«تصفيات المونديال»: إيران تقترح 3 حلول لمباراتها مع قطرhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/5069153-%D8%AA%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%AD-3-%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%84-%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D9%82%D8%B7%D8%B1
«تصفيات المونديال»: إيران تقترح 3 حلول لمباراتها مع قطر
منتخب قطر سيواجه إيران على ملعب لم يحدَّد بعد (رويترز)
طهران:«الشرق الأوسط»
TT
طهران:«الشرق الأوسط»
TT
«تصفيات المونديال»: إيران تقترح 3 حلول لمباراتها مع قطر
منتخب قطر سيواجه إيران على ملعب لم يحدَّد بعد (رويترز)
اقترح الاتحاد الإيراني لكرة القدم 3 حلول لمكان إقامة مباراة منتخب بلاده مع نظيره القطري، المقرّرة في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ضمن الجولة الرابعة من الدور الثالث الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهّلة لمونديال 2026.
وكان من المفترض أن تُقام المباراة في مشهد شمال البلاد، لكن الوضع الأمني المتوتر بين إيران وإسرائيل التي هدّدت بالرد على طهران بعدما نفّذت الأخيرة هجوماً صاروخياً على تل أبيب الأسبوع الماضي، دفع إلى نقل اللقاء.
وقالت طهران إن هجومها الصاروخي كان رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية على أرضها في يوليو (تموز) الماضي بعملية منسوبة لإسرائيل، واغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر (أيلول)، قُتل فيها أيضاً ضابط كبير في «الحرس الثوري» الإيراني.
ونقلت وكالة «مهر» عن نائب الأمين العام للاتحاد الإيراني لكرة القدم، حامد مؤمني، قوله إن بلاده اقترحت 3 حلول.
وقال: «الخيار الأول أن يتبادل الفريقان استضافة مباراتَي الذهاب والإياب، على أن يُقام لقاء الذهاب (الجولة الرابعة) في الدوحة، كي تتمكن (إيران) من استضافة الفريق (قطر) بطهران في يونيو (حزيران)».
والخيار الثاني أن «يسافر المنتخب الوطني القطري إلى طشقند (أوزبكستان)»، لخوض المباراة هناك عوضاً عن إيران، بينما «سيكون الخيار التالي أن تستضيف دبي المباراة».
وأفاد مؤمني بأن القرار النهائي سيُتخَذ الأربعاء.
وقبل لقائها قطر تحل إيران، الخميس، ضيفةً على أوزبكستان في طشقند، بينما يلعب «العنابي» على أرضه ضد قرغيزستان.
وتتشارك إيران وأوزبكستان صدارة المجموعة الأولى بـ6 نقاط لكل منهما، بعد فوزهما بمباراتيهما الأوليَين، بينما تحتل قطر المركز الخامس بنقطة من مباراتين.
وعلى صعيد متصل، عدّ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نادي موهون باغان سوبر جاينت الهندي منسحباً من مسابقة دوري أبطال آسيا 2، بعد فشله في الحضور إلى تبريز لخوض مباراته ضمن الجولة الثانية من المجموعة الأولى ضد نادي تراكتور الإيراني في الثاني من الشهر الحالي، وبالتالي، تم شطب نتيجته في الجولة الأولى ضد رافشان الطاجيكي (0 - 0).
ونقلت وكالة «إيرنا» الرسمية عن رئيس الاتحاد الإيراني للعبة، مهدي تاج، انتقاده لموقف الفريق الهندي، لا سيما أن منافسَي الفريقَين الإيرانيين الآخرين؛ برسيبوليس (دوري أبطال آسيا للنخبة ضد باختاكور الأوزبكستاني 1 - 1)، وسيباهان (دوري أبطال آسيا 2 ضد استقلال دوشنبه الطاجكستاني 4 - 0) خاضا مباراتيهما في إيران.
وقال تاج: «لحسن الحظ أن إيران آمنة تماماً كما هي الحال دائماً»، مضيفاً: «لقد أجرينا المناقشات اللازمة مع مسؤولي الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بشأن التصرف غير الأخلاقي للنادي الهندي».
إن الجدل المتزايد حول كارلو أنشيلوتي يجعلنا نعتقد أن مستقبله غير مؤكد حقاً.
مهند علي (الرياض)
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحربhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/5083956-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D8%B1-%D8%A3%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%86%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AF%D9%81%D8%B9%D8%AA-%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.
سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».
وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.
في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.
القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.
لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».
وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».
في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».
أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».
عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».
زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.
مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.
رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».
زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.