أجبر التصعيد العسكري الحوثي المستمر، والأعمال الانتقامية ضد المدنيين، آلاف اليمنيين على ترك ديارهم والنزوح قسراً إلى مناطق أخرى في البلاد، وسط غياب شبه تام لأبسط الخدمات الضرورية التي قد تعينهم وأسرهم على البقاء على قيد الحياة.
وأوضحت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن (حكومية)، أن الموجة الأخيرة شملت نزوح ما مجموعه 829 أسرة، مكونة من 4483 شخصاً من محافظات يمنية عدة خلال الرُّبع الأول من العام الحالي.
وذكرت الوحدة، أن عدد الأسر اليمنية النازحة التي تحصّلت على الاستجابة الطارئة، لا يتجاوز 74 أسرة، بنسبة 9 في المائة من حالات النزوح الجديدة المرصودة.
ومع استمرار شنّ الانقلابيين الحوثيين مزيداً من الهجمات ضد المدنيين في مناطق عدة، أعلنت «منظمة الهجرة الدولية» نزوح نحو 41 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي.
ورصدت منصة تابعة للمنظمة، نزوح 41 أسرة (246) فرداً، في الفترة من 19 إلى 25 مايو (أيار) الحالي، حيث نشأت تلك الحالات من الحديدة وتعز والجوف، واستقرّت في مأرب بواقع 18 أسرة، والحديدة بواقع 14 أسرة، وتعز بواقع 8 أسر.
كما رصدت منصة التتبع الأممية في الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى 18 مايو من العام الحالي، نزوح أكثر من 1300 أسرة يمنية تتألف من 7800 شخص.
وسجلت محافظة مأرب أعلى معدلات النزوح منذ بداية العام بنحو 586 أسرة، تلتها تعز بالترتيب الثاني بواقع 342 أسرة، ثم محافظة الحديدة بعدد 332 أسرة، والضالع بنحو 25 أسرة، وجاءت لحج بالمرتبة قبل الأخيرة بنزوح نحو 10 أسر، تلتها حضرموت في الترتيب الأخير بنزوح 5 أسر.
وتواصل المنصة جمع مزيد من البيانات، عن الأعداد التقديرية للأسر اليمنية التي أُجبرت على الفرار يومياً من مواقعها الأصلية، ما يسمح بالإبلاغ المنتظم عن حالات النزوح الجديدة من حيث الأعداد المقدرة والجغرافيا والاحتياجات، كما أنها تتتبع العائدين الذين عادوا إلى مواقعهم الأصلية.
وتأتي عمليات التتبع والرصد الحكومي والدولي لحالات النزوح الجماعي لليمنيين من مناطقهم، متزامنة مع استمرار الجماعة الحوثية في تصعيدها العسكري وشنّ هجماتها العشوائية في محافظات مأرب وتعز ولحج والضالع وغيرها.
حرب وكوارث
في تقرير حديث، أعلن «صندوق الأمم المتحدة للسكان» وجود أكثر من 32 ألف شخص نزحوا مجدداً من مساكنهم في اليمن منذ مطلع العام الحالي، جراء استمرار الحرب التي تشهدها البلاد منذ 10 سنوات، والكوارث المناخية.
وذكر أنه، منذ يناير وحتى نهاية أبريل (نيسان) 2024، نزح ما مجموعه 32592 شخصاً؛ بسبب النزاعات المسلحة والظواهر الجوية القاسية. وقال، إن الكوارث المناخية تسببت في نزوح ما مجموعه 15729 شخصاً، في حين تسببت النزاعات المسلحة في نزوح 16863 فرداً.
وطبقاً للتقرير، فإن آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، استطاعت بالتعاون مع شركائها المنفذين، تقديم الدعم المنقذ للحياة إلى ما نسبته 98 في المائة من إجمالي الأسر المتضررة المسجلة لديها، من بينها 23 في المائة من الأسر التي ترأسها نساء.
وأوضح التقرير أن نحو 3753 أسرة متضررة تلقّت مساعدة نقدية متعددة الأغراض لمرة واحدة من منظمة الهجرة الدولية، في حين تم تزويد 4373 أسرة بمساعدات غذائية عامة لمرة واحدة من قبل برنامج الغذاء العالمي.
وعلى الرغم من المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة، فإن استمرار تدفق موجات النزوح، لا يزال يشكّل خطراً على النازحين، في ظل عدم توفر الخطط الحكومية والأممية المسبقة لإيوائهم.
وكانت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة توقعت، في تقرير حديث لها، «أن يظل اليمن في صدارة قائمة أكثر الدول احتياجاً للمساعدات الإنسانية بحلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل».
ولفتت الشبكة، إلى أن «حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد ستتواصل على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) في معظم محافظات اليمن، حيث تواجه أسرة واحدة على الأقل من بين كل 5 أسر، فجوات كبيرة في استهلاك الغذاء، مصحوبة بسوء تغذية حاد مرتفع أو أعلى من المعتاد».