تثمين فلسطيني للدعم المالي الشهري السعودي

سفير فلسطين لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»: الدعم سيكون لميزانية السلطة

سفير السعودية غير المقيم لدى فلسطين يسلِّم رئيس الوزراء الفلسطيني الدعم المالي الشهري (واس)
سفير السعودية غير المقيم لدى فلسطين يسلِّم رئيس الوزراء الفلسطيني الدعم المالي الشهري (واس)
TT

تثمين فلسطيني للدعم المالي الشهري السعودي

سفير السعودية غير المقيم لدى فلسطين يسلِّم رئيس الوزراء الفلسطيني الدعم المالي الشهري (واس)
سفير السعودية غير المقيم لدى فلسطين يسلِّم رئيس الوزراء الفلسطيني الدعم المالي الشهري (واس)

ثمّن السفير الفلسطيني لدى السعودية باسم الآغا، الدعم المالي الشهري المقدّم من السعودية إلى فلسطين للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها.

وأضاف الآغا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الدعم السعودي سيكون لميزانية السلطة الفلسطينية لتمثِّل دعماً لغزة والضفة الغربية والقدس.

وأشاد السفير الفلسطيني بالموقف السعودي معتبراً أن «السعودية مكان ومكانة» وهذا الموقف «ليس الأول ولن يكون الأخير» كما عوّدت السعودية أشقاءها وخصوصاً الشعب الفلسطيني، منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز إلى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

دعم الأونروا والقدس

وفي إطار الدعم الإنساني السعودي لفلسطين، عرّج الآغا على تبرعات «الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة» ووصفها بتجسيد «التضامن السعودي مع أشقائه الفلسطينيين» مضيفاً أن السعودية دعمت أيضاً وكالة «الأونروا» رداً على من أراد أن يلغي عملها، والملك سلمان دعم القدس في قمة الظهران العربية عام 2018 بتسميتها «قمة القدس» رداً على من أراد أن يجعلها عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وزير الخارجية السعودي وعدد من نظرائه خلال إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» في نيويورك الخميس (د.ب.أ)

وعلى صعيد التطورات الجارية دوليّاً لوقف الحرب على غزة وإقامة الدولة الفلسطينية، قال الآغا إن «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» الذي أطلقه وزير الخارجية السعودي من نيويورك، الخميس، يأتي نتيجة للجهود السعودية في حشد المواقف الدولية تجاه إقامة الدولة الفلسطينية.

وتابع «بذلت السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد منذ بداية الحرب في غزة جهوداً كبيرة ليس أقلها اللجنة الوزارية برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان التي جابت العالم لوقف العدوان والاعتراف بالدولة الفلسطينية وقد حققت نجاحات كبيرة في ذلك بفعل الدور المحوري للسعودية».

تسليم الدعم

وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، سلّم السفير السعودي لدى الأردن وغير المقيم لدى فلسطين نايف السديري، الأحد، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الدعم المالي الشهري للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، وجاء ذلك في اليوم ذاته الذي أعلنت السعودية عن تقديم هذا الدعم، وذلك استمراراً لعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وحرصاً منهما على تقديم أشكال المساعدات كافة والدعم لدولة فلسطين وشعبها.

الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض مايو الماضي (الخارجية السعودية)

وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أن «السعودية بهذا الدعم تجدد التأكيد على الجهود الحثيثة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده بالتواصل مع أعضاء المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، والحرص على إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يمكن الشعب الفلسطيني من نيل كافة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

وشدد مصطفى على أن السعودية تولي جل اهتمامها للقضية الفلسطينية التي تعد قضيتها المركزية، وذات الأولوية لها، لافتاً الانتباه إلى أن المملكة بذلت منذ بداية الأزمة كل الجهود الممكنة لاحتواء الأزمة القائمة في قطاع غزة ومعالجة الوضع الإنساني الحرج، وتمكنت من توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه هذه الأزمة، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).

تخفيف المعاناة

وأوضح بيان للخارجية السعودية، الأحد، أن الدعم المالي يأتي بهدف تخفيف آثار المعاناة التي سبّبها الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته الصارخة لكافة القوانين والأعراف الدولية، ومنها القانون الدولي الإنساني.

وجدّدت السعودية التأكيد على الجهود الحثيثة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، بالتواصل مع أعضاء المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، مؤكدة حرصهما على إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يمكن الشعب الفلسطيني من نيل كافة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكدت السعودية أنها تولي جُل اهتمامها للقضية الفلسطينية التي تعد قضيتها المركزية وذات الأولوية لها، مشيرة إلى بذلها منذ بداية الأزمة كل الجهود الممكنة لاحتواء الأزمة القائمة في قطاع غزة ومعالجة الوضع الإنساني الحرج، لافتة النظر إلى تمكنها من توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه هذه الأزمة عبر ترؤسها اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، لدعم الأشقاء في فلسطين ومواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكسر الحصار المفروض عليه، والتي أثمرت عن اعتراف عدد من الدول الصديقة بدولة فلسطين، وطالبت بأن يتم قبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.

يذكر أن الدعم السعودي يأتي استمراراً لما قدّمته الرياض خلال السنوات الماضية من مساعدات إنسانية وإغاثية وتنموية للشعب الفلسطيني، بمبلغ تجاوز 5.3 مليار دولار للمساهمة في دعم فلسطين، كما قاربت تبرعات «الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة» التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين مبلغ 186 مليون دولار.


مقالات ذات صلة

انتقادات من الجيش لنتنياهو: عرقلة الاتفاق مع «حماس» سيقويها

شؤون إقليمية عناصر من حركتي «حماس» و«الجهاد» يسلمون رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر في نوفمبر 2023 (د.ب.أ)

انتقادات من الجيش لنتنياهو: عرقلة الاتفاق مع «حماس» سيقويها

حذر عسكريون إسرائيليون، في تسريبات لوسائل إعلام عبرية، من أن عرقلة نتنياهو لصفقة تبادل أسرى، تؤدي إلى تقوية حركة «حماس»، وتمنع الجيش من إتمام مهماته القتالية.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي رجل يحمل جثة طفل قُتل في غارة إسرائيلية على مدرسة في مخيم النصيرات للاجئين بغزة (أ.ف.ب)

غزة: 71 قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي في يوم واحد

أعلنت وزارة الصحة  الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم (الخميس)، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 44 ألفاً و56 قتيلاً، إلى جانب 104 آلاف و268 إصابة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت (رويترز)

بن غفير وسموتريتش يتهمان غالانت بالسماح لـ«حماس» بالاستمرار في حكم غزة

انتقد أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية غالانت بعد أن حذر من أنّ تحمل المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة قد يجر إسرائيل للحكم العسكري.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جثمان أحد القتلى جراء القصف الإسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ب)

قصف طال مدرسة وخيمة للنازحين... الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً بغزة

قتل الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) 16 فلسطينياً على الأقل في هجمات جوية على مناطق مختلفة بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين ويظهر الشيخ عبد الله بن زايد وأيمن الصفدي وعدد من المسؤولين خلال اللقاء (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحث مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.