أحدثت مباراة «ماراثونية» جمعت فريقي «إنبي» و«فيوتشر» في دور الـ16 لبطولة كأس مصر لكرة القدم، التي انتهت بفوز الأول بنتيجة 6 - 5، حالة من الجدل والسخرية بين جمهور الكرة المصرية، بعد أن امتدت المباراة إلى ركلات الترجيح، وشهد شوطاها كثيراً من الأحداث والمفارقات والحالات التحكيمية.
بدأت المباراة في الساعة التاسعة والنصف (مساء الأحد) لتنتهي في الساعات الأولى من يوم (الإثنين)، بعد أن امتد زمنها لنحو 3 ساعات و20 دقيقة، ما جعل متابعون ومغردون يصفونها بـ«أطول» مباراة كرة قدم تشهدها الكرة المصرية.
وبدأ الجدل مع الشوط الثاني من عُمر اللقاء، بعد أن تقدم «فيوتشر» بهدف في الدقيقة 57، إلا أن لاعبي فريق إنبي اعترضوا على صحة الهدف لكون الكرة اصطدمت بقدم حكم اللقاء نادر قمر الدولة خلال الهجمة وقبل أن تصل الكرة للمرمى، وهو ما جعل الحكم يتجه لتقنية الفيديو (الفار)، للتأكد من لمسه للكرة أم لا، ما أثار سخرية كثير من المشجعين.
ومع توجه الحكم لشاشة «الفار» تبين تعطلها، ولم يستطع مراجعة اللعبة، ما استدعى توقف المباراة لمدة 15 دقيقة لحين إصلاحها، ومن بعدها وبالرجوع للقطة الهدف أصدر الحكم قراره بصحته. ليكون القرار بداية فترة طويلة أخرى من التوقف بسبب اعتراضات فريق إنبي، الذي خرج لاعبوه من أرض الملعب رافضين استكمال اللقاء.
واستمر التوقف حتى الدقيقة 81 من زمن المباراة، إلى أن عاد فريق إنبي لأرض الملعب من أجل استكمالها. واحتسب الحكم 25 دقيقة وقتاً بدلاً من الضائع، بسبب توقف اللعب لفترة طويلة.
وشهدت الدقيقة 105 بداية لصفحة جديدة من الإثارة في المباراة عندما طالب لاعبو إنبي باحتساب ركلة جزاء. وبالفعل توقف اللعب وخرج الحكم لمراجعة «الفار» مرة أخرى، ما ترتب عليه احتساب ركلة جزاء لصالح «إنبي»، وهو ما أثار اعتراض إداريي منافسهم بشدة على الحكم، الذي بدوره أشهر البطاقة الحمراء في وجه المدير الرياضي في «فيوتشر»، لتزداد أجواء المباراة سخونة. وبنجاح تسديد ركلة الجزاء، أدرك إنبي التعادل في الدقيقة 110.
واستمر الوقت الأصلي للمباراة إلى الدقيقة 120 إلى أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة والذهاب إلى الشوطين الإضافيين، ومن بعدها ركلات الترجيح، التي انحازت لفريق إنبي، ليتأهل إلى دور الـ8 لبطولة كأس مصر. وعقب إطلاق حكم اللقاء صافرة النهاية، تحولت المباراة إلى مادة للسخرية والانتقاد على منصات التواصل الاجتماعي، سواء من جانب المحللين الرياضيين أو الجمهور.
وقال أحمد حسن، قائد المنتخب المصري الأسبق، ساخراً على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أخيراً انتهت مباراة (فيوتشر) و(إنبي) في كأس مصر. من عجائب الكرة المصرية أن المباراة بدأت يوم الأحد وانتهت يوم الإثنين، 25 دقيقة وقت بدل ضائع، (وان تو) بين الحكم واللاعب والهدف يحتسب عادي، و(الفار) يتعطل 15 دقيقة ويصلحوه... وما زال الإبهار مستمراً».
فيما قال الإعلامي المصري، أحمد شوبير: «مباراة إنبي وفيوتشر بدأت أول إمبارح وخلصت إمبارح، فضلت 3 ساعات و18 دقيقة». كما علق طارق السيد، لاعب نادي الزمالك الأسبق، ضاحكا على أحداث المباراة: «ماتش إنبي وفيوتشر للتاريخ».
بينما وصف الإعلامي واللاعب السابق، أحمد حسام ميدو، اللقاء بقوله: «اللي حصل في ماتش فيوتشر وإنبي فضيحة». كما تحول حكم المباراة نادر قمر الدولة إلى «ترند»، خصوصاً بعد أن قرر مسؤولو لجنة الحكام باتحاد الكرة المصري، برئاسة البرتغالي فيتور ميلو بيريرا، (الاثنين)، استدعاء طاقم تحكيم المباراة إلى مقر اتحاد الكرة، للتحقيق معهم والاستماع لهم في الأحداث والقرارات التحكيمية التي شهدها اللقاء، بالإضافة إلى الاستماع لمحادثات تقنية الفيديو.
تعليقاً، قال الناقد الرياضي المصري، مصطفى صابر، إن «المباراة تعد الأطول في الملاعب المصرية، بعد أن استمرت لأكثر من 3 ساعات»، لافتاً أن «حكم المباراة فقد السيطرة على مجريات المباراة». وأضاف صابر لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما رأيناه في المباراة قد يعود إلى (عدم معرفة) حكم المباراة بالقانون، لأن الخطأ هنا وقع عند اصطدام الكرة به، فوفق تعديلات الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2019 فإنه إذا لمست الكرة الحكم في إحدى الهجمات، بإمكانه إجراء إسقاط للكرة، على عكس ما كان يحسب من قبل بأن الحكم مثل الهواء، وبالتالي فهو خطأ ليس تقديري، لكنها حالة واضحة في قانون كرة القدم لم يطبقها الحكم، فلم يوقف المباراة وجعل اللعب مستمراً». ويتوقع صابر أن «يتم توقيع عقوبة على حكم المباراة».