مدرب العين: كنا الحلقة الأضعف في الدوري الآسيوي... والآن نحن الأبطالhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/5024494-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D9%83%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D8%B9%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86-%D9%86%D8%AD%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84
مدرب العين: كنا الحلقة الأضعف في الدوري الآسيوي... والآن نحن الأبطال
كريسبو لم يتمكن من مقاومة دموعه أثناء مراسم تتويج فريقه بكأس آسيا (أ.ف.ب)
العين:«الشرق الأوسط»
TT
العين:«الشرق الأوسط»
TT
مدرب العين: كنا الحلقة الأضعف في الدوري الآسيوي... والآن نحن الأبطال
كريسبو لم يتمكن من مقاومة دموعه أثناء مراسم تتويج فريقه بكأس آسيا (أ.ف.ب)
لم يتمكن هرنان كريسبو مدرب العين الإماراتي من مقاومة دموعه أثناء مراسم تتويج فريقه بلقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم بعد أن صمد أمام حالة من «عدم الثقة» في أصعب مسار ممكن بالمسابقة.
وتصدر العين مجموعته على حساب الفيحاء السعودي وباختاكور الأوزبكي وأهال من تركمانستان تحت قيادة المدرب ألفريد شرودر، لكنه قرر إقالة المدرب الهولندي لعدم الرضا عن الأداء، وعيَّن كريسبو الفائز بثلاثية محلية مع الدحيل القطري في الموسم الماضي.
وتفوق العين مع كريسبو بصعوبة على ناساف الأوزبكي في دور 16.
وبدت فرص العين أقل في تخطي النصر السعودي بقيادة كريستيانو رونالدو في دور الثمانية، لكنه فاز 1 - صفر في الإمارات وخسر 3 - 4 إياباً في الرياض، ثم تفوق بركلات الترجيح بعد أداء استثنائي للمهاجم سفيان رحيمي والحارس خالد عيسى.
كما كانت كفة الهلال أرجح في قبل النهائي، خصوصاً أن كريسبو تعرض لخسارة قاسية 0 - 7 أمامه مع الدحيل في نفس الدور بالموسم الماضي.
لكن العين نجح في وضع حد للرقم القياسي العالمي للعملاق السعودي بعد 34 انتصاراً متتالياً بجميع المسابقات، وفاز 4 - 2 على أرضه بعد ثلاثية لرحيمي في الشوط الأول، وصمد ليخسر 1 - 2 في الرياض، ويتأهل للنهائي للمرة الرابعة.
وفي النهائي عاد العين بخسارة 1 - 2 من يوكوهاما قبل أسبوعين، وسط مخاوف من استمرار هيمنة أندية شرق آسيا.
لكن «الزعيم» كرر ما فعله الاتحاد السعودي في 2005، وأصبح ثاني فريق ينتفض في إياب النهائي، ويرفع الكأس بفوز كبير 5 - 1 بعد استمرار تألق رحيمي أفضل لاعب بالبطولة والهداف برصيد 13 هدفاً، وهو رقم قياسي.
وتحقق الإنجاز الآسيوي وسط موسم محبط للعين على المستوى المحلي، وضغوط على كريسبو، ومطالبات للبعض بإقالته.
وقال كريسبو بعد مراسم التتويج: «المشاعر طاغية، عندما أتيت إلى هنا لم يثق أحد بقدرتي على قيادة أو تمثيل هذا النادي الكبير».
وأضاف مهاجم ميلان وإنتر وبارما ولاتسيو وتشيلسي السابق: «ندرك أننا في دوري الأبطال كنا الحلقة الأضعف، لم يثق أحد بقدراتنا، لكننا حققنا إنجازاً هائلاً، وكنا نستحق الفوز في كل الأدوار، وأمام فرق أكثر إنفاقاً على الصفقات، وتملك لاعبين أكثر بريقاً».
وتابع: «كنا نثق بهذه المجموعة من اللاعبين، ونستحق أن نكون الأبطال. طريقة لعبنا صنعت الفارق».
وقال الظهير الأيمن سعيد جمعة: «تخطينا أصعب نسخة للمسابقة الآسيوية، وقد واجهنا كثيراً من الاستخفاف، وقيل إننا لا نمتلك لاعبين جيدين، لكننا استعدنا اللقب بعد 20 عاماً».
وقال رحيمي: «تجهيز الفريق كان مثالياً هذا الموسم رغم الظروف الصعبة في الدوري المحلي. لم يثق أحد بوصولنا لأبعد نقطة، خصوصاً بعد جلب الأندية السعودية لاعبين كباراً، لكننا من اللاعبين الكبار أيضاً، وكلَّل الله جهودنا باللقب».
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحربhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/5083956-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D8%B1-%D8%A3%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%86%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AF%D9%81%D8%B9%D8%AA-%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.
سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».
وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.
في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.
القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.
لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».
وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».
في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».
أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».
عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».
زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.
مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.
رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».
زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.