جهاد الحسين وفراس الخطيب... هل يتقدمان لرئاسة اتحاد القدم السوري؟

الكرة في البلاد أمام مفترق طرق وأسئلة حول مصير اللعبة في الفترة المقبلة

أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تقديم استقالته بعد اجتماعه أمس الثلاثاء (الاتحاد السوري لكرة القدم)
أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تقديم استقالته بعد اجتماعه أمس الثلاثاء (الاتحاد السوري لكرة القدم)
TT

جهاد الحسين وفراس الخطيب... هل يتقدمان لرئاسة اتحاد القدم السوري؟

أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تقديم استقالته بعد اجتماعه أمس الثلاثاء (الاتحاد السوري لكرة القدم)
أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تقديم استقالته بعد اجتماعه أمس الثلاثاء (الاتحاد السوري لكرة القدم)

أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم، الثلاثاء، تقديم رئيسه وأعضاء مجلس إدارته استقالتهم بعد الاجتماع الذي عقد في مقر الاتحاد.

وأوضح البيان الذي نشره الاتحاد عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأمين العام للاتحاد، مازن دقوري، سيتولى تسيير الأعمال بشكل مؤقت لحين اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع إعادة الاتحاد السوري لكرة القدم فتح أبوابه اليوم لأول مرة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، حينما دخلت قوات المعارضة إلى دمشق ورفرف علم الثورة في المدينة.

وحينها، أعلن الاتحاد السوري على الفور عبر منصاته الافتراضية تغيير شعار الاتحاد بما يتلاءم مع شعار الثورة. فيما شهد اليوم نفسه اقتحام بعض الجماعات لمبنى الاتحاد، ما أدى إلى حالة من الفوضى العارمة، حيث تبعثرت ممتلكات الاتحاد وتمت سرقة بعض محتوياته.

وخلال الاجتماع الأول بعد تلك الأحداث، تم التركيز على ضرورة إعادة تنظيم العمل داخل الاتحاد، مع القيام بجرد دقيق للممتلكات المسروقة أو المفقودة، وتشكيل خطة محكمة لتنظيم عملية التسليم والاستلام.

تهدف هذه الخطوات إلى ضمان استمرارية سير العمل بسلاسة والحد من أي خلل قد يؤثر على سير العمليات المستقبلية للاتحاد.

الاجتماع حضره رؤساء الأقسام مع الإدارة الجديدة التي تمثلت بفراس تيت، الذي تم تكليفه رئاسة مكتب الألعاب الجماعية في الاتحاد الرياضي الجديد، وتفيد المعلومات بأن الاجتماع كان نقطة انطلاق لمناقشة حجم التحديات التي تواجه الإدارة المستقبلية، خاصة في ظل التغيرات الإدارية المرتقبة والظروف السياسية المحيطة التي فرضت نفسها على كرة القدم السورية في الآونة الأخيرة.

وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن مجلس إدارة الاتحاد السوري لكرة القدم كان قد قدم استقالته رسمياً يوم الخميس الماضي في مقر الاتحاد الرياضي العام، إلا أن الإعلان الرسمي عن الاستقالة كان يخضع لدراسة دقيقة لصياغة الاستقالة بشكل يضمن عدم تعريض الكرة السورية لعقوبات دولية من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). لأن أي تدخل حكومي أو سياسي قد يؤدي إلى تجميد النشاط الكروي في سوريا أو إرسال لجنة دولية للتحقيق على غرار ما حصل في الاتحاد الكويتي لكرة القدم سابق. لذلك تسعى الإدارة الحالية إلى تقديم استقالة متماسكة لا تتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم وتضمن الحفاظ على الاستقرار الإداري في هذه المرحلة.

وتجد الإدارة المرتقبة حاليا نفسها أمام تحديات ضخمة تتطلب حلولاً سريعة وفعالة، أبرزها يتعلق بالمشاركات الدولية للمنتخبات السورية والتي أصبحت قريبة جدا، فمنتخب الناشئات السوري يستعد للمشاركة في بطولة غرب آسيا التي ستقام في الدمام في السابع من فبراير (شباط) المقبل، بينما يستعد منتخب الشباب لخوض منافسات كأس آسيا التي تبدأ في السادس عشر من الشهر ذاته، حيث يواجه المنتخب مجموعة صعبة تضم كوريا الجنوبية واليابان وإندونيسيا. أما في شهر مارس (آذار) المقبل، فستبدأ تصفيات كأس آسيا، ومن المقرر أن تكون المباراة الأولى للمنتخب السوري أمام منتخب باكستان في المجموعة الخامسة والتي تضم أيضا أفغانستان وميانمار. وعلى الأغلب تشكيل لجنة موقتة أو تسيير الأمين العام للاتحاد الحالي مازن دقوري العمل في الاتحاد لحين تهيئة الوضع للانتخابات الجديدة.

