«الجنرال» محمود الجوهري… الغائب الحاضر في إنجاز الأردن

محمود الجوهري كانت له بصمته في الكرة الأردنية (منصة «إكس»)
محمود الجوهري كانت له بصمته في الكرة الأردنية (منصة «إكس»)
TT

«الجنرال» محمود الجوهري… الغائب الحاضر في إنجاز الأردن

محمود الجوهري كانت له بصمته في الكرة الأردنية (منصة «إكس»)
محمود الجوهري كانت له بصمته في الكرة الأردنية (منصة «إكس»)

لم يحظ مدرّب عمل في الأردن بما حظي به المصري الراحل محمود الجوهري على مدى 12 عاماً، مديراً فنياً للمنتخب ومؤسّساً لمراكز واعدين أصبحوا نجوماً يقفون على بُعد خطوة من إحراز لقب «كأس آسيا لكرة القدم» للمرّة الأولى في تاريخ البلاد، السبت، أمام قطر المضيفة.

كان الجوهري على رأس عمله بمراكز الأمير علي للواعدين، في العاصمة عمّان، عام 2012، عندما أُصيب بجلطة دماغية لم تمهله كثيراً، ففارق الحياة بعد 3 أيام عن 74 عاماً.

أقام الأردن جنازة عسكرية مهيبة تكريماً له وتقديراً لبصمته المؤثرة في كرة القدم، قبل أن يُنقل جثمان الضابط السابق في سلاح الإشارة إلى القاهرة، حيث أُقيمت له مراسم تشييع عسكرية.

تُسجّل للجوهري الذي سبق له قيادة بلاده إلى التأهُّل لمونديال إيطاليا 1990، بعد 56 عاماً من الغياب وإحراز «كأس أمم أفريقيا» لاعباً ومدرّباً، مساهمته في تفريخ العديد من المواهب التي لا يزال بعضها يجول في الملاعب.

فور تألّق المهاجم يزن النعيمات، صاحب 3 أهداف للأردن في «كأس آسيا» الحالية، سارعت المواقع الأردنية إلى تناقل صورة قديمة تظهر الجوهري يكرّم النعيمات، الطفل الصغير آنذاك، بميدالية، بعد فوز «مركز سحاب» في بطولة نظّمتها مراكز الواعدين.

بعد تعيين «الجنرال» مدرباً للأردن (2002 - 2007) تأسّست مراكز الواعدين في 2003 تحت إشرافه. في تلك الفترة، بلغ الأردن ربع «نهائي كأس آسيا 2004» من المشاركة الأولى، حيث خسر بشق الأنفس بركلات الترجيح أمام اليابان التي أحرزت اللقب.

يشرح أحمد قطيشات مدير الدائرة الفنية والمنتخبات السابق في الاتحاد القريب من المدرّب المحنّك: «وضع الجوهري قواعد العمل في هذه المراكز من خلال توزيعها على مختلف محافظات المملكة الحضرية والقروية والبادية، كما قام بإنشاء مراكز خاصة بالمواهب النخبة في المدن الرئيسية: العاصمة عمان وإربد والزرقاء».

وتابع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ظلّ على رأس عمله حتى ساعات حياته الأخيرة عندما أشرف بنفسه على تدريبات أحد مراكز النخبة في ملعب البولو بالعاصمة عمان، في 31 أغسطس (آب) 2012، حيث داهمته الجلطة الدماغية مساءً».

يُسجّل لمراكز الواعدين إنجاب معظم لاعبي المنتخب المتأهل إلى «كأس العالم للشباب» في كندا عام 2007. وقد استقطب الجوهري مواهبها مباشرة إلى المنتخبات الوطنية، بينما انحسر دورها في الآونة الأخيرة، وقلّ حجم الاهتمام بها، خلافاً لأيام الجوهري.

بعد رحيله عن تدريب المنتخب، عاد الجوهري في 2009 مخططاً ومستشاراً فنياً، فصبّ اهتمامه على عمل مراكز الواعدين. بدأ مرحلة طويلة من التخطيط لتجني اللعبة ثمارها لاحقاً، من خلال بلوغ الدور الحاسم المؤهل إلى «كأس العالم 2014» أمام أوروغواي تحت إشراف مواطنه حسام حسن، والمشاركة المستمرة في «كأس آسيا».

قال الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني إن الحصول على جائزة اعتراف وتميّز من الاتحاد الآسيوي تقديراً لتطوير وإعداد لاعبي كرة القدم للمستقبل لم يكن ليتحقق «من دون حكمة وبُعد نظر الراحل الكابتن محمود الجوهري الذي وضع الأساس لاستراتيجية النهوض بالكرة الأردنية».

مع الجوهري، وصل الأردن إلى المرتبة الأعلى له (37) في التصنيف العالمي عام 2004 (87 راهناً).

يوم السبت، يبحث المغربي، الحسين عموتة، الذي ينادي أيضاً بالتركيز على المواهب الصاعدة، عن احتلال موقع إلى جانب الجوهري، بحال قيادته الأردن إلى أوّل لقب كبير في تاريخها.


مقالات ذات صلة

السعودية تكشف عن استاد «المربع الجديد» بطاقة 45 ألف متفرج

رياضة سعودية يُستوحى تصميمه من شجرة الطلح الحاضرة في وادي حنيفة (بي آي إف)

السعودية تكشف عن استاد «المربع الجديد» بطاقة 45 ألف متفرج

كشفت شركة «تطوير المربع الجديد» إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الثلاثاء، عن تصميم استاد «المربع الجديد» بطاقة استيعابية تزيد على 45 ألف مقعد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية هيونغ-مين سون (أ.ب)

والد الكوري الجنوبي سون متهم بسوء المعاملة في أكاديميته

يواجه والد نجم توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، هيونغ-مين سون، والمدرّبون في أكاديميته في كوريا الجنوبية، شكوى تقدّمت بها عائلة أحد الطلاب بسبب سوء المعاملة.

