السعودية تدعو إلى إصلاحات شاملة لـ«مجلس الأمن»

فيصل بن فرحان حذّر من تنامي دور الجماعات المسلّحة خارج إطار الدولة

وزير الخارجية السعودي يلقي كلمة خلال الاجتماع الوزاري التحضيري لـ«قمة المستقبل 2024» في نيويورك الخميس (أ.ب)
وزير الخارجية السعودي يلقي كلمة خلال الاجتماع الوزاري التحضيري لـ«قمة المستقبل 2024» في نيويورك الخميس (أ.ب)
TT

السعودية تدعو إلى إصلاحات شاملة لـ«مجلس الأمن»

وزير الخارجية السعودي يلقي كلمة خلال الاجتماع الوزاري التحضيري لـ«قمة المستقبل 2024» في نيويورك الخميس (أ.ب)
وزير الخارجية السعودي يلقي كلمة خلال الاجتماع الوزاري التحضيري لـ«قمة المستقبل 2024» في نيويورك الخميس (أ.ب)

دعا وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، إلى إجراء إصلاحات شاملة لمجلس الأمن «توسع المشاركة والتمثيل فيه، وتعزز من استجابته للأزمات».

ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» عن الأمير فيصل بن فرحان قوله، في الاجتماع الوزاري التحضيري لـ«قمة المستقبل 2024»، الذي عُقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «العلاقات البنّاءة التي تعتمد على الحوار في حل الخلافات، والتعاون في إرساء الأمن والاستقرار، ستكون سبيلاً لتحقيق التنمية الشاملة».

وشدَّد وزير الخارجية السعودي على ضرورة تطوير وإصلاح أُطر التعاون الدولي المتعدد الأطراف «ليشمل هواجس واحتياجات كل الدول، بما فيها الدول النامية»، مؤكداً أهمية أن تشمل هذه الإصلاحات أجهزة الأمم المتحدة.

 

التنمية المستدامة

أكّد الأمير فيصل بن فرحان، الذي قاد وفد بلاده المشارك في أعمال الدورة الـ78 للأمم المتحدة بنيويورك، أن السعودية تعمل، دون كلل، من خلال عضوياتها في المنظمات والتكتلات الدولية، لإعادة تنشيط مسار التنمية في العلاقات بين الدول، وجعلها من العوامل الممكنة له، وداعمة للتعاون والتفاهم فيما بينها.

ولفت إلى أنه، وفق التقرير العالمي للتنمية المستدامة لعام 2022، حققت المملكة تقدماً ملحوظاً؛ كونها وضعت التنمية المستدامة في طليعة أولوياتها، وضمن «رؤية 2030».

كما ذكر وزير الخارجية السعودي أن العلاقات البنّاءة التي تعتمد على الحوار في حلّ الخلافات، والتعاون في إرساء الأمن والاستقرار، ستكون سبيلاً لتحقيق التنمية الشاملة، موضحاً أن أُطر التعاون الدولي يجب أن تكون ميسّرةً وداعمةً للشراكة والتعاون، ومقاومةً لضغوط التنافس والاستقطاب، ومثبّطةً لأي نداءات تبثّ الكراهية بين الشعوب وعدم احترام الأديان، وتؤجج التطرف والإرهاب.

وعن قمة المستقبل، التي ستنطلق أعمالها في شهر سبتمبر (أيلول) 2024، أعرب الأمير فيصل بن فرحان عن أمله في أن تعالج الحقوق الأصيلة؛ كالحق في التنمية والغذاء، والحفاظ على الدور المحوري للأسرة، ونبذ ازدراء الأديان أو استنقاصها.

 

خطر الجماعات المسلّحة

إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية السعودي، الخميس، من تنامي دور الجماعات المسلَّحة خارج إطار الدولة في خلق الأزمات، وتهديد السلم والأمن الدوليين. وجاءت تصريحات بن فرحان في إطار كلمة ألقاها، خلال جلسة الحوار غير الرسمية على مستوى وزراء الخارجية بين ترويكا القمة العربية مع مجلس الأمن، على هامش أعمال الجمعية العامة، وفق «وكالة الأنباء السعودية».

وقال الأمير فيصل بن فرحان، الذي ترأس الجانب العربي، إن سهولة امتلاك هذه الجماعات للوسائل التكنولوجية والأسلحة المتطورة يُقوّض مؤسسات الدول، مشيراً إلى أن تأثيرها يتجاوز الحدود الجغرافية، مما يشكل «تهديداً متصاعداً للأمن والاستقرار»، كما دعا مجلس الأمن إلى اتخاذ «إجراءات جادّة وصارمة» تجاه الجماعات المسلَّحة للحد من أضرارها.

وأوضح أن المجتمع الدولي يواجه عدداً من التحديات المشتركة، التي تحتِّم العمل الجماعي لمواجهتها بشكل فعّال، لافتاً إلى أنه لن يتم تحقيق تقدّم في معالجتها دون توفير البيئة الإقليمية والدولية الآمنة والمستقرة، التي تمكِّن الدول من العمل بالشراكة فيما بينها.

