أمجاد الكويت في «كأس الخليج»... هل تزيد حصيلتها هذه المرة؟

10 كؤوس هي حصيلة الكويت في كأس الخليج (كونا)
10 كؤوس هي حصيلة الكويت في كأس الخليج (كونا)
TT

أمجاد الكويت في «كأس الخليج»... هل تزيد حصيلتها هذه المرة؟

10 كؤوس هي حصيلة الكويت في كأس الخليج (كونا)
10 كؤوس هي حصيلة الكويت في كأس الخليج (كونا)

بَنَت الكويت أمجادها في كرة القدم على مسرح دورات «كأس الخليج»، وخير دليل على ذلك تتويجها باللقب الإقليمي في 10 مناسبات قياسية، في إنجاز تأمل أن تعززه، رغم تراجع المستوى في السنوات الأخيرة، عندما تستضيف النسخة الـ26 بدءاً من يوم السبت.

منذ انطلاق البطولة، فرض البلد الخليجي الصغير مساحةً (17818 كيلومتراً مربعاً) نفسه رقماً صعباً، حاضراً على النقطة الأعلى فوق منصة التتويج منذ النسخة الأولى وحتى الرابعة (1970 و1972 و1974 و1976)، قبل أن يعزز سجله بالفوز بالدورات: السادسة (1982)، والثامنة (1986)، والعاشرة (1990)، والثالثة عشرة (1996)، والرابعة عشرة (1998)، والعشرين (2010).

وكانت «كأس الخليج» تحديداً مناسَبة لظهور نجوم لامعة صنعت تاريخ الكويت الكروي، ومنها انطلقت نحو آفاق أوسع، حيث توّجت بكأس آسيا على أرضها في 1980 لتكون أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز، قبل أن تفرض حضورها في كأس العالم مرة وحيدة عام 1982 في إسبانيا.

لكن كرة القدم الكويتية عانت كثيراً منذ عام 2007 من مشكلات وتوقيفات وحرمان من المشاركات الدولية من قبل «الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)»، مما انعكس على قطاع الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً.

سعى «الأزرق» تدريجاً إلى العودة لمستوياته السابقة، فبلغ الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لـ«مونديال 2026». لكن لاعبي المدرب الإسباني - الأرجنتيني خوان أنتونيو بيتزي لم يحققوا أي فوز في 6 مباريات، واكتفوا حتى الآن بوصافة قاع المجموعة الأولى، على أمل التأهل إلى الملحق.

وتفتتح الكويت مبارياتها في «كأس الخليج» على «استاد جابر الدولي» الذي يتسع لستين ألف متفرج، السبت، أمام عُمان، قبل ملاقاة الإمارات، ثم قطر، ضمن المجموعة الأولى.

ومنذ إعلان بيتزي، الذي تسلّم دفة القيادة في يوليو (تموز) الماضي لمدة عام، تشكيلته الموسعة، تعالت الأصوات المساندة للاختيارات والمعارضة لها، بينها الإعلامي الكويتي عبد الكريم الشمالي الذي قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «التشكيلة مخيبة للآمال. تمنيت رؤية أكبر عدد من الوجوه التي تخدم المستقبل. كان علينا استغلال هذه النسخة من (كأس الخليج) للاستعداد للاستحقاقات المقبلة، خصوصاً ما تبقى من منافسات الدور الثالث للتصفيات الآسيوية».

وخاضت الكويت مباريات تجريبية في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فتعادلت مع اليمن 1 - 1، وخسرت مرتين أمام لبنان 1 - 2 و0 - 2. ضمت تشكيلتها الموسعة المهاجم المخضرم يوسف ناصر (34 عاماً)، والمهاجم محمد دحام والمدافع المخضرم فهد الهاجري.

يقول الشمالي: «الأسماء المختارة مثيرة للاستغراب. لاعب لا يشارك بانتظام مع ناديه يجري استدعاؤه على حساب عناصر أساسية مع فرقها أو حتى أفضل في المستوى. على سبيل المثال، جرى اختيار مبارك الفنيني على حساب عذبي شهاب وبندر السلامة. هذا مستغرب. كثيرون طرحوا اسم بدر المطوع (39 عاماً). أعتقد أنه كان من الممكن استدعاؤه لتصفيات كأس العالم؛ لأن المنتخب يحتاج إلى قائد. أما في (كأس الخليج)، فأرى أنها فرصة مناسبة حصراً للوجوه الشابة».

يتابع الشمالي: «يبدو أن الاتحاد والمدرب ارتأيا الحفاظ على التشكيلة ذاتها المشاركة في التصفيات. من الواضح أنهما يريدان التتويج باللقب، لكن الأمر لن يكون بهذه السهولة، خصوصاً أن المنتخبات الأخرى ستشارك بالصف الأول. هي بطولة عزيزة على قلوب الخليجيين ومناسبة للاعبين لدخول التاريخ. (كأس الخليج) ما زالت تحظى بأهمية كبرى جماهيرياً، والدليل على ذلك هو الاهتمام الإعلامي الكبير بالحدث».

وحالياً، يستذكر الكويتيون أغنية «هيدو» (كلمة معبرة عن ترويض الجِمال) تعويذة «خليجي 26»، التي حملت معاني القوة والإصرار، آملين أن تعيد العز الكروي، حيث كان «الجَمل» فيها محور القوة، وانتشر اسمه ودوره قبل «مونديال إسبانيا» عام 1982.

تبلورت فكرته في مباراة نيوزيلندا ضمن تصفيات المونديال، بعد تقليل المضيف من قدرة الشبان الآتين من الصحراء الذين فازوا خارج أرضهم 2 - 1 وتعادلوا إياباً 2 - 2.

وفي دواوين أهل الكويت، ما زالت أسماء جاسم يعقوب وفتحي كميل وفيصل الدخيل وعبد العزيز العنبري وسعد الحوطي يتردد صداها، يستذكرون الأهداف الجميلة والطموح الكبير الذي وضع منتخب الكويت بفضل هؤلاء النجوم على قائمة أرفع المنتخبات الخليجية. وما زال جاسم يعقوب يحتفظ بلقب هداف كأس الخليج برصيد 18 هدفاً.

وطالب القائد السابق لمنتخب الكويت سعد الحوطي لاعبي الكويت بـ«عدم الاستسلام للضغط النفسي والجماهيري والإعلامي... عام 1974 استضافت الكويت البطولة ونجحنا في الفوز على المنتخب السعودي 4 - 0 بهدفين من فتحي كميل ومثلهما من حمد بوحمد».

ويتابع الحوطي (70 عاماً)، الذي شارك في «مونديال 1982»: «عليكم بالصبر، والتعب، والتضحية، وتحمل الهزيمة، والانتعاش بعد الفوز؛ لأن (كأس الخليج) هي بوابتكم للعبور نحو عالم النجومية والاحتراف الشامل».


مقالات ذات صلة

مجلة «ذا رينغ»… 102 عام في تغطية نجوم الملاكمة العالمية

رياضة عالمية محمد علي كلاي تصدر العناوين عشرات المرات في عصره الذهبي (موسم الرياض)

مجلة «ذا رينغ»… 102 عام في تغطية نجوم الملاكمة العالمية

مجلة «ذا رينغ»، ليست مجرد وسيلة إعلامية، بل إرث رياضي وثقافي وأرشيف كبير يتجاوز المئة عام من التأثير والتميز في عالم الملاكمة.

فاتن أبي فرج (الرياض)
رياضة عربية الكرواتي دراغان تالايتش مدرب منتخب البحرين (الاتحاد البحريني)

تالايتش: المنتخب السعودي قوي دائماً... ونطمح لتكرار منجز البحرين 2019

قال الكرواتي دراغان تالايتش مدرب منتخب البحرين إن المنتخب السعودي فريق قوي دون النظر لاسم المدرب، مشيراً إلى علمه بالتوقعات العالية من الجماهير.

فاتن أبي فرج (بيروت )
رياضة سعودية «لوغو» انتخابات الاتحادات الرياضية (الشرق الأوسط)

إعلان القوائم النهائية للمرشحين لرئاسة وعضوية الاتحادات السعودية

أعلنت اللجنة العامة لانتخابات الاتحادات الرياضية 2024، الخميس، القوائم النهائية للمرشحين للدورة الانتخابية 2024-2028م لعشرة اتحادات رياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص نيمار لاعب نادي الهلال (رويترز)

خاص نيمار لـ«الشرق الأوسط»: نزال السبت حدث تاريخي… والكفة متساوية

قال نيمار جونيور لاعب فريق الهلال السعودي وقائد منتخب البرازيل إن الأمور تبدو متساوية بين عملاقي الوزن الثقيل البريطاني تايسون فيوري، والأوكراني أولكسندر أوسيك

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة سعودية مشاركة الأخضر للمرة الأولى في تاريخه (الشرق الأوسط)

المنتخب السعودي يشارك في بطولة الكونكاكاف نسختي 2025 و2027

أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم رسمياً عن مشاركة المنتخب السعودي في نسختي 2025 و2027 من بطولة كأس كونكاكاف الذهبية، وذلك انطلاقاً من النسخة القادمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

«خليجي 26»: عُمان تأمل استعادة ذكرياتها الجميلة في الكويت

تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026 (أرشيفية)
تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026 (أرشيفية)
TT

«خليجي 26»: عُمان تأمل استعادة ذكرياتها الجميلة في الكويت

تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026 (أرشيفية)
تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026 (أرشيفية)

تستعيد سلطنة عُمان ذكرياتها الجميلة في الكويت، عندما تشارك في «خليجي 26» بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026.

وابتسمت الكويت في استضافاتها الأربع السابقة دائماً لمنتخب عمان في كأس الخليج، بعدما شهدت مشاركته لأول مرة في البطولة في النسخة الثالثة عام 1974، وأحرز المركز الرابع الأفضل له في البدايات في نسختي 1990 و2003 في الكويت أيضاً.

كما أحرز «الأحمر» لقبه الثاني بعد الأول عام 2009، في «خليجي 23» عام 2017 في الكويت على حساب الإمارات في النهائي بركلات الترجيح 5 - 4 (الشوطان الأصلي والإضافي 0 - 0)، بعدما قدم نسخة استثنائية بخوضه أربع مباريات على التوالي من دون أن تهتز شباكه.

ويأمل الشارع الرياضي في عمان بالتألق مجدداً في الكويت، لاستعادة ثقته بمنتخبه الوطني الذي يعاني في تصفيات مونديال 2026 بعد احتلاله راهنا للمركز الرابع في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط من فوزين و4 هزائم.

وتعول عُمان على الخبرة الخليجية لمدربها الوطني رشيد جابر، حيث سبق له أن قاد «الأحمر» في نسخة 2002 في السعودية وحقق الفوز على الكويت 3 - 1 والذي كان الأول في تاريخ مواجهات المنتخبين.

وورث جابر(60 عاماً) حملاً ثقيلاً من سلفه التشيكي ياروسلاف شيلهافي الذي أقيل من منصبه في سبتمبر (أيلول) الماضي، ورفع شعار «إعادة الثقة والروح والشغف للمنتخب» فور تعيينه في منصبه.

وعمل المدرب الذي قاد السيب ليصبح في 2022 أول نادٍ عُماني يحرز لقب كأس الاتحاد الآسيوي، على المزج بين عنصري الخبرة والشباب عندما استدعى إلى قائمته الموسعة لخوض البطولة الخليجية 31 لاعباً ضمت لاعب نادي عمان المنذر العلوي بعد غياب طويل بسبب الإصابة، ومهاجم النصر وليد المسلمي هداف الدوري الموسم الماضي بـ13 هدفاً، وثلاثي المنتخب الأولمبي مأمون العريمي وعاهد المشايخي والفرج الكيومي.

وسيكون الغائب الأكبر عن عُمان نجمها محسن الغساني بعد رفض ناديه بانكوك يونايتد التايلاندي التحاقه بمنتخب بلاده؛ إذ تعد كأس الخليج خارج أيام الاتحاد الدولي (فيفا).

وخاض «الأحمر» مباراة ودية، الاثنين، أمام اليمن انتهت بفوزه بهدف نظيف سجله علي البوسعيدي.

وأعلن لاعبو عمان التحدي؛ إذ أكد لاعب الوسط عبد الله فواز أن «مجموعة عُمان قوية والحظوظ فيها متساوية، لكن يوجد تفاؤل كبير لدى الجميع بعبور دور المجموعات»، معتبراً أن «الهدف الأساسي ليس الصعود وحسب، بل أكثر من ذلك في المنافسة على اللقب».

وأبدى سعادته بالمشاركة لأول مرة «في البطولة الخليجية التي كنا نتابعها منذ الصغر بشغف وحماس وكبيرين».

وأشار حارب السعدي إلى أن «كأس الخليج لها أهمية خاصة عند الجمهور العماني الذي يهتم بها، ويتابعها بأعداد كبيرة في المدرجات، وهدفنا إسعاده وتقديم بطولة تليق باسمنا».

ورأى أن «مجموعة عمان تضم منتخبات قوية وهي الإمارات وقطر، حيث قدما حضوراً جيداً في مباراتيهما الأخيرة، إضافة إلى الكويت الدولة المستضيفة».

تأخرت مشاركة عمان في كأس الخليج حتى النسخة الثالثة في 1974، وعانت كثيراً في البدايات من سلسلة نتائج سلبية. انتظرت حتى النسخة التاسعة عام 1988 في السعودية لتحقق فوزها الأول وكان على حساب قطر 2 - 1، وانتظرت خمس نسخ أخرى لتحقيق الانتصار الثاني، والمفارقة أنه كان على حساب «العنابي أيضاً بالنتيجة نفسها في نسخة 1998.

لكن كل شيء تغير منذ اعتماد نظام أدوار الإقصائيات في نسخة قطر 2004 بعدما حلت عمان وصيفة للدولة المستضيفة بخسارتها بركلات الترجيح 5 - 4 (الشوطان الأصلي والإضافي 1 - 1)، وكررت المركز نفسه في الإمارات 2007 بسقوطها أمام المنظم 0 - 1.

أحرزت اللقب الأول في تاريخها على أرضها في 2009 على حساب السعودية بركلات الترجيح، ثم الثاني في 2017 على حساب الإمارات بركلات الترجيح أيضاً، وحلّت وصيفة في النسخة الأخيرة عام 2023 في العراق بخسارتها أمام المستضيف 0 - 1.

وعندما أحرزت اللقب، امتلكت عمان في المناسبتين حارسين عملاقين، هما علي الحبسي (المعتزل في 2020)، أكثر مَن توّج بجائزة أفضل حارس مرمى في تاريخ البطولة أعوام 2003، و2004، و2007، و2009 و2011، والمخضرم فايز الرشيدي (36 عاماً).