هجوم عُمان الإرهابي... الإخوة الثلاثة بايعوا «داعش» وحرّضوا ضد حكومات

الجناة موظفون مرموقون وشقيقهم «الفنان» السابق ينأى بنفسه

صورة أرشيفية لمدينة مسقط (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمدينة مسقط (أ.ف.ب)
TT

هجوم عُمان الإرهابي... الإخوة الثلاثة بايعوا «داعش» وحرّضوا ضد حكومات

صورة أرشيفية لمدينة مسقط (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمدينة مسقط (أ.ف.ب)

أحدث الكشف عن أسماء «الإخوة الثلاثة الإرهابيين» الذين اعتدوا مساء الاثنين بالهجوم على مسجدٍ في مسقط، صدمة في الشارع العماني الذي لم يشهد أحداثاً مماثلة من قبل.

وأظهر تسجيل مصور بثه تنظيم «داعش» الإرهابي، تورط الإخوة الثلاثة في مبايعة زعيم التنظيم قبل تنفيذ الهجوم.

وكشفت شرطة عمان السلطانية عن أن الجناة ثلاثة إخوة عُمانيين «لقوا حتفهم نتيجة إصرارهم على مقاومة رجال الأمن... ودلّت إجراءات التحرّيات والتحقيقات على أنهم من المتأثرين بأفكار ضالة».

الأشقاء الثلاثة بحسب المعلومات المتوفرة يعملون في وظائف مرموقة، من بينهم واحد يحمل شهادة الدكتوراه ويعمل موظفاً في إحدى الوزارات المهمة في البلاد، وقدم برامج تلفزيونية تم بثها عبر التلفزيون المحلي تتحدث عن التطور الذي تشهده السلطنة، وهي محفوظة في موقع الفيديو العالمي «يوتيوب»، كما يعمل الثاني في البنك المركزي، ويعمل الثالث في البلدية.

وأظهر تسجيل مصور لشقيقهم الرابع سلطان الحسني، وهو فنان سابق اعتزل الغناء، براءته من إخوته، مندداً بسفكهم دماء معصومة وتهديد الأمن والاستقرار في البلاد.

وأعلن تنظيم «داعش»، الثلاثاء، مسؤوليته عن الهجوم على مسجد الإمام علي في «الوادي الكبير» بمحافظة مسقط، واستهدف عدداً من المقيمين في السلطنة كانوا يحيون مراسم عاشوراء، مما أودى بحياة ستة أشخاص بينهم رجل شرطة، وإصابة نحو 28 شخصاً ومقتل المهاجمين الثلاثة.

وأظهر تسجيل مصور بثه موقع «أعماق» التابع لتنظيم «داعش»، (لم يتم التأكد من صحته من مصدر رسمي) الإخوة الثلاثة الذين نفذوا الهجوم الإرهابي على المسجد، وهم يقفون خلف علم التنظيم الأسود، ويعلنون مبايعتهم «أبو حفص»، في إشارة إلى زعيم التنظيم أبو حفص الهاشمي، القائد الخامس الذي تمت مبايعته في الثالث من أغسطس (آب) 2023، بعد مقتل الزعيم السابق أبو الحسين الحسيني القرشي خلال إحدى المعارك، حسبما أظهر تسجيل صوتي أعلنه المتحدث باسم التنظيم أبو حذيفة الأنصاري.

ويظهر في التسجيل المتحدث الذي يعتقد أنه الدكتور حمد الحسني، مبرراً الهجوم على مسجد بألفاظ طائفية، محرضاً الشبان في العالم العربي على التمرد، كما هاجم علماء الدين.

كما هاجم الغرب بقيادة الولايات المتحدة، واتهمها بشن «أكبر حرب عقدية عسكرية وإعلامية واقتصادية ضد المسلمين عامة، (وداعش) خاصة».


مقالات ذات صلة

ضربات جوية لأهم حواضن «داعش» في العراق

المشرق العربي قوة عسكرية عراقية في عملية سابقة لملاحقة «داعش» بصلاح الدين وديالى وسامراء (وكالة الأنباء العراقية)

ضربات جوية لأهم حواضن «داعش» في العراق

أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية مقتل 3 من عناصر تنظيم «داعش» بضربة جوية لمقاتلات «إف - 16» العراقية، استهدفت أوكاراً للتنظيم في جبال حمرين شمال بغداد،

حمزة مصطفى (بغداد)
أوروبا قوات الأمن الفرنسية تؤمن محيط برج إيفل المزين بالحلقات الأولمبية في باريس - فرنسا 19 يوليو 2024 (أ.ب.أ)

فرنسا تسابق الزمن لحماية أولمبياد باريس من تهديد «داعش»

تلقّى الصحافي الطاجيكي تيمور فاركي اتصالاً مثيراً للقلق من شرطة باريس في مارس بعد أيام فحسب عما قيل عن تنفيذ مسلحين من بلاده ينتمون لتنظيم «داعش» مذبحة بموسكو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا بن لادن زعيم «القاعدة» الراحل /د ب أ

باكستان تعلن توقيف «شريك مقرب» لبن لادن

أعلنت السلطات الباكستانية، الجمعة، أنها أوقفت «أحد الشركاء المقربين» من زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن الذي قتل في باكستان عام 2011.

