رفع رئيسا أكبر طائفتين مسيحيتين في لبنان سقف الانتقادات لـ«حزب الله»، من غير أن يُسمّياه، حيث أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها»، في حين رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، أن «قرار الدولة مُصادَر، والحرب تفرض عليها وعلى المواطنين».
وجاء الانتقادان في وقتٍ يعلن فيه «حزب الله» أنه ماضٍ في مواصلة العمليات العسكرية ضد إسرائيل من جنوب لبنان، حتى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة؛ كون المعركة في الجنوب هي «جبهة دعم ومساندة لغزة».
وقال الراعي، في عظة الأحد: «في ضوء تعليم الكنيسة، نقول إن البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والإرادة والقلب الداعية والساعية إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة». وتابع: «البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها».
وأكد الراعي أنه «لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة من التباعد واللاثقة المتبادلين التي تُعطّل حياة الدولة وتُسمم المجتمع. فليضع الجميعُ فوق كلّ شيء هدف بناء الوحدة الوطنيّة بسُبل جديدة ولغة جديدة، وخصوصاً الولاء لوطننا النهائيّ لبنان». وأضاف: «فلنصلِّ إلى الله كي يمنحنا نعمة البطولة في تغليب السلام على الحرب، والتفاهم على التنازع، والحبّ على البغض، والخير على الشرّ، والوحدة على التفكّك».
عظة البطريرك الرَّاعيأحد شفاء الأبرص بكركي – الأحد 18 شباط 2024"تحنّن عليه يسوع ومدّ يده ولمسه" (مر 1: 41) https://t.co/1hIi8Gf3ip#البطريرك_الراعي #البطريركية_المارونية #شركة_ومحبة #الراعي #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #معا_من_أجل_لبنان #لبنان #بكركي pic.twitter.com/KjYJFCJxl4
— البطريركية المارونية (@bkerki) February 18, 2024
من جانبه، قال المطران عودة، في عظة الأحد: «بلدنا يتقهقر لأنه يخسر مقوّمات ديمقراطيته، وينحدر إلى العشوائية والغوغائية والتسلط والفوضى». وسأل: «كيف ينمو بلد ويزدهر وهو بلا رئيس يقوده وفق ما يمليه دستوره؟ كيف يبنى بلد جيشه مستضعف؟ كيف ينعم بلد بالاستقرار والازدهار، والسلاح منتشر، وحدوده مستباحة، وقضاؤه مقموع، وإداراته قد أُفرغت من الكفاءات، وقرار الدولة مُصادَر، والحرب تُفرض عليها وعلى المواطنين؟!». وتابع: «ما ذنب المدنيين الأبرياء الذين يسقطون يومياً جرّاءها؟ كيف تُبنى الدولة عندما يستقوي البعض عليها، ويتخطى البعض قراراتها، ويتجاهل البعض الآخر وجودها؟ كيف تُبنى دولة والجميع يستغلّها؟ وكيف يكون المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات فيما الرأي لمن في يده القوة والمال والسلطة؟!».
«حزب الله»: أحبطنا مخططاً إسرائيلياً
ويقول «حزب الله» إنه أحبط مخططاً إسرائيلياً لضرب لبنان، من خلال المشاركة الاستباقية في الحرب بعد اندلاع حرب غزة. وقال عضو كتلة «حزب الله» النيابية (الوفاء للمقاومة) النائب حسن فضل الله: «من الزاوية اللبنانية، فإن بلدنا، وخصوصاً الجنوب، من أكثر المعنيين بنتائج العدوان على غزة؛ لأنه في قلب الخطر وبلد مستهدَف من العدو الإسرائيلي، ومن أدلة ذلك ما سُرّب عن الضربة الاستباقية، وكذلك ممارسة الضغوط السياسية».
وتابع فضل الله، في تصريح: «بعد طوفان الأقصى، طرح العدو على كل الموفدين الذين يأتون إلى لبنان، وكذلك على الإدارة الأميركية، أنه بمعزل عن أي تطور على الجبهة اللبنانية، وعن المواجهة التي تجري اليوم، فإن إسرائيل لا تستطيع التعايش مع حدود لبنانية فيها قوة مثل قوة المقاومة، وطالبتهم بالذهاب إلى لبنان، وممارسة الضغوط لإيجاد معالجة والتخلص من وجود المقاومة في المنطقة الحدودية، وهذا ما جرى الرد عليه بوضوح بأن من يقرر في لبنان هم اللبنانيون من موقع القوة والقدرة التي توفرها المقاومة وصلابة شعبها».
ورأى أن «العدو الإسرائيلي ما كان مستعدّاً لترك هذه الجبهة، لذلك من بركات قتالنا أننا كشفنا كل المخطط الإسرائيلي، وأسقطناه قبل أن يبدأ، سواء بضربة استباقية أم بضغوط وتهديدات، لذلك فإن التضحيات التي يبذلها الشهداء ويدفعها أبناء الحدود من دمائهم وأرزاقهم، تحمي البلد وتمنع عنه حرباً إسرائيلية واسعة، وتُسقط مخططات إسرائيلية تريد تقويض عناصر القوة التي يمتلكها لبنان، وهي هذه المقاومة».