تكامل بين المناخ والمياه والغذاء لتأمين احتياجات الحجاج

66 محطة رصد وقمر اصطناعي لدعم دقة التنبؤات

رفعت الجهات المعنية من استعدادتها لتوفير جميع الخدمات للحجاج (واس)
رفعت الجهات المعنية من استعدادتها لتوفير جميع الخدمات للحجاج (واس)
TT

تكامل بين المناخ والمياه والغذاء لتأمين احتياجات الحجاج

رفعت الجهات المعنية من استعدادتها لتوفير جميع الخدمات للحجاج (واس)
رفعت الجهات المعنية من استعدادتها لتوفير جميع الخدمات للحجاج (واس)

كثفت الجهات المعنية بالحج أعمالها لتوفير منظومة متكاملة تُعزز سلامة الحجاج وتسهل أداء المناسك، وذلك تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تجعل من خدمة الحاج أولوية وطنية قصوى تتكامل فيها البنية التحتية مع التحديث العلمي والابتكار التقني.

ففي جانب الاستعدادات المناخية، نجح المركز الوطني للأرصاد في تركيب خمس محطات أرصاد أوتوماتيكية جديدة في المشاعر المقدسة، إلى جانب استكمال خطة طوارئ الحج وسجل المخاطر بنسبة 100في المائة، كما تم ربط أنظمة الكاميرات بغرف الطوارئ لضمان سرعة الاستجابة، مع توفير 20 جهازاً يدوياً متنقلاً لدعم الدراسات البحثية الميدانية.

وتعزز هذه الجهود منظومة رصد جوي متكاملة تشمل تشغيل 53 محطة رصد سطحي أوتوماتيكي، و13 محطة متنقلة، وقمراً اصطناعياً، ومحطتين بحريتين، إضافة إلى 33 جهازاً متخصصاً لرصد كميات الأمطار، ما يُساهم في دقة التنبؤات المناخية ويدعم سلامة حجاج بيت الله الحرام.

وتسير المملكة ضمن خطة واضحة المعالم لتحسين الأجواء المناخية، حيث يعمل فريق بحثي على رصد حركة السحب من محافظة الطائف إلى مكة المكرمة، بهدف دراسة إمكانية تعزيز الهطول المطري في المشاعر المقدسة، وهو ما أوضحه الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد، الدكتور أيمن غلام، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، قائلا، إن التدخل المناخي لا يربط حصرياً بموسم الحج، بل يخضع لمعايير علمية وظروف مناخية محددة.

تأمين الإمدادات الغذائية

وفي جانب الأمن الغذائي، كثفت الهيئة العامة للأمن الغذائي جهودها لضمان وفرة المواد الأساسية، حيث وفرت مخزونات كافية من الدقيق في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى أكثر من مليون طن من القمح المخزن في عدد من مدن المملكة، وجاهزة للضخ عند الحاجة.

أما فيما يخص الثروة الحيوانية، فقد أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن فسح أكثر من 351 ألف رأس من الماشية عبر محاجرها في ميناء جدة الإسلامي خلال الفترة من 15 إلى 22 من شهر ذي القعدة الحالي، منها 351.427 رأساً من الأغنام و290 رأساً من الجمال، وذلك ضمن خطتها التشغيلية لموسم الحج. ومن المتوقع وصول المزيد من الإرساليات الخاصة بمشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي خلال الأيام المقبلة، لتلبية الطلب المتزايد.

وأكملت الوزارة جاهزيتها لهذا الموسم من خلال التنسيق بين مختلف قطاعاتها، لضمان تقديم أفضل الخدمات البيئية والمائية والزراعية والصحية، وبما يحقق أداءً ميسراً وهادئاً للحجاج.

مشعر منى يتأهب لاستقبال الحجاج (واس)

إدارة المياه

وفي قطاع المياه، أعلنت شركة المياه الوطنية اكتمال خطتها التشغيلية والفنية لإدارة خدمات المياه والصرف الصحي في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مؤكدة أنها بدأت التحضيرات منذ وقت مبكر، وركزت على تحسين الأداء وتطوير البنية التحتية.

وفي بيان صحافي، أوضحت الشركة أن كميات المياه المخصصة للموسم تشمل خزناً تشغيلياً واستراتيجياً يصل إلى 3.5 مليون متر مكعب، بمتوسط ضخ يومي يتجاوز 760 ألف متر مكعب إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ويرتفع في يوم عرفة وعيد الأضحى إلى أكثر من مليون متر مكعب، وتُنفذ هذه الخطة عبر كوادر بشرية مؤهلة تتجاوز 2000 موظف.