وأشار وزير الخرجية السعودي إلى أنه، وبحكم أن القضايا العربية تشكّل نصيباً بارزاً من المسائل المطروحة في مجلس الأمن، فإنّ تعزيز التعاون والعمل المشترك بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن، لإحلال السلم والأمن في العالم العربي، يحظى بأهمية بالغة، وأن المملكة مهتمة بالارتقاء بهذا التعاون، وأن يسفر عنه منظور مشترك للتعاطي مع الأزمات والحلول السلمية لها.

وفي هذا الصدد، رحّب الأمير فيصل بن فرحان بالنتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خريطة طريق لدعم مسار السلام، والتي جمعت فريق التواصل والتنسيق السعودي مع وفد صنعاء في الرياض، بمشاركة عمانية. كما أعرب عن تطلع المملكة لأن يسهم الحوار بين الأطراف اليمنية في الانتقال باليمن إلى الأمن والاستقرار، الذي يمهد لمستقبل تنعم فيه اليمن بنهضة شاملة وتنمية مستدامة.

وتتألف ترويكا القمة العربية من الجزائر الرئيس السابق للقمة، والسعودية الرئيس الحالي، والبحرين التي ستستضيف القمة المقبلة للجامعة العربية.

 

قضايا العالم الإسلامي

أشاد وزير الخارجية السعودي بجهود «منظمة التعاون الإسلامي» والدول الأعضاء في استجابتها لدعوة المملكة بعقد الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء، بشأن جريمة التدنيس والحرق المتكررة لنُسَخ من المصحف الشريف في السويد والدنمارك، والتي نتج عنها صدور قرار يهدف إلى وضع الإجراءات المناسبة لعدم الاعتداء أو الانتقاص من مقدَّسات ومعتقدات الآخرين، والسعي إلى إيقاف تلك الأفعال التي تبثّ الكراهية وتعكّر صفو الوئام العالمي.

وأكّد الأمير فيصل بن فرحان، لدى مشاركته في الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في «منظمة التعاون الإسلامي» بنيويورك، موقف المملكة الثابت، والذي يُدين ويستنكر تلك الممارسات التي تتنافى مع التسامح بين الأديان، وثقافة قبول الآخر، وتمثّل تجسيداً للعنصرية والكراهية، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا.

كما عبّر وزير الخارجية عن وقوف المملكة إلى جانب قضايا العالم الإسلامي، ومساندتها سعي الشعوب الإسلامية المشروع للحصول على حقوقها المكفولة بالقانون والمواثيق الدولية والقرارات الأممية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والسعي لإيجاد حل عادل وشامل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.


مقالات ذات صلة

مجلس الأمن يصوت الجمعة لـ«وقف نار فوري» في غزة تحت المادة 99

المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

مجلس الأمن يصوت الجمعة لـ«وقف نار فوري» في غزة تحت المادة 99

يعقد مجلس الأمن اجتماعا الجمعة يستمع فيه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي استخدم للمرة الأولى المادة 99 من الميثاق التأسيسي للمنظمة الدولية.

علي بردى ( واشنطن)
المشرق العربي استلام مساعدات برنامج الأغذية العالمي في سوريا (أرشيفية - موقع رسمي)

مع توقف «برنامج الأغذية العالمي»... هل يكون 2024 عام الجوع في سوريا؟

مع اقتراب نهاية العام، يتخوف السوريون من عام جديد آخر أكثر بؤساً، أولى علاماته إعلان برنامج الأغذية العالمي توقف المساعدات الغذائية في أنحاء سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي شاحنات المساعدات تَعبر من خلال معبر رفح البري على الحدود مع مصر (أ.ف.ب)

«الأمم المتحدة»: مؤشرات على إمكان فتح معبر ثان لإدخال المساعدات إلى غزة

أكد منسّق الشؤون الإنسانية في «الأمم المتّحدة»، مارتن غريفيث، اليوم الخميس، أنه يرى مؤشرات واعدة على إمكان فتح معبر «كرم أبو سالم».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

العراق يدعم موقف غوتيريش حيال الأوضاع في غزة

رأى أنها مأساة إنسانية تستدعي تدخلاً دولياً

فاضل النشمي (بغداد)
شمال افريقيا سودانية تحمل متاعها فوق رأسها وتعبر الحدود إلى تشاد في 12 نوفمبر 2023 (رويترز)

الأمم المتحدة: أكثر من 12 ألفاً قتلوا في حرب السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، إن أكثر من 12 ألف شخص قتلوا منذ بدء القتال بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في أبريل (نيسان) الماضي.

محمد أمين ياسين (ودمدني (السودان))

هيئة بحرية بريطانية: بلاغات بصدور أمر لسفينة بتغيير مسارها في البحر الأحمر

سفينة (أرشيفية - رويترز)
سفينة (أرشيفية - رويترز)
TT

هيئة بحرية بريطانية: بلاغات بصدور أمر لسفينة بتغيير مسارها في البحر الأحمر

سفينة (أرشيفية - رويترز)
سفينة (أرشيفية - رويترز)

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم الجمعة، إنها تلقت بلاغات عن أن كياناً يصف نفسه بأنه «السلطات اليمنية» أصدر أمراً لسفينة بتغيير مسارها في جنوب البحر الأحمر.

