حققت تشكيلة «الأهلي»، في السنوات الأخيرة، إنجازات ربما تفوق المتوقع، وهيمنت على أفريقيا لتدخل في مقارنة مع الجيل الذهبي للنادي في عهد المدرب البرتغالي مانويل جوزيه، رغم الفوارق الفردية الهائلة.
وبتفوقه في النهائي على «الوداد» المغربي، أمس الأحد، حصد «الأهلي» لقب «دوري أبطال أفريقيا»، للمرة الثالثة في 4 سنوات، مقابل خسارة نهائي واحد في هذه الفترة، مكرراً ما فعله الجيل الذهبي بين 2005 و2008.
وتُوّج «الأهلي» باللقب القارّي في 2020 و2021 مع المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، وخسر معه نهائي 2022 أمام «الوداد»، ثم ردّ اعتباره بالثأر لنفسه من الفريق المغربي، هذا العام، في أول موسم للمدرب مارسيل كولر.
وتحققت هذه النجاحات، تحت ضغوط هائلة على اللاعبين، فربما لم يَسلم لاعب من التشكيلة الحالية من الانتقادات، وحتى أبرز نجوم الفريق، وعلى رأسهم الحارس والقائد محمد الشناوي، والظهير المخضرم علي معلول، والمهاجم محمد شريف، وصانع اللعب محمد مجدي (قفشة).
وكان المهاجم بيرسي تاو قاب قوسين من مغادرة الفريق، بعد هجوم لاذع، قبل أن يتحول مع كولر، هذا الموسم، إلى عنصر مؤثر في التتويج القارّي، كما أصبح الجناح حسين الشحات محبوباً من الجماهير، بعد تألقه، هذا الموسم، عقب فترة طويلة من انتقاد مستواه.
وعلى النقيض، كان جيل جوزيه محصَّناً من الانتقادات، إذ ضم أساطير بحجم محمد أبو تريكة، ومحمد بركات، ووائل جمعة، وعماد متعب، وعصام الحضري، ورغم ذلك تجوز المقارنة بين الجيلين في حصيلة الألقاب.
لكن يتفوق جيل جوزيه، بالتأكيد، في الأداء الجمالي الممتع، والهيمنة المحلية التامة، إذ احتكر لقب «الدوري المصري الممتاز» من 2005 - 2014، بينما غادر موسيماني منصبه، وسط سيطرة «الزمالك» على المسابقة المحلية في الموسمين الماضيين، ورغم ألقابه انتقده البعض بسبب الأداء المتحفظ في بعض الأحيان.
كما يرى البعض أن مستوى «دوري الأبطال»، في بداية الألفية الثانية، كان أقوى من الوقت الحالي، ما يعزز أسهم أبناء جوزيه.
وفيما يلي سنرى كيف نجحت تشكيلة «الأهلي» الحالية في دخول مقارنة مع الجيل الذهبي.
الضربة القاضية من قفشة وأبو تريكة: يشعر جمهور «الأهلي» بالحيرة دائماً في المفاضلة بين الهدف الأغلى في تاريخ النادي بـ«دوري الأبطال»، بين هدف أبو تريكة القاتل في شِباك «الصفاقسي» في تونس، الذي حسم اللقب في 2006 بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 92، وهدف قفشة بتسديدة مذهلة الذي حسم لقب 2020 على حساب الغريم التقليدي «الزمالك» في الدقيقة 86، وإن كان أبو تريكة نفسه يعتبر أن هدف قفشة هو الأغلى في تاريخ النادي.
برونزية العالم: اعتاد «الأهلي» المشاركة في «كأس العالم للأندية» منذ ظهوره الأول في 2005، وحقق الميدالية البرونزية 3 مرات في 2006 مع جوزيه، وفي 2020 و2021 مع موسيماني، كما حقق المركز الرابع في 2012 و2022 تحت قيادة حسام البدري وكولر.
وسجل أبو تريكة 4 أهداف في مشاركاته بالبطولة، ويقترب منه الجناح الحالي أحمد عبد القادر بفارق هدف واحد.
التفوق على «الزمالك»: يبدو «الأهلي» مرشحاً لحسم لقب «الدوري المصري» مبكراً، هذا الموسم، وبفارق نقاط كبير عن «الزمالك»، بما يعيد للذاكرة فترات التفوق الكاسح على غريمه مع جوزيه.
ويحتل «الأهلي» المركز الثاني حالياً بفارق نقطتين خلف «بيراميدز» المتصدر، بينما يحتل «الزمالك» المركز الرابع بفارق 10 نقاط عن «الأهلي» الذي تتبقى له 6 مباريات مؤجلة، لذا يمكنه حسم اللقب بفارق ضخم.
وفي موسم جوزيه الأول بـ«الأهلي» 2004 - 2005، حسم اللقب بفارق 38 نقطة عن «الزمالك»، الذي أنهى الموسم بالمركز السادس، بينما كان الفارق 31 نقطة مع «إنبي» وصيف البطل، كما حقق اللقب بموسم 2007 - 2008 بفارق 17 نقطة عن غريمه.
وفي بداية فترة موسيماني، حقق لقب «الدوري» بفارق 21 نقطة عن «الزمالك» الوصيف.