الأهلي المصري يقوي هجومه بالفرنسي موديست

المهاجم الفرنسي أنتوني موديست لاعب بوروسيا دورتموند الألماني (الشرق الأوسط)
المهاجم الفرنسي أنتوني موديست لاعب بوروسيا دورتموند الألماني (الشرق الأوسط)
TT

الأهلي المصري يقوي هجومه بالفرنسي موديست

المهاجم الفرنسي أنتوني موديست لاعب بوروسيا دورتموند الألماني (الشرق الأوسط)
المهاجم الفرنسي أنتوني موديست لاعب بوروسيا دورتموند الألماني (الشرق الأوسط)

وصل المهاجم الفرنسي أنتوني موديست إلى العاصمة المصرية القاهرة، وذلك للانضمام رسمياً إلى النادي الأهلي المصري بعقد لمدة عام واحد قابل للتجديد.

واجتاز موديست الفحوصات الطبية الروتينية، حيث من المتوقع أن يُوقَّع العقد والإعلان رسمياً عن الصفقة الاثنين.

وبضم موديست يسدل الستار على عملية ضم مهاجم لصفوف الأهلي، والتي استغرقت طيلة الأسابيع الماضية، وشملت ترشيحات لأسماء كثيرة؛ مثل جاكسون موليكا مهاجم بشكتاش التركي، وجوستافو سوزا لاعب تشونبوك هيونداي الكوري الجنوبي.

وتخلى الأهلي عن مهاجمه محمد شريف لنادي الخليج السعودي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، في مقابل استعادة مهاجمه صلاح محسن الذي كان معاراً لفريق سيراميكا كليوباترا.

وأثار ضم موديست الكثير من الاعتراضات بين جماهير النادي الأهلي، خصوصاً بسبب كبر سنه (35 عاماً)، وضعف معدله التهديفي في الموسم الأخير الذي لعبه بقميص بوروسيا دورتموند الألماني ولم يسجل فيه سوى هدفين في 28 مباراة في كافة المسابقات.

واستهل موديست مسيرته الاحترافية من نادي نيس الفرنسي، قبل أن يدافع عن ألوان فرق أنجيه وبوردو وباستيا وسانت إيتيان في فرنسا، بلاكبيرن روفرز في إنجلترا، هوفينهايم وكولن وبوروسيا دورتموند في ألمانيا، بالإضافة لموسم وحيد قضاه في الصين بقميص فريق تيانجين كوانجين.

كان أفضل موسمين على الصعيد التهديفي للاعب رفقة فريق كولن، موسم 2016 - 2017 حيث أحرز 27 هدفاً في 37 مباراة، وموسم 2021 - 2022 عندما أحرز 23 هدفاً في 35 مباراة.

يستعد الأهلي للكثير من الاستحقاقات في الأشهر القليلة المقبلة، حيث سيخوض الفريق مباراة كأس السوبر الأفريقية في مدينة الطائف السعودية يوم الجمعة المقبل ضد فريق اتحاد العاصمة الجزائري، بينما سينطلق الموسم الجديد للدوري المصري يوم 18 سبتمبر (أيلول) الحالي.

وسيستهل الأهلي دفاعه عن لقبه في بطولة دوري أبطال أفريقيا بمواجهة سان جورج الإثيوبي أواخر سبتمبر الحالي، كما سيدشن الفريق مشاركته في بطولة الدوري الأفريقي المستحدثة بمواجهة سيمبا التنزاني في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

سيخوض الأهلي بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام بالسعودية ممثلاً للقارة السمراء، حيث أوقعته القرعة في الدور ربع النهائي ضد الفائز من مواجهة الاتحاد السعودي وأوكلاند سيتي النيوزيلندي.


مقالات ذات صلة

مدرب الأهلي المصري: هدفنا ملاقاة الريال في «نهائي القارات»

رياضة عربية مارسيل كولر يتطلع لمواجهة الريال في نهائي القارات (الأهلي المصري)

مدرب الأهلي المصري: هدفنا ملاقاة الريال في «نهائي القارات»

قال السويسري مارسيل كولر مدرب الأهلي حامل لقب الدوري المصري الممتاز إنه يهدف إلى مواجهة ريال مدريد الإسباني في نهائي بطولة العالم للقارات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية صراع بين زيزو والشحات وشوبير للفوز بجائزة الأفضل داخل أفريقيا

صراع بين زيزو والشحات وشوبير للفوز بجائزة الأفضل داخل أفريقيا

يتنافس الثلاثي المصري حسين الشحات ومصطفى شوبير وأحمد سيد زيزو على جائزة أفضل لاعب داخل أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية خالد عبد الفتاح لاعب النادي الأهلي (حسابه على «إنستغرام»)

رياضيون مصريون ينتقدون «اعتذار» لاعب بالأهلي لتهنئة مهاجم بيراميدز

انتقد رياضيون مصريون واقعة اعتذار لاعب فريق الأهلي المصري خالد عبد الفتاح، لجماهير النادي بسبب تهنئته صديقه مروان حمدي مهاجم فريق بيراميدز.

رشا أحمد (القاهرة )
رياضة عربية حسين الشحات لاعب الأهلي (صفحة اللاعب على فيسبوك)

مصر: الصلح يُنهي أزمة الشحات والشيبي بعد 18 شهراً من «الخِصام»

بعد نحو عام ونصف العام من «الخِصام» بينهما، أنهى الصلح أزمة المصري حسين الشحات، لاعب الأهلي، والمغربي محمد الشيبي.

محمد عجم (القاهرة)
رياضة عالمية جماهير الزمالك لا تتوقف عن دعم فريقها لمواصلة المنافسة (نادي الزمالك)

الدوري المصري: صدارة ثلاثية وأزمات التحكيم مستمرة

انتهت المرحلة الثانية من الدوري المصري لكرة القدم بانفراد الأهلي حامل اللقب، وغريمه التقليدي الزمالك، والاتحاد السكندري، بالصدارة بعدما نجحت في تحقيق الفوز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.