعودي، أن مبدأ راحة ضيوف الرحمن يعد أولوية وفوق كل اعتبار، مشدداً على أنه نهج سعودي راسخ منذ عهد الملك المؤسس عام 1925، حين وجّه بتوفير طبيب مقيم مع كل بعثة حج، رغم أن عدد الحجاج آنذاك لم يتجاوز 30 ألف حاج.

وأوضح أن المنظومة الصحية اليوم تعمل بتكامل مع أكثر من 60 جهة حكومية لإدارة المخاطر، ومتابعة الأوبئة العالمية بالتعاون مع هيئة الصحة العامة (وقاية)، مشيراً إلى أن شهادة الاستطاعة الصحية أصبحت شرطاً أساسياً للحصول على تأشيرة الحج، مما يسهم في تقليل الحالات الحرجة أثناء أداء المناسك.

وكشف الجلاجل عن تطبيق الأساور الذكية التي تتابع المؤشرات الحيوية للحجاج، وترتبط بمراكز المراقبة في مدينة الملك عبد الله الطبية، موضحاً أن التقنية مكّنت الفرق الطبية من رصد أي خلل صحي والتدخل في دقائق معدودة.

وبيّن أن موسم 2024 كان من أفضل المواسم منذ عام 2009 بعد أن انخفضت حالات ضربات الشمس إلى أدنى مستوياتها، بفضل الإجراءات الوقائية المسبقة، وزيارة الفرق الميدانية لأكثر من 400 مخيم قبل انطلاق الموسم.

مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبد الله البسامي (مؤتمر ومعرض الحج)

ضبط 277 حملة وهمية

أكد الفريق محمد البسامي مدير الأمن العام في السعودية أن المنظومة الأمنية عملت في موسم الحج الماضي وفق 602 خطة تشغيلية و1300 معيار تصميمي شملت أكثر من 3000 معلم تشغيلي و5000 اعتماد متبادل بين الجهات الأمنية والخدمية.

وأوضح أن مركز القيادة والسيطرة في مكة المكرمة يدير المنظومة الميدانية عبر أكثر من 9000 كاميرا مراقبة و102 مؤشر تشغيلي يتم متابعتها لحظياً، إلى جانب إنشاء سجل وطني للمخاطر يتيح التدخل الفوري في الحالات الطارئة.

وكشف البسامي عن ضبط 277 حملة وهمية في مختلف مناطق السعودية كانت تستهدف نقل الحجاج غير النظاميين، كما تم منع 302 ألف شخص من دخول مكة المكرمة دون تصريح، وإعادة 125 ألف مركبة مخالفة، وحجز 1500 حافلة و4213 سيارة صغيرة. مؤكداً أن هذه الإجراءات أسهمت في «تفريغ المشاعر المقدسة بالكامل للحجاج النظاميين»، مشيراً إلى أن نموذج الحج السعودي بات يُدرس بوصفه نموذجاً تشغيلياً عالمياً في إدارة الحشود والأمن الذكي.

نائب وزير النقل والخدمات اللوجيستية الدكتور رميح بن محمد الرميح (مؤتمر ومعرض الحج)

مليون حاج من دون حقيبة

إلى ذلك، كشف الدكتور رميح الرميح نائب وزير النقل والخدمات اللوجيستية خلال الجلسة الرئيسية بالمؤتمر، أن قطاع النقل وفّر أكثر من 3 ملايين مقعد طيران خلال موسم الحج الماضي، وأشرف على نقل 2.5 مليون أضحية وهدي عبر المواني، مع صيانة 30 ألف كيلومتر من الطرق البرية.

وأشار إلى أن مبادرة «الحاج بلا حقيبة» استفاد منها العام الماضي 700 ألف حاج، والمستهدف هذا العام يتجاوز المليون حاج، موضحاً أن الأمتعة تصل مباشرة إلى مساكن الحجاج دون انتظار في المطارات.

كما أشار إلى أن قطار الحرمين نقل أكثر من 10 ملايين حاج ومعتمر في عام 2024، مع خطة لرفع الطاقة الاستيعابية إلى 20 مليون راكب خلال الأعوام المقبلة، مضيفاً أن «الدرونز» دخلت الخدمة في نقل عينات الدم والأدوية بين المستشفيات خلال 5 إلى 10 دقائق فقط بدلاً من ساعات.

الجلسة الرئيسية لفعاليات اليوم الثاني من المؤتمر جمعت وزراء ومسؤولين تحدثوا عن «التمكين والتكامل» الذي يشهده موسم الحج لتقديم أرقى الخدمات للضيوف (واس)

من الرؤية إلى الواقع

اتفق الوزراء والمسؤولون المشاركون على أن موسم الحج الماضي يُمثّل نقطة تحول في إدارة الحشود والخدمات الذكية، وأن ما تحقق من تكامل بين القطاعات الصحية والأمنية والبلدية والنقل والخدمية هو ترجمة عملية لمستهدفات «رؤية السعودية 2030».

وأكدوا أن الحج لم يعد مناسبة موسمية بقدر ما أصبح منظومة تشغيلية متكاملة على مدار العام، تضع راحة ضيوف الرحمن في صدارة أولوياتها، وتؤسس لنموذج سعودي رائد في إدارة التجمعات البشرية الكبرى على مستوى العالم.

ويجسّد «مؤتمر ومعرض الحج والعمرة 1447هـ»، في نسخته الخامسة، ملامح التحول المؤسسي الذي تقوده السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، تحت شعار «التمكين والتكامل... من مكة إلى العالم»، إذ يعدّ المؤتمر منصة عالمية، تجمع الخبراء والمختصين وممثلي الدول والمنظمات لاستعراض أحدث الحلول والابتكارات في منظومة الحج وبناء الشراكات المؤثرة، بما يسهم في تطوير خدمات ضيوف الرحمن والارتقاء بتجربتهم.