ثاني أكبر مستشفى في غزة بات «خارج الخدمة»

«الصحة العالمية»: 20 مريضاً في «ناصر» بحاجة لنقلهم بشكل عاجل إلى مستشفيات أخرى

فلسطينيون يصلون إلى رفح بعد إجلائهم من مستشفى ناصر بخان يونس (رويترز)
فلسطينيون يصلون إلى رفح بعد إجلائهم من مستشفى ناصر بخان يونس (رويترز)
TT

ثاني أكبر مستشفى في غزة بات «خارج الخدمة»

فلسطينيون يصلون إلى رفح بعد إجلائهم من مستشفى ناصر بخان يونس (رويترز)
فلسطينيون يصلون إلى رفح بعد إجلائهم من مستشفى ناصر بخان يونس (رويترز)

قال مدير «منظمة الصحة العالمية» تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأحد، إن «مجمع ناصر الطبي» في خان يونس بقطاع غزة، بات خارج الخدمة، بعد حصاره على مدى أسبوع ثم اقتحامه، مؤكداً أن هناك مرضى يحتاجون للنقل العاجل إلى منشآت طبية أخرى.

وقال غيبريسوس بحسابه على منصة «إكس»: «لم يُسمح لفريقنا بدخول المستشفى أمس وأول من أمس لتقييم حالات المرضى والاحتياجات الطبية المُلحة»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف: «هناك نحو 200 مريض لا يزالون في مستشفى (ناصر) بغزة، منهم 20 على الأقل يحتاجون لنقلهم بشكل عاجل لمستشفيات أخرى».

وحذَّر مدير «منظمة الصحة العالمية» من أن أي تأخر في نقل هؤلاء المرضى سيكون ثمنه حياتهم، مطالباً بتسهيل دخول المجمع والوصول للمرضى.

ومن جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة، أن ثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة «خرج عن الخدمة». وأضاف أن هناك 4 فقط من أفراد الأطقم الطبية يتولون رعاية المرضى داخل مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع.

وتابع القدرة: «خروج (مستشفى) ناصر عن الخدمة هو حكم بالإعدام على مئات الآلاف من المواطنين والنازحين بمنطقة خان يونس ورفح؛ وذلك لأن مجمع ناصر الطبي يعد العمود الفقري للخدمات الصحية جنوب غزة».

وأضاف القدرة: «الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 70 من الكوادر الصحية في (مجمع ناصر الطبي)، ووضع الكوادر الطبية ساعات طويلة في مبنى الولادة وهم مقيدو الأيدي، واعتدى عليهم بالضرب، وجردهم من ثيابهم».

وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت طبيب العناية المركزة، مؤكداً: «لا يوجد أي طبيب لمتابعة الحالات الحرجة». وقال: «قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت عشرات المرضى الذين لا يستطيعون الحركة وهم على أسرّة العلاج، وجرى وضعهم على أسرة للجيش، ووضعهم في شاحنات واقتيادهم إلى جهة غير معلومة مما يعرض حياتهم للخطر».

ولفت النظر إلى أنه «لا تزال الكهرباء مقطوعة عن مجمع ناصر الطبي منذ 3 أيام؛ ما أدى إلى توقف الأكسجين عن المرضى واستشهاد 7 مرضى حتى اللحظة، ونخشى استشهاد عشرات الحالات الخطيرة».

وتابع: «3 سيدات من بينهن طبيبة في مجمع ناصر الطبي وضعن حملهن في ظروف قاهرة وغير آمنة وتفتقر للمياه والطعام والكهرباء والنظافة».

واقتحم الجيش الإسرائيلي «مجمع ناصر الطبي» في خان يونس، السبت، واعتقل أكثر من 100 فلسطيني من داخله، ودخلت قوات الجيش الإسرائيلي المبنى بعد أن طوقته مدة أسبوع، بدعوى أن لديها معلومات عن احتجاز رهائن هناك، وأن بعض جثث الرهائن القتلى ربما لا تزال موجودة في الموقع.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الجمعة)، إن 226 عاملاً صحياً ومريضاً قُتلوا في لبنان، فيما أصيب 199 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا أطفال مصابون بجدري القرود في الكونغو عام 1970 (منظمة الصحة العالمية)

«الصحة العالمية» تعطي الترخيص لأول لقاح لجدري القردة للأطفال

أصدرت «منظمة الصحة العالمية» ترخيصاً لاستخدام أول لقاح ضد جدري القردة للأطفال.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية في ساحة مستشفى الأقصى في دير البلح بقطاع غزة 9 نوفمبر 2024 (أ.ب)

«الصحة العالمية»: إسرائيل رفضت 4 بعثات إمداد لـ«مستشفى كمال عدوان» في قطاع غزة

قالت منظمة الصحة العالمية إن إسرائيل رفضت «بشكل تعسفي» خلال الأيام العشرة الماضية دخول 4 بعثات من المنظمة لإرسال فرق طبية وإمدادات لـ«مستشفى كمال عدوان» في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

البرلمان العراقي يستأنف فصله التشريعي بمناقشة التهديدات الإسرائيلية

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
TT

البرلمان العراقي يستأنف فصله التشريعي بمناقشة التهديدات الإسرائيلية

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي

على الرغم من خلو جدول أعمال جلسة البرلمان العراقي المقررة الاثنين من أي بند يتعلق بالضربة الإسرائيلية المحتملة على العراق، أفادت مصادر برلمانية بأن الجلسة ستشهد مناقشة هذا الموضوع في جلسة سرية.