إلى جانب هذه الاستحقاقات الدولية، تواجه الإدارة الكروية السورية قرارات مهمة تتعلق بالجهاز الفني للمنتخب الأول. هناك تساؤلات حول ما إذا كان سيتم الإبقاء على المدرب الحالي، خوسيه لانا، وطاقمه الفني، خاصة في ظل الظروف المالية الصعبة التي تواجه الاتحاد، والتي قد تؤثر على إمكانية دفع مستحقات اللاعبين، بما في ذلك اللاعبون السوريون المغتربون الذين يعتمد المنتخب بشكل كبير على مشاركتهم.

وتبرز أيضا القضايا المتعلقة بالشعار الوطني واللباس الرسمي للمنتخب والنشيد الوطني والتي تشكل بدورها تحدياً كبيراً. ويجري حالياً نقاش حول تغيير شعار المنتخب ولون اللباس الرسمي، كما يتم تداول مسألة تغيير النشيد الوطني، وهو موضوع حساس للغاية في ظل غياب قرارات رسمية من الجهات التشريعية بسبب تعطيل العمل بالدستور وعدم وجود مجلس شعب، علما أن هذه القضايا تتطلب قرارات عاجلة، خاصة مع مشاركة بعثة الأثقال السورية في الخارج، والتي طرحت تساؤلات حول النشيد الذي سيتم عزفه في حال الفوز بميدالية ذهبية. وبالطبع، يبدو أن هناك توجهاً سياسياً لاعتماد العلم والنشيد المرتبطين بفترة ما بعد التحرير، لكن القرار النهائي لا يزال قيد الدراسة وبانتظار القرار الرسمي.

على المستوى المحلي، مسألة الدوري السوري لم تُحسم بعد منذ إيقافه، وهناك تساؤلات حول إمكانية استكمال الدوري في ظل الظروف الراهنة، ودمج ومشاركة أندية إدلب في الدوري العام، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ قرار بشأن النادي التي سيمثل سوريا في كأس التحدي الآسيوي الصيف المقبل. ومن جهة أخرى، تواجه الأندية السورية تحديات تتعلق بتراخيصها الآسيوية، حيث يتوجب عليها استكمال جميع الإجراءات بحلول شهر مايو (أيار) المقبل لضمان مشاركتها في المنافسات القارية.

التحديات الإدارية لا تقل صعوبة عن تلك الفنية، إذ يجري حالياً العمل على صياغة نظام جديد للانتخابات في الاتحاد السوري لكرة القدم. النظام الانتخابي الحالي يتطلب ترشيح الأعضاء للمجلس التنفيذي ورئاسة الاتحاد من قِبل الأندية، وهو النظام المعتمد في جميع اتحادات كرة القدم تحت مظلة «الفيفا». ومع ذلك، تسعى الإدارة إلى إجراء تعديلات على آلية الانتخابات وتغيير صياغتها، وهنا يكمن التحدي الأكبر بأن تكون مطابقة للمعايير الدولية وموافق عليها من الاتحادين الآسيوي والدولي. ومن بين الخطط المطروحة إلغاء اللجان التنفيذية في المحافظات السورية التي كانت تلعب دوراً في عملية الانتخاب ضمن الجمعية العمومية، بهدف تبسيط الإجراءات والعملية الانتخابية.

في سياق الحديث عن المرحلة المقبلة، تبرز أسماء بارزة من نجوم الكرة السورية لتولي رئاسة الاتحاد، من بين هذه الأسماء جهاد الحسين، فراس الخطيب، عمار عوض، محمد عفش، وتحظى هذه الشخصيات بقبول كبير بين جماهير الكرة السورية، ويمكن أن تلعب دوراً محورياً في إعادة بناء الثقة بين الاتحاد والجمهور.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار إلى الاتحاد السوري لكرة القدم، فإن المرحلة المقبلة تحمل في طياتها العديد من التحديات. الإدارة الجديدة المرتقبة تجد نفسها أمام مسؤولية كبيرة تتطلب قرارات حاسمة لضمان استمرارية العمل وتجنب أي تداعيات سلبية قد تؤثر على الكرة السورية على المستويين المحلي والدولي. الأولوية القصوى تبقى الحفاظ على هيكلية الاتحاد وموظفيه، وضمان المشاركة في الاستحقاقات الدولية القادمة، واستكمال الدوري المحلي بطريقة تعكس صورة إيجابية عن الكرة السورية.

وتقف كرة القدم السورية اليوم على مفترق طرق، حيث ستحدد القرارات التي تُتخذ في الأسابيع المقبلة مسار اللعبة لسنوات قادمة. التحديات فعلا كبيرة، لكن الفرصة لا تزال قائمة لإحداث تغيير إيجابي يعيد الأمل للجماهير ويعزز مكانة الكرة السورية في المحافل الدولية.


مقالات ذات صلة

اليوغا تُحسِّن صحة العين

يوميات الشرق اليوغا تعزّز التوازن بين الجسم والعقل (جامعة ميريلاند)

اليوغا تُحسِّن صحة العين

وجدت دراسة هندية أن ممارسة اليوغا قد تلعب دوراً مهماً في تحسين صحة العين وعلاج بعض الحالات البصرية، مثل المياه الزرقاء، وقصر النظر، وارتفاع ضغط العين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية ألكسندر زفيريف (رويترز)

زفيريف يستعد بقوة للتتويج بلقب أستراليا المفتوحة

يقضي نجم التنس الألماني، ألكسندر زفيريف، الذي يواجه جدول مباريات مزدحماً، عيد الميلاد (الكريسماس) في أستراليا، حيث استبدل الثلج بأشعة الشمس.

«الشرق الأوسط» (بيرث)
رياضة عالمية جوناثان تاه (د.ب.أ)

تاه يستعد للرحيل عن ليفركوزن إلى برشلونة

ذكرت تقارير إعلامية، الخميس، أن جوناثان تاه مدافع منتخب ألمانيا ونادي باير ليفركوزن يستعد للانتقال إلى برشلونة الإسباني الصيف المقبل.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية جيان بييرو غاسبريني (رويترز)

نابولي وإنتر يهددان مشوار غاسبريني الخيالي مع أتلانتا

أصبحت مسيرة أتلانتا الناجحة، وتصدره دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، معرضةً للخطر عندما يواجه لاتسيو صاحب المركز الرابع مطلع الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (ميلان)
رياضة عالمية روي بورغيس (رويترز)

سبورتنغ لشبونة يقيل بيريرا ويعين بورغيس بديلاً له

أعلن نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، تعيين روي بورغيس مدرباً للفريق بعد إقالة جواو بيريرا.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)

رشيد جابر: عُمان ستبدأ من الصفر أمام الإمارات

رشيد جابر (منتخب عُمان)
رشيد جابر (منتخب عُمان)
TT

رشيد جابر: عُمان ستبدأ من الصفر أمام الإمارات

رشيد جابر (منتخب عُمان)
رشيد جابر (منتخب عُمان)

قال رشيد جابر، مدرب منتخب عُمان، إن فريقه «سيبدأ من نقطة الصفر» أمام نظيره الإماراتي، غداً الجمعة، في ختام مباريات المجموعة الأولى بكأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26)، المقامة في الكويت، ولن يغتر بفرصه الكبيرة في التأهل لقبل النهائي.

ويتساوى منتخب عمان مع نظيره الكويتي صاحب الضيافة في صدارة المجموعة الأولى بأربع نقاط لكل منهما، بينما يملك منتخب الإمارات نقطة واحدة فقط في ذيل الترتيب، ولا بديل أمامه سوى الفوز غداً.

وأضاف جابر أن الثقة بالنفس والأداء بقوة لآخر رمق سيكون مفتاح الحصول على نتيجة جيدة غداً، مشيراً إلى أن الأخطاء التحكيمية جزء من كرة القدم، وذلك رداً على اعتراض الإمارات على التحكيم في البطولة.

وقال مدرب عمان في مؤتمر صحافي، اليوم: «فرص المنتخبات الأربعة بالمجموعة في التأهل موجودة لذلك سنبدأ من الصفر غداً. نحتاج إلى التركيز والمجهود داخل الملعب على مدار 90 دقيقة. الفريق الأكثر مجهوداً وحضوراً طوال المباراة سيصنع الفارق».

وأضاف: «الثقة في النفس هي أكثر النقاط أهمية. الحسابات موجودة لكن طريقة التعامل مع المنافس وظروف المباراة طوال 90 دقيقة ستحدد النتيجة. حضورنا الذهني ورغبتنا ومجهودنا داخل الملعب سيكون مفتاح التأهل لقبل النهائي».

وقال جابر إنه يرغب في استكمال الأداء القوي لفريقه في البطولة من خلال العمل على بعض التفاصيل الصغيرة.

وتابع: «المباراة تهمنا كثيراً، ونحتاج إلى حضور ذهني في الملعب في الشقين الدفاعي والهجومي. التفاصيل الصغيرة تغير مسار مباراة. أتمنى أن يتصاعد الأداء أكثر وأكثر. المجموعة كأنها ستبدأ غداً».

وكان منتخب الإمارات احتج على قرارات تحكيمية في الخسارة أمام الكويت صاحبة الضيافة وتمنى مدرب عمان ألا تؤثر القرارات في الملعب غداً على نتيجة المباراة.

وقال: «دائماً في كأس الخليج مساحة الجدال فيها تكون كبيرة لكن أهم شيء أن تكون قرارات التحكيم داخل الملعب سليمة، وألا تؤثر على النتيجة. الأخطاء جزء من اللعبة، وستحدث أخطاء دائماً، وأتمنى ألا تؤثر على نتيجة المباراة». من جهته قال عبد الرحمن المشيفري، لاعب منتخب عمان: «كما أشار المدرب، المباراة في غاية الأهمية ونتطلع لتحقيق نتيجة إيجابية. سنقدم كل ما لدينا. لمسنا الفرحة داخل الشارع الرياضي العماني وسنسعى لتقديم أداء مماثل أمام الإمارات».