لم يكن كثيرون يتوقعون أن يصبح موسى التعمري لاعب الأردن أحد أبرز اللاعبين في «كأس آسيا لكرة القدم» المقامة بقطر، لكن المهاجم النشيط تألق وساهم في قيادة بلاده للوصول إلى النهائي للمرة الأولى في التاريخ.
وتأهل الأردن إلى أدوار خروج المغلوب كأحد أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث، لكن منذ وصوله إلى دور الستة عشر تقدم بشكل مذهل مع قيادة التعمري، جناح مونبيلييه، لخط الهجوم.
وفي بطولة تصدرها نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل الكوري الجنوبي سون هيونج مين، ومواطنه لي كانغ إن، لاعب باريس سان جيرمان، خطف التعمري (26 عاماً) الأضواء بالفوز في الدور قبل النهائي.
والتعمري المجتهد عنصر أساسي في ضغط الأردن؛ إذ يزعج المدافعين بسرعته وقدراته على قراءة تمريرات المنافسين لإجبارهم على ارتكاب الأخطاء.
وكان قَطْع التعمري للكرة خلف الهدف الأول، في الفوز 2 - صفر على كوريا الجنوبية، عندما خطف الكرة في منتصف الملعب، بينما حسم هدفه الثاني من مجهود فردي بعدها بدقائق، الفوزَ، ليستعد لمواجهة قطر، الدولة المضيفة، غداً (السبت)، في النهائي.
ونال التعمري لقب (ميسي الأردني) بمهاراته أثناء لعبه في الدوري القبرصي، وتألق بشكل أكبر تحت قيادة مدرب الأردن، عموتة.
وقال التعمري: «المدرب غرس فينا الانضباط التكتيكي، وأعطانا الثقة. احترمنا كوريا الجنوبية لكننا ضغطنا عليهم منذ الثانية الأولى. الروح والصبر هما الأهم. لكن هذا لم يكن مجهوداً فردياً. كان مجهوداً جماعياً. لا يمكنني تقديم هذا الأداء إذا لم يمنحني الدفاع وخط الوسط تلك الكرات. عندما تُتاح لي تلك الفرص، أحب أن أركض نحو المرمى دون خوف. ولحسن الحظ كنتُ قادراً على تسجيل هدف جميل».
هذا الأسلوب الشجاع هو تحديداً ما دفع الأردن، الذي يحتل المرتبة 87 في ترتيب الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا)، إلى حافة المجد.
ويلعب معظم لاعبي المنتخب الأردني في الخليج، في حين أن التعمري هو اللاعب الوحيد المحترف في أوروبا ويأمل في رسم طريق لزملائه ليتبعوه.
وأضاف: «اللاعبون الأردنيون يستحقون اللعب في أوروبا... من الجيد أن نكون في النهائي لأن الجميع يتحدث عن بلدي في فرنسا، وهذا مهم بالنسبة لي، وآمل أن نتمكن من تقديم أداء جيد في النهائي».
وعموتة أحد أسباب تألق الأردن، إذ تغلب على الانتقادات الشديدة بعد سجلِّه السيئ في عام 2023 قبل أن يقوده إلى النهائي، بفوز مفاجئ على العراق وكوريا الجنوبية.
ويأمل المدرب المغربي أيضاً في رؤية المزيد من اللاعبين الأردنيين في الدوريات الأوروبية الكبرى، ورغم أنه يدرك أن هناك عملاً يتعين القيام به في البلاد، فإنه يأمل أن يكون التألق في «كأس آسيا» بمثابة نقطة انطلاق.
وقال المدرب: «قبل البطولة، تحدثت عن المشكلات على مستوى الأندية، ولم يكن العديد من اللاعبين جاهزين. ومع ذلك، حققنا هذا النجاح».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية، وفي اللاعبين وفي كرة القدم عبر الفئات العمرية. الآن لدينا موسى في الدوري الفرنسي، ونأمل أن يكون لدينا أردنيون في الدوري الإنجليزي الممتاز أو الدوريات الأوروبية الأخرى في السنوات القليلة المقبلة. نحن بحاجة لمناقشة كيفية إنتاج لاعبين يمكنهم اللعب في أكبر الدوريات في العالم، والوصول إلى النهائي هو حجر الأساس لتحقيق ذلك».