من قال إن تحقيق الشغف يعيقه عمر أو يوقفه وضع جسدي، باستعدادات فردية وخطى ثابتة نحو مجدٍ أولمبي جديد يسعى البطل البارلمبي، معتز الجنيدي، لخطف ميدالية جديدة يضيفها لسلة أمجاده الخاصة التي حصدها على مر أعوام طويلة بجهد فردي وإمكانيات أكثر من متواضعة.
هو من بدأ ممارسة الرياضة في عمر السنوات السبع، بعد إصابته بشلل الأطفال نتيجة تناوله طعاماً فاسداً، أدى لفقدانه القدرة على المشي، لكن ذلك لم يُثنه عن تحقيق مجده الخاص.
على الرغم من انقطاعه لفترة عن الرياضة، لكن العودة في عام 1996 كانت من الباب العريض، تلاها تحقيق ميدالية ذهبية في بطولة «ستوك ماندفيل» في بريطانيا، لتكون الأولى للبطل خارج بلاده الأردن.
ورغم العمل الفردي الرياضي، فإن الجنيدي تمكّن من إكمال تحصيله الدراسي، وتحصل على شهادة الماجستير في تخصص المحاسبة. ليكون عام 2003 بداية الجزء الثاني من مسيرته الرياضية، وعنوان فصله الجديد رياضة رفع الأثقال، وبعدها بعام شارك الجنيدي في أولمبياد أثينا لعام 2004، لتليها مشاركات في بكين، التي سجلت حصده ميدالية برونزية، وبعدها بسنتين وصافة العالم لعام 2010 في وزن 75 كيلوغراماً ورفعه وزن 210 كيلوغرامات.
الأرقام القياسية كانت حاضرة أيضاً في مسيرة معتز، ففي عام 2014 خطف 3 أرقام متنوعة في أكثر من وزن، إضافة لكونه بطل العالم للعام 2022، الذي تحصّل فيه على ميداليتين ذهبيتين أيضاً برفعه وزن 222 كلغ.
ويقول معتز: «إن التحضيرات الحالية لأولمبياد باريس متواضعة جداً، والاهتمام غائب للأسف - على حد وصفه - وأن هذه المشاركة ستكون السادسة له في سلسلة الألعاب البارلمبية، ويطمح لأن تضيف له مزيداً من الإنجازات»، لكنه يؤكد أنها «ستكون الأخيرة، فمشوار الاعتزال سيبدأ بعدها».
لكنه يضيف أنه «لن يتوقف عن العمل الرياضي، فهو يريد توجيه خبرته التي اكتسبها على مدار سنين طويلة لغيره من الأبطال».
وتابع: «للأسف حتى الآن، ومع اقتراب البطولة، ليس هناك أي معسكرات جماعية أو دورات تنظيمية، ولا يتلقى اللاعبون أي مكافآت أو دعم مالي أو نفسي، ولكن اللاعبين يناضلون من أجل اسمهم ورفع اسم بلادهم في المحافل العالمية».
يذكر أن معتز الجنيدي كان ممثلاً للاعبين في عام 2012 في الاتحاد الآسيوي، وفي العام الحالي 2024 أصبح ممثلاً في الاتحاد الدولي.