حسام حسن و«الفراعنة»... نجاح مبكر أم اختبارات مؤجلة؟

حسام حسن مدرب منتخب مصر (الشرق الأوسط)
حسام حسن مدرب منتخب مصر (الشرق الأوسط)
TT

حسام حسن و«الفراعنة»... نجاح مبكر أم اختبارات مؤجلة؟

حسام حسن مدرب منتخب مصر (الشرق الأوسط)
حسام حسن مدرب منتخب مصر (الشرق الأوسط)

استهل المدرب حسام حسن مشواره مع منتخب مصر لكرة القدم بصورة شبه مثالية؛ ثلاثة انتصارات في أربع مباريات وصدارة المجموعة سواء بتصفيات كأس العالم 2026 أو كأس الأمم الأفريقية 2025، ليردّ ولو مؤقتاً على منتقدي قرار تعيينه.

أغلق الهداف السابق بعض الملفات الشائكة، كاشفاً عن بعض الملامح الفنية لمشواره المقبل، في حين ما زال البعض يعتبره مدرباً «لم يُختبر بعد».

بدأ «الفراعنة» تصفيات أمم أفريقيا المقررة بالمغرب بانتصارين مقنعين هذا الشهر، على الرأس الأخضر بالقاهرة (3-0)، ثم بوتسوانا بملعبها (4-0)، ليعتلوا صدارة المجموعة قبل ملاقاة موريتانيا مرتين في توقف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

قبل ذلك، وفي يونيو (حزيران) الماضي، حصدوا أربع نقاط في مباراتين ضمن تصفيات المونديال، بانتصار على بوركينا فاسو بالقاهرة (2-1)، ثم تعادل على أرض غينيا بيساو (1-1)، فاعتلوا صدارة مجموعة تضم أيضاً جيبوتي وسيراليون وإثيوبيا.

أزاح التفوق في المباريات الرسمية حملاً كبيراً أثقل عاتق حسن منذ تعيينه مدرباً في مارس (آذار) الماضي، بعد إقالة البرتغالي روي فيتوريا عقب الخروج من دور الستة عشر لكأس الأمم في كوت ديفوار.

تعرض حسن للكثير من الانتقادات سواء من الرافضين لتوليه المهمة، أو بسبب اختياراته الفنية ودخوله في بعض الخلافات مع الأندية واللاعبين، كان آخرها مع المدافع أحمد حجازي الذي رفض الدخول بديلاً في مباراة الرأس الأخضر، ثم ترك معسكر المنتخب قبل السفر إلى بوتسوانا فيما وصفه حسن باعتذار من اللاعب، في حين قال حجازي نفسه إنه استبعاد من المدرب.

بدأ حسن مشواره بفوز ودي على نيوزيلندا بهدف، ثم خسارة من كرواتيا 2-4 في مارس الماضي، لكنه كان عرضة للأزمات بسبب رغبته في بداية المعسكرات الدولية بصورة مبكرة، وهو ما استجابت له الأندية مرة، ثم رفضته لاحقاً.

كما شاب التوتر علاقته بالنجم الأول للمنتخب محمد صلاح بسبب انتقادات سابقة وجهها حسن لنجم ليفربول الإنجليزي أثناء عمله محللاً بالبرامج الرياضية.

ومع اعتذار صلاح عن الانضمام للمعسكر الأول تحت قيادة حسن زاد التوتر، قبل أن يخرج المدرب ليشيد بنجمه الأول في أكثر من مناسبة، كان آخرها الاحتفال بوصول صلاح لمباراته الدولية رقم 100 أمام بوتسوانا، وحرص حسن على التقاط الصور التذكارية معه بهذه المناسبة.

وقال إبراهيم حسن، توأم حسام ومدير المنتخب المصري، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يستحق صلاح الاحتفاء به في كل يوم. الحديث عن وجود أزمة بينه وبين الجهاز الفني لا قيمة له، واحتفالنا به أمر طبيعي، ونتمنى أن يواصل اللعب حتى يصل إلى 200 مباراة دولية».

واقترب صلاح من تهديد رقم حسام حسن مع منتخب مصر؛ إذ يعد المدرب الحالي هو الهداف التاريخي برصيد 69 هدفاً دولياً، في حين رفع صلاح رصيده الحالي إلى 58.

وعلق إبراهيم حسن على ذلك بقوله: «الأرقام الفردية غير مهمة، وقيمة حسام حسن في تاريخ الكرة المصرية غير مرتبطة برقم قياسي أو غير ذلك. نتمنى أن يواصل صلاح تسجيل الأهداف وتحطيم كل الأرقام، والأهم تحقيق البطولات مع المنتخب، وهو هدفنا في الفترة المقبلة».

بالرغم من النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب مع حسن، يرى بعض الخبراء أنه لم يتعرض لأي اختبار حقيقي حتى الآن.

وقال الناقد الرياضي حسن المستكاوي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «الفوز الكبير على الرأس الأخضر وبوتسوانا ليس مقياساً لقوة المنتخب، وكذلك مباراتا موريتانيا المقبلتان، بل حتى تصفيات كأس العالم لا تعد اختباراً حقيقياً بسبب ضعف المنتخبات التي تواجهنا. في رأيي الاختبار الحقيقي سيكون في نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة التي لن نجد أي صعوبة في التأهل لها».

وأضاف: «حتى الآن لم يقدم حسن سوى بعض اللمحات للأفكار الفنية سواء في التشكيل أو في الدفع ببعض اللاعبين. لكن في المقابل كانت هناك أخطاء دفاعية فادحة في مباراة بوتسوانا على سبيل المثال. كذلك التعامل مع بعض الأزمات خارج الملعب يحتاج لإعادة النظر في الفترة المقبلة قبل بداية الاختبارات الحقيقية».