وتسود الأوساط الرسمية والشعبية العراقية مخاوف متزايدة من احتمال وقوع الضربة في أي لحظة، وسط تداول واسع لعشرات الأهداف المحتملة للقصف، ويتبع معظمها فصائل مسلحة، بما في ذلك محطات فضائية مملوكة لهذه الفصائل.

وفي ظل غياب موقف رسمي حكومي واضح حيال التهديدات الإسرائيلية، خاصة بعد المذكرة التي وجهتها إسرائيل إلى الأمم المتحدة والتي تضمنت شكوى ضد العراق، هي الأولى منذ قصف مفاعل «تموز» العراقي عام 1981 خلال الحرب العراقية - الإيرانية؛ صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بأن التهديدات الإسرائيلية أصبحت أكثر جدية من أي وقت مضى.

البرلمان العراقي الذي استأنف فصله التشريعي قبل أسبوعين عقب انتخاب رئيس جديد له، فشل في عقد جلسة بسبب الخلافات حول ما يُعرف بـ«القوانين الجدلية»، مثل قانون الأحوال الشخصية، وقانون العفو العام، وقضية عائدية العقارات إلى أصحابها الأصليين. إلا أن تصاعد مخاطر التهديدات الإسرائيلية ضد العراق دفع البرلمان إلى عقد جلسة يوم الاثنين، تضمنت بنوداً عادية دون التطرق إلى القوانين الخلافية.

وفي حين لم تتضح بعد طبيعة النقاشات التي سيجريها البرلمان، أو ما إذا كانت ستُتخذ قرارات محددة، أكدت رئاسة البرلمان أن أي قرارات تصدر ستكون داعمة لجهود الحكومة.

صمت على جبهة الفصائل

في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتخاذ قرارات صارمة لحفظ سيادة البلاد، التزمت الفصائل المسلحة الموالية لإيران الصمت منذ أيام. وكان السوداني، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، قد أصدر أوامر صارمة بشأن التعامل مع أي ضربات صاروخية قد تنفذها الفصائل المسلحة التي دأبت على توجيه ضربات من الأراضي العراقية نحو إسرائيل.

ووفقاً لتعليمات السوداني، فإن مسؤولية إطلاق أي صاروخ تقع على عاتق القطعات العسكرية الماسكة للأرض، والتي ستتحمل تبعات ذلك.

وبينما يسود الصمت جبهة الفصائل المسلحة، تشير الأوساط السياسية العراقية إلى أن هذا الصمت يأتي بناء على أوامر إيرانية بالتزام الهدوء، خاصة بعدما وضعت إسرائيل إيران على قائمة أهدافها المحتملة في المستقبل القريب، رغم إشارات السلام التي بدأ كبار المسؤولين الإيرانيين بإصدارها.

وقال الباحث في الشأن السياسي الدكتور سيف السعدي لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار الحرب والسلم يجب أن يُتخذ ضمن المؤسسات الدستورية وفق المادة (61) من الدستور، عبر تقديم طلب من رئيس مجلس الوزراء وتصويت أغلبية أعضاء البرلمان ومصادقة رئيس الجمهورية، وبالتالي إعلان حالة الطوارئ».

وأضاف السعدي أن «الخطورة تكمن في أن الفصائل المسلحة غير مكترثة بتحذيرات رئيس الوزراء، وسيؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة على المدى المنظور، منها قد تكون اغتيالات لشخصيات ومعسكرات ومقرات تابعة لفصائل المقاومة».

وتوقع السعدي أن «يشهد العراق عمليات إسرائيلية قبل نهاية العام؛ مما قد يعقّد الوضع، خاصة أن العراق يقع في محيط إقليمي حساس وملتهب؛ مما سيؤدي إلى ارتدادات كبيرة داخل النظام السياسي العراقي».

وفيما يتعلق باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بحماية النظام السياسي العراقي، أوضح السعدي أن «الاتفاقية تهدف إلى الحفاظ على النظام السياسي وحماية مؤسسات الدولة والديمقراطية في العراق. ومن منظور الولايات المتحدة، تُعتبر الفصائل المسلحة خارج المؤسسات الرسمية؛ مما قد يوفر لإسرائيل مبرراً لضرب العراق بزعم أنها تدافع عن نفسها».

والجدير بالذكر أن فصائل «المقاومة» قد استهدفت إسرائيل خلال شهرَي أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بأكثر من مائة هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة؛ مما دفع الولايات المتحدة للتدخل عدة مرات للوساطة مع الحكومة العراقية بهدف منع الفصائل من توجيه ضربات أخرى إلى إسرائيل.