رحيل ميمي الشربيني «أسطورة» التعليق الكروي في مصر

أرسى طريقة «فريدة ومميزة» ولُقِّب بـ«ملك الإفيهات»

ميمي الشربيني  (متداولة على «إكس»)
ميمي الشربيني (متداولة على «إكس»)
TT
20

رحيل ميمي الشربيني «أسطورة» التعليق الكروي في مصر

ميمي الشربيني  (متداولة على «إكس»)
ميمي الشربيني (متداولة على «إكس»)

حالة من الحزن الشديد سادت الوسط الرياضي المصري إثر الإعلان عن رحيل «أسطورة التعليق الكروي» ميمي الشربيني، وفق ما يلقبه النقاد، عن عمر ناهز 87 عاماً.

واستعاد نقاد رياضيون ومستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المختلفة العديد من التعبيرات الشهيرة التي نحتها الشربيني، حيث أرسى طريقة مميزة جعلته نموذجاً استثنائياً وفريداً بين المعلقين، مثل وصفه لحارس المرمى المميز بأنه «يرتدي قفاز الإجادة»، وبعض اللاعبين بأنهم «من أصحاب الياقات البيضاء»، كما أطلق على ضربات الترجيح من نقطة الجزاء تعبيراً شهيراً بات جميع المعلقين يستخدمونه اليوم وهو «ضربات المعاناة الترجيحية»، كما اشتُهر بتعبير «مربع العمليات» الذي أطلقه على منطقة الجزاء.

وتوسع ميمي الشربيني في نحت عبارات غير مسبوقة في مجال التعليق الكروي مثل «إحدى البقاع السّحرية في الملعب» التي أطلقها على المناطق القريبة من المرمى، و«يتقمص شخصية بابا نويل الكرة» على اللاعب الذي يُفجّر مفاجأة ويصنع الفارق بهدف في توقيت قاتل، و«كم أنت قاسية أيتها الساحرة المستديرة» حين تخذل الكرة فريقاً أجاد وكان الأحق بالفوز في مباراة متعثرة.

المعلّق ميمي الشربيني (فيسبوك)
المعلّق ميمي الشربيني (فيسبوك)

ونعى اتحاد كرة القدم المصري وكذلك عدد من الأندية مثل الأهلي والإسماعيلي والمصري المعلق الراحل، فيما وصف الإعلامي أحمد شوبير، عبر حسابه على منصة «إكس»، الشربيني بأنه «أيقونة التعليق العظيم». وأعرب الإعلامي إبراهيم عبد الجواد عن حزنه الشديد لأن «زمن الترفيه والمتعة والجمال والمناكفة اللذيذة ينتهي في كرة القدم برحيل قامات مثل ميمي الشربيني».

والاسم الحقيقي للمعلق الراحل هو محمد عبد اللطيف الشربيني، وانضم لصفوف النادي الأهلي في عام 1957 وتميز في مركز «خط وسط مدافع» قبل أن يعتزل اللعب عام 1970، كما كانت له تجربة في تدريب عدد من الأندية مثل «النصر» الإماراتي، و«غزل دمياط» و«المنصورة» في مصر، قبل أن يتفرّغ للتعليق بعد نجاحه في اختبار الإذاعة عام 1976.

ويرفض الناقد الرياضي الدكتور ياسر أيوب «اختزال عبقرية ميمي الشربيني في عدد من المصطلحات المبتكرة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «قيمته الحقيقية كانت وستبقى في أنه أحال المعلق الكروي من مجرد ناقل للأحداث يصف ما يجري أمامه في الملعب إلى أحد أبطال ونجوم العرض الكروي الذي يتولى التعليق عليه، حيث فرض شخصيته على كل مباراة علّق عليها، ولم يكن مجرد صوتٍ وراء ستار».

وأضاف أيوب: «الشربيني فعل ذلك دون صخب أو ضجيج أو افتعال أو خروج عن النص أو محاولة مصطنعة وساذجة لكسب الاهتمام والانتباه، كان فقط مؤمناً بأنه مُطالب بأن يحكي التاريخ إن كانت هناك ضرورة لذلك، وأن يضحك مع المشاهدين إن كانت هناك حاجة للابتسام، ولم يكن الشربيني ممن يقعون أسرى لأندية بعينها، فرغم انتمائه المعلن والدائم للنادي الأهلي الذي لعب له وفاز معه بكثير من البطولات، فإنه ظل النجم الأكثر طلباً لدى جماهير وعشاق الزمالك وبقية الأندية أيضاً».

وعَدّ الناقد الرياضي محمد البرمي الشربيني بمثابة «أديب التعليق الكروي وصاحب التعبيرات التي تعكس خيالاً خصباً وثقافة لافتة، كما أخذت بعض تعبيراته طابع (الإفيهات) أو العبارات اللاذعة ذات المفارقة القوية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه «ترك فراغاً هائلاً في عالم التّعليق لم يستطع أحد أن يملأه من بعده رغم انسحابه من الساحة قبل أكثر من 30 عاماً».

