«شبهة اعتداء جنسي» تربك البعثة المصرية في أولمبياد باريس

المصارع كيشو يخضع للتحقيق... ويواجه احتمال الشطب المحلي والدولي

من منافسات ألعاب القوى في أولمبياد باريس (رويترز)
من منافسات ألعاب القوى في أولمبياد باريس (رويترز)
TT

«شبهة اعتداء جنسي» تربك البعثة المصرية في أولمبياد باريس

من منافسات ألعاب القوى في أولمبياد باريس (رويترز)
من منافسات ألعاب القوى في أولمبياد باريس (رويترز)

تفاعلت قضية لاعب المصارعة «اليونانية – الرومانية»، المصري محمد كيشو، الذي أوقفته الشرطة الفرنسية للاشتباه باعتدائه جنسياً على زبونة في إحدى الحانات، وفق ما أفاد مكتب المدعي العام، وذلك بعدما قرّر ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، إحالة اللاعب للجنة الهيئات والأندية والقيم.

وكيشو هو الحائز على برونزية وزن 67 كيلوغراماً، قبل 3 أعوام في طوكيو، وقد خرج من الدور ثمن النهائي لألعاب باريس الأربعاء، بخسارته أمام الأذربيجاني حسرات جعفروف.

ووفقاً لمكتب المدعي العام في باريس، أُلقي القبض على المصارع المصري أمام مقهى في الدائرة 13 بالعاصمة نحو الساعة الخامسة صباحاً لاتهامه «بوضع يده على ردفي زبونة» في الحانة.

وعهد مكتب المدعي العام في باريس بالتحقيق إلى الدائرة الثالثة للشرطة القضائية.

ولم يتم التأكد على الفور ما إذا كان المصارع محتجزاً حالياً لدى الشرطة.

وبحسب صحيفة «لو باريزيان»، تم القبض عليه، وزعم أنه ارتكب فعلته وهو «في حالة سكر تام».

ومن المقرر أن تقوم اللجنة الأولمبية المصرية بالتحقيق في اتهام اللاعب بالقيام بـ«تصرفات غير مسؤولة» عقب انتهاء مشاركته مع البعثة المصرية في دورة باريس.

وأشارت اللجنة الأولمبية المصرية إلى أنه حال إدانة كيشو قد تصل العقوبة إلى شطبه واستبعاده من ممارسة اللعبة بشكل نهائي.

وذكر بيان رسمي للمركز الإعلامي باللجنة الأولمبية المصرية: «قرر ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، إحالة اللاعب محمد إبراهيم كيشو إلى لجنة الهيئات والأندية والقيم برئاسة شريف القماطي للتحقيق فيما نسب إلى اللاعب من تصرفات غير مسؤولة، وذلك بعد انتهاء مشاركته في منافسات دورة الألعاب الأولمبية، وقبل ساعات من رحلة عودته لمصر».

وأضاف البيان: «تم تكليف علاء جبر، رئيس البعثة المصرية، وعبد العزيز غنيم بالتحقيق في غياب اللاعب».

المصري كيشو سيخضع للتحقيق في قضية الاعتداء الجنسي (أ.ف.ب)

وتابع: «أفاد رئيس اتحاد المصارعة ورئيس وفد المصارعة بأن اللاعب غادر البعثة بإذن من رئيس وفد المصارعة لمشاهدة المباراة النهائية للمصارعة في وزنه، ولم يعد لمقر البعثة وأغلق هاتفه».

وأوضح: «طالب ياسر إدريس لجنة الهيئات والأندية والقيم بالتطبيق الصارم للوائح في حق اللاعب وأي مسؤول آخر في وفد المصارعة تثبت مسؤوليته عن تلك التصرفات».

واختتم البيان: «في حالة ثبوت مخالفة اللاعب فإن العقوبة قد تصل إلى الشطب النهائي واستبعاده من ممارسة اللعبة محلياً ودولياً».

من جهة ثانية، قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، إن قرار إدراج رياضة الملاكمة في جدول ألعاب أولمبياد لوس أنجليس 2028 يجب أن يتخذ في عام 2025.

وتدير اللجنة الأولمبية الدولية منافسات الملاكمة في أولمبياد باريس، بعدما جردت رابطة الملاكمة الدولية من الاعتراف بها العام الماضي بسبب فشلها في إكمال الإصلاحات بشأن قضايا الحوكمة والتمويل.

ولم تدرج اللجنة الأولمبية الدولية الملاكمة في جدول ألعاب أولمبياد لوس أنجليس 2028 حتى الآن، وحثّت الاتحادات الوطنية للملاكمة على إنشاء هيئة عالمية جديدة للعبة أو المخاطرة بالغياب عن الألعاب الأولمبية بعد 4 سنوات.

وقال باخ، في مؤتمر صحافي رداً على سؤال حول الموعد الذي ستتخذ فيه اللجنة الأولمبية الدولية قرارها بشأن إدراج رياضة الملاكمة في الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس: «خلال العام المقبل، في أقرب وقت ممكن. ولكن لا يمكننا الانتظار أكثر من نهاية العام المقبل».