وأضافت الهيئة، في بيان، أنها نصحت السفن الموجودة في المنطقة المحيطة بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب.


وزير الخارجية السعودية يشدد على أهمية وقف إطلاق النار في غزة 

وزير الخارجية السعودية يشدد على أهمية وقف إطلاق النار في غزة 
TT

وزير الخارجية السعودية يشدد على أهمية وقف إطلاق النار في غزة 

وزير الخارجية السعودية يشدد على أهمية وقف إطلاق النار في غزة 

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام.

وقالت وزارة الخارجية السعودية عبر منصة (إكس)، اليوم (الجمعة)، إن الأمير فيصل بن فرحان التقى نائب رئيس لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ليندسي غراهام، على هامش زيارة رسمية للولايات المتحدة، وبحث خلال اللقاء التطورات في قطاع غزة ومحيطه.

وأوضحت أن الوزير شدد أيضاً على بذل كافة الجهود الممكنة لخفض وتيرة التصعيد وضمان عدم اتساع رقعة العنف لتلافي تداعياته الخطيرة على الأمن والسلام في المنطقة والعالم.

كما أكد الأمير فيصل بن فرحان، على بذل كافة الجهود لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة لقطاع غزة، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.


تشديد سعودي ــ روسي على التزام اتفاقية «أوبك بلس»

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر اليمامة بالرياض (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

تشديد سعودي ــ روسي على التزام اتفاقية «أوبك بلس»

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر اليمامة بالرياض (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكد بيان مشترك صدر في ختام محادثات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض أن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات البترول والغاز، وأكدا «ضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية (أوبك بلس) ما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي». وأشادا بالتعاون الوثيق بين بلديهما و«بالجهود الناجحة لدول مجموعة (أوبك بلس) في تعزيز استقرار أسواق البترول العالمية».

وكشف البيان المشترك اتفاق البلدين على تعزيز التعاون الدفاعي، بما يدعم ويحقق المصالح المشتركة بينهما، ورغبتهما في تعزيز التعاون الأمني القائم، والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك مكافحة الجرائم بجميع أشكالها، ومكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما، وتبادل المعلومات لمواجهة التنظيمات الإرهابية، بما يحقق الأمن والاستقرار في البلدين.

كذلك، شددت السعودية وروسيا على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وأعربتا عن قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة، وأكدتا أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، بما يكفل تهيئة الظروف المناسبة للتعايش السلمي والتنمية الاقتصادية وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد البلدان ضرورة تمكين المنظمات الدولية الإنسانية من القيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، خاصة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ودعم جهودها في هذا الشأن.

من جهة أخرى، أعلن الجانبان دعمهما الكامل للجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية. وأشاد الجانب الروسي بجهود المملكة لتشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية. وأكد الجانبان أهمية التزام إيران سلمية برنامجها النووي، والتعاون بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية تضافر الجهود لإجراء مفاوضات شاملة تشارك فيها دول المنطقة، وتتناول مصادر تهديد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.


محمد بن سلمان يهاتف مشعل الأحمد للاطمئنان على صحة أمير الكويت

الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي (واس)
الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي (واس)
TT

محمد بن سلمان يهاتف مشعل الأحمد للاطمئنان على صحة أمير الكويت

الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي (واس)
الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي (واس)

أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، اتصالاً هاتفياً، الخميس، بالشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد الكويتي.

واطمأن الأمير محمد بن سلمان خلال الاتصال، على صحة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، متمنياً له دوام الصحة والعافية. فيما عبّر الشيخ مشعل الأحمد عن شكره له على مشاعره الأخوية الطيبة.

كان الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح وزير شؤون الديوان الأميري بالكويت، أعلن الأسبوع الماضي أن الشيخ نواف الأحمد، دخل المستشفى، على أثر وعكة طارئة ألمّت به؛ لتلقّي العلاج اللازم، وإجراء فحوصات طبية.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية، الخميس، عن وزير الديوان الأميري أن الحالة الصحية للأمير مستقرة.


ولي العهد السعودي يطلق المخطط الحضري لمدينة القدية

«القدية» توفر لسكانها حياة اجتماعية سعيدة ومثالية للعيش (الحساب الرسمي للمدينة على «إكس»)
«القدية» توفر لسكانها حياة اجتماعية سعيدة ومثالية للعيش (الحساب الرسمي للمدينة على «إكس»)
TT

ولي العهد السعودي يطلق المخطط الحضري لمدينة القدية

«القدية» توفر لسكانها حياة اجتماعية سعيدة ومثالية للعيش (الحساب الرسمي للمدينة على «إكس»)
«القدية» توفر لسكانها حياة اجتماعية سعيدة ومثالية للعيش (الحساب الرسمي للمدينة على «إكس»)

أطلق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي رئيس مجلس إدارة شركة القدية للاستثمار، الخميس، المخطط الحضري لمدينة القدية وعلامتها التجارية العالمية.

وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن مدينة القدية ستصبح في المستقبل القريب الأبرز على مستوى العالم في مجال الترفيه والرياضة والثقافة، ما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد السعودي ومكانتها دولياً، وتعزيز استراتيجية العاصمة الرياض، والإسهام في نمو اقتصادها وتحسين جودة الحياة بها لتصبح واحدة من أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم، مضيفاً أن هذا الاستثمار النوعي في «القدية» هو أحد مرتكزات «رؤية 2030»، التي تستهدف تنويع مصادر دخل الاقتصاد المحلي، وإيجاد آلاف الفرص الوظيفية للشباب الطموح.

وتأتي مدينة القدية، أحد المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة، رافداً أساسياً في دعم مستهدفات السعودية السياحية والاقتصادية، إضافة إلى تحسين جودة الحياة للسكان والزوار، وستسهم في جذب المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين مما يدعم مدينة الرياض، وقد بدأ العمل في المشروع بالفعل، وذلك بضخ ما يقارب 10 مليارات ريال سعودي في مشاريع البناء.

وتتبنى العلامة التجارية لـ«القدية» مفهوم اللعب وذلك بناءً على نتائج أبحاث استمرت لعقود أثبتت أن اللعب عنصرٌ حيويٌ للتنمية المعرفية البشرية والتعبير العاطفي والمهارات الاجتماعية والإبداع والصحة البدنية، كما أثبتت الدراسات التأثيرات الإيجابية للأنشطة الترفيهية على المجتمع وقدرتها على إزالة الاختلافات بين الأفراد وتعزيز مستوى التعاطف والتماسك الاجتماعي.

وتهدف «القدية» إلى توفير تجارب ممتعة في مجالات الترفيه والرياضة والثقافة، وستتألف من 60 ألف مبنى على مساحة 360 كيلومترا مربعا تحتضن أكثر من 600 ألف نسمة، ويوجد ما يزيد على 325 ألف فرصة عمل نوعية، لتحقق بذلك زيادة في إجمالي الناتج المحلي بحوالي 135 مليار ريال سعودي، كما تستهدف استقبال 48 مليون زيارة سنوياً بفضل ضمها معالم وأماكن سياحية ذات مستوى عالمي وطابع متفرد.

وتقع مدينة القدية في قلب جبال طويق على بعد 40 دقيقة من وسط العاصمة الرياض، وتتميز بإطلالات استثنائية على المعالم الطبيعية والثروات البيئية الفريدة، وتضم مقراً عالمياً للألعاب الإلكترونية ومنطقة مخصصة لرياضة السيارات، إضافة إلى مضمار سباقات «فورمولا 1» وملعبين لرياضة القولف، ومدينة رياضية لكرة القدم تحتوي على أكبر متحف أولمبي في العالم، بالإضافة إلى مدينة (Six Flags) الترفيهية ومنتزه الألعاب المائية، وسيتم افتتاح أول الأصول خلال العامين القادمين.


وزيرا دفاع السعودية وأميركا يبحثان التطورات الإقليمية والدولية

الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (الشرق الأوسط)
TT

وزيرا دفاع السعودية وأميركا يبحثان التطورات الإقليمية والدولية

الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (الشرق الأوسط)

استعرض الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي، الخميس، مع نظيره الأميركي لويد أوستن، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في المجال الدفاعي.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الأمير خالد بن سلمان من الوزير أوستن، وبحثا فيه الأوضاع الراهنة وتطوراتها على المستوى الإقليمي والدولي، والجهود المبذولة تجاهها.


سقوط مقاتلة خلال تدريب شرق السعودية... واستشهاد طاقمها

دخلت مقاتلة «إف-15 إس إيه» المتطورة ضمن منظومة «القوات الجوية السعودية» عام 2017 (واس)
دخلت مقاتلة «إف-15 إس إيه» المتطورة ضمن منظومة «القوات الجوية السعودية» عام 2017 (واس)
TT

سقوط مقاتلة خلال تدريب شرق السعودية... واستشهاد طاقمها

دخلت مقاتلة «إف-15 إس إيه» المتطورة ضمن منظومة «القوات الجوية السعودية» عام 2017 (واس)
دخلت مقاتلة «إف-15 إس إيه» المتطورة ضمن منظومة «القوات الجوية السعودية» عام 2017 (واس)

أعلنت وزارة الدفاع السعودية، (الخميس)، سقوط طائرة مقاتلة لـ«القوات الجوية الملكية» من نوع «إف-15 إس إيه» خلال مهمة تدريبية شرق البلاد، واستشهاد طاقمها.

وقال العميد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إن حادث سقوط الطائرة وقع عند الساعة 12:50 ظهر الخميس، وذلك في أثناء قيامها بمهمة تدريبية روتينية بقاعدة الملك عبد العزيز الجوية بالظهران، مبيّناً أن لجنة تحقيق باشرت مهامها لمعرفة تفاصيل أسباب الحادث الذي نتج عنه استشهاد طاقم الطائرة الجوي، وسائلاً المولى عز وجل أن يتقبلهما من الشهداء الأبرار، ويلهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان.

