مدرب قطر: سنتصدى لهجمات «إيران»... ولا تهمني هوية حكم المباراة

ماركيز لوبيز مدرب منتخب قطر في المؤتمر الصحافي (تصوير: بشير صالح)
ماركيز لوبيز مدرب منتخب قطر في المؤتمر الصحافي (تصوير: بشير صالح)
TT

مدرب قطر: سنتصدى لهجمات «إيران»... ولا تهمني هوية حكم المباراة

ماركيز لوبيز مدرب منتخب قطر في المؤتمر الصحافي (تصوير: بشير صالح)
ماركيز لوبيز مدرب منتخب قطر في المؤتمر الصحافي (تصوير: بشير صالح)

كشف الإسباني ماركيز لوبيز مدرب منتخب قطر، أنه يدخل مواجهة نصف نهائي بطولة كأس آسيا 2023 أمام إيران بحافز كبير لصناعة التاريخ مع منتخب قطر.

وتحدث لوبيز الذي قاد المهمة في غضون أسابيع قليلة قبل بداية البطولة، وقال: «الفضل يعود للاعبين، قدموا مائة بالمائة من العطاء، أنا حاولت منح اللاعبين مزيداً من الدقائق، وأن يكون الجميع جاهزاً، ولكن أعتقد أنني سعيد جداً بالعمل مع اللاعبين خلال فترة قصيرة، وصلت يوم 24 ديسمبر (كانون الأول)، ولكن اللاعبين أظهروا إمكانات عالية، الجميع قدم كل ما يجب عليه».

وأضاف لوبيز: «خضنا 5 مباريات، وهذه المواجهة السادسة، هناك حمل بدني وسنخوض المواجهة بكل قوة وتركيز، منتخب إيران قوي جداً، ونحن وصلنا إلى نصف النهائي مثلنا مثل المنتخب الإيراني، نحن لم نقلل من أي منتخب واجهناه وسندخل مواجهة إيران بالرغبة نفسها».

ومضى لوبيز في الحديث، وقال: «عدم فوز إيران منذ عدة سنوات، هذه معلومة جديدة بالنسبة لي، ولكن نحن أيضاً سنلعب من أجل الفوز».

وعن خط هجوم منتخب إيران، قال: «ندرك أن الخط الأقوى لديهم في المقدمة، سنعمل على إيقاف هجماتهم»، وأضاف: «لا ألعب من أجل الوصول إلى ركلات الترجيح، ليس في قاموسي هذا الأمر».

وفيما يخص تعيين حكم كويتي لإدارة المواجهة ورأيه فيه، قال: «أنا أهتم بفريقي، وأما فيما يتعلق بالحكام فلا أهتم بذلك».

وفيما يخص كون منتخب إيران الأصعب، قال: «شاهدنا منتخبات كبيرة خرجت من البطولة مثل اليابان وأستراليا والسعودية والإمارات، لا يمكن أن نقول طريقنا سهلة، لا توجد مباراة سهلة، لكن إذا تحدثنا عن أنه المنتخب الأصعب، نعم سنقول كذلك لكونها مواجهة نصف النهائي».

وختم مدرب قطر الحديث: «هذه المرة الثانية التي نصل فيها إلى نصف النهائي، صحيح لدينا شغف ورغبة وأن نصل إلى المباراة النهائية وأن نتوج باللقب، لكن لا يمكن أن نقول إن عدم وصولنا إلى المباراة النهائية فشل، نريد أن نصل إلى المباراة النهائية، ولكن عدم تحقيق ذلك لا يمكن أن نصفه بالفشل، أعرف أن الجميع لديه الطموح والرغبة».

طارق سلمان لاعب منتخب قطر في المؤتمر الصحافي (تصوير: بشير صالح)

من جانبه، قال طارق سلمان لاعب منتخب قطر: «المباراة صعبة، نعم هناك إجهاد وتعب، ولكن الوصول إلى هذه النقطة إنجاز كبير، ندرك أنها مباراة صعبة ومتحمسون لها، وبإذن الله نصل إلى النهائي».

ومضى نجم العنابي في حديثه: «المعنويات مرتفعة والكل مركز، مباراة منتخب إيران قوية، لديهم لاعبون يلعبون في أوروبا، وهذا حافز أن نقدم 200 بالمائة ونجعل الشعب فخوراً بنا».

وعن الدوافع في المواجهة لبلوغ النهائي، قال: «الدافع لنا مضاعف أيضاً، نحن أبطال 2019، نهدف لتكرار ذلك، منتخب إيران لم يحقق اللقب منذ سنوات، ولكن لدينا تركيز وحماس، وبإذن الله نصل إلى النهائي ونحقق اللقب».

وفيما يتعلق بالأجواء بين اللاعبين، وهل يوجد حديث عن الضغوطات، قال: «المعنويات عالية والطموح يكبر، حالياً نهدف إلى الوصول للنهائي، نركز في ذلك وكلنا ثقة في بعضنا».

وختم حديثه عمن يسجل في المواجهة، وقال: «أتمنى الكل يسجل، لا يهم أكرم أو طارق أو حسن، المهم أن نحقق الفوز ونصل إلى النهائي، ومتأكد لو سألت اللاعبين ستجد الإجابة نفسها».


مقالات ذات صلة

الأخضر يسعى لفتح شهية «مهاجميه» أمام إندونيسيا

رياضة سعودية مدرب الأخضر يمازح محمد كنو خلال التدريبات (أ.ف.ب)

الأخضر يسعى لفتح شهية «مهاجميه» أمام إندونيسيا

يواصل مهاجمو المنتخب السعودي غيابهم عن تسجيل الأهداف منذ 165 يوماً، حيث حضر آخر هدف حمل توقيع وبصمة فراس البريكان في اللقاء الذي جمع الأخضر ونظيره منتخب باكستان

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية هاجيمي مورياسو (إ.ب.أ)

مورياسو مدرب اليابان: نسعى للفوز بلقب كأس العالم 2026

طالب هاجيمي مورياسو مدرب اليابان لاعبيه بالحفاظ على تركيزهم على الفوز بكل مباراة، بعد أن حدد لفريقه هدفاً كبيراً يتمثل في الفوز بكأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية تعد كأس آسيا للسيدات هي الأكبر منذ استضافة أستراليا كأس العالم للسيدات 2023 (الاتحاد الآسيوي)

سيدني وبيرث تستضيفان بعض منافسات كأس آسيا للسيدات

أعلن منظمون، الأربعاء، أن بطولة كأس آسيا للسيدات 2026 لكرة القدم، المقررة في أستراليا، ستُقام في الفترة من أول مارس إلى 21 من الشهر نفسه.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية من المتوقع أن يغيب عن تشكيلة الأردن لاعب خط الوسط نور الروابدة (الاتحاد الأردني)

التعمري والنعيمات ضمن تشكيلة الأردن لمواجهتي العراق والكويت

تصدَّر النجمان موسى التعمري لاعب مونبلييه الفرنسي ويزن النعيمات لاعب العربي القطري قائمة منتخب الأردن لكرة القدم التي أعلنها المدير الفني جمال سلامي الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عربية منتخب لبنان خلال مشاركته في كأس مرديكا الدولية بماليزيا مؤخراً (الاتحاد اللبناني)

منتخب لبنان يتأهب في الدوحة استعداداً لوديتي تايلاند وميانمار

دخل منتخب لبنان لكرة القدم في معسكر تدريبي بالدوحة لمدة 5 أيام، استعداداً لمواجهتي تايلاند وميانمار ودياً في 14 و19 نوفمبر الحالي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.