أثار قرار الاتحاد العراقي لكرة القدم رفض خوض مباراته أمام المنتخب الفلسطيني في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، سواءً في فلسطين أو الأردن، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والإعلامية.
وكان من المقرر أن تُقام المباراة على ملعب فيصل الحسيني في رام الله، إلا أن الاتحاد العراقي رفض اللعب هناك، بحجة غياب تقنية حكم الفيديو المساعد «VAR» إلى جانب المخاوف الأمنية، رغم تأكيد الاتحاد الفلسطيني استيفاء كافة الضوابط الأمنية وحصوله على موافقة «الفيفا» والاتحاد الآسيوي، إلا أن العراق لم يمنح موافقته، ما أدى إلى استبعاد هذا الخيار.
وبعد رفض اللعب في فلسطين، اقترح الاتحاد الفلسطيني إقامة المباراة في الأردن، على استاد عمّان الدولي، غير أن الاتحاد العراقي مجدداً رفض هذا الخيار، معللاً موقفه بأن الأردن يعد أحد المنافسين في المجموعة الثانية، مما قد يمنحه ميزة غير عادلة. ودعا الاتحاد العراقي إلى إقامة المباراة على أرض محايدة خارج دول المجموعة، حفاظاً على تكافؤ الفرص على حد تعبيره.
وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أكد فراس أبو هلال، الأمين العام للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أن اختيار الأردن مكاناً لإقامة المباراة أمام العراق لا يشكل أي مشكلة قانونية أو رياضية، مشيراً إلى أن القرار جاء بعد رفض المنتخب العراقي اللعب في فلسطين. وأوضح أبو هلال أن المنتخب الفلسطيني سيخوض مباراة أمام الأردن يوم 20 من شهر مارس (آذار) الجاري، ما يجعل إقامة اللقاء التالي في عمان يوم 25 خياراً منطقياً يخفف من أعباء السفر والتنقل، خصوصاً في ظل شهر رمضان.
وأضاف أن الاتحاد الفلسطيني كان يفضل إقامة المباراة على أرضه في فلسطين، إلا أن الاتحاد العراقي رفض ذلك، رغم حصول الاتحاد الفلسطيني على موافقة الاتحادين الآسيوي والدولي بهذا الشأن، بشرط موافقة العراق، وهو ما لم يتحقق. وأكد أنه بناءً على ذلك، لم يكن أمامهم خيار سوى الأردن، خاصة أن اللعب في دولة ضمن المجموعة لا يمثل أي إشكالية قانونية، مستشهداً بمباريات سابقة مثل لقاء كوريا الجنوبية في الأردن، ومواجهات قطر وإيران التي أُقيمت في الإمارات رغم أنهما من نفس المجموعة.
وشدد أبو هلال على أن الاتحادين الآسيوي والدولي قد اعتمدا جميع الترتيبات الخاصة بالمباراة، بما في ذلك تعيين المراقبين والحكام والطواقم الرسمية، مؤكداً أن اللقاء سيُقام في موعده المحدد في عمّان.
وفيما يتعلق بأجواء المباراة، دعا أبو هلال إلى التهدئة وعدم التهويل، مشيراً إلى أن اللقاء يجب أن يكون فرصة لتعزيز الروابط الأخوية بين الأشقاء، بعيداً عن أي تصعيد إعلامي. وأكد أن المنتخب الفلسطيني لا يشعر بأي ضغط جراء الجدل المثار، فهو ملتزم بكافة الأنظمة والقوانين، ولن يتأثر بأي اعتراضات، مشدداً على أن المباراة ستُقام كما هو مخطط لها، وفقاً للوائح المعتمدة دولياً.
واستفسرت «الشرق الأوسط» من المسؤولين في الاتحاد العراقي لكرة القدم لتوضيح الموقف من مكان المباراة بيد أنهم امتنعوا عن الرد.