ملفات اقتصادية أمام القمة الخليجية الـ44: الاتحاد الجمركي والربط السككي والتأشيرة السياحية الموحدة

تستعد الدوحة لاستضافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة الخليجية الـ44 (الشرق الأوسط)
تستعد الدوحة لاستضافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة الخليجية الـ44 (الشرق الأوسط)
TT

ملفات اقتصادية أمام القمة الخليجية الـ44: الاتحاد الجمركي والربط السككي والتأشيرة السياحية الموحدة

تستعد الدوحة لاستضافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة الخليجية الـ44 (الشرق الأوسط)
تستعد الدوحة لاستضافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة الخليجية الـ44 (الشرق الأوسط)

من المتوقع أن يناقش القادة الخليجيون في قمتهم الـ44 في الدوحة، الثلاثاء، ملفات اقتصادية بارزة من بينها ملف استكمال خطوات قيام الاتحاد الجمركي قبل نهاية عام 2024، ومشروع سكة الحديد بين الدول الأعضاء، واعتماد مشروع التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة.

الاتحاد الجمركي الخليجي

كانت القمة الخليجية الـ43 التي عُقدت في العاصمة السعودية (الرياض) العام الماضي، قد قررت تكليف لجنة التعاون المالي والاقتصادي بمتابعة استكمال خطوات قيام الاتحاد الجمركي قبل نهاية عام 2024.

ويعد الاتحاد الجمركي الخليجي من وسائل توحيد الأنظمة والإجراءات الجمركية في دول المجلس، ومن أهم الأسس التي تعمل إدارات الجمارك في الدول الأعضاء على إنجازها منذ عدة سنوات.

وخلال اجتماع لجنة التعاون المالي والاقتصادي، في مسقط، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، جرى اتخاذ عدة قوانين وقرارات تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة الخليجية وصولاً إلى الوحدة الاقتصادية عام 2025.

ومن أبرز التوصيات التي جرى اتخاذها تمهيداً لرفعها إلى اجتماع القمة المقبل للمصادقة عليها، اعتماد الجدول الزمني لاستكمال الاتحاد الجمركي قبل نهاية عام 2024 ووضع الخطة التنفيذية لذلك، والموافقة على الخطوات المتبقية لاستكمال مسارات السوق الخليجية المشتركة وصولاً إلى الوحدة الاقتصادية عام 2025.

ويقوم الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة المنشودة لدول المجلس على عدة أسس أبرزها تعرفة جمركية موحدة تجاه العالم الخارجي، ونظام قانون جمركي موحد، وتوحيد النظم والإجراءات الجمركية والمالية والإدارية الداخلية المتعلقة بالاستيراد والتصدير وإعادة التصدير في دول المجلس.

كما تشمل أيضاً انتقال السلع بين دول المجلس دون قيود جمركية أو غير جمركية، ومعاملة السلع المنتجة في أيٍّ من دول المجلس معاملة المنتجات الوطنية.

مشروع القطار الخليجي

ومن الملفات المهمة أمام القمة الخليجية؛ مشروع القطار الخليجي الذي أقرته القمة الخليجية عام 2003 عندما كلَّف قادة الدول الست لجنةَ وزراء النقل والمواصلات بإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع السكة الحديدية المشتركة باسم «قطار الخليج»، وجرى إقرار العمل به في قمة عام 2009.

وسيشمل المشروع في مرحلته الأولى ربط الإمارات والسعودية وسلطنة عمان، في حين ستشهد المرحلة الثانية ربط البحرين والسعودية والكويت.

وخلال اجتماع وزراء النقل والمواصلات بدول مجلس التعاون، في مسقط، في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، جرى اعتماد البرنامج الزمني للمرحلة التأسيسية للهيئة الخليجية للسكك الحديدية في حدود عام 2030. ومع الجهود المستمرة لدول المجلس في إنجاز هذه المهمة الكبيرة، جدد أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، تأكيده أن الدول الست ماضية في جهودها لاستكمال مراحل إنجاز الربط بينها بالسكك الحديدية.

وأشار البديوي على هامش مشاركته في معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية في أبوظبي (16 مايو - أيار 2023) إلى أن المشروع «يمثل نقلة نوعية في الترابط والتكامل الخليجي المشترك».

وذكر أن «دول المجلس اتخذت خطوات مدروسة تهدف لتنسيق وتوحيد سياساتها واستراتيجياتها لبلورة إطار عمل جماعي قابل للتطبيق يلبي طموحات وتطلعات أبناء دول المجلس».

التأشيرة السياحية الخليجية

وضمن متابعة الاستراتيجية الخليجية السياحية المشتركة (2023 - 2030) يُتوقع أن يكون ملف التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة على جدول أعمال القمة، وذلك لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية التي أُقرَّت في القمة السابقة لقادة الخليج.

وتستهدف الاستراتيجية زيادة عدد الرحلات الوافدة إلى دول الخليج بمعدل سنوي يبلغ 7 في المائة، في وقت وصل عدد زوار دول الخليج العام الماضي إلى 8.‏38 مليون زائر بنسبة نمو بلغت 6.‏136 في المائة، مقارنةً بعام 2021، فيما تستهدف الوصول إلى 7.‏128 مليون زائر بحلول عام 2030. وسبق أن اعتُمدت التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة خلال اجتماع وزراء السياحة الخليجيين السابع الذي عُقد في أكتوبر الماضي في سلطنة عمان.

ومن المتوقع أن يدخل مشروع التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة، الذي اعتمده أيضاً وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون، حيَّز التنفيذ مع بداية عام 2025.