في المقابل، اعتبر هيثم فاروق لاعب المنتخب السابق والمحلل بقنوات «بي إن سبورتس» أن حسن أثبت بالفعل قدرته على قيادة المنتخب بصورة مميزة: «النتائج الإيجابية التي تحققت حتى الآن أثبتت أن حسن قائد رائع ومميز، وأن قرار تدريبه للمنتخب قرار صائب سيؤتي ثماره».

وأشاد فاروق بأداء المنتخب في المباريات السابقة، مؤكداً أن حسام وضع بصمته الفنية والتكتيكية على الفريق.

وأضاف مدافع الزمالك وفينورد الهولندي سابقاً: «تغيير طريقة اللعب في أكثر من مرة، وطريقة أداء الكرات الثابتة، والتغييرات في سير المباريات... كل هذه أمور فنية تُحسب لحسام حسن، وتنفي مقولة إنه مدرب حماسي فقط يعتمد على التحفيز، لكنه كذلك مدير فني مميز ولديه فكر يجب احترامه».


مقالات ذات صلة

الرياض... استوكهولم هارتز بطلاً لـ«قفز الحواجز» العالمية

رياضة سعودية الأمير عبد الله بن فهد والقاضي خلال تتويج الأبطال (الشرق الأوسط)

الرياض... استوكهولم هارتز بطلاً لـ«قفز الحواجز» العالمية

توّج الأمير عبد الله بن فهد بن عبدالله رئيس الاتحاد السعودي للفروسية ونائب وزير الرياضة بدر القاضي أبطال «نهائي الرياض» في ختام التصفيات النهائية لبطولة لونجين.

لولوة العنقري (الرياض ) منيرة السعيدان (الرياض )
رياضة عالمية تييري نوفيل سائق هيونداي يقترب من لقب بطولة العالم للراليات (أ.ف.ب)

«رالي اليابان»: نوفيل ينتفض ويقترب من لقب بطولة العالم

نجح تييري نوفيل سائق هيونداي في اقتناص نقاط في رالي اليابان بختام الموسم، السبت، ليقترب من لقبه الأول لبطولة العالم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة سعودية فريق الرياض للبولو يتوج بلقب البطولة (الشرق الأوسط)

تشيسترتون للبولو: الرياض يكسب القاهرة… ويحافظ على اللقب

حافظ فريق الرياض السعودي للبولو على لقبه للموسم الـ2 على التوالي، بطلاً لبطولة تشيسترتون للبولو، وذلك بعد فوزه على فريق القاهرة بنتيجة 6-5 في المباراة النهائية.

«الشرق الأوسط» (دبي )
رياضة عالمية لاعبو فالنسيا يحتفلون بأحد الأهداف الأربعة في مرمى بيتيس (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

كلّل فريق فالنسيا عودته إلى المنافسة عقب الفيضانات المدمرة في شرق البلاد، بفوز كبير على ضيفه ريال بيتيس 4-2.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية نوفاك ديوكوفيتش يضم أندي موراي لجهازه التدريبي (أ.ف.ب)

ديوكوفيتش يعلن انضمام موراي إلى جهازه التدريبي

أعلن نجم كرة المضرب الصربي، نوفاك ديوكوفيتش، السبت، أن منافسه البريطاني المعتزل آندي موراي سينضم إلى جهازه التدريبي.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

سون هيونغ مين (أ.ف.ب)
سون هيونغ مين (أ.ف.ب)
TT

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

سون هيونغ مين (أ.ف.ب)
سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1 مع الفريق الذي مزقته الحرب، في العاصمة الأردنية، أمس الثلاثاء، ضمن المرحلة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026.

وأدرك سون التعادل في الدقيقة الـ16 بعدما منح زيد قنبر الفريق الفلسطيني التقدم مبكراً.

وأحبط الفريق الفلسطيني نظيره الكوري بالتعادل السلبي في مباراتهما السابقة بالتصفيات في سول في سبتمبر (أيلول)، فيما يواصل فريق المدرب مكرم دبوب المنافسة للتأهل.

وقال سون عن الفريق الفلسطيني الذي أجبر على اللعب في عمان المحايدة، بسبب الوضع الأمني: «أود أن أشيد بهم».

وأضاف: «أعتقد أنهم كانوا مستعدين بشكل جيد للغاية، على الرغم من وجودهم في مثل هذا الموقف الصعب، ونفذوا خططهم بشكل جيد للغاية».

وتابع: «أعتقد أن هذا شيء يمكننا أن نتعلمه منهم. أشعر بخيبة أمل لأننا لم نفز، وآمل أن نلعب بشكل أفضل العام المقبل».

وأنهى التعادل سلسلة من أربعة انتصارات متتالية لكوريا الجنوبية في التصفيات، لكن فريق المدرب هونغ ميونغ بو لا يزال على الطريق الصحيح للتقدم إلى نهائيات كأس العالم، متقدماً بفارق ثلاث نقاط عن العراق، صاحب المركز الثاني في المجموعة الثانية.

ويحتل المنتخب الفلسطيني المركز الأخير في المجموعة.

ويتأهل أول فريقين في كل من المجموعات الثلاث في المرحلة الثالثة بتصفيات قارة آسيا مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، وتحاول كوريا الجنوبية التأهل إلى البطولة للمرة الـ11 على التوالي.

وقال سون الذي نجح في معادلة النتيجة بعد تمريرة رائعة من لي جاي سونغ: «أعتقد أننا جعلنا المباراة صعبة على أنفسنا».

واختتم: «حاولنا العودة في النتيجة، وأحرزنا هدف التعادل مبكراً، لكن كان بوسعنا الفوز بالمباراة لو نجحنا في استغلال الفرص التي أتيحت لنا».