كما نفذت الشركة 18 مشروعاً رأسمالياً وتشغيلياً في مكة والمشاعر، بتكلفة تصل إلى 400 مليون ريال (106 ملايين دولار)، بهدف تطوير البنية التحتية، ورفع كفاءة شبكات المياه، وتحسين مستوى الخدمة المقدّمة لضيوف الرحمن.

وأشارت إلى أن مراقبة جودة المياه مستمرة على مدار الساعة طوال موسم الحج، حيث يتم إجراء أكثر من 4000 فحص مخبري يومياً عبر كوادر وطنية مدربة ومتخصصة، لضمان توفير مياه صالحة وآمنة وفق أعلى معايير الجودة.


مقالات ذات صلة

وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

الاقتصاد الكعبي يتحدث في جلسة خلال «منتدى الدوحة 2025» (إكس)

وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

أكد وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، أنه «لا قلق لديه على الإطلاق» بشأن الطلب على الغاز بفضل الحاجة المتزايدة لتشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد جانب من جلسة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ (أ.ف.ب)

قلق خليجي من تبعات تشريعين أوروبيين لاستدامة الشركات

أعربت دول الخليج عن بالغ قلقها تجاه التشريعين الأوروبيين المعروفين بتوجيه العناية الواجبة لاستدامة الشركات، وتوجيه الإبلاغ عن استدامتها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد قادة دول الخليج وممثلوهم المشاركون في «القمة الخليجية 46» التي انعقدت في العاصمة البحرينية الأربعاء (بنا)

البنك الدولي يرفع توقعاته لاقتصادات الخليج ويؤكد صمودها في مواجهة التحديات

رفع البنك الدولي توقعاته لنمو دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2026 إلى 4.5 في المائة، من توقعاته السابقة في أكتوبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (واشنطن - الرياض)
الاقتصاد البديوي يتحدث في «قمة معهد ميلكن للشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في أبوظبي (إكس)

البديوي: الموقع الجغرافي والاستقرار السياسي يجعلان الخليج وجهة عالمية للاستثمار

أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج أن موقعها الجغرافي، واستقرارها السياسي، وقوة أسسها الاقتصادية، تجعلها وجهةً عالميةً جاذبةً للاستثمار.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج قادة دول الخليج وممثلوهم المشاركون في «القمة الخليجية 46» بالعاصمة البحرينية الأربعاء (بنا) play-circle

«بيان قمة المنامة»: 162 بنداً ترسم ملامح المستقبل الخليجي

جاء البيان الختامي للقمة الخليجية في المنامة محمّلاً برسائل عديدة تعكس توجهاً خليجياً أكثر صراحة نحو تعزيز الأمن المشترك، والدفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية

«الشرق الأوسط» (المنامة)

قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث في اليوم الأول من النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة السنوي (رويترز)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث في اليوم الأول من النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة السنوي (رويترز)
TT

قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث في اليوم الأول من النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة السنوي (رويترز)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث في اليوم الأول من النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة السنوي (رويترز)

كشف رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم (السبت)، أن المفاوضات بشأن حرب غزة تمر بمرحلة حرجة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأضاف، خلال جلسة نقاش ضمن فعاليات «منتدى الدوحة» في قطر، أن الوسطاء يعملون معاً لدخول المرحلة التالية من وقف إطلاق النار.

وأوضح رئيس الوزراء أن وقف إطلاق النار في غزة لن يكون مكتملاً من دون انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

وقال: «نحن الآن في اللحظة الحاسمة... لا يمكننا أن نعدّ أن هناك وقفاً لإطلاق النار، وقف إطلاق النار لا يكتمل إلا بانسحاب إسرائيلي كامل وعودة الاستقرار إلى غزة».

من جهته، صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم، بأن المفاوضات بشأن قوة إرساء الاستقرار في غزة لا تزال جارية، بما في ذلك بحث تفويضها وقواعد الاشتباك.

وأضاف فيدان متحدثاً من «منتدى الدوحة» في قطر، أن الهدف الرئيسي للقوة ينبغي أن يكون الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين على طول الحدود.

كما كشف عن أن أنقرة تواصل بذل كل ما في وسعها لضمان تنفيذ خطة السلام في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن وإنهاء هذه المأساة الإنسانية.

وأشار فيدان إلى وجود جهد كبير لا سيما في المجالَيْن الإنساني والدبلوماسي لوقف الحرب وتنفيذ خطة السلام في غزة. وأكد استمرار رغبتهم في تطبيق آليات لضمان التنسيق لدفع اتفاقية السلام قدماً، واستمرار الحوار الوثيق في هذا السياق.