وكانت اللجنة الأولمبية قالت إنها لن تنظم منافسات الملاكمة في الألعاب الأولمبية المقبلة.

وتم إطلاق منظمة جديدة تسمى الاتحاد العالمي للملاكمة في عام 2023، ولديها حالياً 37 عضواً، وهو عدد أقل بكثير من أعضاء رابطة الملاكمة الدولية غير المعترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.

وأوقفت اللجنة الأولمبية الدولية رابطة الملاكمة في عام 2019 بسبب قضايا الحوكمة والتمويل والتحكيم والأخلاق، ولم تشركها في إدارة منافسات الملاكمة في أولمبياد طوكيو 2021، قبل تجريدها من الاعتراف بها في عام 2023.

ونشب خلاف بين اللجنة الأولمبية الدولية ورابطة الملاكمة لعدة أيام خلال أولمبياد باريس بشأن مشاركة ملاكمتين، الجزائرية إيمان خليف والتايوانية لين يو تينج في الألعاب.

وقرّرت الرابطة إيقاف الملاكمتين في منتصف بطولة العالم العام الماضي، بعد اختبارات الكروموسومات الجنسية، وأشارت إلى عدم أهليتهما للمشاركة في البطولة، لكن اللجنة الأولمبية الدولية سمحت لهما بالمنافسة، قائلة إنهما سيدتان.


مقالات ذات صلة

باخ: إقامة الأولمبياد وكأس العالم بأميركا «مضمون»... ترمب عاشق للرياضة

رياضة عالمية توماس باخ (د.ب.أ)

باخ: إقامة الأولمبياد وكأس العالم بأميركا «مضمون»... ترمب عاشق للرياضة

قال توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، إن مصير بطولة كأس العالم لكرة القدم للرجال ودورة الألعاب الأولمبية في الولايات المتحدة مضمون.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية توماس باخ (د.ب.أ)

باخ: لا بد من عواقب عقب إساءات للسيدات في الجمباز الألماني

يتوقع توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أن تكون هناك عواقب وسط سلسلة من المزاعم بحدوث إساءات للنساء في مجال لعبة الجمباز بألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية حرائق لوس أنجليس زرعت الرعب في مواطني المدينة (أ.ف.ب)

بعد الحرائق... هل لوس أنجليس قادرة على استضافة أولمبياد 2028؟

ألقت الحرائق الكارثية التي اجتاحت لوس أنجليس بظلالها على الاستعدادات لأولمبياد 2028، وسط أسئلة حول جاهزية المدينة لضمان سلامة الألعاب الصيفية ونجاحها.

«الشرق الأوسط» (لوس انجليس)
رياضة عالمية رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ (رويترز)

الأولمبية الدولية تستبدل ميداليات فقدها سباح أميركي في حرائق لوس أنجليس

قال توماس باخ الأحد إن الميداليات الأولمبية التي فقدها أيقونة السباحة الأميركية غاري هال جونيور في حرائق لوس أنجليس سيتم استبدالها

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية موريناري واتانابي (رويترز)

واتانابي المرشح لرئاسة «الأولمبية» يطرح فكرة «جنونية» لتنظيم الألعاب

تُعد حظوظ الياباني موريناري واتانابي ضئيلة لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، لكنه يأمل أن تفتح فكرته «الجنونية» لاستضافة الألعاب في 5 مدن باباً للنقاش.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

تالاييتش: نسعى لتأهل البحرين إلى «كأس العالم 2026»

دراغان تالاييتش (رويترز)
دراغان تالاييتش (رويترز)
TT

تالاييتش: نسعى لتأهل البحرين إلى «كأس العالم 2026»

دراغان تالاييتش (رويترز)
دراغان تالاييتش (رويترز)

اتجه منتخب البحرين إلى سلوفينيا في يوليو (تموز) الماضي لبدء مشواره مع دراغان تالاييتش؛ سعياً إلى تصحيح المسار بعد وداع «كأس آسيا لكرة القدم» من الدور الـ16، وهي الخطوة التي كانت حجر الأساس للفوز بـ«كأس الخليج (خليجي26)» بعد نحو 5 أشهر، ليحصل المدرب الكرواتي على دفعة جعلته يطمح إلى قيادة الفريق لكأس العالم لأول مرة.

وجاء قرار تعيين تالاييتش في فبراير (شباط) 2024 بعد بداية متقلبة في المرحلة الثانية من التصفيات القارية المؤهلة إلى «كأس العالم 2026»، ثم خسارة قاسية 3 - 1 من اليابان في «كأس آسيا».

لكن خلال هذه المدة القصيرة، التي بدأت بمعسكر إعدادي في وسط أوروبا، نجح المدرب الكرواتي في تكوين فريق تُوّج بلقب «خليجي26»، وتفوق على جميع المرشحين للفوز بالبطولة التي جرت في الكويت.

