لماذا تمنع السعودية الحج من دون تصريح؟

3 لقاحات معتمدة لحج هذا العام ... ومنع حاملي تأشيرة الزيارة دخول مكة المكرمة

أطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة «نسك» المصممة خصيصاً لتمييز الحاج النظامي في المشاعر المقدسة (الشرق الأوسط)
أطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة «نسك» المصممة خصيصاً لتمييز الحاج النظامي في المشاعر المقدسة (الشرق الأوسط)
TT

لماذا تمنع السعودية الحج من دون تصريح؟

أطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة «نسك» المصممة خصيصاً لتمييز الحاج النظامي في المشاعر المقدسة (الشرق الأوسط)
أطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة «نسك» المصممة خصيصاً لتمييز الحاج النظامي في المشاعر المقدسة (الشرق الأوسط)

تمنع السعودية الحج من دون تصريح سواء كان ذلك للمواطن أو المقيم أو القادم من خارج أراضيها لأي غرض من الأغراض.

وأكدت وزارة الداخلية السعودية عبر منصاتها أن رجال الأمن سيكونون بالمرصاد لكل من يحاول الدخول للمشاعر المقدسة من دون تصريح.

وعبر حملة «لا حج من دون تصريح»، أعلنت الداخلية السعودية لائحة العقوبات المقررة على مخالفي تعليمات الحج، وهي تنقسم لقسمين: الأول منها لمن يريد أن يؤدي فريضة الحج بلا تصريح، وعقوبته «10000» ريال سعودي، والآخر لناقل مخالفي تعليمات الحج، وعقوبته هي «السجن 15 يوماً للمرة الأولى، وشهران للمرة الثانية، و6 أشهر للمرة الثالثة، وذلك عن كل حاج يتم نقله من دون تصريح».

لكن لماذا تحرص السلطات السعودية على حصول كل حاج على تصريح خاص به، ومنع كل من يحاول تأدية فريضة الحج بلا تصريح؟

تحرص السلطات السعودية على حصول كل حاج على تصريح خاص به (الشرق الأوسط)

مخاطر صحية

أكد علي الشهري استشاري الأمراض المعدية ورئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى القوات المسلحة بخميس مشيط لـ«الشرق الأوسط»، أن الذهاب بطريقة غير نظامية ومن دون تصريح وأخذ اللقاحات المطلوبة «مغامرة خطيرة قد تؤدي إلى خسارة الشخص لنفسه أو للحجاج الآخرين».

وعن اللقاحات المعتمدة لحج 1445 لحجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، أجاب استشاري الأمراض المعدية بأنها 3 لقاحات، وهي «جرعة من لقاح (كورونا) المحدث والمطور، وجرعة من لقاح التهاب السحايا لمن لم يحصل عليه خلال السنوات الخمس الماضية، وجرعة من لقاح الإنفلونزا لعام 1445».

أما حجاج الخارج، فتشملهم لقاحات الداخل بالإضافة للقاحات التي تخص كل بلد على حسب العدوى المنتشرة فيه، فهناك بعض الدول يشترط فيها أخذ لقاح شلل الأطفال ولقاح الحمى الصفراء، وذلك حسب الشهري.

تعد اللقاحات من أهم وآمن الوسائل الوقائية لمنع حصول عدوى (الشرق الأوسط)

لماذا تشترط المملكة أخذ اللقاحات؟

يذكر علي الشهري أنه في حج عام 2000-2001 حدث تفشي «التهاب السحايا الذي تسببه بكتيريا المكورات النيسيرية أو المكورات السحائية». ولمنع حدوث تفشيه مرة أخرى، أصبح أخذ جرعة من لقاح التهاب السحايا «إلزامياً» لحجاج الداخل والخارج. وتعد اللقاحات «من أهم وآمن الوسائل الوقائية لمنع حصول عدوى أو تفشيها».

ولفت استشاري الأمراض المعدية إلى أن المملكة لا تعتمد بشكل كامل على اللقاحات لمنع حدوث تفشيات في موسم الحج، بل إن لديها «مراكز طبية منتشرة في الأماكن المقدسة ووجود فريق طبي متخصص عالي التدريب، بالإضافة لوجود مختبرات عالية الدقة وقادرة على التشخيص السريع».

الذهاب بطريقة غير نظامية ومن دون تصريح وأخذ اللقاحات المطلوبة مغامرة خطيرة قد تؤدي إلى خسارة الشخص لنفسه أو للحجاج الآخرين (الشرق الأوسط)

ظاهرة الافتراش

ظاهرة الافتراش عانى منها منظمو الحج كثيراً، وهي تساعد على حصول الكثير من الحوادث، ابتداءً من دهس المفترشين تحت الأقدام، وصولاً لأعمال السرقة واللصوصية والتخفي عن أنظار رجال الأمن.

فالمفترش يعلق حقائبه وحاجاته على حوائط دورات المياه ويترك بعضها من دون رقيب معرضة للسرقة، بالإضافة لقيامه بالأكل والشرب على أرضية الساحات المفروشة، كما أنه يترك مخلفات أكله وشربه وراءه.

وما يحفز هذه الظاهرة هو الحج غير النظامي؛ إذ لا يستطيع الحاج بطريقة غير نظامية قضاء حاجاته الأساسية كالنوم وغيره إلا على الطرقات والأرصفة، فجاءت المملكة بلائحة تمنع الحج غير النظامي لمنع حصول هذه الظاهرة.

كيف تواجه المملكة ظاهرة الحجاج غير النظاميين؟

أطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة «نسك» التي سيجري العمل بها خلال حج هذا العام، والمصممة خصيصاً لتمييز الحاج النظامي في المشاعر المقدسة.

وسيكون ارتداء بطاقة «نسك» إلزامياً خلال الحركة والتنقل بين المشاعر طوال أيام الحج، وتعد البطاقة بمثابة تطبيق متكامل تتيح لحاملها تسجيل بياناته الشخصية والصحية والمعلومات المهمة.

كما أعلنت الداخلية السعودية منع حاملي تأشيرة زيارة بمختلف أنواعها من دخول مدينة مكة المكرمة أو البقاء فيها خلال موسم الحج الحالي 1445، بدءاً من 15 ذي القعدة الحالي حتى 15 ذي الحجة.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».