ودخلت مقاتلة «إف-15 إس إيه» المتطورة ضمن منظومة «القوات الجوية السعودية» مطلع عام 2017، ولديها قدرة عالية على تنفيذ قصف أرضي وتصويب دقيق في مختلف الأحوال الجوية، والدفاع عن نفسها ضد طائرات العدو، ومساعدة الطيارين على الطيران في الظلام ومحاذاة التضاريس الأرضية.

وتبلغ السرعة القصوى لطائرة «النسر المقاتل» 2655 كيلومتراً في الساعة، وأقصى ارتفاع 18200 متر، ويصل المدى القتالي الفعال إلى 1840 كيلومتراً، كما تتمتع بهيكل قوي يُقدر عمره الافتراضي بأكثر من الضعفين مقارنة بالطُرُز السابقة.

وتمتلك الطائرة محطتين لتعليق الأسلحة، غير موجودتين في النماذج السابقة، وذلك بهدف تعزيز حمولتها التسليحية وقدراتها الفتاكة التي تشمل رادارات بالغة التطور، تمكّنها من القيام بالمهام جميعها.


السعودية وروسيا لوقف حرب غزة... وحل الدولتين هو السبيل للاستقرار

TT

السعودية وروسيا لوقف حرب غزة... وحل الدولتين هو السبيل للاستقرار

جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر اليمامة بالرياض (واس)
جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر اليمامة بالرياض (واس)

شددت السعودية وروسيا على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وأكدتا على أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين. وأعربتا عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة... كما أكدتا الاتفاق على تعزيز التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، الخميس، عن بيان مشترك صدر في ختام محادثات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته للمملكة، أن الجانبين، اتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات البترول والغاز، وعلى «ضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية (أوبك+) بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي». وأشادا بالتعاون الوثيق بين بلديهما و«بالجهود الناجحة لدول مجموعة (أوبك+) في تعزيز استقرار أسواق البترول العالمية».

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض (واس)

وجاء في البيان، إن الأمير محمد بن سلمان والرئيس بوتين، «استعرضا العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، وتم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة». وقدم بوتين التهنئة للأمير محمد بن سلمان بفوز مدينة الرياض لاستضافة المعرض الدولي «إكسبو 2030».

وفي المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، أشاد الجانبان بنمو حجم التجارة في عام 2022 بمعدل (46 في المائة) مقارنة بعام 2021، منوهين بحجم المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين، مؤكدين عزمهما مواصلة العمل المشترك على تعزيز وتنويع التجارة بينهما، والعمل على تكثيف التواصل بين القطاع الخاص في البلدين لبحث الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة وتحويلها إلى شراكات فاعلة. وأكد الجانبان على استمرار العمل في سبيل تعزيز الاستثمارات المتبادلة والمشتركة بين البلدين، وتمكين القطاع الخاص، وتبادل الزيارات، وعقد المنتديات والفعاليات الاستثمارية المشتركة، وتطوير البيئة الجاذبة للاستثمار، وتوفير الممكنات اللازمة، ومعالجة أي تحديات في هذا المجال.

جانب من الاجتماع السعودي الروسي بحضور الأمير محمد بن سلمان وفلاديمير بوتين (واس)

 

الطاقة

وفي مجال الطاقة، أشاد الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما، وبالجهود الناجحة لدول مجموعة «أوبك+» في تعزيز استقرار أسواق البترول العالمية، وأكدا على أهمية استمرار هذا التعاون، وضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية «أوبك+»، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي.

وأشاد الجانبان بنجاح عقد أعمال الدورة (الثامنة) للجنة السعودية - الروسية المشتركة التي عُقدت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بمدينة موسكو؛ لتعزيز التعاون الوثيق بين البلدين، حيث شهد الاجتماع اتفاق الجانبين على مجالات تعاون جديدة بين البلدين.

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في المجالات الآتية: 1- البترول والغاز مثل الشراء والتوريد والتوحيد القياسي للمعدات في مجال البترول والغاز، وخدمات البحث والتطوير في البترول والغاز، والبتروكيماويات، وتقييم استخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال بين الشركات في البلدين، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والكهرباء والطاقة المتجددة بما في ذلك الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الجوفية والحرارية، وتطوير مشروعاتها وتقنياتها، وتطوير سلاسل الإمداد لقطاعات الطاقة واستدامتها، وتمكين التعاون بين الشركات لتعظيم الاستفادة من الموارد المحلية في البلدين بما يسهم في تحقيق مرونة إمدادات الطاقة وفاعليتها، وكفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها ورفع الوعي بأهميتها.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاجتماع (واس)

