وزارة الحج السعودية تلاحق الشركات الوهمية دولياً

الغوينم لـ«الشرق الأوسط»: زيادة في أعداد الحجاج... ولا تهاون مع الشركات المقصّرة

سخّرت الحكومة السعودية كل إمكاناتها لخدمة الحجاج وراحتهم (واس)
سخّرت الحكومة السعودية كل إمكاناتها لخدمة الحجاج وراحتهم (واس)
TT

وزارة الحج السعودية تلاحق الشركات الوهمية دولياً

سخّرت الحكومة السعودية كل إمكاناتها لخدمة الحجاج وراحتهم (واس)
سخّرت الحكومة السعودية كل إمكاناتها لخدمة الحجاج وراحتهم (واس)

وصف الدكتور عايض الغوينم، وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج في السعودية، أن الشركات الوهمية وما تقوم به من عمليات احتيال يعد «جريمة متكاملة الأركان» سواء في الداخل أو الخارج، موضحاً أن هناك عملاً مع «باكستان، ومصر، والعراق» وعدد من الدول التي تكثر بها مثل هذه الحملات، وجرى الإطاحة بمثل هذه الشركات في تلك الدول.

وتحدث الغوينم، خلال حوار مع «الشرق الأوسط»، عن جهود دولية لملاحقة الشركات الوهمية، وخاصة تلك الدول التي يكثر فيها الإعلان عن مثل هذه الحملات الوهمية، ويقول: «كان هناك رصد من قبلنا وجرى الضبط والإيقاف في هذه الدول»، موضحاً أن من يقوم بالنصب والاحتيال على الحجاج يدرك تماماً أن المستهدفين لا يمكنهم تأدية الحج وسط كل الاحتياطات الأمنية التي يجري تنفيذها لسلامة الحجاج.

وعن ملاحقة الشركات داخلياً، أوضح الغوينم أن هناك استعداداً وجهوزية من منظومة حج وطنية لمواجهة مثل هذه الممارسات الخاطئة، «وأنتم تتابعون عن كثب الإعلانات التي تجري على منصات التواصل الاجتماعي من القبض على من تسول له نفسه إيهام الحجاج بأنه يمكن له أن يقدم لهم خدمات الحج بطريقة غير نظامية».

جانب من إنهاء إجراءات الحجاج العراقيين في منفذ «جديدة عرعر» الحدودي (واس)

ومن المهم، كما يقول الغوينم، أن «نوجه رسالة لكل من يرغب في الحج، أن يتقدم من خلال المنصات الرسمية (نسك) لحجاج الداخل، كذلك مكاتب شؤون الحجاج في الدول الإسلامية، ومن خلال منصة (نسك حج) للدول غير الإسلامية»، مرحباً بمن تمكن من الحصول على مقعد لحج هذا العام، وحذر من لم يحصل على مقعد بعدم القدوم لأن العقوبة رادعة، وغرامة تصل إلى 10 آلاف ريال، وترحيل من الأراضي السعودية، ومنع دخولها في حال ضُبط متسللاً لدخول الحج.

تجويد الخدمات

وقال إن الضوابط على الشركات مقدمة الخدمة ستكون في موسم الحج للعام الحالي أقوى مما كانت عليه، مشدداً على أنه لن يكون هناك أي تهاون ضمن منظومة الحج بما في ذلك الدخول غير النظامي للمشاعر المقدسة، وسيكون الرد حازماً ورادعاً.

وتوقع الوكيل زيادة في أعداد الحجاج عما كان مسجلاً العام الماضي، لافتاً إلى قدرة الوزارة والجهات المشاركة التشغيلية والخدمية التي تضمن تقديم الخدمة لأكبر قدر من الحجاج، في ظل وجود 400 شركة في كافة التخصصات في تقديم الخدمات ونقل وتقديم الإعاشة.

د. عايض الغوينم وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج

ويلعب القطاع الخاص دوراً مهماً في منظومة الحج، وهو ما أشار إليه الوكيل، متحدثاً عن 35 شركة متخصصة في تقديم الخدمة، و63 شركة نقل، و300 مزود لخدمات الإعاشة، لذلك يعد القطاع الخاص شريكاً رئيسياً في تقديم خدمات الحج.