وقال تالاييتش، الخبير في تدريب فرق عرب آسيا، لـ«رويترز»: «جئنا إلى الكويت بآمال وطموحات كبيرة، وكنا نعلم أننا سنواجه فرقاً مرشحة للفوز باللقب. لكن أحياناً من الجيد أن تلعب وأنت غير مرشح للفوز؛ لأن هذا يجعلك في قمة تركيزك. عملنا بشكل مكثف منذ الصيف الماضي، وحتى مباريات تصفيات كأس العالم، وكانت البطولة فرصة لإظهار قدراتنا».

وكانت فرص منتخب البحرين في بلوغ الدور ما قبل النهائي صعبة نظراً إلى مواجهته منتخبات السعودية والعراق واليمن على الترتيب، لكنه بدأ البطولة بقوة وفاز 3 - 2 على فريق المدرب هيرفي رينارد، قبل التفوق 2 - صفر على حامل اللقب، ليضمن التقدم قبل الخسارة من اليمن.

وقال تالاييتش: «تعاملنا مع البطولة خطوة بخطوة، والهدف الأولي كان التأهل عن دور المجموعات».

وحملت مواجهة الدور ما قبل النهائي طابعاً خاصاً، ليس لمواجهة الكويت مستضيفة البطولة فقط؛ وإنما لأن تالاييتش كان يواجه المدرب خوان أنطونيو بيتزي الذي سبقه في تدريب البحرين.

وعلى الرغم من تعرض مهدي عبد الجبار للطرد في الدقيقة الـ52، فإن محمد مرهون تمكن من تسجيل هدف قبل 15 دقيقة من النهاية ليقود البحرين إلى النهائي على حساب صاحب الأرض.

وأشاد مدرب الخالدية السابق بدور الجماهير في العبور للمباراة النهائية، قائلاً: «حضور جماهيرنا هذه المباراة كان مميزاً. كانوا 5 آلاف مشجع أمام 55 ألف مشجع يهتفون باسم الكويت. بعد طرد عبد الجبار، تجمع اللاعبون في منتصف الملعب وشجع بعضهم بعضاً، وفي هذه اللحظة أدركت أننا سنحقق نتيجة إيجابية في هذه المباراة».

وكانت المباراة النهائية أمام عُمان إعادة لمباراة الدور ما قبل النهائي لـ«خليجي25»، لكنها انتهت بفوز البحرين هذه المرة وبسيناريو مثير بعدما حولت تأخرها بهدف إلى فوز 2 - 1 قرب النهاية.

وقال تالاييتش: «رغبتنا كانت كبيرة، ورأيت ذلك في أعين اللاعبين؛ لأنهم يريدون تقديم شيء للبحرين وللجماهير... ورغم التأخر في النتيجة، فإنني كنت أعلم أننا نستطيع العودة».

وسجلت البحرين 9 أهداف في «خليجي26»؛ 4 منها في الربع ساعة الأخير من المباريات، وهذا ما فسره تالاييتش بالقول: «الحفاظ على تركيزنا يساعدنا على أن نظهر بأفضل صورة... نحضر أنفسنا لكل السيناريوهات التي نقابلها على أرض الملعب، ونعلم أن النتيجة تتغير في أي لحظة، لكننا ندرك أن المباراة تنتهي مع صافرة الحكم».

كانت لدى البحرين 3 نقاط من مباراتين في المرحلة الثانية من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، لكنه قادها بنجاح إلى المرحلة الثالثة؛ إذ جمعت 6 نقاط من 6 مباريات بالتساوي مع السعودية والصين وإندونيسيا، لكنها تتأخر بنقطة واحدة عن أستراليا صاحبة المركز الثاني الذي يضمن لصاحبه الصعود مباشرة.

وقال تالاييتش: «الهدف الرئيسي هو تصفيات كأس العالم. ندرك صعوبة المشوار».

وتحل البحرين ضيفة على اليابان، المتصدرة ولها 16 نقطة، ثم إندونيسيا في شهر مارس (آذار)، قبل استضافة السعودية واللعب في مطلع يونيو (حزيران) المقبل.

وتسعى البحرين إلى أن تكون بقية نتائج المنتخبات في مصلحتها، وأن تكرر فوزها على السعودية سعياً إلى بلوغ كأس العالم لأول مرة في تاريخها.

ويعتقد تالاييتش أن إدراكه إمكانات لاعبيه يجعله يستطيع مواجهة أي فريق بطريقة لعب مناسبة.

وأضاف: «رغم صعوبة المهمة، فإننا نسعى جاهدين للتحضير بشكل جيد. الآن لدينا الوقت الكافي للاستعداد. بعد الفوز ببطولة (خليجي) حصلنا على دفعة كبيرة، ونتطلع إلى استغلال هذه الأجواء الإيجابية لتقديم أداء جيد في تصفيات كأس العالم. أعتقد أن هذا الجيل سيصنع التاريخ للكرة البحرينية في كأس العالم».