2 - المجال العلمي الجيولوجي وتبادل المعرفة، بما يسهم في زيادة القدرات الفنية الجيولوجية من خلال الدراسات الجيولوجية والتعدينية والبيئية، والاستفادة من الفرص الاستثمارية في القطاعات المستهدفة في استراتيجية المملكة الوطنية للصناعة بما في ذلك الصناعات الدوائية، والأجهزة الطبية. 3 - البيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي. 4 - الاتصالات، والتقنية، والاقتصاد الرقمي، والابتكار، والفضاء، والنقل والخدمات اللوجيستية. 5 - القضاء والعدل، والبدء بالتباحث بشأن مشروع اتفاقية تعاون بين البلدين في المجال القضائي في المسائل المدنية والتجارية. 6 - السياحة المستدامة، وتنمية الحركة السياحية بين البلدين. 7 - الرياضة. 8 - التعليم، والتعليم العالي، والبحث والابتكار والتدريب الطبي، والتدريب التقني والمهني، وتعليم اللغتين العربية والروسية. 9 - الإعلام. 10 - الصحة.

 

المناخ

ورحّب الجانب الروسي بمبادرتَي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، اللتان أطلقتهما المملكة، مؤكداً دعمه لجهود المملكة في مجال التغير المناخي من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته المملكة وأقرّه قادة دول مجموعة العشرين، وأكد الجانبان أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، واتفاقية باريس، وضرورة تطوير الاتفاقيات المناخية وتنفيذها بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر.

وعبر الجانبان عن رغبتهما في تعظيم الاستفادة من المحتوى المحلي في مشاريع قطاعات الطاقة، والتعاون على تحفيز الابتكار، وتطبيق التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة وتطوير البيئة الحاضنة لها.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر اليمامة بالرياض (واس)

وأشاد الجانبان بمستوى الاستثمارات المشتركة بين البلدين في المشروعات الصناعية في المملكة بما فيها 4 مصانع في مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع باستثمارات تصل إلى 300 مليون ريال.

 

التعاون الدفاعي

وفي الجانب الدفاعي والأمني، اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الدفاعي، بما يدعم ويحقق المصالح المشتركة بين البلدين. وأكّدا رغبتهما في تعزيز التعاون الأمني القائم، والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك مكافحة الجرائم بجميع أشكالها، ومكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما، وتبادل المعلومات لمواجهة التنظيمات الإرهابية، بما يحقق الأمن والاستقرار في البلدين.

وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز وتنسيق التعاون الدولي الثنائي فيما بين الأجهزة المعنية لديهما لمكافحة جرائم الفساد العابرة للحدود بجميع أشكالها، وملاحقة مرتكبيها، واسترداد العائدات المتحصلة من جرائم الفساد، وذلك من خلال الاستفادة من شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (غلوب إي).

ورحّب الجانب الروسي باستضافة المملكة للمؤتمر الوزاري (الرابع) حول مقاومة مضادات الميكروبات المقرر انعقاده في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى وصوله إلى الرياض (واس)

واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين في المنظمات الدولية، بما فيها صندوق النقد والبنك الدوليين، ومجموعة العشرين لمواجهة التحديات الاقتصادية التي يمر بها العالم.

 

السلام وغزة

وفي الشأن الدولي، جدّد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية إلى صون الأمن والسلم الدوليين. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك تجاهها، ومواصلة دعمهما كل ما من شأنه إرساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وناقش الجانبان تطورات الأوضاع في فلسطين، وأعربا عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة، وشدّدا على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وضرورة حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وشددا على ضرورة تمكين المنظمات الدولية الإنسانية من القيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، خاصة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ودعم جهودها في هذا الشأن.

وأكد الجانبان على أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، بما يكفل تهيئة الظروف المناسبة للتعايش السلمي والتنمية الاقتصادية وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذا الصدد، ثمّن الجانب الروسي استضافة المملكة للقمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض، وما أثمرت عنه من قرارات تجاه الأحداث الجارية في فلسطين، مشيداً بقيادة المملكة الجهود المبذولة في تنفيذ قرارات القمة لبلورة تحرك دولي لوقف العدوان على غزة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الوفد السعودي بعد وصوله إلى قصر اليمامة بالرياض (واس)

وفيما يخص الأزمة في أوكرانيا، أعرب الجانب الروسي عن تقديره الجهود الإنسانية والسياسية التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومن ذلك الإفراج عن عدد من الأسرى من جنسيات مختلفة، والجهود المستمرة في هذا الشأن.

وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان دعمهما الكامل الجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وأشاد الجانب الروسي بجهود المملكة لتشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكل مناطق اليمن، وما تقدمه المملكة من دعم مالي لمعالجة الأوضاع المالية الصعبة التي تواجه الحكومة اليمنية، والمشاريع التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.

ورحّب الجانب الروسي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وأكد الجانبان أهمية التزام إيران بسلمية برنامجها النووي، والتعاون بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية تضافر الجهود في إجراء مفاوضات شاملة تشارك فيها دول المنطقة، وتتناول مصادر تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

ولي العهد السعودي والرئيس الروسي خلال جلسة مباحثات في الرياض (واس)

وفي الشأن السوري، أشاد الجانبان بقرار جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها، وأعربا عن تطلعهما في أن يسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها، وحل الأزمة السورية وتسيير العودة الطوعية الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم.