«الشرق الأوسط» (سول)
رياضة عالمية ساني الحارس البالغ من العمر 40 عاماً أصبح بطلاً بين ليلة وضحاها (أ.ب)

«تصفيات مونديال 2026»: الصينيون يغدقون الاموال على حارس سنغافورة

كشف حارس مرمى منتخب سنغافورة المخضرم حسن ساني، عن أن أنصار منتخب الصين لكرة القدم أرسلوا له الأموال لشكره على دوره غير المتوقع في الحفاظ على أحلامهم في التأهل.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
رياضة عالمية قرعة تصفيات كأس آسيا للشباب تحت 20 عاماً (المنتخب السعودي)

قرعة متوازنة للتصفيات المؤهلة لكأس آسيا للشباب

أُقيمت اليوم الخميس قرعة تصفيات كأس آسيا للشباب تحت 20 عاماً (2025)، وذلك في مقر الاتحاد الآسيوي بالعاصمة الماليزية، كوالالمبور.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)
رياضة عربية الأمير الحسين بن عبد الله ولي عهد الأردن (حساب ولي العهد الأردني على إنستغرام)

ولي عهد الأردن محتفلاً: الأخضر كان مميزاً… والصدارة للنشامى

تفاعل الأمير الحسين بن عبد الله ولي عهد الأردن عبر حسابه في «إنستغرام» مع نتيجة مباراة منتخب الأردن ونظيره المنتخب السعودي التي جمعت بينهما الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (عمّان)

الرامية اليمنية ياسمين: وجودي في أولمبياد باريس «إنجاز بحد ذاته» 

الرامية اليمنية ياسمين الريمي (الشرق الأوسط)
الرامية اليمنية ياسمين الريمي (الشرق الأوسط)
TT

الرامية اليمنية ياسمين: وجودي في أولمبياد باريس «إنجاز بحد ذاته» 

الرامية اليمنية ياسمين الريمي (الشرق الأوسط)
الرامية اليمنية ياسمين الريمي (الشرق الأوسط)

لأن المحفل كبير، فالتحضيرات يجب أن تكون على قدر الحدث. ولذلك لا توفر البطلة اليمنية الأولمبية ياسمين الريمي أي جهد في سبيل تحقيق بصمة واعدة لبلادها في ألعاب باريس الحالية. فهي مَن مارست الرماية منذ نعومة أظفارها، وكانت تحصل على المركز الأول منذ بدء احترافها الرياضة في المسابقات المحلية داخل اليمن لتستهل مشوارها الخارجي في البطولات الدولية عربياً وعالمياً عام 2010، ثم خطفت الريمي ميدالية برونزية ثمينة في البطولة العربية التي أقيمت في السودان قبل أن تجبرها الأوضاع الصعبة في بلادها على التوقف عن ممارسة الرياضة حتى عام 2020 من خلال مشاركة دولية في الكويت ثم القاهرة، ضمن فعاليات البطولة العربية التي نجحت خلالها في خطف ميدالية فضية، ناهيك عن مشاركة مميزة أيضاً في أولمبياد طوكيو ودورة الألعاب الآسيوية التي احتضنتها الصين.

وتروي ياسمين لـ«الشرق الأوسط» كيف أن الاستعدادات كانت صعبة في ظل وجود معوقات كثيرة بشأن إقامة معسكرات تدريبية نظامية لتكتفي في أغلب الأوقات بالتمرين بشكل فردي إضافة لبعض المعوقات الخاصة بالتأشيرات والموافقات الأمنية التي منعتها من المشاركة في أكثر من حدث رياضي، ولكن رغم ذلك تقول: «مشاركتي الآن في باريس هي مشاركة مهمة لي على الصعيد الشخصي وأتمنى أن أشرف اسم بلادي (اليمن) وأحقق إنجازاً جديداً ولن أقصر في تقديم أكبر مجهود لديّ في سبيل صناعة الفارق».

ياسمين الريمي لم تُتح لها فرصة الإعداد الجيد لأولمبياد باريس (الشرق الأوسط)

وتضيف ياسمين صاحبة الـ39 عاماً: «نسأل الله التوفيق لكل الرياضيين العرب وفوز أي بطل أولمبي عربي يعد فوزاً لنا جميعاً ونتمنى نحن رياضيي اليمن تقديم مشاركة مشرفة ومجرد المشاركة لنا عطفاً على الأوضاع العامة يعد إنجازاً كبيراً لنا». وتضيف ياسمين أنه تم اختيارها لحمل العلم اليمني في افتتاح الأولمبياد ولكنه تعارض مع أوقات المنافسة التي ستشارك فيها. يذكر أن البعثة الأولمبية اليمنية تشارك في الألعاب عبر 4 رياضات مختلفة هي السباحة والرماية والجودو وألعاب القوى. وعن المشاركة تقول مدربة فريق الرماية اليمني في أولمبياد باريس أمل مدهش: «للأسف تحضيرات البطلة ياسمين للألعاب لم تكن كافية إطلاقاً، ولم يُتح لها وقت كافٍ وحُرمت للأسف حتى من فرصة التدريب في معسكر تحضيري قصير، ورغم الوضع الحالي، عطفاً على الأوضاع الأمنية عموماً، فإني كلي ثقة بخبرة ياسمين وقوة إرادتها وهي تحاول أن تقدم شيئاً مشرفاً لليمن، فرغم كل تلك الصعوبات فإن معنوياتها مرتفعة، ونسأل الله التوفيق».