وأضاف: «سنواصل بذل كل ما في وسعنا للقاء أصدقائنا وشركائنا في المنطقة، بالإضافة إلى أصدقائنا الأميركيين والأوروبيين، لضمان تنفيذ خطة السلام في غزة في أسرع وقت ممكن وإنهاء هذه المأساة الإنسانية».

والخطة المكونة من 20 بنداً، أعلنها البيت الأبيض أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وبدأ تنفيذ أولى مراحلها منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالإفراج عن كل الرهائن الأحياء الباقين وسجناء فلسطينيين من إسرائيل، كما تضمنت تبادل جثث لرهائن ولفلسطينيين.

وقُتل مواطن فلسطيني وأُصيب 3 آخرون بجروح اليوم، جراء استهداف من مسيرة إسرائيلية شمال غزة. ونقل «المركز الفلسطيني للإعلام» عن مصادر محلية قولها إن «شهيداً و3 مصابين وصلوا إلى مستشفى الشفاء، إثر استهداف من طائرة (كواد كابتر) إسرائيلية على دوار العطاطرة شمال غزة».

وأشار المركز إلى أنه «منذ بدء اتفاق وقف إطلاق في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استشهد 369 مواطناً، غالبيتهم أطفال ونساء وكبار سن، بالإضافة إلى أكثر من 920 مصاباً».


قلق عربي - إسلامي لنية إسرائيل إخراج الغزيين باتجاه مصر

معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)
معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)
TT

قلق عربي - إسلامي لنية إسرائيل إخراج الغزيين باتجاه مصر

معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)
معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)

أعربت السعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر، الجمعة، عن بالغ القلق إزاء التصريحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح في اتجاه واحد لإخراج سكان قطاع غزة إلى مصر.

وشدَّد وزراء خارجية الدول الثمانية، في بيان، على الرفض التام لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدين ضرورة الالتزام الكامل بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وما تضمنته من فتح معبر رفح في الاتجاهين، وضمان حرية حركة السكان، وعدم إجبار أيٍ من أبناء القطاع على المغادرة، بل تهيئة الظروف المناسبة لهم للبقاء على أرضهم والمشاركة في بناء وطنهم، ضمن رؤية متكاملة لاستعادة الاستقرار وتحسين أوضاعهم الإنسانية.

وجدَّد الوزراء تقديرهم لالتزام الرئيس ترمب بإرساء السلام في المنطقة، مؤكدين أهمية المضي قدماً في تنفيذ خطته بكل استحقاقاتها دون إرجاء أو تعطيل، بما يحقق الأمن والسلام، ويُرسّخ أسس الاستقرار الإقليمي.

وشددوا على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، ووضع حد لمعاناة المدنيين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود أو عوائق، والشروع في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وتهيئة الظروف أمام عودة السلطة الفلسطينية لتسلم مسؤولياتها في القطاع، بما يؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وأكد الوزراء استعداد دولهم لمواصلة العمل والتنسيق مع أميركا وكل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، لضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2803، وجميع قرارات المجلس ذات الصلة، وتوفير البيئة المواتية لتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، بما يؤدي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، بما في ذلك الأراضي المحتلة في غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية.


برنامج سعودي لتحسين وضع التغذية في سوريا

المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)
TT

برنامج سعودي لتحسين وضع التغذية في سوريا

المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)

أبرم «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، الخميس، برنامجاً تنفيذياً لتحسين وضع التغذية لأكثر الفئات هشاشة، من الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، في المناطق ذات الاحتياج ومجتمعات النازحين داخلياً بمحافظات سورية.
ويُقدِّم البرنامج خدمات تغذية متكاملة وقائية وعلاجية، عبر فرق مدربة ومؤهلة، بما يسهم في إنقاذ الأرواح وضمان التعافي المستدام. ويستفيد منه 645 ألف فرد بشكل مباشر وغير مباشر في محافظات دير الزور، وحماة، وحمص، وحلب.

ويتضمن تأهيل عيادات التغذية بالمرافق الصحية، وتجهيزها بالأثاث والتجهيزات الطبية وغيرها، وتشغيل العيادات بالمرافق الصحية، وبناء قدرات الكوادر، وتقديم التوعية المجتمعية.

ويأتي هذا البرنامج في إطار الجهود التي تقدمها السعودية عبر ذراعها الإنساني «مركز الملك سلمان للإغاثة»؛ لدعم القطاع الصحي، وتخفيف معاناة الشعب السوري.