نعي النادي الأهلي للكابتن ميمي الشربيني (صفحة النادي على «فيسبوك»)
نعي النادي الأهلي للكابتن ميمي الشربيني (صفحة النادي على «فيسبوك»)

واللافت أن التفاعل مع رحيل الشربيني لم يقتصر على الوسط الرياضي، إذ عَدّه السيناريست عبد الرحيم كمال «معلقاً له مذاق خاص، وكان ذكياً ولمّاحاً وسريع البديهة»، مؤكداً في منشور عبر «فيسبوك» أنه «كان يُضيف كثيراً إلى متعة مشاهدة مباراة لكرة القدم، وكان نجماً في مجال التعليق لا يقلّ نجومية عن اللاعبين المشاهير».

وأضاف الناقد الأدبي سيد محمود في منشور عبر «فيسبوك» أيضاً أن ميمي الشربيني «لفت أنظار جيلٍ كاملٍ إلى قدرته على نحت المصطلحات، فكان بمثابة الصائغ الماهر الذي يُرصّع كل جوهرة بلغة فريدة وألقاب من ذهب».

وشدّد الناقد الرياضي محمود صبري على أن «ميمي الشربيني نموذج لن يتكرر تربّت أجيال على ملاحظاته الذكية ووفرة معلوماته وإلمامه المذهل بتاريخ كل لاعب وكل مدرب»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحيادية كانت سِمته الأبرز، إذ كان موضوعياً في نقد ومدح قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، وفق مسطرة واحدة لا تعرف الهوى أو الميل».


مقالات ذات صلة

«الدوري الفرنسي»: موناكو يستعيد الوصافة بثلاثية في مرسيليا

رياضة عالمية فرحة لاعبي موناكو بالثلاثية في مرمى مرسيليا (أ.ف.ب)

«الدوري الفرنسي»: موناكو يستعيد الوصافة بثلاثية في مرسيليا

حسم موناكو مواجهته مع ضيفه مرسيليا واستعاد منه الوصافة بفوزه الكبير عليه (3 - 0)، السبت، في المرحلة التاسعة والعشرين من الدوري الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (موناكو)
رياضة عالمية إيدي هاو مدرب نيوكاسل يونايتد (رويترز)

غياب إيدي هاو عن مواجهة يونايتد بسبب المرض

قال نيوكاسل يونايتد، في بيان، السبت، إن مدربه إيدي هاو سيغيب عن مباراة مانشستر يونايتد، الأحد، في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل)
رياضة عالمية كيفن دي بروين قائد مانشستر سيتي (إ.ب.أ)

غوارديولا: دي بروين «مذهل»

قال بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، إن كيفن دي بروين قائد فريقه عاد إلى أفضل مستوياته.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الإيطالي لورنزو موسيتي تأهل لنهائي مونت كارلو (رويترز)

«دورة مونت كارلو»: موسيتي إلى النهائي لمواجهة ألكاراس

انحصر لقب دورة مونت كارلو لماسترز الألف نقطة في كرة المضرب بين الإسباني كارلوس ألكاراس، المصنف ثالثاً عالمياً، والإيطالي لورنزو موسيتي السادس عشر.

«الشرق الأوسط» (موناكو)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مايوركا بالفوز الثمين على سوسييداد بملعبه (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: مايوركا يعود إلى سكة الانتصارات بفوز على سوسييداد

عاد ريال مايوركا إلى سكة الانتصارات، وذلك بفوزه على مضيفه ريال سوسييداد (2 - 0)، السبت، في المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الإسباني.

«الشرق الأوسط» (سان سيباستيان)

بعد 28 عاماً... ناشئو مصر إلى المونديال بقيادة «الكاس»

ناشئو مصر بلغوا المونديال بعد غياب 28 عاما (الاتحاد المصري)
ناشئو مصر بلغوا المونديال بعد غياب 28 عاما (الاتحاد المصري)
TT
20

بعد 28 عاماً... ناشئو مصر إلى المونديال بقيادة «الكاس»

ناشئو مصر بلغوا المونديال بعد غياب 28 عاما (الاتحاد المصري)
ناشئو مصر بلغوا المونديال بعد غياب 28 عاما (الاتحاد المصري)

تأهلت مصر إلى نهائيات كأس العالم تحت 17 عاما بعد فوزها 2-1 على أنغولا في مباراة الملحق لأصحاب المركز الثالث، ضمن منافسات كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها المغرب.

وبهذا الفوز، انتزع فريق المدرب أحمد الكاس المقعد الأفريقي العاشر في كأس العالم التي تقام بقطر بين الثاني و27 من نوفمبر تشرين الثاني.

وقال الكاس خلال مؤتمر صحافي عقب اللقاء: «سعيد بشكل لا يوصف بالفوز على أنغولا والتأهل لكأس العالم بعد غياب 28 عاما. أعتذر عن الخروج من كأس الأمم الأفريقية. كان لدي ثقة كبيرة بأننا سنتأهل لكأس العالم. ولم أفقد الأمل».

وأضاف الدولي المصري السابق الذي شارك في كأس العالم للكبار عام 1990 في إيطاليا «الاتحاد المصري لكرة القدم كان داعماً لنا بقوة من أجل تحقيق حلم (التأهل لكأس العالم). سعادتي برفع علم مصر في كأس العالم لا توصف، وكان يهمني أن نرسم الفرحة على وجوه الشعب المصري».

وفي مباراة أخرى، نجحت أوغندا في حسم بطاقة التأهل الثانية من الملحق بعد فوزها 2-1 على غامبيا.