وتابع الغوينم حديثه، بأن وزارة الحج والعمرة حريصة على تمكين القطاع من تجويد الخدمات، والتأكد من أن الخدمة التي تقدم للحجاج هي وفق ما جرى التعاقد عليه، «وقد طورنا التصنيف الكمي والنوعي للخدمات لضمان ألا يكون هناك أي تلاعب أو أي قصور في تقديم الخدمة للحجاج».

مراقبة الشركات

من الأسئلة التي كان الرد فيها حازماً من وكيل الوزارة، كانت حول أداء الشركات ومراقبتها في الحج، بقوله إن «الضوابط ستكون في موسم الحج للعام الحالي أقوى مما كانت عليه»، وأردف بأن «هناك مبادرة (امتثال) والتي تعنى بلائحة تفصيلية للعقوبات والجزاءات التي يجري إيقاعها على مقدم الخدمة في حال عدم التزامه بالخطط التفصيلية في موسم الحج».

مشعر مِنى... إحدى المحطات الثلاث الرئيسية للحجاج لأداء المناسك (واس)

وجرى إيقاف شركتين عن العمل نهائياً في العام الماضي، والحديث للغوينم، الذي قال إنه جرى مخالفة عدد من الشركات بمبالغ كبيرة، كما قامت الوزارة بتعويض الحجاج الذين لم يحصلوا على بعض الخدمات التي لم تقدم لهم، وجرى إعادة الأموال سواء كانوا من الحجاج داخل السعودية أو خارجها.

الضوابط الصحية والحوكمة

تحدث وكيل وزارة الحج عن الضوابط الصحية والتعليمات التي أقرتها وزارة الصحة للتأكد من صحة الحجاج، موضحاً أنه لا يوجد هناك اختلاف جوهري عما جرى الإعلان عنه في الموسم الماضي، مؤكداً أنه وُضعت جميع الاستعدادات الصحية من أَسرّة ميدانية ومستشفيات ووسائل نقل مع الهلال الأحمر، وطواقم صحية ميدانياً، جميعها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عارض صحي لا قدر الله قد يعكر صفو حج هذا العام.

وحول حوكمة الشركات، قال الغوينم، إن ما يجري من تحول في قطاع الحج هو تاريخي، قائلاً إن ما نلاحظه اليوم من حوكمة واضحة للشركات أوجد منافسة شريفة وإلغاء العمل الاحتكاري الذي كان سائداً في الأعوام الماضية، والذي انطلق مع موسم 1441هـ بتحول مؤسسات أرباب الطوافة إلى شركات مساهمة، وجرى احتضانها لمدة 3 أعوام لتمكين الشركات المساهمة من التحول، كما جرى فتح المجال لشركات جديدة، ومنح صلاحية تقديم الخدمات لأي دولة وليس الارتباط بنطاق جغرافي أو دول محددة.

الشركات والتحول

يؤكد الوكيل أن عدد الشركات التي تقدم الخدمة لحجاج الخارج قبل خمسة أعوام كان 6 شركات، واليوم «لدينا 35 شركة، وجرى في هذا العام الترخيص لـ15 شركة جديدة من الشركات الرائدة في مجال الضيافة، لذلك نتفق جميعاً في قطاع الحج على التحول من الطوافة للضيافة»، لافتاً إلى نوعية الخدمات التي تقدم بطريقة الضيافة وليس بطريقة الطوافة، وهي عبارة عن حزمة، «وكل حزمة فيها تصنيف نوعي وكمي للخدمة، ومسعر، وبالتالي الحاج يختار مقدم ونوع الخدمة التي يحتاجها».

الحج بلا تصريح

في هذا الجانب لفت وكيل وزارة الحج إلى عدة نقاط من أبرزها حجم العمل الذي تقوم به الجهات المشاركة في الحج، والتي تزيد على 40 شركة وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين؛ إذ عملت خلال الأعوام الماضية على تقديم أفضل الخدمات للحجاج وفق آلية التسجيل المسبق ومعرفة أعداد الحجاج، وبالتالي نضمن أن الحاج يحصل على الخدمة.

وأضاف الغوينم أن «ما يجري رصده من دخول حجاج غير نظاميين يربك العمليات التشغيلية، إضافة إلى بعض المخاطر التي تُرصد من خلال الافتراش واستخدام نمط الراجلة في التنقل بين المشاعر المقدسة، ما يؤدي بشكل أو بآخر إلى التهلكة، وهذا مخالف لكافة الأنظمة ولنص الفتوى الشرعية التي بينت أن من يأتي الحج بلا تصريح يأثم».

