تمنع السعودية الحج من دون تصريح سواء كان ذلك للمواطن أو المقيم أو القادم من خارج أراضيها لأي غرض من الأغراض.
وأكدت وزارة الداخلية السعودية عبر منصاتها أن رجال الأمن سيكونون بالمرصاد لكل من يحاول الدخول للمشاعر المقدسة من دون تصريح.
وعبر حملة «لا حج من دون تصريح»، أعلنت الداخلية السعودية لائحة العقوبات المقررة على مخالفي تعليمات الحج، وهي تنقسم لقسمين: الأول منها لمن يريد أن يؤدي فريضة الحج بلا تصريح، وعقوبته «10000» ريال سعودي، والآخر لناقل مخالفي تعليمات الحج، وعقوبته هي «السجن 15 يوماً للمرة الأولى، وشهران للمرة الثانية، و6 أشهر للمرة الثالثة، وذلك عن كل حاج يتم نقله من دون تصريح».
لكن لماذا تحرص السلطات السعودية على حصول كل حاج على تصريح خاص به، ومنع كل من يحاول تأدية فريضة الحج بلا تصريح؟
مخاطر صحية
أكد علي الشهري استشاري الأمراض المعدية ورئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى القوات المسلحة بخميس مشيط لـ«الشرق الأوسط»، أن الذهاب بطريقة غير نظامية ومن دون تصريح وأخذ اللقاحات المطلوبة «مغامرة خطيرة قد تؤدي إلى خسارة الشخص لنفسه أو للحجاج الآخرين».
وعن اللقاحات المعتمدة لحج 1445 لحجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، أجاب استشاري الأمراض المعدية بأنها 3 لقاحات، وهي «جرعة من لقاح (كورونا) المحدث والمطور، وجرعة من لقاح التهاب السحايا لمن لم يحصل عليه خلال السنوات الخمس الماضية، وجرعة من لقاح الإنفلونزا لعام 1445».
أما حجاج الخارج، فتشملهم لقاحات الداخل بالإضافة للقاحات التي تخص كل بلد على حسب العدوى المنتشرة فيه، فهناك بعض الدول يشترط فيها أخذ لقاح شلل الأطفال ولقاح الحمى الصفراء، وذلك حسب الشهري.
لماذا تشترط المملكة أخذ اللقاحات؟
يذكر علي الشهري أنه في حج عام 2000-2001 حدث تفشي «التهاب السحايا الذي تسببه بكتيريا المكورات النيسيرية أو المكورات السحائية». ولمنع حدوث تفشيه مرة أخرى، أصبح أخذ جرعة من لقاح التهاب السحايا «إلزامياً» لحجاج الداخل والخارج. وتعد اللقاحات «من أهم وآمن الوسائل الوقائية لمنع حصول عدوى أو تفشيها».
ولفت استشاري الأمراض المعدية إلى أن المملكة لا تعتمد بشكل كامل على اللقاحات لمنع حدوث تفشيات في موسم الحج، بل إن لديها «مراكز طبية منتشرة في الأماكن المقدسة ووجود فريق طبي متخصص عالي التدريب، بالإضافة لوجود مختبرات عالية الدقة وقادرة على التشخيص السريع».
ظاهرة الافتراش
ظاهرة الافتراش عانى منها منظمو الحج كثيراً، وهي تساعد على حصول الكثير من الحوادث، ابتداءً من دهس المفترشين تحت الأقدام، وصولاً لأعمال السرقة واللصوصية والتخفي عن أنظار رجال الأمن.
فالمفترش يعلق حقائبه وحاجاته على حوائط دورات المياه ويترك بعضها من دون رقيب معرضة للسرقة، بالإضافة لقيامه بالأكل والشرب على أرضية الساحات المفروشة، كما أنه يترك مخلفات أكله وشربه وراءه.
وما يحفز هذه الظاهرة هو الحج غير النظامي؛ إذ لا يستطيع الحاج بطريقة غير نظامية قضاء حاجاته الأساسية كالنوم وغيره إلا على الطرقات والأرصفة، فجاءت المملكة بلائحة تمنع الحج غير النظامي لمنع حصول هذه الظاهرة.
كيف تواجه المملكة ظاهرة الحجاج غير النظاميين؟
أطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة «نسك» التي سيجري العمل بها خلال حج هذا العام، والمصممة خصيصاً لتمييز الحاج النظامي في المشاعر المقدسة.
وسيكون ارتداء بطاقة «نسك» إلزامياً خلال الحركة والتنقل بين المشاعر طوال أيام الحج، وتعد البطاقة بمثابة تطبيق متكامل تتيح لحاملها تسجيل بياناته الشخصية والصحية والمعلومات المهمة.
كما أعلنت الداخلية السعودية منع حاملي تأشيرة زيارة بمختلف أنواعها من دخول مدينة مكة المكرمة أو البقاء فيها خلال موسم الحج الحالي 1445، بدءاً من 15 ذي القعدة الحالي حتى 15 ذي الحجة.