وفي الشأن السوداني، أكد الجانبان على أهمية البناء على إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) الموقّع بتاريخ 11 مايو (أيار) 2023، والترتيبات الإنسانية في إطار القانون الدولي الإنساني الموقع بتاريخ 20 مايو 2023، لإنهاء الصراع القائم في السودان وعودة الحوار السياسي بين جميع الأطراف.

ورحب الجانبان بالتقدم المحرَز في محادثات جدة الثانية بتاريخ 7 نوفمبر 2023، واستئناف الحوار بين طرفي الصراع في السودان بهدف الوصول إلى وقف دائم للأعمال القتالية، وبما يسهم في تخفيف معاناة الشعب السوداني.

وأشاد الجانب الروسي بجهود المملكة في عمليات إجلاء عدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، وما قدمته من مساعدات إغاثية وإنسانية للشعب السوداني».

أمير منطقة الرياض يودع الرئيس الروسي بمطار الملك خالد الدولي (واس)


«التحالف» يدعو لاتفاق شامل لإنهاء ملف الأسرى والمحتجزين

الفريق مطلق الأزيمع قائد القوات المشتركة نائب رئيس هيئة الأركان العامة السعودية لدى تكريمه أحد الأسرى السودانيين المفرج عنهم في جولات سابقة (الشرق الأوسط)
الفريق مطلق الأزيمع قائد القوات المشتركة نائب رئيس هيئة الأركان العامة السعودية لدى تكريمه أحد الأسرى السودانيين المفرج عنهم في جولات سابقة (الشرق الأوسط)
TT

«التحالف» يدعو لاتفاق شامل لإنهاء ملف الأسرى والمحتجزين

الفريق مطلق الأزيمع قائد القوات المشتركة نائب رئيس هيئة الأركان العامة السعودية لدى تكريمه أحد الأسرى السودانيين المفرج عنهم في جولات سابقة (الشرق الأوسط)
الفريق مطلق الأزيمع قائد القوات المشتركة نائب رئيس هيئة الأركان العامة السعودية لدى تكريمه أحد الأسرى السودانيين المفرج عنهم في جولات سابقة (الشرق الأوسط)

دعت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن جميع الأطراف إلى اتفاق شامل ينهي ملف الأسرى والمحتجزين «الإنساني» وفقاً لمبدأ «الكل مقابل الكل».

وعبر اللواء ناصر الثنيان، رئيس لجنة التفاوض المشتركة لدول التحالف، عن تطلعه لأن تشهد جولة المفاوضات المقبلة توصل جميع الأطراف لإطلاق جميع الأسرى والمحتجزين والكشف عن المفقودين، بما يعزز بناء الثقة ويؤكد رغبة الجميع في التوجه نحو السلام.

وكانت مصادر يمنية رسمية قد رجحت أن تبدأ جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة والحوثيين بخصوص الأسرى والمحتجزين في العاصمة الأردنية عمان قريباً، برعاية مكتب مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ.

كما أكد مدير عام اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني، لـ«الشرق الأوسط»، استعدادهم لتسهيل أي صفقة تبادل تتوصل لها الأطراف في اليمن، وأن اللجنة الدولية على تواصل معهم في هذا الشأن.

الفريق فياض الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة السعودية لدى تكريم أحد الأسرى السعوديين المفرج عنهم في جولة سابقة (الشرق الأوسط)

وأكد اللواء الثنيان أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تنظر إلى ملف الأسرى على أنه ملف إنساني، حاثاً جميع الأطراف على اتخاذ موقف مسؤول لإنهاء ملف الأسرى والمحتجزين، وإنهاء معاناة عائلاتهم بإطلاق جميع الأسرى والكشف عن جميع المفقودين وإنجاز صفقة تبادل على مبدأ «الكل مقابل الكل».

ولفت رئيس لجنة التفاوض المشتركة لدول التحالف، في بيان، إلى أن ما تم تحقيقه خلال الفترة السابقة من جميع الأطراف بتسليم جثامين الشهداء ومفقودي الحرب لكل طرف يمثل خطوات إيجابية وتعاوناً مثمراً تتماشى مع تعاليم الدين الحنيف لبناء الثقة وتحقيق تفاهمات أكثر شمولية في الجولة المقبلة من المفاوضات لتحقيق مبدأ «الكل مقابل الكل».

وعدّ الثنيان ملف الأسرى والمحتجزين المسألة الأكثر إنسانية والأكثر قابلية للتنفيذ عند حضور الرغبة والاستعداد من الأطراف المعنية بهذا الملف.

ودعا اللواء ناصر الثنيان جميع الأطراف إلى اتفاق شامل ينهي هذا الملف من جميع الأطراف وفقاً لاتفاق شامل يحقق مبدأ «الكل مقابل الكل».