«الشرق الأوسط» (لاهور (باكستان))
شؤون إقليمية أرشيفية لعناصر تنظيم «داعش» في سوريا (المرصد السوري)

نتيجة الصراع في غزة... تحذيرات من عودة نشاط «داعش» و«القاعدة»

حذر مسؤولون من دلائل على زيادة نشاط المسلحين في تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، معْربين عن قلقهم من أن الصراع في غزة سيوفر فرصة لإعادة بناء التنظيمات المتطرفة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا الشرطة السويسرية (أرشيفية - أ.ف.ب)

النيابة السويسرية تتهم جزائرياً يشتبه بأنه خطّط لهجوم في فرنسا

أعلنت النيابة العامة الفيدرالية السويسرية الخميس أن مواطناً جزائرياً يبلغ 51 عاماً محتجزاً في سويسرا، اتُهم بدعم «الجماعة الإرهابية المحظورة داعش»

«الشرق الأوسط» (جنيف )

لماذا لم تتأثر أنظمة الحكومة السعودية بالعطل العالمي؟

تعمل «سدايا» على تأسيس بُنى تحتية للجهات الحكومية بأحدث التقنيات التي تكفل جودتها وسلامتها من أي مخاطر محتملة (واس)
تعمل «سدايا» على تأسيس بُنى تحتية للجهات الحكومية بأحدث التقنيات التي تكفل جودتها وسلامتها من أي مخاطر محتملة (واس)
TT

لماذا لم تتأثر أنظمة الحكومة السعودية بالعطل العالمي؟

تعمل «سدايا» على تأسيس بُنى تحتية للجهات الحكومية بأحدث التقنيات التي تكفل جودتها وسلامتها من أي مخاطر محتملة (واس)
تعمل «سدايا» على تأسيس بُنى تحتية للجهات الحكومية بأحدث التقنيات التي تكفل جودتها وسلامتها من أي مخاطر محتملة (واس)

لم تتأثر أنظمة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وأنظمة الحكومة السعودية التي تستضيفها لتقديم الخدمات، بالعطل التقني الذي اجتاح العالم صباح الجمعة.

ويفتح التأثر، الذي ألمّ بكثير من الأنظمة حول العالم، باب السؤال حول القدرة السعودية على تجاوز ذلك. يجيب على هذا بيان «سدايا»، حيث أكد أن أنظمة الهيئة التقنية والأنظمة الحكومية تعمل من دون انقطاع.

وأوعزت الهيئة ذلك إلى أن الأنظمة جرى بناؤها بأيدي كوادر وطنية مؤهلة «على أعلى مستوى من البناء التقني، الذي يكفل سرعة الانتقال من نظام إلى نظام في حال حدث أي عطل تقني كما حدث اليوم».

وأدى انقطاع كبير في الإنترنت الجمعة، إلى تعطيل أجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز» في جميع أنحاء العالم. الأمر الذي تضررت منه المواقع الإلكترونية والمطارات والقطارات والبنوك وغيرها، بينما يتدافع المهندسون لإعادة تشغيل أنظمتهم.

وقال المهندس ماجد الشهري، المتحدث الرسمي باسم «سدايا»، في بيان، صدر الجمعة: «إن الهيئة منذ اللحظة الأولى لظهور العطل التقني وهي تقف من خلال فرقها التقنية الوطنية على عمل أنظمتها الداخلية والأنظمة الحكومية المستضافة لديها، ولم تتعرض لأي عطل».

وأعلنت شركة «كراودسترايك» شروعها في حل المشكلة المتسببة بالعطل، وقالت إنها تعمل على استعادة الأنظمة، بعد ساعات من تعطل كثير من قطاعات البنوك والاتصالات والطيران والبورصة وغيرها حول العالم.

وأوضح المتحدث باسم الهيئة السعودية أن فِرق «سدايا» التقنية كوادر وطنية مؤهلة تعمل على مدار الساعة مع الجهات المعنية لتأمين الخدمات الحكومية الرقمية واستمرارية عملها من دون انقطاع.

ولفت الشهري إلى أن طبيعة الفضاء الإلكتروني يحفّه كثير من المخاطر، لكنه قال إن «سدايا» تعمل على تأسيس بُنى تحتية للجهات الحكومية بأحدث التقنيات الحاسوبية المرتبطة بالبيانات والذكاء الاصطناعي التي تكفل جودتها وسلامتها من أي مخاطر محتملة، إلى جانب جهود تعزيز تعاونها مع شركائها في جميع أنحاء العالم لضمان فضاء إلكتروني مفتوح وآمن.
وأوضحت «هيئة الأمن السيبراني»، أن التأثير على الجهات الوطنية في البلاد يعد محدوداً وفق ما تم رصده، مبيِّنة أن الضوابط والمعايير الصادرة عنها عززت أمن وموثوقية الفضاء السيبراني بالمملكة، مما كان له الأثر الإيجابي في حماية تلك الجهات والبنى التحتية الحساسة، مع متابعة التزامهم بها.
وأضافت أنها وضعت التدابير الاستباقية لرصد ومتابعة التهديدات والمخاطر السيبرانية، والاستجابة لأي حوادث في حال وقوعها، منوّهة بجهودها الرامية إلى توطين القدرات الوطنية، وتعزيز السيادة التقنية بهذا المجال.