طوق أمني

وعمن يتسلل إلى مكة، شدد الغوينم على أن وزارة الحج وكافة الجهات ستكون حازمة في الردع للحد من الدخول غير النظامي في المشاعر المقدسة كذلك مكة المكرمة، موضحاً أن الجهات الحكومية وعلى رأسها الجهات الأمنية تقوم بعمل جبار في هذا السياق من خلال عمل أطواق أمنية داخل مكة المكرمة للحد من دخول المتسللين من الحجاج غير النظاميين على مسارات الخدمة المقدمة للحجاج النظاميين.

زيادة أعداد الحجاج

قال وكيل وزارة الحج إننا في موسم حج هذا العام نتوقع زيادة عما كان مسجلاً في موسم حج العام الماضي، إلا أنه من الصعب تحديد أرقام في هذه الأيام عن تلك الزيادة إلا مع نهاية يوم عرفة، مؤكداً أن العدد في هذا العام سيكون أكبر من العدد الذي جرى خدمته في العام الماضي، وأن نعود إلى ما كنا عليه وأكثر في الموسم الحالي، وخاصة أن وزارة الحج والجهات المشاركة لديها القدرات التشغيلية والخدمية التي تضمن تقديم الخدمة لأكبر قدر من الحجاج.


مقالات ذات صلة

خبراء لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق وقف إطلاق النار لا يمنع عودة «حزب الله» إلى ما كان عليه

تحليل إخباري سيارة إسعاف بموقع استهدفته غارة إسرائيلية في بيروت (رويترز)

خبراء لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق وقف إطلاق النار لا يمنع عودة «حزب الله» إلى ما كان عليه

هل الاتفاق، الذي يبدو أنه جُزّئ بين «حزب الله» و«إسرائيل»، يعني أن يدَ «الحزب» العسكرية ستبقى طليقة في لبنان.

إيلي يوسف (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير الأول خلال استقبال زعيم المعارضة في مكتبه بنواكشوط (الوزارة الأولى)

زعيم المعارضة الموريتانية يبحث مع الوزير الأول تحضير «الحوار السياسي»

ناقش الوزير الأول الموريتاني، المختار ولد اجاي، ملف «الحوار السياسي» مع زعيم المعارضة الموريتانية، حمادي ولد سيدي المختار، خلال أول لقاء بينهما.

الشيخ محمد (نواكشوط)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

تشهد مدينة جدة، غرب السعودية، حراكاً كبيراً في القطاعات الاقتصادية والسياحية كافة، فيما يدفع قطاع اللوجيستيات المدينة للوصول لمستويات عالية في تقديم هذه الخدمة.

سعيد الأبيض (جدة)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
TT

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

أكدت السعودية، الاثنين، أهمية تعزيز الشراكات المتعددة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مشددة في الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7) مع نظرائهم من بعض الدول العربية، ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والتحرك من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات دون قيود والعمل على تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة عبر حل الدولتين.

جاء الموقف السعودي في كلمة لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان تطرق خلالها للمستجدات في غزة ولبنان خلال مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع، مؤكداً في الوقت ذاته، ضرورة خفض التصعيد في لبنان واحترام سيادته، بالإضافة إلى الحاجة الملحة للتوصل لحل دائم للأزمة في السودان وإنهاء المعاناة الإنسانية فيه.

وعقدت الجلسة التي حملت عنوان «معاً لاستقرار الشرق الأوسط»، بمشاركة الأردن، والإمارات، وقطر، ومصر، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي (واس)

بينما بحث الأمير فيصل بن فرحان مع أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، في لقاء ثنائي على هامش مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع الوزاري، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ولاحقاً، بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيرته الكندية ميلاني جولي العلاقات الثنائية بين البلدين، وناقشا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي خلال مباحثاته مع نظيرته الكندية في إيطاليا (واس)

حضر اللقاءين الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز سفير السعودية لدى إيطاليا.

وكان وزير الخارجية السعودي قد وصل إلى إيطاليا، الأحد، للمشاركة في الجلسة الموسّعة للاجتماع الوزاري بمدينة فيوجي لمناقشة الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، بينما يعقد خلال وجوده في المدينة الإيطالية عدداً من الاجتماعات واللقاءات الثنائية التي ستتناول أهم القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.