تناول مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، آخر التطورات السياسية في المنطقة والعالم، ولا سيما مستجدات مبادرة حل الأزمة بالسودان، في ضوء ما تم التوصل إليه خلال المحادثات التمهيدية بين ممثلي القوات المسلحة و«الدعم السريع»، من الاتفاق على الالتزام بحماية المدنيين، مجدداً التأكيد على مواصلة السعودية جهودها حتى يعود الأمن والاستقرار إلى هذا البلد وشعبه.
جاء ذلك خلال جلسته، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في قصر السلام بجدة، التي رحّب المجلس في مستهلها بقادة الدول الأعضاء في مجلس جامعة الدول العربية للمشاركة في اجتماع الدورة الثانية والثلاثين على مستوى القمة، الذي تستضيفه السعودية يوم الجمعة المقبل، انطلاقاً من حرصها على ديمومة التعاون المشترك على جميع الأصعدة.
وأوضح سلمان الدوسري، وزير الإعلام، أن مجلس الوزراء تطرق إلى ما توليه السعودية من الاهتمام بتطوير العلاقات مع مختلف دول العالم، ودفعها إلى آفاق أرحب من خلال تبادل الزيارات واللقاءات، وكذا مد الجسور مع المنظمات متعددة الأطراف، بما يزيد من فاعلية العمل الجماعي والتنسيق تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ونوّه المجلس في هذا السياق بمشاركة المملكة في القمة التاسعة لرؤساء دول وحكومات رابطة دول الكاريبي في غواتيمالا، وما أكدته خلال الاجتماعات المنعقدة على هامشها من الحرص على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع دول هذه المنطقة، والتزامها بالعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
واستعرض مخرجات الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية التي عقدت في جدة، وما أبرزته من إسهام السعودية في إطلاق كثير من المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى دعم التعافي الاقتصادي ومواجهة التحديات التنموية؛ بما في ذلك المتصلة منها بتعزيز الأمن الغذائي ومعالجة ديون الدول المحتاجة.
وبيّن الدوسري أن المجلس أشاد بما حققته الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات من نتائج ملموسة في التصدي لنشاطات الشبكات الإجرامية ومحاولات ترويج هذه الآفة ومنع تهريبها إلى السعودية، حمايةً لأبناء وبنات هذا الوطن الغالي ومكتسباته.
وفي الشأن المحلي، وافق مجلس الوزراء على مذكرات تفاهم للتعاون الثقافي مع المغرب، والسياحي مع باربادوس وكومنولث البهاما، وفي مجال الإسكان مع اليابان، كما فوض وزير المالية بالتباحث مع الجانب التركي بشأن مشروع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في المجالات المالية، ووزير الاستثمار بالتباحث مع الجانبين الكيني والروماني حول مشروعي مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، ووزير الاقتصاد والتخطيط بالتباحث مع الجانب الإسباني بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الاقتصادي، ووزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني بالتوقيع على مشروع اتفاقية مع حكومة مالي في مجال خدمات النقل الجوي.
كما وافق المجلس على اتفاقية مع حكومة طاجيكستان حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وأخرى للتعاون مع المغرب في مجال مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، ومذكرة تفاهم للتعاون وتبادل الأخبار بين وكالة الأنباء السعودية ووكالة الأنباء الوطنية الأوزبكستانية. وأقر تعديل الترتيبات التنظيمية لجائزة الملك عبد العزيز للجودة، ونقل اختصاص إصدار تراخيص مهنة الاستشارات التعليمية والتربوية من وزارة التجارة إلى وزارة التعليم، وتعيين عبد الله الرميح، وفوزان الفوزان، من المهتمين بنشاط المنشآت، عضوين في مجلس إدارة الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتجديد عضوية الدكتور وليد الشلفان، والدكتور طلعت حبيب، وتعيين الدكتور عمر العطاس عضواً في مجلس إدارة المركز الوطني لإدارة النفايات من المختصين وذوي الخبرة، وتطبيق التأمين الصحي للعمالة المنزلية ومن في حكمهم الذين يزيد عددهم على (4)، وفقاً لقواعد تضعها لجنة تشكل برئاسة مجلس الضمان الصحي، وعضوية عدد من الجهات. واعتمد الحسابات الختامية لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والهيئة العامة للإحصاء، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، عن أعوام مالية سابقة.
ووافق أيضاً على ترقيات للمرتبتين «الخامسة عشرة» و«الرابعة عشرة». واطلع على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارة الاقتصاد والتخطيط، وهيئة الصحة العامة، والصندوق السعودي للتنمية، والمعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي، وقد اتخذ ما يلزم حيالها .