استقبل مطار دمشق الدولي، السبت، الطائرة التاسعة ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وحملت الطائرة التي رافقها وفد رفيع المستوى من الهلال الأحمر السعودي، أكثر من 30 طناً من المساعدات الإغاثية والطبية بينها كميات كبيرة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية.
وقال مبارك الدوسري، مدير إدارة الفروع في المركز وقائد الفريق السعودي الذي استقبل الطائرة، إن هذا الدعم يأتي في إطار الجسرين الجوي والبري استجابةً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، «لتقديم الدعم للأشقاء السوريين في الوقت الذي يواجهون فيه أوضاعاً مأساوية بعد طي صفحة الحروب وعودة سوريا للمحيط العربي».
وأضاف المسؤول السعودي الإغاثي لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما وقفت المملكة إلى جانب السوريين منذ بداية الثورة عام 2011 وهو موقف مبدئي لا نزال متمسكين به».
وأشار إلى أن الإمدادات الإنسانية والطبية ستوزّع في جميع أنحاء سوريا تباعاً، وعلى مؤسسات الصحة والقطاع الطبي. وأضاف: «عملاً بالمبادئ الإنسانية، نقوم بتوزيعها للفئات الأشد ضرراً وحاجة، كي يستفيد منها أبناء هذا البلد الشقيق. الجسران الجوي والبري مستمران في تقديم يد العون للشعب السوري حتى تحقيق النتائج المرجوة».
كما سيتم توزيع الإمدادات الطبية المقدمة من المملكة على مراكز الرعاية الصحية في سوريا، وتندرج هذه المساعدات في إطار الجسرين الجوي والبري اللذين أعلنتهما الرياض في 1 يناير (كانون الثاني)، وهي مساعدات هدفها دعم نظام الرعاية الصحية المتهالك والمتضرر، بعدما أطاحت المعارضة السورية بالرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي.
وبحسب الدوسري، تضم المساعدات الطبية أجهزة تصوير أشعة متخصصة وأحزمة مستلزمات للجراحات الطارئة، إلى جانب أجهزة للرنين المغناطيسي والأشعة السينية والمقطعية، بالإضافة إلى حمولات دوائية مثل المضادات الحيوية وكميات من أدوية التخدير، ومستلزمات العمليات الطبية وسوائل وريدية ومواد معقمة.
وأوضح أن «من بين المعدات الطبية أجهزة الأشعة المتخصصة والرنين المغناطيسي، قمنا بتسليمها لوزارة الصحة لتقوم بدورها بتوزيعها على المشافي التي بحاجة لهذه الأجهزة المتطورة، كما ستتم مواصلة تقديم الدعم الإنساني والطبي لسوريا حتى التعافي».
وبلغت كمية المساعدات السعودية المقدمة لسوريا بعد وصول الطائرة التاسعة نحو 760 طناً، بعد وصول 60 شاحنة دخلت عبر الحدود الأردنية السورية من معبر نصيب، ضمت 541 طناً تم توزيعها على المناطق الأكثر احتياجاً.
وبحسب الدوسري، تشمل خطة التدخل الإنساني والطبي التي يعمل على أساسها فريق المركز الميداني لتحقيق الاستقرار، قطاعات الأمن الغذائي والرعاية الصحية والإيوائية في سوريا، منوهاً بأن فريق المركز قام بجولات ميدانية، حيث تم «تقييم الوضع على الأرض ثم نقوم بتقديم الدعم لتحقيق الوصول إلى الشريحة المستهدفة الأكثر استحقاقاً، للوصول إلى مرحلة التعافي المبكر في سوريا على مراحل، ونحن لا نزال في المرحلة الأولى».
وشدد قائد إدارة الفروع في المركز على أن المساعدات الواصلة لسوريا على متن الجسرين الجوي والبري، «لا يتم تخزينها في المستودعات، بل يتم توزيعها مباشرة على مناطق الاحتياج»، لافتاً إلى أن هذه المساعدات شملت محافظة درعا والعاصمة دمشق وريفها، «كما قمنا بتوزيعها على أبناء محافظتي حمص واللاذقية، ونقوم بزيارات لبقية المناطق تباعاً، عبر فرق عملنا الميدانية وشركائنا المحليين ومنظمة الهلال الأحمر السوري».
وأكد مبارك الدوسري أن «المملكة قيادة وشعباً تقف إلى جانب الأشقاء السوريين في هذه المرحلة، وهذا حق الأخوة ونقف بجانبهم للمساعدة في التعافي المبكر والذهاب نحو الاستقرار والتقدم».