كثفت الجهات المعنية بالحج أعمالها لتوفير منظومة متكاملة تُعزز سلامة الحجاج وتسهل أداء المناسك، وذلك تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تجعل من خدمة الحاج أولوية وطنية قصوى تتكامل فيها البنية التحتية مع التحديث العلمي والابتكار التقني.
ففي جانب الاستعدادات المناخية، نجح المركز الوطني للأرصاد في تركيب خمس محطات أرصاد أوتوماتيكية جديدة في المشاعر المقدسة، إلى جانب استكمال خطة طوارئ الحج وسجل المخاطر بنسبة 100في المائة، كما تم ربط أنظمة الكاميرات بغرف الطوارئ لضمان سرعة الاستجابة، مع توفير 20 جهازاً يدوياً متنقلاً لدعم الدراسات البحثية الميدانية.
وتعزز هذه الجهود منظومة رصد جوي متكاملة تشمل تشغيل 53 محطة رصد سطحي أوتوماتيكي، و13 محطة متنقلة، وقمراً اصطناعياً، ومحطتين بحريتين، إضافة إلى 33 جهازاً متخصصاً لرصد كميات الأمطار، ما يُساهم في دقة التنبؤات المناخية ويدعم سلامة حجاج بيت الله الحرام.
وتسير المملكة ضمن خطة واضحة المعالم لتحسين الأجواء المناخية، حيث يعمل فريق بحثي على رصد حركة السحب من محافظة الطائف إلى مكة المكرمة، بهدف دراسة إمكانية تعزيز الهطول المطري في المشاعر المقدسة، وهو ما أوضحه الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد، الدكتور أيمن غلام، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، قائلا، إن التدخل المناخي لا يربط حصرياً بموسم الحج، بل يخضع لمعايير علمية وظروف مناخية محددة.
تأمين الإمدادات الغذائية
وفي جانب الأمن الغذائي، كثفت الهيئة العامة للأمن الغذائي جهودها لضمان وفرة المواد الأساسية، حيث وفرت مخزونات كافية من الدقيق في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى أكثر من مليون طن من القمح المخزن في عدد من مدن المملكة، وجاهزة للضخ عند الحاجة.
أما فيما يخص الثروة الحيوانية، فقد أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن فسح أكثر من 351 ألف رأس من الماشية عبر محاجرها في ميناء جدة الإسلامي خلال الفترة من 15 إلى 22 من شهر ذي القعدة الحالي، منها 351.427 رأساً من الأغنام و290 رأساً من الجمال، وذلك ضمن خطتها التشغيلية لموسم الحج. ومن المتوقع وصول المزيد من الإرساليات الخاصة بمشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي خلال الأيام المقبلة، لتلبية الطلب المتزايد.
وأكملت الوزارة جاهزيتها لهذا الموسم من خلال التنسيق بين مختلف قطاعاتها، لضمان تقديم أفضل الخدمات البيئية والمائية والزراعية والصحية، وبما يحقق أداءً ميسراً وهادئاً للحجاج.

إدارة المياه
وفي قطاع المياه، أعلنت شركة المياه الوطنية اكتمال خطتها التشغيلية والفنية لإدارة خدمات المياه والصرف الصحي في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مؤكدة أنها بدأت التحضيرات منذ وقت مبكر، وركزت على تحسين الأداء وتطوير البنية التحتية.
وفي بيان صحافي، أوضحت الشركة أن كميات المياه المخصصة للموسم تشمل خزناً تشغيلياً واستراتيجياً يصل إلى 3.5 مليون متر مكعب، بمتوسط ضخ يومي يتجاوز 760 ألف متر مكعب إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ويرتفع في يوم عرفة وعيد الأضحى إلى أكثر من مليون متر مكعب، وتُنفذ هذه الخطة عبر كوادر بشرية مؤهلة تتجاوز 2000 موظف.
كما نفذت الشركة 18 مشروعاً رأسمالياً وتشغيلياً في مكة والمشاعر، بتكلفة تصل إلى 400 مليون ريال (106 ملايين دولار)، بهدف تطوير البنية التحتية، ورفع كفاءة شبكات المياه، وتحسين مستوى الخدمة المقدّمة لضيوف الرحمن.
وأشارت إلى أن مراقبة جودة المياه مستمرة على مدار الساعة طوال موسم الحج، حيث يتم إجراء أكثر من 4000 فحص مخبري يومياً عبر كوادر وطنية مدربة ومتخصصة، لضمان توفير مياه صالحة وآمنة وفق أعلى معايير الجودة.