كفاءة الأنظمة

أكد البنك المركزي السعودي «ساما» سلامة أنظمته وأنظمة المدفوعات الوطنية والبنوك في البلاد، وعدم تأثرها جراء العطل التقني، مفيداً بأنه يطبق أعلى المعايير والممارسات التشغيلية والسيبرانية المتعارف عليها عالمياً، ويعمل بشكل دوري على تحديث الإجراءات الاحترازية؛ لضمان كفاءة خطط استمرارية الأعمال والأنظمة، وذلك بهدف تعزيز سلامة وكفاية البنى التحتية لتقديم خدماتها بكفاءة عالية.

وأشارت وزارة الصحة السعودية، إلى سلامة أنظمة المعلومات المستخدمة في منشآت القطاع، لافتة إلى استمرارها في عملها بكفاءة عالية دون التأثر بالعطل التقني. وأفادت بأنها تعتمد أفضل الأنظمة والتقنيات السيبرانية، وتتأكد بشكل دوري من سلامة البنى التحتية للمعلومات؛ لتعزيز الكفاءة والاستدامة في أنظمة الرعاية الصحية بموثوقية وأمان عالٍ، ورفع جودة الخدمات، وتسهيل الحصول عليها في مختلف مناطق البلاد.

قطاع الطيران

أكدت «مجموعة السعودية» عدم تعرض عملياتها التشغيلية لأي أثر ناتج عما يشهده قطاع الطيران حول العالم، مشيرة إلى أن منظومة رحلاتها تسير بشكل جيد، وستوافي ضيوفها بالمستجدات عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني.

بينما كشف الناقلان الجويان «ناس» و«أديل» السعوديان، عن تأثر عملياتهما بالعطل الفني بوجود بطء في بعض الخدمات، وقدما اعتذارهما للمسافرين على الإرباك الذي تسبب فيه هذا الخلل العالمي الخارج عن سيطرتهما.

بدورها، نوّهت مطارات الرياض وجدة والدمام بامتداد أثر العطل العالمي على بعض شركات الطيران، وتفعيل خطة استمرارية الأعمال لاستخدام الأنظمة البديلة بالتعاون مع الناقلين الآخرين، داعيةً المسافرين للتواصل مع الناقل الجوي قبل التوجه للمطار؛ لمعرفة مستجدات رحلاتهم.

ولاحقاً، أعلنت «مطارات القابضة»، عن عودة العمليات التشغيلية لوضعها الطبيعي في المطارات السعودية، بعد امتداد أثر العطل العالمي على ناقلات جوية فيها، مشددةً على ضرورة تواصل المسافرين مع الناقلات الجوية قبل التوجه للمطارات لمعرفة المزيد حول رحلاتهم ومستجدات مواعيدها، والاطلاع على لائحة حقوق المسافرين المعتمدة من هيئة الطيران المدني.

كيف حصل العطل العالمي؟

ذكرت وسائل إعلام، مثل وكالة «بلومبرغ» أن الخطأ في «كراودسترايك» أدى بدوره إلى تعطل برامج شركة مايكروسوفت.

وأبلغت شركة البرمجيات الأميركية العملاقة قبل ذلك عن مشكلات في خدمتها السحابية «365»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، التي نقلت عن توبي موراي، الأستاذ المساعد بكلية الحوسبة ونظم المعلومات في جامعة ملبورن الأسترالية، القول إن «(كراودسترايك فالكون) هي ما يعرف بمنصة نقطة النهاية للرصد والاستجابة، وهي تراقب أجهزة الحاسوب التي تم تنصيبها بها لرصد الخروقات (أعمال القرصنة) والتعامل معها. ويعني هذا أن (فالكون) برنامج متميز فيما يتعلق بقدرته على التأثير على كيفية تصرف الحواسيب التي تم تنصيبها عليه».
وأضاف: «على سبيل المثال، إذا رصد (فالكون) حاسوباً مصاباً ببرامج ضارة تسبب تواصل الحاسوب مع قرصان إلكتروني، يمكن أن يحول البرنامج دون هذا التواصل. وإذا كان هناك عطل في (فالكون)، يمكن أن يسبب ذلك انقطاعاً واسع النطاق لسببين، الأول هو أن (فالكون) منتشر على نطاق واسع في كثير من الحواسيب، والثاني هو طبيعة (فالكون) المتميزة».

وتابع موراي قائلاً: «من المحتمل أن يكون انقطاع الخدمة الذي حدث اليوم بسبب تحديث معيب في (فالكون)».