وفي إطار ترؤسها المجلس الأعلى في دورته الـ43 استضافت سلطنة عُمان اجتماعات اللجان الوزارية لمجلس التعاون الخليجي، ومن أبرز ما أُقرَّ في تلك الاجتماعات؛ الموافقة على تنفيذ وتشغيل مشروع سكة الحديد بين الدول الأعضاء في ديسمبر (كانون الأول) 2030، واعتماد مشروع التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة، والمرحلة الأولى من مشروع ربط المخالفات المرورية إلكترونياً بين دول المجلس.



البديوي يؤكد دعم مجلس التعاون لسوريا على جميع الأصعدة

جانب من اجتماع الرياض بشأن سوريا الذي استضافته السعودية الأحد (مجلس التعاون)
جانب من اجتماع الرياض بشأن سوريا الذي استضافته السعودية الأحد (مجلس التعاون)
TT

البديوي يؤكد دعم مجلس التعاون لسوريا على جميع الأصعدة

جانب من اجتماع الرياض بشأن سوريا الذي استضافته السعودية الأحد (مجلس التعاون)
جانب من اجتماع الرياض بشأن سوريا الذي استضافته السعودية الأحد (مجلس التعاون)

أكد جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الأحد، دعم دول المجلس لسوريا على جميع الأصعدة، وفي مقدمتها تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للشعب السوري.

جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع الرياض بشأن سوريا، بحضور وزراء خارجية دول عربية وغربية، وممثلي منظمات دولية، حيث دعا البديوي إلى تقديم الدعم الإغاثي والتنموي لتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب السوري، وتسهيل عودة المهجرين واللاجئين إلى ديارهم، ودعم عودة الاستقرار السياسي والأمني، والتعافي الاقتصادي، والتنموي، ووضع الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك ولحشد الدعم الإنساني والتنموي لسوريا.

وتناول الأمين العام في كلمته، التطورات التي شهدتها سوريا، انطلاقاً من المواقف الثابتة لدول الخليج، وحرصها المستمر على ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي.

وذكر أن دول الخليج خرجت في الاجتماع الوزاري الاستثنائي الـ46 بعدة قرارات من شأنها أن تسهم بشكل كبير في دعم سوريا على كل المستويات، منها تكليف وفد من المجلس لزيارة سوريا، يضم عبد الله اليحيا، وزير خارجية الكويت، والأمين العام، للالتقاء بقيادة الإدارة السورية الجديدة، ونقل رسالة دعم وتضامن مع سوريا وشعبها في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها.

أما ثاني مخرجات اجتماعات المجلس الوزاري؛ فهو أن الأمانة العامة، وبالتنسيق مع دول الخليج، تعمل على تنسيق مواقف الدول لدعم سوريا ضمن عدة محاور؛ تشمل الجوانب السياسية والأمنية، والإغاثية والاقتصادية والتنموية، مع متابعة مستمرة لتحقيق النتائج المرجوة.

وثالث المخرجات أن تقوم الأمانة العامة، بالتنسيق مع دول المجلس، بالإعداد والتحضير لعقد مؤتمر دولي للمانحين، بالتعاون مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، في أقرب وقت ممكن، لحشد الجهود الدولية لدعم مرحلة إعادة الإعمار والتنمية في سوريا، وتُدعى إليه الدول الفاعلة في الشأن السوري، والأطراف المعنية كافة، لتقديم الدعم والمساندة لسوريا في جهودها لبناء المستقبل الذي يستحقه الشعب.

كما يأتي رابع المخرجات بعقد اجتماع للجنة تنسيق المساعدات الخليجية بشأن سوريا، من أجل تقديم الدعم اللازم لتخفيف المعاناة عن المتضررين، والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للسوريين، وتقديم العون الذي يعكس التزام دول الخليج بالمسؤولية تجاههم.

جاسم البديوي أثناء الاجتماع الوزاري في الرياض (مجلس التعاون)

وأكد الأمين العام أنه قد حان الوقت للشعب السوري بأن ينعم بالأمن والاستقرار الذي طال انتظاره، «وأن تعود سوريا إلى موقعها الطبيعي في قلب المجتمعين الإقليمي والدولي، مرفوعة الرأس، مسلحة بثقافة عريقة، وعلم رائد، وتاريخ سوري مميز، كان وسيبقى مصدر فخر للأمة، وفي هذه المرحلة الحرجة، يتوجب علينا، نحن شركاء سوريا، أن نكون سنداً لها، داعمين لنهضتها واستعادة مكانتها، من خلال تعزيز التعاون على الأصعدة كافة، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، بما يسهم في بناء مستقبل أفضل للشعب السوري وللمنطقة بأسرها».

وقدّم التهنئة إلى الرئيس جوزيف عون بمناسبة انتخابه رئيساً للبنان، متمنياً له التوفيق ولشعبه التقدم والازدهار، مؤكداً دعم المجلس «لسيادة لبنان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وللإصلاحات الشاملة التي تعزز تجاوز أزماته، وتمنع تحول لبنان إلى نقطة انطلاق للأنشطة المهددة للمنطقة، كما ندعو إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن واتفاق الطائف لضمان استقرار لبنان وسيادته»، مديناً في الوقت ذاته الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية، وآثارها الإنسانية.

وشدد البديوي على أهمية دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية للبنان، وأشاد بدور شركاء لبنان والمساعدات المقدمة من دول مجلس التعاون والدول الصديقة لتخفيف معاناة الشعب اللبناني.