من جانبه، كشف ماجد فضائل عضو الفريق الحكومي المشارك في مفاوضات الأسرى في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة اليمنية ملتزمة بمبدأ صفقة تبادل «الكل مقابل الكل»، مؤيداً كل ما جاء في بيان التحالف، لإنهاء هذا الملف الإنساني بكل قوة.

وأضاف: «العقبة الوحيدة الآن هو محمد قحطان المشمول بقرار مجلس الأمن ونحن مصرون ونعمل بشكل أساسي على أن يتم الافراج عنه، ولا يمكن تجاوزه بأي شكل كان، فيما نتوقع جولة مفاوضات جديدة خلال الشهر القادم، التأجيل بسبب أمور لوجستية وفنية فقط».

وكان عضو الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات ملف الأسرى والمحتجزين عبد الله أبو حورية، قد أوضح أن المفاوضات التي من المزمع أن ترعاها الأمم المتحدة ستواصل النقاشات في هذه الجولة على أساس «مبدأ الكل مقابل الكل»، وأن الإفراج عن السياسي محمد قحطان سيكون أول المواضيع التي يطرحها الفريق الحكومي.

وتمنى عضو الوفد الحكومي المفاوض أبو حورية، في تصريحات قبل أيام، نجاح المفاوضات في إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً، وإنهاء معاناة كل العائلات جراء غياب أبنائها، وأغلبهم لا يعلم مصيرهم، ولا يُسمح بالتواصل معهم، وفق قوله.

اجتماع يمني سابق في عمّان برعاية الأمم المتحدة بشأن الأسرى والمعتقلين (الأمم المتحدة)

ونجحت جولات التفاوض السابقة برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في إطلاق دفعتين من الأسرى والمعتقلين لدى أطراف النزاع اليمني؛ حيث بلغ عدد المفرج عنهم في الدفعة الأولى أكثر من 1000 شخص، بينما بلغ عدد المفرج عنهم في الدفعة الثانية نحو 900 معتقل وأسير.

وتقول الحكومة اليمنية إنها تسعى إلى إطلاق كل المعتقلين وفق قاعدة «الكل مقابل الكل»، وتتهم الحوثيين بأنهم كل مرة يحاولون إجهاض النقاشات، من خلال الانتقائية في الأسماء أو المطالبة بأسماء معتقلين غير موجودين لدى القوات الحكومية.

وخلال عمليتي الإفراج السابقتين، أطلقت الجماعة الحوثية 3 من 4 من المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي 2216، وهم شقيق الرئيس السابق، ناصر منصور، ووزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، والقائد العسكري فيصل رجب، في حين لا تزال ترفض إطلاق سراح الشخص الرابع وهو السياسي محمد قحطان، كما ترفض إعطاء معلومات عن وضعه الصحي، أو السماح لعائلته بالتواصل معه.


السعودية وروسيا... لدعم الاستقرار في المنطقة


ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض أمس (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض أمس (واس)
TT

السعودية وروسيا... لدعم الاستقرار في المنطقة


ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض أمس (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض أمس (واس)

عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أمس (الأربعاء)، جلسة مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يقوم بزيارة للرياض هي الأولى منذ عام 2019، والثانية منذ تولّيه الحُكم في بلاده. وأكد الأمير محمد بن سلمان، في مستهل الجلسة، أن السعودية وروسيا تعملان معاً لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنهما تتعاونان بنجاح في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار.

وفي جلسة محادثات موسّعة حضرها مسؤولون من البلدين، قال ولي العهد: «نتشاطر مع روسيا الكثير من المصالح والملفات التي نعمل عليها سوياً لمصلحة بلدينا والشرق الأوسط والعالم أيضاً». وأشاد بالتنسيق والعمل السياسي بين البلدين ما ساعد في إزالة كثير من الاحتقانات في الشرق الأوسط، وأسهم في تعزيز الأمن والتنسيق المستقبلي سياسياً وأمنياً ما سيعزز أمن الشرق الأوسط وأمن العالم كله، منوهاً بالفرص الحاضرة والمستقبلية، ومشيراً إلى أنها «فرصٌ كبيرة تحتّم علينا العمل سوياً لمصالح شعوبنا ومصالح المنطقة والعالم».

بدوره، قال بوتين إن العلاقات بين روسيا والسعودية وصلت إلى مستوى غير مسبوق خلال السنوات الـ7 الماضية، مضيفاً: «لدينا علاقات راسخة وجيدة على أصعدة السياسة والاقتصاد والمجال الإنساني، ومن المهم لنا جميعاً تبادل الآراء حول ما يجري في المنطقة». ودعا الرئيس الروسي الأمير محمد بن سلمان إلى زيارة موسكو. ونوّه بالتطور الكبير والطفرة النوعية في جودة العلاقات وقدراتها، وتم تحقيق ذلك بفضل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد. وأشار بوتين إلى التعاون الوثيق بين البلدين في الكثير من الأصعدة والمجالات ومشاطرتهما التقديرات والتقييمات فيما يخص التطورات التي تطرأ على الصعيد الدولي.

وقد جرى خلال الاجتماع الموسع استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون المشترك وفرص تطويره في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها.