الدوري المصري يأمل في انطلاقة مثالية بنسخته الجديدة

الجمعة سيستهل الزمالك مشواره بالبنك الأهلي

لاعبو الزمالك في إطار التحضيرات لمواجهة البنك الأهلي (نادي الزمالك)
لاعبو الزمالك في إطار التحضيرات لمواجهة البنك الأهلي (نادي الزمالك)
TT

الدوري المصري يأمل في انطلاقة مثالية بنسخته الجديدة

لاعبو الزمالك في إطار التحضيرات لمواجهة البنك الأهلي (نادي الزمالك)
لاعبو الزمالك في إطار التحضيرات لمواجهة البنك الأهلي (نادي الزمالك)

يبحث الأهلي والزمالك عن انطلاقة مثالية في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم في نسخته الجديدة، عبر تحقيق الفوز في الجولة الأولى للمسابقة التي تنطلق غداً (الأربعاء).

وسيلتقي الزمالك مع البنك الأهلي، بينما يلعب الأهلي حامل اللقب مع سيراميكا كليوباترا، في إعادة لمباراة قبل نهائي كأس السوبر المحلية، التي أقيمت في الإمارات الأسبوع الماضي.

وتقام المسابقة بنظام جديد واستثنائي هذا الموسم، إذ تقام على مرحلتين؛ الأولى يتنافس فيها 18 فريقاً لمدة 17 أسبوعاً من دور واحد، والثانية تقسم إلى قسمين تلعب فيه الأندية صاحبة المراكز من الأول للتاسع على اللقب والمراكز المؤهلة لبطولتي أفريقيا، بينما تتنافس الأندية التسعة الأخرى على النجاة من الهبوط (يهبط فريقان فقط نهاية الموسم).

ويأمل الزمالك في استعادة اللقب الغائب عن خزائنه في آخر موسمين، إذ يعلق جوزيه غوميز مدرب الفريق، آمالاً كبيرة على لاعبيه في تحقيق انتصارات محلية تواكب التألق الأفريقي.

ونجح الزمالك الموسم الماضي في الفوز بلقب كاس الاتحاد الأفريقي، وكأس السوبر الأفريقي أيضاً بالانتصار على الأهلي بركلات الترجيح.

وطالب غوميز لاعبي الزمالك عبر موقع النادي على الإنترنت، أمس (الاثنين)، بضرورة التركيز الشديد وتحقيق الفوز على البنك الأهلي في أولى مباريات الفريق يوم الجمعة المقبل.

وقال المدرب البرتغالي: «اللاعبون مطالبون بالقتال في المباريات المقبلة من أجل تحقيق الفوز، خصوصاً أن مباريات الدوري تتطلب حصد أكبر عدد من النقاط في ظل المنافسة القوية والنظام الجديد للمسابقة».

وأكد غوميز ثقته في قدرات اللاعبين على تحقيق الأهداف المطلوبة في الفترة المقبلة والمنافسة على كل البطولات التي يشارك فيها الفريق.

ورغم انشغال الأهلي بمواجهة العين الإماراتي اليوم (الثلاثاء) في كأس «إنتركونتيننتال»، فإن السويسري مارسيل كولر مدرب الفريق وضع برنامجاً تدريبياً عقب مباراة العين، ليستمر الإعداد لمواجهة سيراميكا يوم السبت المقبل في الجولة الأولى.

ويسعى الأهلي للتتويج بلقبه الـ45 في تاريخه والثالث على التوالي.

وينطلق الدوري غداً (الأربعاء) بإقامة مباراتين، إذ يلتقي حرس الحدود مع سموحة، وطلائع الجيش مع المصري البورسعيدي.

وتقام بعد غد (الخميس)، مباراتان؛ تجمع الأولى الجونة مع زد، والثانية مودرن سبورت مع إنبي.

ويوم الجمعة يلتقي بيراميدز وصيف بطل الموسم الماضي والباحث عن لقبه الأولى بالمسابقة، مع بتروجيت العائد لدوري الأضواء، كما يلتقي الزمالك مع البنك الأهلي، ويحل الاتحاد السكندري ضيفاً على فاركو.

وتختتم مباريات الجولة الأولى يوم السبت المقبل، بمواجهتي الأهلي مع سيراميكا كليوباترا، والإسماعيلي مع غزل المحلة.


مقالات ذات صلة

بالأحمر… الأهلي المصري يتأهب لبطل الأميركتين في كأس التحدي

رياضة عربية جانب من تدريبات الأهلي المصري (الشرق الأوسط)

بالأحمر… الأهلي المصري يتأهب لبطل الأميركتين في كأس التحدي

شارك ممثلو الأهلي المصري، برئاسة خالد مرتجي، أمين صندوق النادي، في ورشة عمل مع مسؤولي «فيفا»، والتي جرت الخميس عبر تقنية «فيديو كونفرانس».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية حسام حسن مدرب المنتخب المصري (رويترز)

حسام حسن: غياب الجمهور عن لقاء بوتسوانا «لغز محير»

أبدى حسام حسن، مدرب المنتخب المصري لكرة القدم، الثلاثاء، اندهاشه من غياب الجماهير عن مباراة المنتخب التي انتهت بالتعادل 1 - 1 مع ضيفه بوتسوانا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية محمود حسن (تريزيغيه) سجل هدف التعادل لمصر في مرمى بوتسوانا (رويترز)

«تصفيات أمم أفريقيا»: بوتسوانا تعادل مصر… وترافقها إلى النهائيات

تعادلت مصر 1 - 1 مع ضيفتها بوتسوانا الثلاثاء لتتأهل الأخيرة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية اللاعب محمد شوقي رحل بعد فترة إنعاش عقب توقف قلبه (نادي كفر الشيخ الرياضي)

​مصر: وفاة لاعب «كفر الشيخ» تجدد مطالب توفير «التجهيزات الطبية» بالملاعب

جددت واقعة وفاة اللاعب محمد شوقي (29 عاماً) لاعب كفر الشيخ أحد أندية الدرجة الثانية في مصر مطالب توفير التجهيزات الطبية بالملاعب.

محمد عجم (القاهرة )
رياضة عالمية صراع بين زيزو والشحات وشوبير للفوز بجائزة الأفضل داخل أفريقيا

صراع بين زيزو والشحات وشوبير للفوز بجائزة الأفضل داخل أفريقيا

يتنافس الثلاثي المصري حسين الشحات ومصطفى شوبير وأحمد سيد زيزو على جائزة أفضل لاعب داخل أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.